Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > المنتدي الأدبي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 03-04-2012, 02:21 PM   #1
 
عارف عبد الرحمن

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 42
المشاركات : 1,617
بمعدل : 0.31



عارف عبد الرحمن is offline
Default بين ريتا وعيوني ... بندقية

أغنية غنّاها مارسيل خليفة و التي كتبها شاعرنا الكبير من الكيان الفلسطيني محمود درويش و التي كتبها الى طفلة من فلسطين المحتلّة كان اسمها ريتا

ريتا ..الحب..والبندقية
في حي من أحياء فلسطين، قد لا يهم اسمه، فكل الأحياء متشابهة، والمأساة هناك واحدة.

في هذا الحي..كان الطفل محمود يكتشف العالم من حوله، يخطو خطواته الأولى على مدارج الحياة، ويتهجى على مقاعد الدراسة عربيته و عروبته.

غير بعيد عن ذلك الحي، وفي نفس المدرسة، كانت هناك طفلة بريئة، فائقة الجمال، اسمها ريتا، ريتا لم تكن عربية مسلمة، كانت يهودية، ولم يكن لطفلين صغيرين أن يكتشفا الفرق بين أن تكون عربيا أو عبريا..كانا صغيرين، يلعبان معا في فناء المدرسة، ويراجعان دروسهما معا..وككل الأطفال، كانا معا، ينشغلان ولوقت طويل بلعبة العريس والعروسة، يحلمان بغد جميل، مشرق، وبربيع مشمس، يركضان فيه خلف الفراشات...

كانت ريتا ببراءتها تحب محمود، تتلهف للصباح الذي يجمعها به على مقاعد المدرسة، وإلى المساء الذي يسمح لها باللهو معه قليلا...

كانا جميلين، أجمل من أحلامهما الزاهية، وأجمل منهما شعورهما البريء ببعضهما البعض.

ومر الزمن..

كبرا قليلا..ومعهما كبراكتشافهما للعالم، بدآ يدركان الفروق بينهما، الفرق بين عروبة محمود ويهودية ريتا، فرق الانتماء، الهوية، الدين والثقافة..وأقسى من ذلك..اكتشفا أن هناك بندقية مصوبة صوبهما، تتصيدهما معا..تتصيد حبهما..بندقية اسمها الصهيونية / الاحتلال، اكتشف محمود أن ريتا بما تمثله من انتماء هي مغتصبة أرضه، وطنه وهويته.

واكتشفت ريتا أنها – ومهما حاولت – لن تستطيع أن تكون لمحمود، لأنها ضحية انتماء والديها، عائلتها وجنسها..

صارت البندقية تمنع ريتا من رؤية ملامح محمود بوضوح، كما كانت تراها من قبل، لم تعد تحس ذلك الصفاء، وتلك الطمأنينة..ولم يعد محمود يرى ريتا البريئة، صارت الصورة غائمة، ومعتمة.

وكان للشاعر الفلسطيني، للمغني الذي يتنفس نبض الأرض والناس أن يخلد تلك الطفولة، وتلك الشقاوة، وحكاية البندقية التي أطلقت النار على البراءة...
كتب محمود درويش وعزف وغنى مارسيل خليفة:


بين ريتا وعيوني ... بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية

... وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها ... بندقية

اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
!قبل هذي البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني ... بندقية


التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC] رعتني أرضها طفلا…… فكيف أسومها غدري
وأصبو لذاتها عمري …… وحق لخيرها شكري
  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 04:52 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com