أصدقاء السوء .. والتفكك الاسري ساهما في إدماني ( منقول)

[صادق محمد عوض]

في هذا العدد نلتقي احد التائبين واحد الذين يخضعون لعلاج المكثف في مجمع الامل الطبي بالرياض للتخلص من هذه الافة ويبدأ قصته فيقول :
كنت من افضل الطلاب في المدرسة وأذكاهم حريصا على دروسي ومدرستي ، محافظاعلى صلواتي وعلى جميع مسؤلياتي اليوميه ، بدأت رحلتي مع التعاطي عندما كنا نستعد للامتحانات النهائيه ، في احد الليالي كنت مع زملائي نستذكر الدروس حتى مشرق الشمس كنت منهكا جدا ويصعب على الذهاب بسهولة إلى قاعة الامتحانات فنصحني أحد الاصدقاء بأن اجرب حبوب الكبتاجول حيث قالوا – على حد زعمهم – إنها ستمدني بالطاقة وتجعلني اجتاز الامتحان بسهولة .
ومن باب الفضول طبعا جربت أول حبه كبتاجول في حياتي وكانت بداية النهايه.. واصبحت اسهر الليل واذهب الى للإختبار وانا في حالة تعاطي .. واستمررت على هذه الحالة حتى انتهت الامتحانات التي كانت نتائجها عكسيه وغير متوقعه ولم انقطع عن تعاطي الحبوب بل تماديت بالتعاطي حتى أنني كنت في بعض الايام اتناول عشر حبات باليوم الواحد .
ومرت الايام تلو الايام وكان أصحابي يتعاطون الحشيش بالخفيه عني وكانوا يتضايقون من وجودي معهم لخوفهم بان أخبر بما يتعاطونه . وفي يوم من الايام ونحن في رحله بريه تشجعوا واعطوني سيجارة حشيش لأجرب سيجارة حشيش وبالفعل ومن باب الفضول ايضا تعاطيت الحشيش واصبحت احصل عليه بالمجان .. وبعد شهر تقريبا وانا كل يوم اتعاطى الحشيش ابلغني اصحابي بانه لابد أن ادفع مبلغا مقابل كل جرعة اتعاطاها ، فأصبحت في ورطة حيث لا استطيع الحصول على المال من اجل التعاطي فلم يكن مني الا ان اشتغلت بترويج الحشيش حتى يتوفر لدي مبلغ من المال أشتري به ما يكفيني من جرعات وبعد سنة تعرفت على شخص من الذين يتعاطون الحشيش وأبلغني بأنه يعرف وافدا مروجا للمخدرات طلبت منه ان اتعرف عليه ووافق بعد ان دفعت له مبلغ 1000 ريال نظير تعريفي بذلك المروج .. بعد ذلك اوصلني الى الوافد المروج الذي اعطاني في بداية الامر جرعات مجانيه وبعد فترة اصبح يعطيني بسعر مخفض وهكذا حتى اصبح يطالبني بقيمة اي جرعة أطلبها منه كامله .
وفي يوم من الايام وانا في بيت احد الاصدقاء داهمتنا هئية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث كان صديقي الذي أزوره من المشتبه فيهم في مواضع مخلة بالآداب وبعد تفتيشي من قبل الهئية وجدوا معي قطعة حشيش فتمت محاكمتي على اثرها بالسجن بعد ان قضيت حكم السجن خرجت وبدلا من ان اتوب واعود الى الصواب تماديت في تعاطي المخدرات وترويجها حيث تعرفت على شخص اخر اعطاني حشيشا تختلف عن الصنف السابق .
وكنت في بداية الامر أقول له أنها مطلوبه مني وفي الحقيقة كنت استخدمها انا وبدا يعطيني جرعة هيروين بالمجان في بادئ الامر ولما ادمنتها اصبح يطالبني بقيمتها فأصبحت اروج الحشيش حتى يعطيني بودرة الهيروين وبعد فترة تم القبض على الوافد الذي اتعامل معه فانقطعت اجباريا عن التعاطي فعرف اهلي امري بعد ان ظهرت الاعراض الانسحابيه ،فقام اخي على الفور بإدخالي إلى مجمع الامل ، واتضحت الرؤيا امام افراد عائلتي وتاكدوا بانني مدمن مخدرات .
وبعد شهر خرجت ولم ارتدع فتعرفت على اشخاص يتعاطون الهيروين أوصلوني إلى الاجنبي الذي باعني 30 جراما هيروين حتى اروج الهيروين واتسعت دائرة الترويج عندي .
ومن جهة أخرى ساهمت عائلتي في ادماني حيث كان الجو السائد في البيت كئيبا فانا من عائلة مفككه أسريا لا احد يسال عن أحد ، بل أعطاني اهلي ملحقا بالبيت معزولا فساعدني ذلك لان اتعاطى الهيروين في البيت الذي أجتمع مع اصحابي فيه ،وبعد اكتشاف أهلي لذلك تم ابلاغ المكافحة حيث اخذوني وادخلوني للمستشفى مرة اخرى حيث قضيت مدة سبعة اشهر هناك وحوكمت بالسجن لمدة ثلاث سنوات نفذ الحكم علي وبلغت عن المروج الاجنبي وكنت في السجن مقطوع من الزيارات العائلية فلا احد يزورني إلا والدتي حفظها الله ، وبعد خروجي من السجن عملت في القطاع العام على بند الاجور اتقاضى مرتبا بسيطا ومع استلام اول مرتب ذهبت الى احد الاجانب المروجين لأحصل على منه على البودرة بالدين واروجها ثم ادفع له مع مرور الوقت واستورار السهرات الليليه بالبيت وبصحبة اصدقاء السوء أصبح اخي الصغير يختلط مع اصحابي الذين اغروه بأن يسرق مني بعض من جرعات الهيروين ويتعاطى معهم عن طريق الابر دون علمي بذلك ، وعندما علمت بذلك اخفيت عنه شنطة المخدرات حتى انقطع منها وبطبيعة الحال فهو لايعرف اي مروج اتعامل معه فاصابته تشنجات عصبية ،ادخل على اثرها المستشفى وتعرض لقصور ذاتي في الرجلين لشهرين وتعافى اخي من مرضه فعاد إلى التعاطي مع نفس الاشخاص الذين غشوني وغشوه كنا نتعاطى سويا وكنا في ضياع تام .
بعد ذلك تجمع أخوتي وحملونا بالقوة لمجمع الامل حيث شفي اخي بعد المتابعة اللاحقة وإرياله الى المنطقة الشرقية وإصراره على الابتعاد عن المخدرات أما انا فلم اتب بل رجعت مره اخرى لترويج المخدرات حيث قبض علي وكنت ابيع لأحد الاشخاص المدمنين وهذه المرة الرابعة وبعد ذلك دخلت السجن فلم يزرني أحد غير اخي الصغير الذي اخبرني بأن احد أصحابي توفي نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات وأن الآخر تدمرت حياته الاسريه وأنه مريض مرضا خبيثا نتيجة تعاطيه إبر الهيروين وكنت افكر في كل هذه الامور التي احبطتني كثيرا وخرجت من السجن وعندي نية صادقة في التوقف ودخلت إلى مجمع الامل الذي تعلمنا فيه كيفية التعامل مع الاشتياق للمخدرات والابتعاد عنها بطريقة سليمة وصحيحة ولكن للاسف رجعت لاتعاطى المخدرات مرة اخرى ولم استطع الحصول على المال الذي استطيع ان اشتري به المخدرات فادى بي الامر الى السرقة حيث كنت اسرق من اسرتي واسرق اسطوانات الغاز من المنازل وابيعها ، واسرق مسجلات السيارات وكل هذه الامور وانا اتمادى في التعاطي حتى تعبت كثيرا ولم استطع التحمل حيث طلبت من والدي مساعدتي في العلاج وبالفعل دخلت مجمع الامل للعلاج وكلي امل في ان تكون بداية البداية في حياة الامل والنور والهداية فقد اقتنعت كثيرا بعد فوات الاوان أنني كنت في طريق مظلم يسوقني إلى الجحيم حيث امضيت 10 سنوات من عمري وأنا في شباك المخدرات ولم احصل على فائدة واحدة ولم أتزوج ولم ابن لي اسرة أعيش معها وبالنظر الى اقراني الاسوياء عرفت بان الصاحب ساحب وعرفت بان الهداية هي الطريق السليم لحياة كريمة بلا مخدرات .