Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 07-10-2010, 10:03 AM   #1
 
عثمان الخليل

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 21
المشاركات : 118
بمعدل : 0.02



عثمان الخليل is offline
Default تفسير لهو الحديث الشيخ الكلبانى (1)

قال ابن القيم الجوزي رحمه الله :



حُب القرآن الحان الغناء = في قلب عبد ليس يجتمعان

{ لهو الحديث }


الحمد لله حق حمده ، وصلى الله وسلم بارك على نبيه وعبده ، وبعد ،،،

فإن أقوى أدلة المحرمين للغناء ، والمعازف ، وأكثرها اشتهارا عندهم ، قول الله تعالى في سورة لقمان { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } قالوا إن ابن مسعود وابن عباس ، رضي الله عنهما ، قالا : إن لهو الحديث هو : الغناء .

ولكي نصل إلى معنى الآية بوضوح ، فإنه يجب أن ننظر في الآية بحيادية غير مسبوقة بمذهب أو رأي . وسأبين لك ذلك في نقاط ، حتى يسهل استيعاب ما أريد إيضاحه :

· يقول جل وعلا : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ! فالحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه ، لا بتفسيره ، وفي كثير من الأحيان يحبس المرء في نطاق قول من سبق ، وآراء تجعل القرآن جامدا ، لا يواكب العصور! إذ إنها تزعم أني لا أستطيع ، وكذا أي مسلم عربي ، لا يستطيع أن يفهم كلام الله إلا عن طريق عالم !!! ولا يمكنه أن يعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق عالم !!!

· إن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها ، ويبنى الحكم على ذلك ، فلو قرأت قوله تعالى { فويل للمصلين } ووقفت ، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا ، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما ، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين ، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها ، فالآية مرتبطة بالآيتين ، لا تنفك عنهما ، فتأمل .

· وكذا قوله تعالى { لا تقربوا الصلاة } فإن المعنى لا يستقيم إلا بإكمال الآية { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فأصبح النهي عن حالة معينة لا عن قرب الصلاة بالكلية .

· وكذا لو قرأت قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فقد تفهم منه التكريم وحسن الوفادة ، فلا يتضح المعنى ـ ولا يظهر المراد من التوبيخ والإهانة إلا بالآيتين قبلها { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ، ذق إنك أنت العزيز الكريم } وكذا بالآية بعدها { إن هذا ما كنتم به تمترون } .

· سورة لقمان مكية ، وكل آية يستدلون بها في تحريم الغناء مكية ، وهذا من العجيب ، وقد أقر الشيخ عبدالعزيز الطريفي بذلك فقال في كتابه ( الغناء في الميزان ) : وقد حرمه الله على عباده في مكة ، وهذا يدل على عظم خطر الغناء ، وأثره على العباد .

· قلت : وهذا من أعجب ما قرأت ، ومن أكبر الأدلة على أن القوم يرددون ما قال الأوائل هكذا ، دون أن يعملوا عقولهم ، وهذا هو الذي دعاني لقول ما قلت من ترديدهم مقولة الكافرين ، وهم لا يشعرون : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، وإنا على آثارهم مقتدون .

· فتأمل معي يا رعاك الله ، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة ، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل ، ويتدرج في تحريمها ، إلى وقت نزول سورة المائدة ، وقد قيل إن تحريم الخمر نزل بعد أحد . فكيف لا تحرم الخمر إلا في المدينة وينزل تحريم المعازف في مكة ؟ ألهذا بلغت الخطورة في المعازف على الدين ، فهل حرمت المعازف في الديانات الأخرى ، فكيف تكون المعازف أشد حرمة من الخمر والزنا ، ثم لا تحرم بنص قاطع مثلهما ؟ وكيف يلعن في الخمر عشرة ولا يلعن المغني ؟

· إلا إن قالوا إن المعازف ، أو الغناء بالأحرى لأن تفسير الصحابة على الغناء لا على المعازف ، إنه أشد خطرا على القلوب من الخمر ، وأشد فتكا بالأعراض من الزنا ؟

· ومن أعجب ما يمكن أن يقال إن المحرمين للمعازف ، يستدلون بهذه الآية في تحريم الغناء ، وعلى حديث أبي مالك في تحريم المعازف ، ومن الدلالات على التحريم في حديث أبي مالك قولهم : إنه قرن المعازف مع المحرمات ، فدل على تحريمها ، فانقلبوا على أنفسهم ، إذ إن المفترض أن يكون العكس ، فلما حرم الله الغناء والمعازف في مكة كما يزعمون ، فإن اقتران الخمر بها هو المفترض أن يكون دليلا على تحريمها ، لكنهم هنا جعلوا تحريم الخمر دليلا على تحريم المعازف ، لأن تحريم الخمر لا جدال فيه ، وكذا الزنا ، وكذا الحرير على الرجال . مع أن دلالة الاقتران ضعيفة عند الأصوليين .

· وقد قدمت لك أن الآيات التي يستدلون بها على تحريم الغناء آيات مكية ، كما في قولهم عن آية النجم ، { وأنتم سامدون } وفي آية الإسراء { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } وحتى آية الفرقان { والذين لا يشهدون الزور } كل ذلك مكي ، مما يجعلك إن تحررت من التعلق بالآخرين تتأمل كيف يأتي تحريم الغناء في مكة ويهمل الحديث عنه في المدينة ، فإن فعلت ثبت لك ما سأقوله في آخر هذا البحث القصير ، وتبين لك معنى الآية بإشراق ووضوح .

· إنهم يتهموننا بالخلط وهم الذين يخلطون ، فإنهم يقولون إن الله حرم الغناء في مكة لشدة خطره كما نقلت لك ، ثم يستدلون عليك بحديث أبي مالك وهو في المدينة بلا شك ، وهو في المعازف لا في الغناء ، إلا إذا قالوا إنه لا معازف بلا غناء ، ولا غناء بلا معازف ، ولا أظن ذلك هو قولهم فقد قال الشيخ الطريفي : ولذلك يعلم أن ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء ، فالمراد به الأشعار ، وما يسمى في زمننا بالأناشيد . والمراد من ذلك أنه ينبغي أن يفرق بين اصطلاح أهل العصر ، واصطلاح الأوائل ، وإن كان اللفظ واحدا . فهذا دال على أنه يريد التفريق بين الغناء والمعازف ، فكيف حرم الغناء بمكة وترك تحريم المعازف إلى ما بعد الهجرة ؟ والعلة واحدة ، بل إن مقاله هذا يفهم منه أن الغناء المسمى بالأناشيد حلال ، فلنا أن نسأل من أين له أنها حلال وهو يستدل بقول ابن مسعود وحلفه ، فهل قول ابن مسعود ( هو الغناء ) باصطلاح أهل العصر أم باصطلاح الأوائل ؟ فإن كان باصطلاح الأوائل فيلزمه أن يحرم الأناشيد والأشعار ، وإن كان باصطلاح العصر فمن هو الذي لم يفرق بين الاصطلاحين !!!!

· ولأننا سنحتاج إلى ما يقنع القوم فإن طريقة السلف في التفسير أن يبينوا المعنى المراد ، دون الكلام على كل لفظة . ذكر ذلك شيخ الإسلام في كتابه تفسير آيات أشكلت . ( لاحظ أن ابن تيمية سيتكلم في هذا الكتاب عن تفسير آيات أشكلت على السلف } ويزيل غموضها ، ثم لا يقرون لك بأن الإشكال قد يقع فيه حتى حبر الأمة وترجمان القرآن ، رضي الله عنه .

فلنأخذ المعنى الجامع للآيات :

· إن السورة تتكلم في فاتحتها عن هذا القرآن ، واقرأها من أولها ليستقيم لك المعنى إجمالا ، وتذكر أني قلت لك إن السورة مكية ، ثم لا يغب عن ذهنك أنها بعد الروم ، وفي آخر آية من الروم يقول تبارك وتعالى { فاصبر إن وعد الله حق ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } ثم جاءت هذه السورة مفتتحة بـ { الم ، تلك آيات الكتاب الحكيم . هدى ورحمة للمحسنين ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، وهم بالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم ، وأولئك هم المفلحون } ومن تأمل السورة علم أنها تفننت في إثبات حكمة هذا الكتاب، وأن ما سواه من الأساطير والأحاديث ليست إلا ضلالا مبينا متى كانت للصد عنه ، ولهذا ناسب أن يقول تلك آيات الكتاب الحكيم ، ومن ثم قال { ولقد آتينا لقمان الحكمة } وقال { إن الله عزيز حكيم } ورد الخاتمة على ما افتتح به ، فقال في الخاتمة { إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور } حيث قال في بدايتها { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ، خالدين فيها ، وعد الله حقا } وتنبه : وهو العزيز الحكيم ، ولم يقل : إنه لا يخلف الميعاد مثلا ، فالسورة تريد إثبات الحكمة ، والعزة ، والقدرة ، وتحث في ثناياها على بر الوالدين وإقام الصلاة والأمر بالمعروف ، وغير ذلك من خصال الخير مدمجة في وصايا لقمان ( الحكيم ) لابنه .

· ومن المفارقات أن يأتي في السورة ، وليس في سورة أخرى قط الإشارة إلى الصوت البشع ، { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } بعد الأمر بالغض من الصوت .

· فالسورة تتحدث عن فريقين ، فريق أحسن فاتبع الحكمة ، ولزمها ، وسار عليها ، فأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وأمر بالمعروف وصبر على الطاعة ، وتفكر في مخلوقات الله ونعمه ، وعبد الله مخلصا له الدين في كل أوقاته وأحايينه .

· يقابله فريق آخر اشترى لهو الحديث، وغرته الحياة الدنيا، وغره بالله الغرور ، فلم يقف عند حكمة الله من خلقه ، وإيجاده ، ولم ينظر في نعم الله التي أسبغها عليه ظاهرة وباطنة ، بل اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ آيات الله وسبيله هزوا ، فإذا ذكر بالقرآن أعرض كأن لم يسمعه ، وإذا نهي ووعظ وقيل لهم { اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } وتأمل خاتمة الآية ، فإنه لم يقل مثل ما قال في البقرة والمائدة { أولو كان آباؤهم لا يعقلون ( لا يعلمون ) شيئا ولا يهتدون } بل قال هنا { أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } ! فبينت الآيات أن النجاة في إسلام الوجه لله ، وأن الكافر لا يجب أن يحزن النبي وأتباعه لكفره ، فإن الموعد عند الله ، وإليه المرجع والمعاد .

· إذا استوعبت المعنى إجمالا ، ومناسبة الآيات وربطها مع بعضها البعض، تبين لك بوضوح مناسبة الآية المشكلة بيننا { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقرا ، فبشره بعذاب أليم } إنك إن تأملت السياق بحدود الحرية المتاحة لك سترى أن الكلام عن قوم يقابلون القوم الأولين ، فالأولون هم المحسنون ، والمقابل لهم هم الكافرون ، وهو الذي جاء في نصوص السورة كلها ، مقابلة بين فريق آمن وفريق كفر ، ولا يمكن حمل الآية على المسلم أبدا كما نص على ذلك قتادة في التفسير .

· ونفس الفكرة تعرضها سورة البقرة في أوائلها ، حديث عن المتقين ، ثم حديث عن الكافرين .

·
·


التوقيع
[flash=http://vb.futeis.com/uploaded/1_11269359223.swf]WIDTH=400 HEIGHT=300[/flash]
  Reply With Quote
Old 07-10-2010, 10:54 AM   #2
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default

مشكوووووووووووووووووووووو ووووور اخي ود الخليل وجزاك الله خيرا..... اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا...... واسرافنا في امرنا..........

  Reply With Quote
Old 07-10-2010, 11:02 AM   #3
 
عاطف البدوي
زائر

رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

ابو سماح يجزيك الله خير الموضوع شيق اجمالا فيه تمعن وامعان للعقل وجراة للفت الانتباه للتدبر واعمال العقل وعدم اخز الدين الذي هو صميم معتقدنا
في قوالب جاهزه في كل ما يدور حولنا انما توجب القوص في اعماق الفهم والتفسير حتي يكون الاعتقاد راسخا دون لبس

  Reply With Quote
Old 07-11-2010, 06:15 AM   #4
 
عثمان الخليل

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 21
المشاركات : 118
بمعدل : 0.02



عثمان الخليل is offline
Default

مشكورين صادق وعاطف على الكلمات الطيبة ............


التوقيع
[flash=http://vb.futeis.com/uploaded/1_11269359223.swf]WIDTH=400 HEIGHT=300[/flash]
  Reply With Quote
Old 07-12-2010, 04:32 AM   #5
 
محمد ابراهيم احمد ابراهيم
مشرف قسم العلوم والتكنلوجيا

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 34
المشاركات : 1,108
بمعدل : 0.21



محمد ابراهيم احمد ابراهيم is offline
Default

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا...... واسرافنا في امرنا.......... اللهم امين

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 05:42 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com