Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > المنتدي الأدبي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 07-14-2010, 01:25 AM   #1
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default فى مئوية معركة دروتى مقتل السلطان تاج الدين فى شعر الفيتورى

قد اتاح الحظ لاكثرية من اهل السودان ، ان لم نقل جلهم بان يعرفوا او يسمعوا شيئا عن زغرودة مهيرة بنت الشيخ عبود، التي تقول الروايات التاريخية القادمة من هناك بانها شقت الصفوف والهبت مشاعر المقاتلين السودانيين في معركة كرري .هذه الرواية احتلت حيزا كبيرا في التاريخ ،وفي المناهج التعليمية ، بل قامت بدور كبير في تشكيل الوعي الجمعي لمجموعة مقدرة من المواطنيين ، واليوم لشيء ما معلق فوق رؤوسنا، لانستطيع ان نقف موقف المتشكك او المتردد من تلك الرواية حتى ولو كنا مازحين، المهم لوتركنا مهيرة وروايتها شمالا ،وانتقلنا الى الطرف الغربي من الوطن للاسف قد نجد معظم السودانيين لم يسمح لهم الحظ ،او بشكل ادق يد الانسان بان يعرفوا او يسمعوا عن ثلاث تكبيرات التي اطلقها السلطان تاج الدين في معركة دروتي.لسبب ما التزمت كتب التواريخ والتراجم السودانية الصمت ازاء تلك الاحداث ، وجاراهم في ذلك ايضا النظام السياسي الرسمي ، وفي خلف جدار الصمت غاب عن السودانيين فصل مهم من فصول تاريخهم ، وهو مقاومة اجدادهم للغزو الفرنسي في غرب وطنهم

لقد قدم ابناء دارفوراثنين من قادتهم قربانا لهذا الوطن الكبير وهما: السلطان تاج الدين( المساليت) بلدة الجنينة والسلطان عبدالرحمن فرتي الزغاواة )بلدة طينة وبقت تضحياتهم فقط في الوجدان الشعبي هناك تتناقله الاجيال جيلا تلو جيل ،ومن حسن الحظ ان نجد الشاعر محمد الفيتوري يتضامن مع هذا الوجدان الشعبي الصادق ويترك لنا في ديوانه (عاشق من افريقيا ) قصيدة بعنوان مقتل السلطان تاج الدين تعد بمثابة وثيقة ادبية وتاريخية مهمة، نستشف عبرها تفاصيل واحداث معركة وادي دروتي ، التي لولاها لما كانت ارض المليون ميل مربع كما نقرؤه او نشاهده في الخرائط

والفيتوري بلاشك شاعر مشهور ، ونحن هنا لسنا بصدد تعريفه او تقديمه للقارئ ، كل ما نود ان نشر اليه انه عاش جزءا مهما من حياته في دار المساليت ، وفي تلك الديار قرات له جدته الكف ، وتنبأت له بمستقبل ، يمكننا ان نصفه بصاعد مضطرب( ان اسمك سينتشر ولست ادري استكون حاكما ام رجل دين ام شيئا اخرا وسيكون لك اعداء كثر لكن لن ينالوا منك شيئا ) فسيرته الذاتية تطابقت الى حد ما مع تلك النبوءة فكانت حياته عبارة عن سلسلة من الخصومات مع الانظمة العربية ، ومناكفات ومجادلات مع كتاب ونقاد من العرب فهذا بالطبع مجال اخر

وما نريد ان نقف عليه ايضا ، انه اخذ غذاءه الفكري المبكر من الموروث الشعبي المسلاتي ، عن طريق الاحاجي او القصص او الاغاني الشعبية التي كانت تحكيها له جدته ، وظهر هذا التاثير الافريقي جليا في شعره خصوصا قصيدته مقتل تاج الدين

ومن الواضح انه كان معجبا بالسلطان تاج الدين وتضحياته ، ويبدو ان من اجل هذا سمى نجله الاكبر بتاج الدين متيمنا بهذا البطل المسلاتي الكبير واهم من ذلك خلد له اسمه في قصيدة نعتبرها من اروع قصائده



ففي المقطع الاول من القصيدة ، يصور الفيتوري الظروف المحيطة حول مسرح الاحداث ،مستخدما الرمز تارة ومستفيدا من المعتقدات المحلية القبلية تارة اخرى

الشفق الاحمر تعني الدماء او امر جلل قد يقع ، ودوران الريح حول البيت عدم الاستقرار او الشيطان



فوق الافق الغربي سحاب احمر لم يمطر

والشمس هنالك مسجونة

تتنزى شوقا منذ سنين

والريح تدور كطاحونة

حول خيامك يا تاج الدين



ثم ينتقل بعد ذلك الى مدح السلطان مستخدما نفس الاوصاف القديمة التي

استخدمها شعراء العرب:
بيتك عالي الشرفات ، نارك لا تخبو ، جارك موفور العرض ،وغيرها



وفي المقطع الثاني ,يطالعنا صورة السلطان وهو يقود الجيش بنفسه ويؤزره من خلفه شقيقه بحرالدين



كان السلطان يقود طلائعنا

نحو الكفار

وكان هنالك بحرالدين

واشار الينا تاج الدين



وينتهز السلطان هذه المناسبة التاريخية ، ويخطب في الجيش مقدما لهم رؤيته للحرب ونتائجها للطرفين معا ، وهي رؤية واقعية صادرة عن رجل

عرك الحياة وجربها لايزدهيه فرح ولا تستخفه عاطفة

&

ومضى السلطان يقول لنا

'Times New Roman'">

&;هذا زمن الشدة يا اخواني

&



حزنا لم تشهده من قبل ولا من بعد



وفي المقطع الثالث ، ينقل لنا الشاعر حوارا طريفا دار بين السلطان واحد ضيوفه ، حيث طلب السلطان المشورة من الضيف فجاء رايه يميل الى الاستسلام والانهزام



; يا تاج الدين

الاعداء امامك فارجع

لهب وقذائف حمر

وخوذات تلمع

والحربة مهما طالت

لن تهزم مدفع

لن تهزمهم يا تاج الدين

لن تهزمهم بسلاح كزمانك مسكين



وياتي رد السلطان مسرعا وقويا كالعاصفة ، معبرا عن دور القائد المؤمن الصادق فى مثل هذه المواقف





وعار ان نستمع اليك

فاثن زمام جوادك

وخذ الدرب الاخر

يا بحرالدين اعده للدرب الاخر

وتفاصيل هذا الحوار موجود في القصص الشعبية ،تشر بان السلطان بعد ان صلى بالجيش ، جمع من حوله مجموعة من العلماء واستشارهم ،فجاء رد احدهم مخالفا وعلى الرغم من ان البعض يرى بان الضيف جاء من الممالك الافريقية المجاورة ولكن يجب الا نستبعد فرضية قدومه من الممالك الاسلامية الشمالية ، ومن السهل ان ندعم موقفنا بالوقائع التاريخية خصوصا اذارجعنا الى فترة الخليفة عبدالله التعايشي



وفي المقطع الرابع ، يصور لنا جحافل الفرنسيين القادميين بمدافعهم وبنادقهم ويصفهم بالشياطين



ها هم قدموا يا تاج لدين

فانشر دقات طبولك مل الغاب

حاربهم بالظفر وبالناب

طوبى للفارس

ان الحرب اليوم شرف

ان الموت اليوم شرف

فاضرب .. اضرب .. يا تاج الدين

اضرب .. اضرب .. اضرب

وفي المقطع الخامس تبدا المعركة، ويبلي فيها السلطان ومن وراءه الابطال



بالسيف وبالحربة

وبايمانك قاتلت

يا فارس تسحق اعداءك

باسم بلادك ناديت

لن يحجبني عن حبك شيء

انك ملء دماي وعيني

يا دار مساليت انا حيّ

وتعتبر المقطوعة السادسة من اهم المقاطع ،وسرد الفيتوري الشعري ، يكاد يتطابق مع الرواية الشعبية، وهذه الرواية ليست منحصرة في دار المساليت وحدها,بل تنتشر بشكل واسع في كل انحاء الاقليم،واحيانا تختلط احداثها مع الايام بالاساطير والقصص

تقول الرواية في يوم دروتي عندما اشتدت الحرب اوزارها، واستحر القتل في وسط جنود تاج الدين،وثب السلطان من حصانه، في مركبة القائد الفرنسي،ووقع به في الارض ثم تصارعا وبعد ذلك سمع الناس ثلاث تكبيرات ،تبعتها ثلاث طعنات ،فوقع القائد الفرنسي الجنرال مول مصرعا( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم



وهجمت فاجفل قائدهم

وانشق ستار

كان ستار رصاص

كان ستارا من نار

فوق المدفع بالسيف مشيت

ولحقت بقائدهم فانهار

القائد ذو الجبروت انهار

ذو المركبة النارية والخوذات انهار

هذا الصدر العاري المنهار

من قبل لقائك زانته نياشين الاكبار

لكنك يا فارس اَليت

ان لاتهب الكافر صفحك

ان تسقي من دمه رمحك

ان تصلبهم عبر الفلوات

ان تجعل موتاهم مثلا

لزمان عبر زمانك ات

وبعد سقوط قائدهم لازوا بالفرار، وبدا تاج الدين يطاردهم



صاروا بعد القائد

قطعان غنم

طاردهم بجنودك

عبر الفلوات

عبر دروتي عبر الاكمات

وفي المقطع الاخير،يعيدنا الفيتوري الى اجواء مقدمة القصيدة ،الشمس المسجونة،الريح الحبلى، دوران الريح حول الخيام، اي كانه يريد ان ينبه السلطان بان الحرب لم تنتهي بعد



يا فارس خذ حذرك

من طعنات طعينك

يا فارس خذ حذرك



ويبدو ان السلطان لم ياخذ بهذه النصيحة،فاستمر في ملاحقة الجنود الفرنسيين الهاربين الى ان وقع في كمين نصب له



ليتك لا تتحرك

وتحرك تاج الدين

وأتت بضع رصاصات

خجلات مضطربات

اقبلن من الظلمات

فرأينا تاج الدين

يبدو كأن قد مات



ففي اليوم التاسع من نوفمبر عام 1910 استشهد السلطان تاج الدين في معركة وادي دروتي شرق مدينة الجنينة وخطف الراية من بعده شقيقه بحرالدين



وتساقط تاج الدين

لم يقو الفارس ان يرجع

لبكاء الشعب عليه

فرصاصات خمس صدئات

تسكن في عينيه

لكن احدا لم ير رايته

تسقط من كفيه



لم تسقط الراية لان بحرالدين خطفها ، وحارب الفرنسيين في مواقع عدة حتى هزمهم في معركة (عكري ) وفي عهد بحرالدين تم ترسيم الحدود السودانية الحالية في الجانب الغربي، وانحسر النفوذ الفرنسي على مدينة ادري ) التشادية واليوم عندما يحدد السودانيون حدود بلادهم جغرافيا، من نمولي الى حلفا، ومن كسلا الى الجنينة او الطينة ، يجب عليهم ان لا ينسوا بان البلدتين الاخيرتين ، قد تمت تثبيتهما في الخريطة بعد تضحيات كبيرة قدمها ابناء اقليم دارفور، ونحن في هذه المئوية لا نملك الا و ان نقف امام تلك المجهودات بكل الاحترام والتقدير، الممزوجين بالامل والرهبة





شاكر عبدالرسول

امريكا - كنتاكى

  Reply With Quote
Old 07-14-2010, 06:47 PM   #2
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default

مشكوووووووووووووووووووور علي الموضوع.....

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 02:02 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com