ثلاجات الطبيعة لا تزال تقاوم الحداثة

[محمد ابراهيم احمد ابراهيم]

صناعة الفخار السودانية تستحق ان يكتب عليها (صنع فى السودان) فهى صناعة شعبية في المقام الأول لها تاريخ ضارب فى القدم، حيث نجد أنها واحدة من صناعات مملكة كوش التى ميزتها عن غيرها من الممالك القديمة في ذلك الزمان، وهي لا تزال صناعة تخلب ألباب الكثيرين، للعبقرية التى تفتقت واخرجت ثلاجات طبيعية تسمى (الأزيار).


مدينة أم درمان تتميز في هذا الجانب خاصة فى منطقتي القماير، وابوروف، ومنطقة الشقلة شرق بالفتيحاب، ونجد أن صناعة الازيار تمثل تراثا أم درمانيا عريقا، ولا يكاد يخلو بيت سوداني من (المزيرة) التي تعتبر تراثا شعبيا خاصة في إحياء ولاية الخرطوم الحديثة، حيث سبيل الماء في كل شارع.
واللافت للنظر في منطقة (الشقلة) بالفتيحاب اشتغال النساء بصناعة الأواني الفخارية بما في ذلك (الازيار) دون غيرها من المناطق الاخرى في السودان.
تقول الحاجة حليمة سيد إن هذه المهنة تعتمد عليها منذ زمن طويل ما يقارب العشرين عاماً، وتصف حاجة حليمة المهنة بانها شاقة، ولكن رغم ذلك صارت موروثاً لابد منه وكذلك صارت مصدر رزق لنا ولأبنائنا.
وعن كيفية صناعة هذه الازيار تقول حليمة في البدء نأتي بالطين الأخضر من شاطئ النيل ثم نقوم بخلطة (بالروث) بعدها نبدأ في تصنيع الزير جزءا جزءا إلى ان تنتهي المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية بعد أن يجف الطين نقوم بطلائه بمسحوق جيري، وغالبا ما يكون لونه احمر ثم نتركه ليجف، وفي المرحلة الأخيرة نقوم بحرق الازيار في دائرة باستخدام الحديد القديم بما يشبه الفرن، وربما اقرب إلى (كمائن الطوب) والتي تصنع خصيصاً لهذا الغرض والحرق يكون باستخدام (روث) الحيوانات، وبعد هذه المرحلة يكون (الزير) جاهزاً للاستخدام.
أما الحاجة آمنة فسألناها عن الأسعار التى يبيعون بها هذه (الازيار) والسوق الذى يبيعون فيه منتجاتهم، قالت ان الاسعار تتراوح بين (10ـ20) جنيها في الغالب، وعن السوق تقول الحاجة آمنة أنهم يذهبون بها للدلالة، ويكون ايام الجمعة، أو الى الأسواق الاخرى، ولكن هناك بعض المشاكل التي تواجهنا وتتمثل في ان الزبون لا يقدّر قيمة هذا التعب والجهد، ويرفض دفع المبلغ، ولكن رغم الجهد الذي نبذله لا مفر من هذه (الصنعة) لأنها تمثل مصدر رزق لنا هذا ما قالته الحاجة آمنة، وتمنت أن يقدر الزبون الجهد الذي يقومون به لإخراج هذا التراث والمحافظة عليه من الضياع بعد ان دخلت على الناس الحداثة من كل باب

http://alakhbar.sd/sd/images/stories/fkh.jpg

صحيفة الاخبار

[صادق محمد عوض]

تشكر علي الموضوع..... وشكرا لتشجيعك الصناعة اليدوية السودانية....