Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > المنتدي الأدبي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

 
 
Thread Tools Display Modes
Prev Previous Post   Next Post Next
Old 12-08-2011, 06:37 AM   #1
 
عارف عبد الرحمن

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 42
المشاركات : 1,617
بمعدل : 0.31



عارف عبد الرحمن is offline
Default من رمادها تنبعث أليس .. قصيدة رائعة

شعر الدكتور : عمر عبد الماجد

القاها الشاعر في مؤتمراتحاد الكتاب السودانيين في ذكري جمال محمد احمد
كانت «أليسُ» تستحِمُ
فى بخارِ الماءِ بين جوقةِ الطيورِ
والاسماكِ والصدفْ.
ناهدةً ..
مبتلة الشعرِ ...
تغزلُ من أحلامها عرائشَ
النسرينِ واللبلابِ والخُزامْ.
وتنتقى لنفسها مكانةً ...
على مقاعدِ الأمامْ.
واثقةً ...
مزهوة بلونها الازرقِ ...
كاليراعِ فى الظلامْ.
تجئُ من سجنجلِ المياهِ1
تحت فضةِ القمرْ.
وعند هجعةِ النهرْ.
وحينما تغفو عيونُ السرو والجميزِ والدليبْ.
منسوجةُ القوامِ ..
من حريرِ العشبِ
فى الغاباتِ والجزرْ.
ومثلَ نخلةٍ راسخةِ الجذورِ ..
فى الترابْ ...
كانت تقولُ للرياحِ والرعودِ ..
فى ملاءةِ الظلامْ :-
«أسرجتُ خيلى فاقبلى ... «
«أو فادبرى إن شئتِ»
«لا يهمُ ...
ما تُسِرهُ الرياحُ والرعودْ» !!
« جذعى كبرجِ البحرِ ...
«تُجفِلُ الامواجُ والحيتانُ من نِطاحهِ العنيدْ.»
كانتْ تقولُ للنسيمِ حينما يهبُ أولُ الشتاءْ :-
«جدائلى تنوءُ بالرحيقِ والرطبْ «
«فارسِلْ مراوحَ الانسامِ»
«يُسْقِطُ العرجونُ حِملَهُ من الثمرْ. «
كانت كغيمةٍ معطاءةٍ سكوبْ.
تَسِحُ ما تَسِحُ ..
من عصيرِ ضرعها على الحقولِ
والدروبِ والشجرْ.
فيستفيقُ من ثباته الحجرْ
وينتشى العصفورُ فى غنائهِ القشيبْ.
لكنها ...
والقمرُ فى محاقهٍ الشهرىِ ... ،
والكوكبُ القطبى حينما يصيرُ ضوءه إلى أفولْ ...
تهوى جذوعُ النخلِ
دون أن تمسها فؤوس.
منهكةً مع تعاقبُ الأزمانِ وإستعادةِ الفصولْ.
خاويةً ...
طريحةً مع إنحسار النبضِ
عند مفرقِ الطريقْ.
من دونِ ما إشارةٍ
أو خبرٍ يحطُ من جناح طائرٍ ...
فى رحلةِ الشتاءِ أو بدايةِ الخريفْ.
سفينةُ ُ تغوصُ فى أجاجِ الملحِ
مبحوحةُ الأجراسِ
فى ضراعةِ الملهوفِ تستغيثْ ...
بالقادمينَ من أوازى الموجِ ...
كالحيتانِ فى إصطخابها المميتْ .
أو خارجينَ من شقوقِ الارضِ كالديدانِ ...
حالمينَ بالغنيمةْ.
عيونهم كأعينِ الجرادِ ...
حينما يباغت الحقولْ.
مسكينةُ ُ من باتَ ثديُها ...
وليمهْ.
لكلِ عابرٍ
وكل آمرٍ
وكل طارقٍ مغامرٍ
وكل ساربٍ بالليلِ ...
مستظلُ بالنهارْ.
ترى يعودُ من بياتهِ الشتوىِ ..
ضفدعُ المياهْ ؟
أو للجذوعِ الخاوياتِ
رعشةُ الحياةْ ؟
متى يؤوب كل طائر لعشهِ ...
إذا أراد فى النهار .. ؟
من دونٍ أن يهابَ صائداً ...
او قاطعاً طريقْ ؟
سمعتُ فى المنامِ حينما غفوتُ ...
صليلَ قدمِ الفجرِ
فى ذؤابةِ الشجرْ ...
يرنُ فى قرارةِ الثباتِ
وإنكفاءةِ المواتِ
وإستطالةِ الخدرْ.
الله !!
ما أروعَ هذا القادمُ ...
فى سروجِ الريحِ ينهبُ البرارى ...
عدواً على سنابك الخيولِ ...
والطبولِ والغناءْ.
شَمِمتُ عطرَهُ ...
الذى يضمخُ الاجواءَ فى البعيدْ.
فقلتُ فى سريرتى
لعلها «أليسْ»
تعود من رمادِ رمسهاِ ...
ووقدةِ الحريقْ ...
شامخةً كمئذنه.
عنقاءُ ..
ترفلُ فى بريقِ ريشهاِ المُزجَّلِ الانيقْ2
(1) يعتقد أفراد قبيلة الشلك فى الروح المقدس نيكان الذى يخرج من وقت لآخر من مياه النيل فى زى فتاة رائعة الجمال فيبتهل الناس ويقدمون القرابين لروح النهر.
(2)جاء فى الأسطورة أن طائر الفينيق كان يحترق كلما إقترب من أبواب مدينه بعلبك ثم لا يلبث أن ينبعث ثانية من رماده ليعاود محاولته كرة أخرى.


التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC] رعتني أرضها طفلا…… فكيف أسومها غدري
وأصبو لذاتها عمري …… وحق لخيرها شكري
  Reply With Quote
 


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 01:59 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com