حتى أنت يا بروتس !!

[Amhar]

[info]منقول[/info]

٭ كتبت هذه الجملة وأرهفت سمعي لالتقاط الصدى.. صدى ما تحدثني به نفسي هذه الأيام في شأن الانسان السوداني... غريب وعجيب امر الانسان السوداني الذي وجد نفسه في حالة لا يعرف لها اسماً ولا يستطيع ان يصفها او يعبر عنها بالكلمات.. وذلك لان كل كلمات لغات العالم بما فيها اللغة العربية الرحبة بكل لهجاتها تقف عاجزة تماماً امام وصف حالة الانسان السوداني.
٭ الافق ممتليء.. حد الفيضان برجع صدى أنين من اوجاع متفاوتة وصرخات متباينة.. اصوات اطفال ونساء وشيوخ شباب طلاب عطالى معاشيين.. مفصولي الصالح العام... واوجاع سببتها سياسات الانقاذ منذ ان حلت.
٭ الخلخلة الاجتماعية اولى اسقاطات الحالة الاقتصادية في سلوك الناس وعلاقاتهم، امتلأت صفحات الجرائد بقضايا طلب الطلاق بسبب الاعسار او خوف الفتنة.. ازدياد حالات وجود اللقطاء على قارعة الطريق.. بداية عودة الامية بالرغم من التوسع في فتح المدارس والجامعات فالتعليم حق للذي يستطيع ان يغطي نفقاته الباهظة والاسر في غالبها الاعم عجزت من ان توفر مقومات الحياة الضرورية ناهيك عن التعليم والعلاج والكساء.. كل هذا الحراك الاجتماعي المختل احتمله الانسان السوداني بما فيه سلبيات الزواج الجماعي والموت الجماعي.. وكل يوم تظهر مستجدات تضيف للانسان السوداني اوجاعاً جديدة.
٭ وسط هذه الاصداء وقفت عند خبر جاءت به صحيفة «الصحافة» في عددها الصادر يوم الاربعاء الثامن من سبتمبر قرأت ورددت بصوت مرتفع المقولة الشهيرة التي قالها يوليوس قيصر بكل شحنات الدهشة والاستغراب «حتى انت يا بروتس» والخبر يقول: «ضبط أدوية فاسدة تصرف للمرضى.. إغلاق المستشفى الصيني بنيالا».
٭ قررت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور امس اغلاق المستشفى الصيني بمدينة نيالا وذلك بعد ان تم ضبط كميات كبيرة من الادوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية كان يتم صرفها للمرضى بالمستشفى.. الى جانب تحويل المرضى الى مستشفى نيالا التعليمي الى حين التحري في الموضوع واستدعى مدير المستشفى الصيني.
٭ وقال وزير الصحة بالولاية احمد محمد الصافي ان لجنة ادارة الصيدلة بوزارة الصحة وقفت على حجم الادوية وكمياتها واكتشفت ان الادوية صلاحيتها منتهية واوضح انه تم استدعاء مدير المستشفى الصيني لمعرفة البروتوكول الموقع مع الولاية.. وهددت الوزارة بطردهم حال عدم التزامهم بالبروتوكول الذي بموجبه سمح لهم بالعمل بالولاية.. انتهى الخبر وزادت دهشتي واستغرابي واستنكاري.. إنها الصين الشعبية.. انها ارض ماوتسي تونج.
هذا مع تحياتي وشكري

آمال عباس / الصحافة