العاجز عن ادارة الوحدة، عاجز عن ادارة الانفصال / منقول

[صادق محمد عوض]

ان الملايين من الجنوبيين الذين اجبرتهم الحرب اللعينة التي فرضت عليهم في الجنوب النزوح من ارضهم لم يختاروا كينيا او يوغندا او افريقيا الوسطى ملجأً لهم، بل اختاروا شمال السودان. فسكنوا بين اهله مشاركين في بناء العاصمة في اعمال كثيرة يعجز ابناء الشمال او يانفوا عن العمل فيها. لقد عشت باسرتي في الحاج يوسف من بداية الثمانينيات الى نهايتها، و الحاج يوسف كما يعلم الجميع هي اكثر المناطق التي تعج بالجنوبيين في العاصمة. شئ مهم لاحظته و اعجبني عند الغالبية من الجنوبيين، و هو صدقهم و امانتهم. لم ار و لم اسمع بجنوبي عاكس بنت في الشارع او انتهك عرضا او قفز سورا او تسلل الى بيت احد. و يوم الاثنين الاسود الذي ااعقب مقتل قرنق كنت في السودان بعده بيوم. و بفضول مني بعد ان هدأت الاحوال في اليوم الثالث، زرت اصحابي بالشرطة سائلا عن الذين تسببوا في الحرايق و اعمال الشغب. لقد كانت الاجابة صادمة، و هذا امر يتحاشاه حتى رجال الشرطة و مسؤلو الدولة من النشر،و هو ان الغالبية العظمى من الذين تم احتجازهم من المشبوهين في التورط في اعمال الشغب لم يكونوا من الجنوبيين. و لا احد ينسى في منطقة الفتيحاب و ابوسعد و المهندسين و جنوب ام بدة و هي اكثر المناطق التي شهدت اعمالا من الشغب، ان الآلاف من الذين يحملون السواطير و الفؤوس و السكاكين و هم يمشون زرافات في شارع الدكتورة سلمى يرددون (الليلة يوم الزرقة – الليلة يوم الزرقة)، يعيثون في الارض فسادا، تدميرا لممتلكات الناس و حرقا لسياراتهم و متاجرهم لم يكونوا من الجنوبيين، فام درمان اصلا غير آهلة بالجنوبيين.
شاركني في غرفتي عندما كنت طالبا بجامعة الخرطوم طالب من جنوب السودان اسمه الفريد سوبك. كان مثالا للتواصل و التوادد، و حتى عندما تاتي اجازة آخر العام الدراسي الكبيرة كان الفريد يراسلني من الجنوب. و لما عملت بتشييد مشروع الرهد الزراعي كان زميلي في هذه المنطقة التي سميت وقتها بمنطقة الشدة مهندس مدني جنوبي اسمه قرنق. كان قرنق آية من الاخلاق و التعامل الراقي.
الاهم من ذلك كله ان الجنوبيين الذين لجأوا للخرطوم هربا من جحيم الحرب، جاءوا مستجيرين بنا. و في الوقت الذي هرب فيه معظم شباب الشماليين للخارج بقي الجنوبيون في السودان، يحفرون قواعد البنيات الشامخة و يصبون الخرصانة و يشيدون الطرق و الكباري و القناطر. و اصدقوني القول ان قلت لكم ان جميع منظمات المياه في مشروع الرهد و الكباري و القناطر و سايفون الدندر و طلبات المياه بمينا لم يعمل فيها سوداني غير الجنوبيين.
الذين يطالبون برحيل الجنوبين من الشمال او ذهابهم الى الجحيم اذا اختار الجنوبيون الانفصال لا يعلمون كيف يتعامل القانون الدولي مع هذه المسائل و لا يعلمون مهمات منظمات اللاجئين و حقوق الانسان. لقد سبقتنا دول كثيرة في التشظي. لقد ظل كل شخص في مكانه لحظة الانقسام، فالكل يعلم حتى هذه اللحظات بعض الاسر الكورية منقسمة على قسمين، قسم من العائلة في كوريا الجنوبية و القسم الآخر من العائلة في كوريا الشمالية. و لماذا يذهب الجنوبيون الى الجحيم ؟ اليس بينهم مسلمون؟ لتكن تجربة صرب البوسنة و الالبان و سربينستيا تجربة نتعظ بها لتخرج البلاد الى بر الامان.
من الجانب الآخر، فان الذين يطالبون برحيل الجنوبيين اذا اختاروا الانفصال، يجهلون ايضا الاثر الاقتصادي لمثل هذا النزوح. لان الحديث هنا ليس عن رحيل افراد او مئات من الناس. الحديث هنا عن نزوح امة كاملة. من من الشماليين شارك في حفر اساس بناية او صب الخرصانة فيها او لياستها ا واو ا واو... بعض الصناعات في السودان لا يعمل فيها الا الجنوبيون. دعونا من كل ذلك، و لنسال انفسنا من هو الجنوبي و كيف نحدده؟ ما حكم الجنوبيين المتزوجين من شماليات و يقيمون في الشمال؟ و ما حكم الشماليين المتزوجين من جنوبيات في الشمال او في الجنوب؟ ثم كيف يكون الحال اذا تعامل الجنوبيون بالمثل و قرروا طرد كل الشماليين الموجودين بالجنوب؟ بالجنوب الآن اكثر من مليون شمالي يملكون اكثر من عشرين مليون راس من الابقار. هل نسي الذين يطابون بطرد الجنوبيين من الشمال ذلك؟
في حالة الانفصال ستخرج ملفات كثيرة من يد المؤتمر الوطني، و اولها حق الاقامة و مكانها بالنسبة لكل سوداني سواء كان جنوبي او شمالي. و سوف تفرض الامم المتحدة و مجلس الامن و منظمات الحقوق المدنية و الانسانية رؤاها على حكومة السودان شاءت ام ابت.
في برنامج الدكتور عبد اللطيف البوني (عدد خاص) الذي يقدمه على الفضائية السودانية، خصص حلقة كاملة عن كيف يتعامل الشماليون مع الجنوبيين المقيمين في شمال السودان. حوى برنامجه استطلاع عشوائي للشماليين بالخرطوم بسؤال واحد هو (اذا اختار الجنوبيون في استفتاء التاسع من يناير القادم الانفصال، هل توافق على بقائهم بالشمال؟).
العينات العشوائية التي شملها الاستطلاع، كانت اصحاب محلات تجارية و وبعض المارة في الشوارع و الحدائق و مواقف المواصلات العامة. الملاحظة العجيبة التي لا حظتها ان اصحاب المحلات التجارية كانت اجاباتهم بانهم لن يسمحوا للجنوبيين بالبقاء في شمال السودان و لا بد ان يعودوا من حيث اتوا. و قد كانت اجابات الآخرين انه ليس ما يمنع بقاء الجنوبيين بالشمال و لا يرون مشكلة في بقائهم بيننا. و بالمناسب ارسلت هذه الملاحظة للدكتور عبد اللطيف البوني في بريده الاليكتروني. و بمطالعة البوست الذي افترعه ابني محمود عبد الاله اجد ان اكثر المؤيدين لطرد الجنوبيين ينسجم رايهم مع اصحاب المتاجر الذين ضمهم استطلاع البوني. و لكن اصحاب المتاجر في زمن التمكين لا يمكن ان يكونوا، الاّ من ربائب الانقاذ. و اعتقد ان الكثيرين من رواد المنتدى الذين تصفحوا بوست الابن محمود قد أحسوا بان الذين يعملون على طرد الجنوبيين من الشمال في حال اختيارهم الانفصال من شاكلة اصحاب المتاجر، و هم في الغالب الذين قادوا الحرب الجهادية لاسلمة الجنوب. و لما فشلوا في ذلك تدثروا بثياب القرد الذي فشل في الوصول الى سبائط الموز، فتركها معزيا نفسه بانها حامضة.
لقد وقع الفأس في الرأس. فالحرب التي اعلن البشير انه سيحسمها في عامين عند استيلائه على السلطة، استمرت خمسة عشر عاما. و الاخطر من ذلك و بعد اتفاق نيفاشا، ان يقود الاستفتاء المزمع اجراءه في التاسع من يناير القادم الى انفصال الجنوب، و ان يقود ذلك الانفصال بين دولتين لا يعرف احد الحدود الفاصلة بينهما، الى حرب جديدة اشرس و اقسى من الحروب السابقة. يبدو ان الرئيس البشير بدا يستشعر الخطر مؤخراً، ففي اجتماع مجلس وزرائه الاخير قال، ان اسوأ سيناريو يمكن تصوره هو ان يحدث انفصال الجنوب مع اندلاع الحرب مجدداً. البصيرة ام حمد اضاعت على اهلها جرة و عجلا ببلاهتها، لكن المؤتمر الوطني اضاع على السودان بلدا و ديننا و صلات ممتدة لاواسط افريقيا.
المشهد المأساوي لم يكتمل بعد. لقد فشلت الانقاذ فشلا ذريعا و عندها خمسة اعوام قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوبيين، في ان تجعل الوحدة جاذبة، بل في الاحرى هي عملت كل ما يمكن ان يجعل من الوحدة امراً طاردا. و السؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن، هل الانقاذ مؤهلة لادارة البلاد اذا اختار الجنوبيون الانفصال؟ المقدمات توحي بان الفشل الذي لازم الخمسة سنوات التي اعقبت توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا، سوف و بالتاكيد سيلازم المؤتمر الوطني بعد الاستفتاء.
كرتي يائس من الجنوب، و مصطفى عثمان اسماعيل يدعو الشباب من الآن للاستعداد للحرب. و كمال عبيد يعلن انه لا خدمات طبية سوف تقدم للجنوبيين اذا اختاروا الانفصال. و جريدة الانتباهة الراعية الرسمية للانفصال عادت للنشر مرة اخرى. لقد قلنا من قبل و لاكثر من مرة ان للانقاذ وجهان و لسانان. للعالم يتكلمون بلسان على عثمان بشكل يبدو اكثر دبلوماسية و قبولا. و لكن حقيقة ما يفعلون او يريدون ان يفعلوه هو ما يعبر عنه كرتي و مصطفى عثمان اسماعيل و قوش.
ماذا يعني السودانيين للنقاذ؟ فما هم الاّ شحاتتين لا يستحقون غير تقطيع الاوصال.

[عبدالمنعم]

الأخ الصادق عجبت جداً لهذا المقال الذي لم تذكر كاتبه فهو يحتوي على عدة مغالطات وأحسب أن كاتبه – أياً كان – صاحب غرض أو جاهل بالأحداث لعدة أسباب :-

1- يقول (ان الملايين من الجنوبيين الذين اجبرتهم الحرب اللعينة التي فرضت عليهم في الجنوب النزوح من ارضهم لم يختاروا كينيا او يوغندا او افريقيا الوسطى ملجأً لهم، بل اختاروا شمال السودان. فسكنوا بين اهله ) وكان الأجدر أن يقول اختاروا شمال السودان. فسكنوا بين اهله معززين مكرمين بدلاً أن يشير لمشاركتم في البناء وهل كان ينتظر من الشماليين أن يقوموا بإستضافتهم في منازلهم ويصرفوا عليهم؟ ثم نتساءل من الذي فرض عليهم الحرب؟

2- أما حديثه عن يوم الإثنين الأسود فهو كذب صراح فقد حاول الدفاع عن الجنوبيين وإلصاق التهمة بجهة لم يسمها وأظنه قد أراد أبناء دارفور بذكر كلمة الزرقة وقد شهدنا يوم الإثنين الأسود والأيام التي تلته وكنا شاهدين علي الحقد الأسود الذي أظهره الجنوبيين الذين تغزل صاحبنا في صدقهم وأمانتهم فقد قتلوا ونهبوا وسرقوا في ذلك اليوم وحرقوا ممتلكات من آواهم وأطعمهم وكساهم وقد ذكرني حديثه عن من يحملون السكاكين والسواطير ولولة (أخواتنا) المصريين يوم مباراتهم مع الجزائر

3- تجاربه مع الجنوبين شخصية ولا تلزمنا بنتائجها لأن لكل منا تجارب معهم وهم حتى الآن يجاوروننا ونكتوي بنيران حقدهم وعنصريتهم ونكرانهم للجميل وعضهم للأيادي التي تطعمهم .

4- الغريب في الأمر أنهم يسعون للإنفصال بكل السبل جهراً وعلى رؤوس الأشهاد بل ويسبون الشمال بكل أنواع السباب ويكرهون الشمال والشماليين ولكن عند مناقشة رحيلهم بعد الإنفصال نجد من يستدعي التجارب السابقة وقوانيين الأمم التحدة دفاعاً عن حقوقهم في الشمال
5- شاهدت برنامج البوني وكل الذين وافقوا على بقاء الجنوبيين بعد الإنفصال كانوا يقولونها لمجرد المجاملة أو لجهلهم بالموضوع أو لخوفهم فقد أصبحنا - شعب - نخاف من أنفسنا
(-) رأيي الشخصي أن الجنوبيين لو إختاروا الإنفصال يجب أن يرحلوا وإن لم يرحلوا يجب أن يُرحلوا قسراً وطظ في الأمم المتحدة وقوانينها وان إختاروا الوحدة يجب نسومهم كل أنواع الإطهاد والذل والعنصرية والإستعباد التي تيهموننا بها كذباً

[عوض خضر]

الأخوه الصادق ومعروف

لكم الشكر علي طرق حديث الساعه

معروف مع تقديري لنقاط مداخلتك لكنك انتقيت بعض النقاط وناقشتها

لم تناقش موضوع المليون شمالي في الجنوب وابقارهم لم تناقش موضوع العماله التي سنفتقدها لم تناقش موضوع اهم من كل ذلك وهو موضوع الحرب التي بدات طبولها تدق منذ الان

وصرنا بدلا من ان نري الوجوه المدينه تراشق بعضها البعض بالكلمات وجوه عسكريه تراشق بعضها البعض بالحشود

اذ كنا سنعود لمربع الحرب فما الفائده اصلا من الاتفاقيه اذ كنا سنجري استفتاء ستسيطر الحركه الشعبيه علي مجرياته وستديره ناحية رغبة صقور الحركه

دون ان يحرك الطرف الثاني ساكنا لانه صار لا حول له ولا قوه اذ ان الامر خرج من يديه وصار الامر بايدي اخري قادره علي تنفيذ رغباتها والتي بالتاكيد لن تكون من ضمنها مصلحة السودان فم الذي استفدناه من الاتفاقيه

غير انها كانت جرعه مهدئه للحرب لبضعة اعوام

اساس هذا المقال ليس بقاء الجنوبيون او ذهابهم بعد الاستفتاء

ولكن لب الموضوع هو عدم قدرة الحكومه علي ادارة الامور ومن يديرون الامور حقيقة يريدون حكومه بكل هذا العجز

لب الموضوع ان من قادنا الي الدرك الأسفل الان يصرخ مستنجدا من نتائج افعاله

كانوا دوما يحلمون احلام طفوليه كانوا يحلمون بان ينفصل الجنوب وفق الحدود التي يريدون دون اي صدام

كانوا يريدون ان يستفردوا بالشمال بعد ان يذهب الجنوبيين الي جحيمهم الاستوائي وبعدهم ستذهب كل الضغوطات الدوليه عليهم

الان ابيي معضله والحدود معضله والتداخل القبلي معضله وتقسيم النفط معضله واستقرار الجنوب معضله وما يسمي بالمشوره الشعبيه معضله اي ( منطفتي جبال النوبه وجنوب النيل الأزرق )

يعني وصلنا عنق الزجاجه

الان هناك اهم من تواجد الجنوبيون في الشمال او مغادرتهم

وهناك امر مهم الا يشترك معنا هؤلاء في تسلط الحركه الشعبيه عليهم بقدر مايتسلط المؤتمر الوطني علينا شمالا

يعني هل الأنفصال اذا حدث فعلا وفي الظروف الحاليه هل ستكون تلك ارادة الجنوبيون الحقيقيه ام ستكون املاءات متطرفين يضعون مصالحهم الشخصيه نصب اعينهم

[عبدالمنعم]

الأخ عوض
أنا لا أعفي الحكومة من مسئولياتها تجاه الإنفصال بل يجب أن تتحمل المسئولية التاريخية كاملة لأنها السبب الرئيسي فيما آلت إليه الأمور وما أدخلتنا فيه من مرحلة أسوأ آلاف المرات من سابقتها ولكن كرهنا لحكومة المؤتمر الوطني وإختلافنا معها يجب أن لا يجعلنا نعفي الجنوب من المسئولية بل ونسعى لجعلهم حمائم ومضطهدين رغم ما تسببوا فيه من أذي

[عوض خضر]

عداك العيب يا اب رايا سمح

[كابلى]

الاخ الصادق شكرا على الموضوع الاخ عوض كلامك معقول وبدون حساسيات اما اخونا عبدالمنعم ذكرنى بمقالات ذلك الشى الذى تنضح ملامح وجهة الكالح الذى يشبة وجه المومياء بالكراهية لكل ماهو افريقى وكانة يريد ان ينفى صفة الافرقة عنة وعن السودان الذى هو للسودانيين ذلك الاسحق احمد فضل اللة بس يا عبدالمنعم انتا شايفك بتكتب عن فضل ونكران واستضافة وطرد وكينيا ودول الجوار والشمال الذى بفضل التناحر سيصبح دولة مجاورة ايضا ومحروسة حدوديا بقوات اممية وهذا واقع اصبح بيننا وبينة ليس بعيد سؤالى ليك انتا بتتكلم عن مواطنين ولا وافدين اما مسالة يرحولو قسرا دى مابتحصل لانو رعايا الدول لديهم قوانين تحميهم وبعدين لماذا نستعجل النتائج ونحكم بالنتيجة مسبقا يمكن تنفخ الروح فى جسد السودان الواحد وتحصل المعجزة ويكون فى سودان تخلص فية النوايا وتنبذ فية حمية الجاهلية الاولى وربنا يصلح الحال

اخي صادق بعد التحية والاحترام انا لا اتفق معك في ان الموتمر
الوطني او حكومة الشمال كما يسمون قد اجبر الجنوبيين علي الانفصال
انت تعبر في مضمون كلامك كان الشمال كله مبلورا في الموتمر الوطني
مركزا للاتهاض والتهميش العنصري ضد الجنوبيين ناسيا الملاين من ابنا
الشعب الذين ماتو من اجل القضيه ليس من ابنا الشمال فحسب بل من الشرق
والغرب .. اخي الكريم تعلم ان اتفاقية نيفاشا اعطت حكومة الجنوب نصف
ميزانية السودان من الثروة والنفط والمواني ولا تتجاوز نسبة الجنوبيين غير
4% من نسبة الشعب السوداني اين هذه الاموال الطائلة وفيما انفقت خلال هذه
السنوات من الاتفاقية اين الشرق والغرب من هذا انا اقول ليك وين راحت في حسابات
الوزرا الجنوبين في يوغنده وسويسرا ... يا اخي الكريم والله انا لو كنت جنوبي اكون غبي
لو ما طلبت الانفصال بعد ده كلو. اما عن الاتهاض والتهميش البتقولو ياخي
انت سمعت خطاب باقانا مون الاخير البقول فيه انو الحرب المقبلة بتكون من نوع خاص
كان الخطاب مفعم بروح الحقد كالبركان الدامي انا لاانتمي للموتمر الوطني ولا للحركة
الشعبية ولو الحركة الشعبية في حساباتها انو اي شمالي موتمر وطني ده بكون اجحاف
في حق السودانيين لانو انا سوداني فقط لا انتمي لاي تيار وطني

اخي صادق بعد التحية والاحترام انا لا اتفق معك في ان الموتمر
الوطني او حكومة الشمال كما يسمون قد اجبر الجنوبيين علي الانفصال
انت تعبر في مضمون كلامك كان الشمال كله مبلورا في الموتمر الوطني
مركزا للاتهاض والتهميش العنصري ضد الجنوبيين ناسيا الملاين من ابنا
الشعب الذين ماتو من اجل القضيه ليس من ابنا الشمال فحسب بل من الشرق
والغرب .. اخي الكريم تعلم ان اتفاقية نيفاشا اعطت حكومة الجنوب نصف
ميزانية السودان من الثروة والنفط والمواني ولا تتجاوز نسبة الجنوبيين غير
4% من نسبة الشعب السوداني اين هذه الاموال الطائلة وفيما انفقت خلال هذه
السنوات من الاتفاقية اين الشرق والغرب من هذا انا اقول ليك وين راحت في حسابات
الوزرا الجنوبين في يوغنده وسويسرا ... يا اخي الكريم والله انا لو كنت جنوبي اكون غبي
لو ما طلبت الانفصال بعد ده كلو. اما عن الاتهاض والتهميش البتقولو ياخي
انت سمعت خطاب باقانا مون الاخير البقول فيه انو الحرب المقبلة بتكون من نوع خاص
كان الخطاب مفعم بروح الحقد كالبركان الدامي انا لاانتمي للموتمر الوطني ولا للحركة
الشعبية ولو الحركة الشعبية في حساباتها انو اي شمالي موتمر وطني ده بكون اجحاف
في حق السودانيين لانو انا سوداني فقط لا انتمي لاي تيار وطني

لن نبتعد كثيراً عن الواقع حين نؤكد ان التطورات الاخيرة في السودان واقصد بذلك قضية انفصال الجنوب هي نتاج تراكمات تاريخية استمرت مايقارب قرنا من الزمان ادت في نهاية المطاف الى الاقرار بحتمية الانفصال الذي سيجري الاقتراع عليه في يناير المقبل .... الاحتلالات الاجنبية التي عانى منها السودان لحقب طويلة وجدت من مصلحتها ان تجعل التركيبة الفسيفسائية عبئاً على طبيعة ومفهوم المواطنة فعممت كل مامن شأنه ان يخلق التمايز بين الشمال والجنوب بما في ذلك تعزيز المواقف العنصرية بين الجانبين و كان بالامكان في ظروف طبيعية ان تكون هذه اللوحة الفسيفسائية التي يذخر بها السودان مصدر إثراء وتخصيب لثقافة الشعب السوداني بدلاً من ان تكون عبئا عليه ومصدراً للمنازعات والشقاق.....
انفصال الجنوب كدولة مستقله هو الفرصة الذهبية لتمزيق اوصال السودان والقفز به عنوة داخل دوامات ودوائر المجهول فالانفصال ليس سدرة المنتهى ولا هو قارب النجاة لشعب الجنوب للوصول نحو مرافئ الامان بل هو تدشين للدخول الى بوابات الصراعات اللانهائية المخضبة بدماء ابناء السودان وفتحاً لجروح ادمت السودان زمناً طويلا" ....يقيني ان القوى الغربية تحث الخطى من اجل الانفصال لتحقيق فكرة الاستعمارية القديمة بتقسيم الدول الى دويلات هشة حتى يتسنى للكيان الصهيوني والادارة الامريكية الهيمنة على مقدرات وثروات الجميع عرباً وافارقة هذا ما لاجدال فيه فهذه واشنطن تهدد بشكل مباشر بان عدم اجراء الاستفتاء في موعده سيكون سببا كافيا للتدخل الامريكي المباشر في اطار حملتها الدولية ضد الارهاب وتمني الجنوبيون بالمن والسلوى ان هم انفصلوا وتصور لهم الانفصال خيارا" اكثر جاذبية من الوحدة مستفيدة من الاخطاء التاريخية التي وقعت عليهم
ولكني ارى ان هشاشة البنية المجتمعية وضعف مقاومة هياكل الدولة هو الذي يمكن القوى الخارجية من تحقيق هذا الاختراق لشوؤنها والتحكم في قراراتها

[عوض خضر]

الي كل المتداخلين في هذا الموضوع الملح

هذه هديه قصيدة الكتيابي

بسم السلام : ردوا السلام بس .. والسلام ..
خلونا نهدا و نستريح ... قصر الكلام ـ مليون مربع ميل فسيح
لولا انقلابات الضلام _ كان انفتح في كل ميل ـ مليون سبب للانسجام ..
مليون سبب واضح صريح ...
معروفة إنك يا وطن ... من يوم خلقت مع النهر
مخلوق نظام واحد صحيح ..
الـ ما صحيح : هو البرضى ليك الانقسام
والـ ما بيحبك : ما نصيح .......
يا طينة الجين الطمي
و يا نسمة الروح في العضام
ليك أنتمي وبيك احتمي وكيف أمدحك !
وانت الغنا و إنت المديح