|
07-10-2010, 03:36 PM | #1 | ||||||||
زائر
|
أناشيد العودة إلي سنار / الشاعر الراحل د. محمد عبدالحي
النشيد الأول البحــــر بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا ، ودار دورتين قبل أن يغيبَ ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا أيّتها الشمس التى توهّجتْ واهترَأت فى جسد الغياب ، ذوبى مرّة أخيرةً ، وانطفئى ، أمسِ رأينا أوّل الهدايا ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ من بقايا الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامتِ بين علق البحارْ فى العالمِ الأجوفِ حيثَ حشراتُ البحرِ فى مَرَحِها الأعْمَى تدب فى كهوفِ الليفِ والطحلبِ لا تعى انزلاقَ الليلِ والنهارْ وحمل الهواءْ رائحةَ الأرضِ ، ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ. وفى الظَّلامْ فى فجوةِ الصَّمت التى تغور فى مركز فجوةِ الكلامْ ، كانت مصابيح القرى على التِّلال السودِ والأشجارْ تطفو وتدنو مرَّةَّ ومرَّةَّ تنأى تغوصُ فى الضَّباب والبُخَارْ تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ فى الصَّمتِ الكثيفِ بين حدِّ الحلم الموحشِ وابتداء الانتظارْ. وارتفعتْ من عتمةِ الأرضِ مرايا النّارْ وهاهىَ الآن جذوع الشّجر الحىِّ ولحمُ الأرضِ والأزهارْ. الليلة يستقبلنى أهلى : خيل’’ تحجل فى دائرة النّارِ ، وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو من عتمات الجبل الصامت والأحراجْ حرّاس اللغة – المملكة الزرقاءْ ذلك يخطر فى جلد الفهدِ ، وهذا يسطع فى قمصان الماءْ. الليلة يستقبلنى أهلى : أرواح جدودى تخرج من فضَّة أحلام النّهر ، ومن ليل الأسماءْ تتقمص أجساد الأطفالْ. تنفخ فى رئةِ المدّاحِ وتضرب بالساعد عبر ذراع الطبّالْ. الليلة يستقبلنى أهلى : أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي إبريقاً جمجمةً ، مُصلاَّة من جلد الجاموسْ رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ من جسد الأرضِ وعبَر سماء الجُرحْ. الليلة يستقبلنى أهلى. وكانت الغابة والصحراءْ امرأةً عاريةً تنامْ على سرير البرقِ فى انتظارِ ثورها الإلهى الذى يزرو فى الظلامْ. وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً. يزهر فى سلطنة البراءه وحمأ البداءهْ. على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ. |
||||||||
07-12-2010, 05:57 AM | #2 | ||||||||
|
ياسر الخليل شكرا لكل هذا الالق لقد اعدتنا الي الي توازن كنا نفتقده من خلال هذه الابيات والتي يتوهج فسفورها في الذات كلما تم طرقها من جديد |
||||||||
07-12-2010, 04:07 PM | #3 | ||||||||||
|
[read]النشيد الثانى المدينة سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً تعرّى فى خريفى وشتائي ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى تنضج فى ليل دمائي ثمراً أحمر فى صيفى ، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد فى الصّمتِ نجوماً فى سمائى سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’، من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ، والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ. لغتى أنتِ. وينبوعى الذى يأوى نجومى ، وعرق الذَّهب المبرق فى صخرتىَ الزرقاءِ ، والنّار التى فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ فافتحوا ، حرَّاسَ سنّارَ ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _ ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو... (إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!) ثمَّ لّما كوكب الرعب أضاءْ إرتميت. ورأيتُ ما رأيتُ : مطراً أسود ينثوه سماء’’ من نحاسٍ وغمام’’ أحمر’. شجراً أبيض – تفاحاً وتوتاً – يثمرُ حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام. وسمعتُ ما سمعتُ : ضحكات الهيكل العظمىِّ ، واللحم المذابْ فوق فُسفورِ العبابْ يتلوى وهو يهتزّ بغصّات الكلامْ. وشهدتُ ما شهدتُ : كيف تنقضّ الأفاعى المرعده حينما تقذف أمواج الدخان المزبده جثةً خضراء فى رملٍ تلظىَّ فى الظلامْ. صاحبى قلْ ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل ؟ أرض "أوديب" و"ليرٍ" أم متاهات " عطيل" ؟ أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدُُ لا يسيلْ؟ أم بخار البحر قد هيّأ فى البحر لنا مدناً طيفيّةً ؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟ حينما حرّك وحش البحر فخذيه : أيصحو من نعاسٍ صدفى ؟ أم يمجُّ النار والماء الحميما؟ وبكيتُ ما بكيت : من ترى يمنحنى طائراً يحملنى لمغاني وطنى عبر شمس الملح والريح العقيمْ لغة تسطعُ بالحبِّ القديمْ. ثم لّما امتلأ البحرُ بأسماكِ السماءِ واستفاقَ الجرسُ النائم فى إشراقةِ الماء سألتُ ما سألت’ : هل ترى أرجع يوما لا بساً صحوىِ حلما حاملاً حلمىَ همّا فى دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة بين موتاى وأشكال أساطير الطفوله. أنا منكم .جرحكم جرحى وقوسى قوسكم. وثنى مجَّد الأرضَ وصوفىِّ ضريرُُ مجَّد الرؤيا ونيران الإلهْ. فافتحوا حرَّاس سنّارّ ، افتحوا بابَ الدَّم الأوّلِ كى تستقبل اللغةَ الأولى دماهْ حيث بَلُّور الحضورْ لهبُُ أزرقُ فى عينِ المياهْ حيثُ آلافُ الطيورْ نبعتْ من جسدِ النّارِ. وغنّتْ فى سماوات الجباهْ. فافتحوا ، حرّاسَ سنّار ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة افتحوا..... " إنّنا نفتح يا طارقُ أبواب المدينة "إن تكن منّا عرفناك ، عرفنا " وجهنا فيك : فأهلاً بالرجوعْ " للربوعْ. " وإذا كنتَ غريباً بيننا " إنّنا نسعد بالضِّيف ، نفدِّيهِ " بأرواحٍ ، وأبناءٍ ، مالْ " فتعالْ. " قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة " قد فتحنا لك يا طارقُ... " قد فتحنا...." ودخـــلتُ حافيا منكفئا عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة وعبرتُ فى الظلامْ وانزويت فى دياجير الكلام ونمــــتُ مثلما ينامُ فى الحصى المبلول طفل الماءْ والطّير فى أعشاشهِ والسمك الصغير فى أَنهارِهِ وفى غصونها الثِّمارُ والنجوم فى مشيمةِ السماءْ. [/read]
|
||||||||||
07-13-2010, 12:45 AM | #4 | ||||||||
زائر
|
تسلم عوض علي المرور وواصلوا فكرة التوثيق دي .جميلة (علي نظام الدوش)...والله يا عارف نشيد المدينة دة أقوي....بالمناسبة اخر بيت فيها (النجوم في مشيمة السماء): ـعرف انو في فلكي اكتشف المنطقة اللي بتتكون فيها النجوم؟؟؟؟ لقي شكلها يشبه رحم المرأه....؟؟؟؟ |
||||||||
07-13-2010, 04:38 AM | #5 | ||||||||
مشرف قسم العلوم والتكنلوجيا
|
مشكور ياسر على أناشيد بصراحه عجبتنى شديد |
||||||||
07-13-2010, 09:22 AM | #6 | ||||||||
|
حلم كبير بالعوده ولكن بالنسبه لي دائما كنت اتساءل اي عوده يقصد الي سنار المدينه التي نعرف ام سنار المدينه الموازيه التي نفخ فيها كل هذه الروعه واطلقها جعل منها اغنية لا تعرف الاستسلام للانزواء حالما فيها بارض جعلت للغرباء هنا مربط الغوايه بالنسبه لي كنت دائما اتساءل من هم الغرباء عندما تربط مفهوم الغرباء المشهور وهم الذين نعتقد نحن بجحودنا انهم غرباء الذين ياتون علي غفلة منا اوقل علي عدم رضاء منا لانهم بهدمون عمار المالوف ويتجرعون بالتالي مناوئتنا لهم الغرباء الذين قال لهم رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم طوبي لكم لانهم ينشدون البعيد الذي تحلل من رباط الذات ويحلق نحو افق يخص مفاهيم انسانيه تبدو مستعصيه علينا هذه المدينه دائما كانت لا تعني سنار بالمعني الحرفي ولكن فلنقل ان سنار الموازيه او سنار الاخري قدتكون الحلم بانها مدينه فاضله وممكن تكون فطيس الاخري او اي مدينه لكن المهم في الامر ان تطهرها داخل رؤاك الخاصه لتكون لك بمثابة الملاذ الاخير او فلنقل الملاذ الذي تنشد ان يكون مستقرا للذين تراهم افضل الناس ومرة اخري طوبي للغرباء وطوبي لمحمد عبدالحي الذي جعل الشعر طريقه لرؤية الامور بشكل اوضح الذي جعل من قصيدته هذه مزمارا ينفخ بشكل ابدي لحنا كلما تمعنت فيه اكتشفت انك قاصر الطرف والوعي والرؤي لكم الشكر ابو عبدالرحمن وياسر الخليل الذي طرق الفسفور علي حين غره فتوهجت الدواخل فتمكنت من العوده الي ايام خلت كانت تخص هذ النشيد المزمار |
||||||||
07-13-2010, 02:43 PM | #7 | ||||||||||
|
الرجوع للفضيلة والمدينة المشرقة بفكرها ونورها وضوءها..حينما كانت السلطنة الزرقاء .. كانت ترسل وتشع نور العلم والعلماء ورسالة الدين القوية لنشر المعرفة والعلم والأيمان .. أفتقدها الشاعر في بلاد الملح والبرودة القاتلة وبلادة مشاعر أهلها التي تفتقد للدفء.. سنار التي أستعصت علي الفكر الغازي عندما كانت قوية علي جبابرة الهجمة ..ليس في سنار توت ولا تفاح لكي يثمر ولكن غربة النفس في بلاد الله البعيدة أوقدت فيه جذوة الحنين الجارف لسنار الدولة المهابة التي كانت تحتوي كل ذلك من الوان الطيف من البشر ... يقول غمام وفسفور أحمر ولحم مذاب تجد ذلك في أتون الغربة والغرب ..عمل يفتقد للأنسانية تنتشر في زماننا هذا .. سنار تفيض حنان وتحتوي كل الضيوف وتفتح أزرعها للغريب ليجد الدفء .. ديك الجن ذلك الشاعر السوري الفحل في الشعر واللغة بوصفه للحياة وتراجيديا الوجود والحياة القاسية التي عاناها في صغره .. وقيس الشاعر الذي قتله العشق والوله .. ولأوديب ذلك الذي قتل أباه وتزوج من أمه وعقدته .. ومسرحية شكسبير الملك لير تلك التراجيديا التي يمجدها أهل المسرح .. ومأساة عطيل الذي غدر به صديقه الذي يظهر له خلاف ما يبطن .. وكان يحفر للأيقاع به وأتهامه بالخيانة .. تلك المشاعر المختلفة التي مر عليها عبدالحي عكسها طفولة الأنسان والبداوة البريئة والأرض البكر والأنسان البسيط الذي يمثله ليوبولد سيدار سنغور ذلك الأديب والكاتب والرئيس السنغالي الذي نادي بحرية أفريقيا وهي لأهلها .. مشاعر متفاوتة خطرت له وهو يذكر العشق القديم والنبل الذي يفتقده الأنسان رغم تقدمه .. يريد الرجوع لذلك العالم البسيط الذي يستطيع أن ينام فيه ملء جفونه لا تنغص أحلام وكوابيس وهواجس الزمن الحالي ... أتمني أن أكون وفقت في ذلك ؟؟
|
||||||||||
07-14-2010, 07:13 AM | #8 | ||||||||
|
ياسلام عليك يا ابوعبدالرحمن ولكن دائما المدينه التي نحملها في دواخلنا ونجوس بها العالم تكون اكثر طهرا تكون اكثر نقاءا تكون ذات قدسيه نضفيها عليها لنفرد مساحه تخصنا نلوذ بها ورغم ان هذا المكان لا يرتبط تواجده بزمان معين لكنه بدايته في الغالب بمدينة النشأه ومن ثم بعد ذلك يتحول الزمن الي ترحال جميل منها واليها واجمل مافي الامر اننا نصنعها بانفسنا نجملها نهدم بعض المظاهر التي لا تعجبنا فيها ونقيم الحب والطهر والتأجج المبدع فيها انها مدينه لك ذلك الفسفور توهج اخاذ اعتقد ان يكون متالقا اكثر عندما يمتد بموازاة الحقيقي لينتشلنا من الوقوع في شرك المباشره التي تكون احيانا مقيته محمد عبدالحي جعل لتلك المدينه نسيج حي تتحسسه وتتنفسه امامك القصيده كشاشة عرض ليس لها اطر او محدوديه مشاهد تجاور الواقع ومشاهد تكون امتداد اليه اجمل الشعر ما يجعلنا نصيخ لذواتنا ونستخرج روعته من دواخلنا من مطاميرنا الخاصه لك الشكر ابو عبدالرحمن ومنتظرين توهج اخر |
||||||||
07-14-2010, 12:51 PM | #9 | ||||||||||
|
ما اجمل تحليلكم عوض وابو عبد الرحمن...... وما احلي المساجلات بينكم....... مشكووووووووووووور اخي ياسر ان فتحت للابداع كوة...... وللنقد اشعلتها الشموع....... |
||||||||||
07-15-2010, 06:20 AM | #10 | ||||||||
|
- "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ الا تتصاعد علي استحياء هنا رائحة الهويه التائهه التي وفي نظر الكثيرين هي مربط التصدع ا لم يحدد سودانويته التي هي لا افريقيه صرفه ولا عربيه صرفه الم يحدد عدم وضوح الهويه اوصراع الهويه الذي نعيشه الان بشكل سافر في ان يصلي بلسان ويغني بلسان والصلاة بلسان من بحار نائيات قد يكون هذا رسم مدرسة الغابه والصحراء لشكل الهويه ولكنه يبدو قلقا تجاه الامر كانه يعترف بالطعم الخلاسي اللاذع لطقوسنا كانه يحاول ان يصل الي مرحلة قناعه تبعد عنه هيجان الصراع الذي يمور داخله كانه يحاول جاهدا ان يتخذ موقفا تجاه الامر ما حيرني قوله ونصلي من بحار نائيات هل المغزي هنا ان الاسلام وافد اصلا لارض ليست فيها منبته الاول ام انه يقصد صلاة اخري يحاول ان يظهر فيها تناقضه الحاد في مجمل الاحوال هو ترك الباب موارب وحدد خط سير رؤيته واعتقد انها رؤية مدرسه يفترض ان ينتمي اليها هو ولكنه حفر عميقا ايضا في هذا الاتجاه اي افرد للكل مسارات جديده للتباحث حول الهويه |
||||||||
|
|
|