اتوكلنا علي الله ...

القصة : اتوكلنا علي الله ..
الكاتب : معاوية شادول

بالرغم من انو محمد محجوب امس بالليل كان مساهر في القوز مع اصحابو واولاد الحلي لانهم كانو متابعين في الرادي مباراة في كرة القدم بين فريقي القمة الهلال والمريخ خصوصا وانهم جابو حجار جديدة قبل الكورة بي دقائق ليظهر صوت الرشيد بدوي عبيد واضحا ( كورة طوووووويلة من عبدالسلام حميدة في اتجاه ابراهوما بمرر سريع خد وهات لي نميري احمد سعيد بيقطعا كومي ويمرر اوفر عااااااالي لانس النور ... ) وبالرغم انو كانو مساهرين باعتبار انو دا سهر في البلد عموما كونو المباراة تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي حوالي العاشرة والنصف مساء وبالرغم من ان التعادل كان سيد الموقف ونامت البلد مرتاحة لا غالب ولا مغلوب دون جوطة او مكاواة الا انو محمد محجوب قام بدري زي عادتو صلي الصبح بدري وهو يلم في البرش حق الصلاة يردد استغفر الله .. اللهم تقبل مننا وهو ماشي علي الحيطة الفاصل بين حوش الحريم وديوان الرجال لقى البستلة حقت اللبن شالا واتوكل علي المراح حق البقر.. وبعد كم لفة علي اتجاه الزرائب لقي حاجة حليمة جارتم شايلي كورتا ماشى علي مراح الغنم بتاعا .. كل يوم يتقابلو في نفس المكان بل والزمان .. تقدر تضبط عليهم الوقت يوميا .. اذا ما اتقابلو معناها سبب قوي حصل او واحد فيهم عيان ..
- صباح الخير يا حاجة حليمة كيفنك
- صباح الخير يا محمد محجوب يا ولدي نعلك طيب
يا الله يا حاجة حليمة الله يديم عليك الصحة والعافية وطولة العمر عندها ولدين كبار وبنت اتزوجو كلهم وهي الان قاعدة مع بنتها لكنها عادتا ما بتخليها .. تحلب وتحش القش ولو ربطوها ما بتقعد في الواطة .. عشان كده لسه ربنا مديها الصحة والعافية .. لو كان ما قاعدا تتحرك زي ما قالت كان اتكسرت قعدت .. وكمان لقى بابكر يشد في سرج الحصان وكارتو .. وهو ماشي علي الزريبا البي فوق .. صوت العصافير الفي الشجر الصباحية دي كانها تسبح في تناغم جميل .. وريحة الجرف وندى الدغش .. هواء يرد الروح مع شوية برد ونسمة باردي .. لكنها ياها البلد نفس الشخوص والاماكن .. اصلا في حاجات ما بتتغير .. حتي لدرجة عمرك راح ما بتحسبو وانك اتحولتا بقيت من شاب راجل عديل .. ووصل الزريبة البقرة الفيها اللبن كانها كانت منتظرا .. قبل ما يفك ليها عجلا قامت جات عليهو .. ومحمد محجوب قعد تحتا .. والعجل الصغيريهز في ضنبو بطريقة لا ارادية وغريزة طبيعية فرحا ليس بشرب اللبن فقط بل بملاقاة امو .. وبعد ما انتها من حلب البقرة بكل حنية خلى العجل يرضع الباقي ومرق .. لمن وصل البيت كانت اخر العنقود اختو اماني قامت من النوم صلت وجابت باقي الواقود والكروق اللقطتو من الزريبة امس العصرية هي وبنات الحلي ..
- صباح الخير محمد اخوي
- صباح الخير يا اماني .. امي صحت والله لسه .. وينا ماني شايفا في عنقريبا
- امي صحت من قبيل وتصلي لاجوة دا
مشي وقف في باب الاوضة كانت حاجة امنة امو تصلي وهي قاعدة .. وقصادا طوالي في برواز معلق فيهو صورتا وهي عروس مع ابوهو .. يمكن يكون عمرا 15 سنة وابوهو ما فات 20 سنة .. صورة اكثر من رائعة .. وكعادة الناس الكبار تقراء في التشهد بي صوت عالي ونصو مسموع ( التحيات لله .. اشهد ان لا اله الا الله .. السلام عليكم .. السلام عليكم .. ) وهي تتلفت يمين وشمال ..
- وعليكم السلام يمة .. صباح الخير وحرما .. وهو يقبل راسا ..
- جمعا يا محمد ولدي عافي منك عفوا ينجحك ويغطيك
الله يا يمة عفوك دا هو السبب الخلاني ما امرق من البلد دي .. ولاافوتكم وافارقكم انتي وابوي شبر واحد .. هو الخلاني دقري لا الف ولا ادور .. هو الخلاني صابر وقانع بي معيشتي .. وقطع تفكيرو صوت امو ..
- يا محمد يا ولدي ما تعرس تفرحني
- يمة احمد اخوي الاكبر مني قاعد كيفن اعرس قبلو
- احمد اخوك دا انا فترتا من الكلام معاهو
- طيب يا يمة حاضر ..
وهو يطيب في خاطر امو قالا وهو مارق علي حوش الرجال .. ولقي جمب الماسورة بتاعت الموية الفي الحوش احمد اخوهو الكبير وهو يتسوك .. واحمد دا الاخ الاكبر عندو دكان في سوق الدبة لذلك ما ليهو دعوة بي امور الزراعة نهائي .. لكنه برضو ما اتزوج بالرغم من انو الاخ التاني خالد متزوج ومغترب في الخليج وكان رسل لي احمد شيلة من هناك .. وشاف ابوهو حاج محجوب صلي وراقد في عنقريبو.. والبرش والابريق في محلهن.. والموية السايلة بتاعت الوضوء ظاهرة .. زحا العصاية من طرف السرير وقعد وابوهو لسه ماسك السبحة ويردد ( سبحان الله .. الحمد الله .. )
- صباح الخير ابوي .. الرطوبة اليوم كيف معاك
- صباح الخير يا محمد يا ولدي امبارح كان في برد لكن ما دخلنا جوة
- ايوا يا ابوي انا قمتا من النوم لقيت شالك نصو في الواطة وما متغطي غطيتك
- عافي منك .. بس انا بحب البرد وهو سبب الرطوبة
وجا احمد وجاب معاهو كرسي وطربيزة وقبل ما يقول صباح الخير كانت ريحة اللبن المقنن صابقا اماني وهي جايبا شاي اللبن وماشا عليهم
- صباح الخير
- صباح الخير يا اماني يا بتي الله يديك العافية
محمد قام يفكر في اماني اختو دي خلصت الثانوي وقعدت عشان اخواتا الكبار سلمي ومني كلهن اتزوجن زي عادة ناس البلد بدري بدري وامي كبرت وهي زاتا هسع كل يوم يتقدم ليها عريس والله بعد تمشي الا يعرس احمد اخوي دا واحدة تشيل الحمل بتاع البيت دا كلو .. وقطع تفكيرو قولة ابوهو حاج محجوب ..
- انتو مصطفى اخوكم دا لسه ما قام من النوم .. صحيهو يا محمد يا ولدي
- حاضر يا ابوي .. يا مصطفى يا ولد هوي قوم
ومصطفى بعد الكورة انتهت قعد ساهر مع اصحابو الجايين اجازة من الخرطوم لانهم يدرسو هناك في الجامعة .. عشان كده اول ما جا من بره بالليل دخل عنقريبو جوة الصالون براحة .. بس عشان ينوم علي راحتو والشمس ما تشرق فوقو ويصحي .. غايتو جيل عجيب .. وجا راجع لقى احمد اخوهو تاني عبأ الكبابي .. شاي اللبن المقنن دا ما بينفات .. والقعدة واللمة بتاعت الصباح دي جمب ابوي دي تسوي الدنيا وما فيها .. وكانهم يوزعوا في الادوار .. لانها دي سنة الحياة ودورانا .. احمد قايم لاحق المواصلات ماشي علي دكانو في السوق .. وحاج محجوب يشد حمارتو يشوف العمال البي تحت في البوقة ويقص التمر والبرسيم ..ومحمد داير يدور تركترو عندو شغل عند ناس ابراهيم الامين وبعد داك يمشي يجيب برسيمو لي البقر والبهائم في مراحا .. وفعلا كل واحد قام علي وجهتو .. ومحمد الصوت العارفو وحافظو ويستمتع بيهو صوت تدويرة التركتر( تتتررررررااااااا ) وكانهم متفقين وبي روتين ثابت ومعروف خرجوا كلهم في وقت واحد .. وهم يرددون ( اتوكلنا علي الله )

[عوض خضر]

توكلنا علي الله

Originally Posted by عوض خضر

توكلنا علي الله

العزيز عوض خضر
نعم اتوكلنا علي الله
وشكرا للمرور الراقي الجميل

[مأمون عبد الله النور]

معاوية شادول
كمية من الصور الجميلة التي يزخر بها شمالنا الغالي
أبدعت في سرد الصور -جعلتنا نعيشها معك ولم نراها
لكنني سمعت صوت التراكتور بصوته الذي لا تخطئه الأذن

ومن يتوكل على الله فهو حسبه