سوداني سجين كفيله بالمملكه - حصاد الاغتراب الدامي

[عوض خضر]

الرأي العام السودانية – الثلاثاء 16/03/2010م

سجين الكفيل..تعاطف كبير.. «2317» تصفحوا القضية بالنت

قضية نائب إختصاصي العظام بالسعودية..تفاصيل جديدة

تحقيق: التاج عثمان

أثار التحقيق الصحافي الذي نشرته «الرأي العام» بملف التحقيقات، الثلاثاء الماضي، الموافق التاسع من مارس الجاري، والذي كشف معاناة الطبيب السوداني، الدكتور «يحيى محمد مختار عبدالرحيم» نائب اختصاصي العظام واسرته آثار ردود فعل واسعة وسط جموع المغتربين، خاصة بالمملكة العربية السعودية، والتي كان يعمل فيها الطبيب بشركة دار النخبة للخدمات الطبية بالطائف، وتم انهاء تعاقده دون منحه حقوقه المالية البالغة «272.910» ريالات سعودية، حيث اشترط عليه الكفيل التنازل عنها، مقابل منحه تأشيرة الخروج، واعادة جوازه وجوازات افراد اسرته التي لا تزال رهينة لدى كفيله .. واصبح الطبيب سجيناً لدى الكفيل.
----

مهندس يتبرع بشقة
حقيقة حظيت قضية الطبيب السوداني بتعاطف واسع من القراء داخل وخارج البلاد حيث استقبلنا عشرات المكالمات الهاتفية تستهجن ما لحق بالطبيب واسرته.. كما تصفح التحقيق «2317» قارئاً عبر الموقع الالكتروني لـ «الرأي العام» معظمهم من خارج البلاد..ومن أكثر ردود الفعل ايجابية، تبرع مهندس سوداني مقيم بالمملكة بايجار شقة مفروشة بمنطقة «العزيزية» الشمالية بمكة المكرمة، ليقيم فيها الطبيب واسرته حتى تزول كربته، وقد انتقل اليها الخميس الماضي، حيث كان يقيم خلال الفترة السابقة بغرفة صغيرة بمقر الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، بالعاصمة المقدسة «مكة»، وهو وزوجته «سمر خالد التوم» واطفاله الثلاثة: «عمرو» «10» سنوات، و«هلا» «8» سنوات، و«عبدالملك، سنة و«4» شهور، وسوف يقيم الطبيب واسرته بالشقة التي تبرع بسداد ايجارها المهندس السوداني «الوطني الغيور» حتى تزول «كربته» ويعود للسودان.

برقية عاجلة
آخر تداعيات القضية تسلم السفير «يس عوض اسماعيل» .. مدير قسم القنصليات بوزارة الخارجية السودانية بالخرطوم، تسلم شكوى مكتوبة من والدة زوجة الطبيب «اخلاص الطيب مصطفى»، تعكس الحال السيء لاسرة الطبيب بمكة، وتطالب الخارجية التدخل لعودة الطبيب واسرته للسودان، مشكورا، قام السفير يس بإرسال برقية عاجلة الى سفير السودان بالمملكة طالباً منه الوقوف مع الطبيب لاستخراج مستحقاته المالية، واستخراج جوازات جديدة، وتأشيرات له ولأفراد اسرته وطلب منها إخبار الطبيب د.يحيى، الاتصال بالسفير محمود فضل، أو «صغيرون» بالسفارة السودانية بالمملكة.

لا للتسوية
اتصلت هاتفياً بالطبيب د.يحيى المقيم بمكة، وسألته حسب علمي ان هناك اقتراحاً قدمه البعض لحل القضية بالتنازل أو التسوية، لحقوقك المالية إلا انك رفضت.. لماذا؟
- أجاب في حدة: البعض بوزارة الخارجية إقترح على والدة زوجتي عمل تسوية مع المخدم وتكررت المحاولة من مسؤولي سفارتنا وقنصليتنا بالمملكة، إلا انني ارفض مبدأ التنازل أو تسوية حقوقي المالية.
*كم تبلغ حقوقك المالية التي تطالب بها؟
- تبلغ «272.910» ريالات سعودية «مئتين واثنين وسبعين الفاً، وتسعمائة وعشرة ريالات، يضاف اليها التعويض القانوني لكل فرد من افراد اسرتي «5» افراد على ما تم الحاقه بنا من اضرار.
*وهل قمت بنفسك بحساب حقوقك المالية ام ان هناك جهة اخرى قامت بذلك؟
- قام عدد من المحاسبين والقانونيين السودانيين باحد اكبر المكاتب القانونية بمكة، ومعهم قانونيون ومحاسبون سعوديون يحملون درجة الدكتوراة بالجمعية الوطنية لحقوق الانسان بمكة المقدسة قاموا بحساب حقوقي، ولم احسبها بنفسي، فانا طبيب لا محاسب.
*هل خاطبت المسؤولين بالمملكة بقضيتك هذه؟
- اجل، خاطبت جميع المسؤولين السعوديين ببرقيات منذ أكثر من «8» شهور، مطالبا بحقوقي وحقوق اسرتي المالية والقانونية، لا أكثر ولا أقل.
*من خاطبت؟
- خاطبت العاهل السعودي، ووزراء: العمل، والداخلية، والخارجية السعوديين، ورئيس ديوان المظالم الامير سلمان امير الرياض، وامراء: مكة والمدينة والطائف.
*وهل مسؤولو السفارة السودانية بالرياض وقنصليتنا بجدة على علم بقضيتك؟
- اجاب بسخرية: ملف القضية بلغ وزنه «10»كيلو وموجود بالقنصيلة السودانية بجدة، واضاف: نائب القنصل السوداني بجدة د.محمد صغيرون، ومشرف القنصليات بسفارة السودان بالرياض «اسماعيل عبدالله» وعلى رأسهم السفير «عبدالحافظ ابراهيم» سفير السودان بالمملكة جميعهم يعلمون قضيتي منذ فترة طويلة.
*هل لديك ملف خاص بقضيتك بالقنصلية أو السفارة؟
- ملف القضية موجود بالقنصلية السودانية، بجدة منذ حوالي العام ومسؤول عنه السفير محمود فضل عبدالرسول، ونائب القنصل عمار محمد محمود.

من يناشد من؟!
من مفارقات هذه القضية المتشابكة، ان الجمعية الوطنية لحقوق الانسان» بالعاصمة المقدسة مكة بعثت بتاريخ 22/3/1431، خطاباً لسعادة قنصل جمهورية السودان بجدة فحواه انها تبذل مع الجهات السعودية المختصة قصارى جهدها لانهاء معاناة الطبيب السوداني د.يحيى محمد مختار عبدالرحيم. واسرته الصغيرة وناشدت الجمعية في خطابها، القنصلية السودانية تقديم كافة سبل الدعم والمساندة للطبيب، وذلك بتأمين السكن المناسب والمعيشة اللازمة له ولأسرته حتى إنهاء موضوعه.
المحرر: من يناشد من؟ وهل أصبحت قضايا وحقوق السودانيين بالخارج تحتاج الى توصية أومناشدة من الجهات الاجنبية للقنصلية السودانية.. أليس هذا الوضع معكوسا؟!

عذر أقبح من الذنب
بتاريخ 9/2/2010 بعثت «شركة دار النخبة للخدمات الطبية» بالطائف خطاباً الى لجنة حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة، مكة، اوضحوا فيه عدم رفضهم منح الطبيب تأشيرة خروج نهائي، بعد ان قام بتوكيل احد السعوديين لاستلام كافة مستحقاته من الشركة، وطالبت شركة النخبة تزويدها بأصل الإقامات، وصور شخصية للطبيب ولأفراد اسرته لاصدار تأشيرات خروج نهائي لهم حيث ان اصل الاقامة بحوزته «انتهى خطاب الشركة».
الاشكالية الماثلة هنا ان اقامة الطبيب منتهية، حيث لم تقم «شركة دار النخبة للخدمات الطبية» التي كان يعمل بها بتجديدها منذ فترة طويلة، واتضح ان الحاسب الآلي للشركة مغلق، مما يضطر الطبيب الإنتظار لوقت غير محدد لإنهاء إجراءات خروجه النهائي من المملكة.

رابطة الأطباء السودانيين
من خلال متابعاتنا لقضية الطبيب السوداني بالمملكة، اتضح ان «رابطة الاطباء السودانيين» بمكة اتصلت بالقنصلية السودانية بجدة لوضع حل نهائي لمعاناة الطبيب واسرته، فطلبت منهم القنصلية معلومات عنها، رغم حديث د.يحيى السابق، ان ملف القضية والذي وصل وزنه الى حوالي «10» كيلو يقبع داخل القنصلية السودانية بجدة منذ عام. كما اتصل عدد من الاطباء السودانيين بايرلندا متعاطفين مع الطبيب.