|
03-14-2010, 06:12 AM | #1 | ||||||||||
|
تقرير المصير أولا أم الانتخابات
..بدا واضحاً التباين في المواقف بين شريكي الحكم في السودان بشأن القضايا الراهنة خاصة الانتخابات، ولذلك لم يجدا إلا الكشف عن حقيقة هذه المواقف أمام قمة الإيقاد التي عقدت مؤخراً بنيروبي للبحث في ما تم إنجازه بسلام السودان، والتي قاطعها الرئيس البشير ورأى عدم ضرورة عقدها أصلًا باعتبار أن الايقاد والتي كانت شريكة أساسية باتفاقية نيفاشا للسلام لم تتابع تطورات القضية ولم يسأل أي من قادتها عن الامر منذ توقيع الاتفاقية عام 2005 وتركوا المهمة لامريكا والامم المتحدة. فالحركة الشعبية التي رأت في القمة فرصة لكشف الحقائق حول ما تم إنجازه بالاتفاقية اعلنت بكل وضوح على لسان رئيسها ورئيس حكومة الجنوب بأن تقرير المصير للجنوبين اولوية مطلقة وشدد على أن اي تأجيل للانتخابات يجب ان لا يؤثر على الاستفتاء المرتقب في يناير 2011. وهذا يعني ان الحركة غير معنية اصلا بالانتخابات الرئاسية اوالبرلمانية ولا بتحالفاتها ولا بنتائجها لانها ترى كما قال سلفاكير امام القمة ان «اجراء الانتخابات ليس شرطا مسبقا على الاستفتاء» وان شعب الجنوب يعلق اهمية اكبر على الاستفتاء منه على الانتخابات وان حق تقرير المصير بالنسبة لهم هو من اكبر انجازاتهم السياسية في اتفاقية السلام الشامل وسيدافعون عنه بأي ثمن. هذا القول يمثل النقيض تماما لتعهدات المؤتمر الوطني الذي يصر على اجراء الانتخابات قبل كل شيء لانه لا يملك البديل لها وان الانتخابات تشكل الاولوية القصوى التي يجب ان تعلو فوق كل الاولويات الأخرى بما فيها تقرير المصير لجنوب السودان ولذلك لم يجد نائب الرئيس علي عثمان الذي مثل المؤتمر الوطني في القمة الا القول بأن حكومة الوحدة الوطنية تأمل أن يختار الجنوبيون الوحدة بدلًا من الانفصال، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحكومة ستحترم نتائج الاستفتاء رغم ذلك ولم يتطرق للانتخابات التي استعد لها حزبه بالشمال قبل الجنوب. نعم هناك تباين واضح في المواقف بين الشريكين بشأن الواقع الحالي لتنفيذ الاتفاقية والاولويات الخاصة بتطبيقها على ارض الواقع كماأن هناك ايضا تبايناً واضحاً في مختلف القضايا بالساحة السودانية، فالحركة الشعبية تتهم المؤتمر الوطني بالتلكؤ في التنفيذ والالتزام بالتعهدات الخاصة باتفاقية السلام ووضح ذلك في مناشدة سلفاكير للقمة بالضغط على المؤتر الوطني عندما قال «اناشدكم بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بالكامل وبحسب جدولها الزمني»، و زاد اناشدكم باحترام خيار شعب جنوب السودان في استفتاء 2011. ولم يقل اناشدكم بدعم الخطوات الجارية لاجراء الانتخابات بالسودان او العمل على جعل وحدة السودان خياراً مطروحاً للجنوبين بل ركز في كل حديثه ومناشداته حول تقرير المصير وحقوق الجنوبيين التي حددتها لهم اتفاقية نيفاشا للسلام وهي حقوق متصلة بتقرير المصير فقط وهذا يؤكد ان الحركة لا ترغب في التمدد شمالا الا بالقدر الذي يحفظ لها حقوقها خلال الفترة الانتقالية. هذا هو الموقف الرسمي للحركة الشعبية والذي اعلنه سلفاكير ليس في الخرطوم او جوبا او واو التي زارها الاسبوع الماضي مع البشير واعلن عن استمرار الشراكة وانما من نيروبي وامام قادة الايقاد الذين دخلوا أخيراً في الخط بين الطرفين بعدما تخلوا طوعا او كرها عن دورهم كراعين للسلام الذي هم اول من بدأ جهوده منذ تسعينيات القرن الماضي. ولكن يبدو ان الايقاد تحولت الى مجرد متفرج عادي على مسرح الشريكين بعدما تولى الامر شركاؤها الذين اصبحوا الضامنين الحقيقيين للاتفاقية التي وقعت بنيفاشا في نياير 2005 واصبحوا يتطلعون الى قيام الدولة الجنوبية الحديثة بمنح الحركة الشعبية الضوء الاخضر، ولذلك فإن اى موقف آخر تقوله الحركة الشعبية بشأن وحدة السودان او الانتخابات الحالية ما هو الا للاستهلاك السياسي الداخلي كموقف مرحلي فقط لكسب الوقت ولكسب تعاطف احزاب المعارضة التي وجدت نفسها في مأزق ما بين تطلعاتها لقيام الانتخابات بدعم من الحركة وما بين تطلعات الحركة الشعبية اهدافها التي اعلنها رئيسها في نيروبي بكل وضوح وبدون لبث او تغليف، فالهدف واضح وهو تقرير المصير للجنوب بدون ربطه بقيام الانتخابات او عدمها. فالحركة الشعبية ظلت تتشدد في رسائلها الموجهة لكل الشعب السوداني بشأن وحدة السودان وآخرها مطالبة امينها العام باقان اموم للجنوبين بالتصويت للوحدة ولكنها في ذات الوقت تربط ذلك بشروط تعجيزية من الصعب على شريكته المؤتمر الوطني الموافقة عليها فهي تطالب بضرورة بناء نظام سياسي جديد بالسودان (مشروع دولة علمانية ديمقراطية خادمة لمواطنيها)، تكفل الحريات و تحترم التنوع، باعتبار ان ذلك يحفّز على الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب وهي تدرك تماما ان مشروع الدولة العلمانية الديمقراطية غير قابل للتنفيذ في ظل هيمنة شريك صاحب مشروع حضاري لن يقبل بعلمنة الدولة السودانية كما تدلك ايضا ان المعارضة الشمالية ليس بامكانها اقصاء المؤتمر الوطني من الحكم الا عبرها وهي لا ترغب في ذلك حاليا لان ذلك ليس من اولوياتها. ولا من من اهدافها الآنية. فهي قد حددت مواقفها بشأن خيار تقرير المصير للجنوب وتركت الشمال للمؤتمر الوطني وبررت الاسباب التي تقود الجنوبيين للانفصال وتحدثت ايضا عن المحفزات التي تقود لمشروع الدولة الموحدة التي تسع جميع ابنائها من الشمال والجنوب والشرق والغرب. وهذه المحفزات في نظر الحركة لن تتم عبر الانتخابات التي تطالب بها الاحزاب الشمالية المعارضة وانما عبر ضمانات دولية واقليمية ولكن يبدو ان الايقاد ليس من بين هؤلاء الضامنين لانها لا تملك لا القوة ولا المال التي تدعم هذه المحفزات التي تجعل خيار الوحدة جاذباً. فالسؤال المطروح ماذا بعد ما تمايزت المواقف بين شريكي الحكم بالسودان؟ وعرف الجميع مرامي واهداف وتطلعات كل منهما لسودان ما بعد ابريل.؟ هل تستمر الشراكة بكل تشاكساتها لتحقيق هذه الاهداف ام ان الانتخابات ستفرز واقعا جديدا قد تقود لفرض الشراكة نفسها، الامر الذي سيؤثر حتماً على اتفاقية السلام وكل ما بني عليها من مبادئ واهداف؟ من الواضح انه لا بديل امام الشريكين الا الشراكة لتنفيذ الاهداف المعلنة وغير المعلنة، فالحركة الشعبية تدرك ان تقرير المصير لن يتم الا بشراكة مع المؤتمر الوطني ولا احد غيره وان المؤتمر الوطني من جانبه يدرك ان استمراره في حكم السودان خلال الفترة الانتقالية قبل تقرير المصير مرهون بشراكة مع الحركة الشعبية ومن هنا فإن الخلافات بين الشريكين ليست مبدئية وانما هي متصلة بحقوق الجنوبيين التي وردت في اتفاقية نيفاشا وحقوق بعض المناطق التي ناصر ابناؤها الجنوبيين وهي جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان وابيي والحركة تدرك ان المؤتمر الوطني سيتنازل لها عن بعض الحقوق فيها مثلما تم في جنوب كردفان وابيي. قادة الحركة الشعبية يرون انفسهم المفوضين من قبل الجنوبيين لتحقيق مشروع دولة الجنوب عبر تنفيذ اتفاقية نيفاشا للسلام والتي من اهم بنودها تقرير حق المصير والمؤتمر الوطني من جانبه يرى نفسه مفوضاً من كل الشمال لتنفيذ الاتفاقية والتي لم يتم وفق رؤيته الا عبر قيام الانتخابات التي يمنحها تفويضاً شرعياً مع شريكته الحركة الشعبية ولذلك فهو يصر على استمرار التحالف والشراكة ويعمل على منع اى تقارب بين الحركة الشعبية والمعارضة الشمالية التي ورطتها الحركة في سجالاتها مع الشريك الاكبر من اجل الضغط عليه. فالواقع ان الاهداف والمرامي قد وضحت امام الشريكين وان تنفيذها يستلزم ان تتواصل الشراكة لا المشاكسة بينهما ولذلك فليس من المستبعد ان تشهد الساحة السياسية السودانية واقعا جديدا خلال الفترة القادمة لصالح استمرار هذه الشراكة خاصة وان لقاء واو والذي خاطبه البشير ونائبه سلفاكير والذي اعلنا من خلال تمسكهما بالشراكة ينبئ عن شيء ما يدبر لصالح بقاء البشير رئيسا للسودان للفترة ما بعد ابريل لان في ذلك ضمانة لهما لتنفيذ متطلبات وبنود الاتفاقية ومن بينهما تقرير المصير الذي يشكل المفصل الأهم للجنوبيين مثلما تشكل الانتخابات المفصل الاهم للمؤتمر الوطني. مشكلة الطرفين ليس في قيام الانتخابات والتحالفات كما يطالب المؤتمر الوطني تقرير مصيرالجنوب عبر الاستفتاء كما تطالب به الحركة الشعبية وانما في عدم الوفاء بالتعهدات والثقة المفقودة بينهما فالحركة الشعبية التي تركت الشمال ومشاكله للمؤتمر الوطني ظل يتهم شريكته بأنه يضع العراقيل امام تنفيذ الاتفاقية والتمسك بدولة الانقاذ التي تقوم على المشروع الحضاري والاقصائية التي تقود للانفصال و والعمل على جعل الحركة شريكة ذيلية في اطار دولة الانقاذ. هذه المواقف التي ظل يؤكدها اكثر من مسؤول جنوبي ان الجنوبين قد فقدوا الثقة تماما في الشريك الأكبر وفي امكانية استمرار وحدة السودان الحالية ومن هنا فلن تستطيع مصر التي استضافت لقاء الشريكين مؤخرا بالقاهرة لبحث افاق الوحدة او الايقاد في انقاذ ما يمكن انقاذه وكل ما هو مأمول ان يكون الانفصال سلساً بدون ازمات او مشاكل جانبية قد تقود السودان لحرب جديدة لا يرغب احد فيها. هذا الواقع يقود الى تساؤل حول مصير مرشح الحركة الشعبية للرئاسة والمنافس الاقوى للبشير ياسر عرمان والذي تنامت نفوذه وجعلت المؤتمر الوطني يسعى بكل جهد لمنع الحركة من ترشيحه، فهل سيواصل حملته ام ان تتنصل وتتخلى عنه في آخر المطاف لصالح البشير، الذي التزم بعدم ترشيح منافس قوي ضد سلفاكير لرئاسة الجنوب رغم دعم حزبه لمنافسه لام اكول الذي ظل يطلق نيران انتقاداته الحادة ضد حكومة الجنوب وضد الحركة الشعبية وسياساتها بالجنوب والشمال. الراية القطرية |
||||||||||
03-18-2010, 06:04 PM | #2 | ||||||||
|
الأخ أبو دبارة .. تحياتي : عاوز أقول ليك كلمة واحدة.. أنا أول المنادين بانفصال الجنوب .. ايه وراء الجنوب غير البلاوي والخراب .. ثم ماذا أستفدنا من الجنوب .. منذ الأستقلال أو قبله الجنوب ياخي زي السرطان أنهش نهش في قوي الأمة ـــ مش أمة الصادق ـــ ياخي أنفصلوا مع السلامة .. في ستين داهية ... |
||||||||
03-22-2010, 07:01 PM | #3 | ||||||||
|
اولا التحية لابودبارة ولك اخى عارف انت تتكلم عن الانفصال ولا ادرى ان كنت مستاء من الاوضاع السياسية وما وصل الية السودان من تردى وصل الى حد الاحباط ام انك تحمل كل الاخطاء لشعب جنوب السودان الذى ذاق ويلات التقتيل والنزوح والهروب لمناطق السودان الاخرى ليسكن اطراف المدن والقرى وليعيش معزول عن العالم تسلب حقوقة الادمية ويعيش كما صرح ادورد لينو مواطن من الدرجة الثانية هل الضرب على الميت اقرتة شريعتنا السمحة وهل التشفى فى شعب عائد من التمرد ليطالب بحقوق مدنية يتمتع بها اهل المركز واقاليمهم النائية دون عنا او رفع سلاح او رحلة تعادل نصف قرن مع الموت الذى لا يستثنى الاطفال والنساء والشيوخ اخى عارف نحن كلنا يجمعنا وطن حدادى مدادى والجنوب جزء عزيز من وطننا الذى تعب من الصراع الاثنى والتمييز الارعن ولو انفصل تصبح المشكلة اكثر تعقيدا ونسال اللة ان يجعل الوحدة هى الخيار الطوعى لجميع ابناء وطننا العزيز ولى عودة ان كان فى العمر بقية ودمت |
||||||||
|
|
|