اعترف مسؤول بارز في الحركة الشعبية التي تقود أعمال التمرد في جنوب السودان, أن الولايات المتحدة تدعم انفصال الجنوب, وتضخ أموالا كبيرة لتحقيق ذلك.وقال ممثل الحركة في الولايات المتحدة "إزيكيل لول جاتكوث" لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية بتاريخ 25/12/2009: إن واشنطن تكثف جهودها لمساعدة الجنوب على الاستقلال عن الشمال.وأوضح "جاتكوث" أن واشنطن تقدم دعما ماليا سنويا يقدر بمليار دولار للجنوب السوداني، مضيفا أن المبالغ تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة.وأضاف: "إن من بين أهداف حكومة الولايات المتحدة هو التأكيد على أن يصبح جنوب السودان في عام 2011 دولة قادرة على الاستمرار".ومن هنا يأتي السؤال, ما هي أسباب دعم الولايات المتحدة لانفصال الجنوب السوداني, رغم ما قد يشكله ذلك من خطورة بالغة على هذه المنطقة الاستراتيجية, وفتح المجال مجددا أمام نشوء عدة دول فاشلة, على غرار دولة الصومال, وغيرها. تنطلق الإجابة على هذا السؤال من التذكير بأهمية موقع السودان الاستراتيجي, فالسودان يعد أكبر دولة عربية من حيث المساحة, وتكمن أهميتها الإستراتيجية, ليس في مساحتها فقط, ولكن في كونها همزة وصل وجسر ناقل للثقافة والحضارة العربية, والديانة الإسلامية, للعمق الأفريقي الذي تسود فيه الوثنية. فالسودان بحدوده مترامية الأطراف, يلامس عدة دول عربية وإسلامية (مصر, ليبيا), كما يجاور عدة دول أفريقية (إثيوبيا, كينيا, أوغندا, زائير, جمهورية أفريقيا الوسطى, تشاد).ويتضح من هذا الجوار المتنوع أن جمهورية السودان تشكل منطقة التماس بين الشمال الأفريقي العربي المسلم, وأفريقيا جنوب الصحراء التي ما زالت تبحث عن هوية مميزة, حضاريا, ودينيا. وهي منطقة تكتسب أهميتها الإستراتيجية من جانبين:الأول: كونها تمثل المعبر الأساسي الذي يدخل منه الإسلام إلى بقية مناطق القارة في الوسط والجنوب.الثاني: كونها أكثر المناطق التي تضم تشكيلة متنوعة من القبائل العربية والأفريقية.ومن هنا جرى التركيز علي السودان, في إطار مخطط أمريكي, لقطع التواصل داخل القارة الأفريقية بين شمالها العربي المسلم, وجنوبها الباحث عن هوية, واعتبارها نقطة البدء, وقاعدة الانطلاق لتنفيذ الإستراتيجية الأمريكية.وتركزت تلك الإستراتيجية, في بعدها المعاصر, على استكمال مخطط فصل الجنوب عن الشمال, وتكوين دولة مسيحية في الجنوب, تصد أي توجه عربي أو إسلامي يحاول الولوج إلى عمق القارة الأفريقية انطلاقا من السودان.وقد ظهرت هذه الرغبة الأمريكية, جليا, في الاقتراح الذي قدمه المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى السودان "أندرو ناتسيوس" بإقامة منطقة عازلة بين الجانبين, الشمال والجنوب, في مساحة 40 كيلومترا, بواقع 20 كيلومترا داخل حدود الشمال, ومثلها داخل حدود الجنوب, تكون منزوعة السلاح, ويشرف عليها خبراء غربيون, ودعوتها للإسراع بترسيم الحدود بين الجانبين. وهذا المخطط الأمريكي, يرمى إلى تحقيق سلة من الأهداف, في مقدمتها الأهداف الحضارية والدينية, إضافة إلى أهداف سياسية واقتصادية أخرى.ـ الأهداف الحضارية:على رأس الأهداف التي تسعى إليها الولايات المتحدة, في إطار دعمها لانفصال جنوب السودان, قطع الطريق أمام الحضارة العربية والإسلامية لتجد لها موطئا مستقرا في العمق الأفريقي, وتصفية ما تبقى من هذا الوجود في أفريقيا جنوب الصحراء.فالرغبة السادية لإثبات تفوق الجنس الغربي وحضارته والتي عبر عنها فرانسيس فوكاياما في كتابه "نهاية التاريخ وخاتم البشر", شكلت الدافع والحافز لدى الولايات المتحدة لمحاولة كبح التمدد العربي الإسلامي المنافس والعدو اللدود له, وحصاره جغرافيا في أطراف القارة الشمالية, وحضاريا عن التواصل مع الجنوب الأفريقي, والقضاء على ذلك الوجود في منطقة جنوب الصحراء, في حملة تطهير عرقي لهذا الجنس العربي في العمق الأفريقي.ولذلك أدخلت الولايات المتحدة, العرب في صراع عرقي بينهم وبين الأفارقة, هدفه حصار هذا الوجود العربي في شريط ساحلي ضيق, وراحت تصنع من ورائه حاجزا وسدا منيعا بين حضارة عربية شمال القارة, وحضارة أفريقية مغرقة في التبعية, تسير في ركب الغرب, تريدها أن تسود القارة من ناحية أخرى.ونقطة البدء, كما أسلفنا, كانت عند التماس العربي الأفريقي الممثل في السودان, وصنع حاجز أفريقي بشري ضخم ممثلا في دولة الجنوب الأفريقية ـ المسيحية.وهذه الرغبة الأمريكية في تقسيم السودان, لخدمة مخططاتها وأهدافها الحضارية القائمة على أسس عرقية لعزل العرب المسلمين في الشمال عن بقية أجزاء القارة, أكدتها دراسة للباحث السوداني عبد الهادي الصديق عن "السودان والإفريقانية".فالباحث أكد في دراسته أن أغلبية الدول الأفريقية حصلت على استقلالها في الستينيات من القرن العشرين، ونشأت إبان ذلك حركة أطلق عليها الأفريقانية "حركة الجامعة الإفريقية", ومنها انبثقت حركة "الزنوجة" التي تعمق الفارق بين كل ما هو شمالي عربي مسلم، وجنوبي إفريقي مسيحي.وأطلت فكرة "الزنوجة" بقوة في المؤتمر السابع الذي انعقد في كمبالا في أغسطس 1994م، وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل مجموعة "التحالف من أجل أفريقيا", الذين أعدوا وبإدارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشؤون الأفريقية هيرمان كوهين ما عرف بـ"وثيقة كمبالا".وتركز جدول أعمال المؤتمر, على العناصر الكفيلة بتجزئة وتقسيم القارة انطلاقا من فكرة "الزنوجة", في إطار التكريس للمفهوم الاستعماري لتجزئة أفريقيا إلى أفريقيا السوداء جنوب الصحراء, وأفريقيا العربية شمال الصحراء.ـ الأهداف الدينية:أما عن الأهداف الدينية, فإنه وبرغم المظهر العلماني الذي تبديه الولايات المتحدة في مواجهة العالم, ودعوتها الدءوبة لفصل الدين عن مجريات الحياة لاسيما في شقها السياسي, إلا أننا نجد أن الدين ما زال القوة الأساسية المحركة لسياسات الغرب والولايات المتحدة خاصة تلك التي يواجه بها العالم العربي والإسلامي.فمحاربة الوجود الإسلامي, وجعل القارة الأفريقية الجنوبية بحيرة مسيحية, تنفر من الوجود العربي والإسلامي بقدر انجذابها إلى العالم الغربي المسيحي, كان وما زال على رأس الأهداف التي تصبو الولايات المتحدة لتحقيقها, من وراء مخططها المشار إليه.ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من إفساح المجال لتنصير القارة, بعدما شكل الإسلام, الذي ينطلق من العمق السوداني, العائق الأساسي أمام نشاطات التنصير رغم الإمكانيات الهائلة المتوافرة لتلك النشاطات.فالمصادر التنصيرية تذكر صراحة أن التبشير الإسلامي ظل يتقدم جنوبا بشكل مطرد منذ القرن السادس, ومن ثم فقد واجهة تنصير القارة صعوبة بالغة في كافة أرجاء المنطقة الوسطي والجنوبية في إفريقيا, بسبب هذا الغزو العربي والإسلامي, وانجذاب الأفارقة له. ولذلك مثلت إشكالية الوجود العربي والإسلامي في أفريقيا حضورا لافتا على غالب أجندات وفاعليات مؤتمرات التنصير المختلفة قديما وحديثا.وإذا كانت هذه هي الأهداف الرئيسة لدعم الولايات المتحدة وسعيها لانفصال جنوب السودان عن شماله, فإن أهدافا أخرى فرعية, اقتصادية وسياسية, تأتي لتؤكد تنوع الأهداف الأمريكية المبتغاة من فصل الجنوب السوداني عن شماله.فجنوب السودان يحتفظ بأكبر احتياطيات غير مستغلة من النفط في إفريقيا, والولايات المتحدة تهدف إلى إحكام السيطرة على تلك الموارد الهائلة دون منازع عربي وإسلامي, إذ يكفيها المشاكسة القوية من جانب التنين الصيني الذي غرس هو الآخر مخالبه بقوة. ولاشك أن دعم الولايات المتحدة للجنوبيين الآن سيجعل لها اليد العليا مستقبلا على هذه الموارد الضخمة.
http://www.somaliatoday.net/port/200...35.html امريكا تدرس الخيارات لاحتمال انفصال جنوب السودان (رويترز) - قال سكوت جريشان المبعوث الامريكي الخاص للسودان ان الولايات المتحدة تأمل ان تمهد انتخابات الشهر القادم في السودان السبيل الى "طلاق مدني لا حرب أهلية" بسبب تحركات من اجل الانفصال في الجنوب الغني بالنفط. وأقر جريشان بوجود مشكلات في الاعداد لانتخابات ابريل نيسان لكنه قال انها مع ذلك يجب ان تجرى في موعدها حتى تتكون الهياكل الديمقراطية اللازمة لعلاج القضية الخاصة بوضع جنوب السودان الذي سيتحدد في استفتاء في يناير كانون الثاني القادم. وقال ان الولايات المتحدة مستعدة لاي انفصال في نهاية الامر قد يسفر عنه الاستفتاء وتعمل لحل القضايا الخلافية املا في تفادي تكرار الحرب الاهلية التي استمرت عقدين وانتهت قبل خمس سنوات. وقال جريشان "لا أرى ان الشمال مضطر لاعادة غزو الجنوب وبدء الحرب مرة اخرى. واذا استطعنا حل هذه القضايا فانني اعتقد ان الاحتمالات جيدة ان يشهد الجنوب طلاقا مدنيا لا حربا اهلية." واضاف قوله ان انتخابات الشهر القادم حتى ان كانت معيبة فستكون خطوة نحو ارساء اطار ديمقراطي لقوائم الناخبين والسلطات الانتخابية والمراقبين الامر الذي سيعزز عملية صنع القرار السياسي. وقال لرويترز في مقابلة "من المهم ان تجرى الانتخابات في موعدها وان تجرى بطريقة يراها الناس انفسهم جديرة بالثقة." واضاف قوله "ما نحاول عمله الان هو فعل ما في استطاعتنا الان ثم عمل التعديلات التي نحتاج اليها." وقال جريشان ان واشنطن بدأت فعلا تأخذ في الحسبان احتمالات انفصال الجنوب. وقال "بالنظر الى الحقائق على الارض فان الاحتمال كبير ان يختار الجنوب الاستقلال."
http://www.dialogue-yemen.org/ar/mod...d=14197 واشنطن تدعم حكومة جنوب السودان في الانفصال عن الشمال
http://arabic.alshahid.net/news/15709 واشنطن تدعم انفصال جنوب السودان بمليار دولار سنويًا مفكرة الإسلام: قالت مصادر صحافية أمريكية إن واشنطن تقدم دعما ماليا كبيرًا لما يُسمى بـ"جنوب السودان"، ضمن جهودها المكثفة الرامية إلى مساعدة الجنوب على الانفصال عن السودان.