Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 08-03-2010, 02:59 PM   #1
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.42



صادق محمد عوض is offline
Default سيدنا موسي عليه السلام 2

الحقيقة الأولي:

عمره الآن سبع أو ثمانيِ سنوات، تعود سيدنا (موسي) أن يزور مرضعته كثيرًا، مثلما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم مع مرضعته (حليمة السعدية)، في هذه المرحلة من عمره والتي بدأت فيها شخصيته بالتكون وصار من الطبيعي أن يسأل أو يسمع ويعقل الكلام الذي يسمعه قررت (آسيا) أن تخبره عن الحقيقة بأنه ليس ابنها وأنها قد التقطته من الماء، لأنه حتمًا سيعلم ذلك، فقد شاهد حادثة التقاطه الكثيرمن الناس، ذلك بالإضافة إلي أن فرعون لا يحبه، فكان من الطبيعي أن يسألها عن أمه من تكون؟ فأجابته بأنها لا تعلم، وفي الوقت نفسه لم تستطع أمه (يوكابد) أن تخبره بحقيقة أنها هي أمه؛ فهو لا يزال صغيراً وخشيت أن يكثر كلامه مثل سائر الأطفال، فظل لا يعلم لنفسه أمًا، في هذه الفترة بدأت تظهر لديه الصفة الخامسة للقائد ألا وهي الشجاعة، فقد أصبح صاحب نفس شجاعة تتحمل الصدمات، انظر معي إلي شخصيته، لديه الرحمة وفي الوقت نفسه الشجاعة وعزة النفس، مما أدي إلي أن تكون نفسه نفساً سوية، هذه هي صناعة الله سبحانه وتعالي.

بين قصر فرعون وبيوت بني إسرائيل: سمحت (آسيا) لـ(موسي) بزيارة مرضعته رغم صغر سنه، وظل سيدنا (موسي) يتردد علي مرضعته ويتودد إليها حتي نشأت علاقة قوية بينه وبينها، وبينه وبين إخوته هارون ومريم، وبدأ يشعر براحة في بيوت بني إسرائيل أكثر من تلك التي يشعر بها في قصر فرعون، ففرعون يكرهه ولولا (آسيا) لما ظل هناك، أراد الله له ذلك لينشأ لديه حب لبني إسرائيل وفي الوقت نفسه يعتاد حياتهم منذ صغره فلا يشعر بغربة بينهم بل يأنس إليهم، فرحت أمه (يوكابد) كثيرًا لما رأته يأنس إلي بيت أبيه وإخوته وقومه حتي وإن كان لا يزال لا يعلم أنه منهم، فأرادت أن تزيد من هذه الصلة، فشرعت تحكي له قصصاً عن سيدنا (يوسف) عليه السلام، وهذا ذكاء منها فقد اختارت له شخصية تاريخية ورمزاً تاريخياً محبوباً لدي الفريقين، حتي إذا ذهب إلي القصر وتحدث عن سيدنا (يوسف) لا ينزعج منه أحد؛ فالمصريون يحبون سيدنا (يوسف) وفي الوقت نفسه هو من بني إسرائيل، وهي تريد أن تنمي لدي سيدنا (موسي) حبه لبني إسرائيل تمهيدًا لإخباره بأنه منهم، وهنا تظهر لديه صفة جديدة من صفات القائد وهي الصفة السادسة ألا وهي القدوة والمثل الأعلي الذي يحتذي به، ثم أخبرته بأن هذا القائد العظيم الذي أصبح يحبه ويراه مثلاً أعلي هو من أجدادها، فازداد تعلق سيدنا (موسي) بمرضعته وبني إسرائيل، وزاد انتماؤه إليهم.

الحقيقة الثانية:

إلي أن أتي اليوم المناسب الذي تستطيع أن تأتمنه علي السر فأخبرته بأنها هي أمه الحقيقية، وأنها لم تكن لديها أي وسيلة أخري لتنجيه من موت محقق علي يد فرعون سفاح الأطفال إلا بقذفه في النيل، وأن الله قذف في قلبها إيمانًا بأنه سيعود إليها، وها هو قد عاد بالفعل، وسردت له القصة من بدايتها وحتي نهايتها، وأخبرته بأنه يجب أن يعود إلي قصر فرعون حتي لا تُقتل هي أو يُقتل هو إذا علم فرعون بحقيقة أمرهما.

المرونة والموازنة:

لم تكن أم (موسي) أمًا عادية بل كانت مربية ذكية، فقد غرست لديه صفة جديدة من صفات القائد، الصفة السابعة وهي المرونة والتوازن، ما رأيك أنت؟ هل يعود إلي حياته في قصر فرعون المليء بالفساد، فهناك فرعون الذي يقول (أنا ربكم الأعلي) وكهنة وآلهه، أيعود بعد أن عرف الحقيقة وعرف أمه واستقر بين أحضانها، نعم.. أصرت أمه علي عودته إلي ذلك القصر بالرغم من كل ذلك؛ فهو لا يزال بحاجة للمزيد من التعليم الذي لا يستطيع أن يحصل عليه إلا في ذلك القصر وحده فقط، وهذه الفترة هي التي أصقلت صفة المرونة والتوازن لديه، فالكثير منا سوف يختارون عدم العودة لذلك القصر لما فيه من فتن ومصائب حتي ولو كان ذلك علي حساب الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها، ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال «المؤمن الذي يخالط الناس خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه». تعلم سيدنا موسي الموازنة بين شيء فيه المفسدة والمصلحة في الوقت نفسه، ويصر علي الحصول علي الفائدة دون أن يتأثر بالمفسدة، لذا ظل سيدنا موسي في قصر فرعون ليستفيد من العلم المتاح لديه في القصر ويحتك أكثر بالمصريين، ليعرفونه أكثر لأنهم سيدافعون عنه فيما بعد، وجوده في القصر واحتكاكه بالمصريين بعد أن عرف حقيقته وأصله لبني إسرائيل علمه الصفة الثامنة للقائد وهي الشخصية المنفتحة، فقد عاش في البيئتين رغم اختلافهما واختلافا ثقافتهم، يستطيع الآن أن يتعامل مع برتوكولات القصر وطبيعة الحياة الملكية ويتعامل مثل الملوك والفراعنة، وفي الوقت نفسه يستطيع التعامل مع الحياة البسيطة لبني إسرائيل والتعايش معها بأريحية بالغة علي عكس طبيعة الملوك العاديين.

ولما بلغ أشده:

الصفة التاسعة والتي لا يصلح قائدًا بدونها، الهدف والرسالة، ولقد قرر أن يكون هدفه إنقاذ بني إسرائيل، الكثير منا يظن أن سيدنا (موسي) حرر بني إسرائيل لأن الله كلفه بهذا، ولكن الحقيقة هي أنه اختار ذلك بنفسه فاختبره ربه ووجده مصرًا علي أن ينقذهم مما هم فيه بعد أن أحس مدي الذل الذي يعيشونه فكلفه الله بذلك وأيده.

الصفة العاشرة وهي الصحبة الصالحة والتي من دونها يضل أي قائد وأي شخص ناجح، وتمثلت صحبته الصالحة في أخيه هارون الذي سوف يسانده ويقف بجانبه وينصحه إلي آخر رحلته.

إلي الآن اكتسب سيدنا (موسي) عليه السلام عشر صفات أساسية من صفات القائد وهي:

1- الرحمة

2- التعليم المتميز

3- القوة البدنية الهائلة

4- نفس حرة

5- الشجاعة

6- القدوة والمثل الأعلي

7- المرونة والتوازن

8- الشخصية المنفتحة

9- الهدف والرسالة

10- الصحبة الصالحة

وقد لخص الله لنا كل ذلك في آية عظيمة، هي من دلالات إعجاز القرآن الكريم (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَي آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ) (القصص:14).

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 12:48 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com