من حكايات سالي فوحمر :جمال محمد أحمد

[عارف عبد الرحمن]

كان القرد يتمشى يوماً ما في البلد،
ووجد في الطريق زوجة العبلان مربوطة على شجرة في الغابة فقال لها:
"مساء الخير يا سيدتي" وردت:
"مساء الخير" بصوت لا يهمه الخير أو الشر. وقال:
" من الذي ربطك هنا، ولماذا؟"
فقالت زوجة العبلان:
"إنها قصة طويلة يا عزيزي أجلس لأحدثك، إن كان عندك وقت يكفيك
فجلس القرد يسمع. وقالت زوجة العبلان:
(إن سيدي رجل يحب الخير ويعاملني أحسن معاملة وكل دقيقة يريدني أن أشبع خبزاً وزبدة وخضاراً وعسلاً، ولكن تعبت من الأكل، ورفضت، فعاقبني هذا العقاب الذي تراه ، وربطني على هذه الشجرة.. و.."
ثم بكت ولم تستطع أن تكمل كلامها – فقال لها القرد:
"أنت حمقاء يا سيدتي لماذا لا تأكلين ما يقدم إليك؟ إنه ينفعك، وإذا كان هذا هو سبب العقاب، فأنا مستعد لمساعدتك اذهبي وخذي حريتك وسأربط نفسي مكانك هنا." وقبلت زوجة العبلان ففك القرد قيدها وقيد نفسه.
وفي الصباح جاء الرجل كعادته.. ولم يتنبه للتغير الذي حصل فانهال ضرباً على القرد. وشرع هذا يصيح بأعلى صوته ويقول:
"يا سيدي، تبت أنا مستعد لأكل ماتقدمه لي كل شيء: العسل والخضار والخبز والزبدة لن أرفض شيئاً"..
ولكن الرجل ظل يضربه حتى أصابه الإعياء، ثم نظر، فإذا المضروب قرد ولما سأل عن القصة حكى له ما حصل فضحك السيد وقال:
"لقد وقعت في شر أعمالك. أنا ربطت زوجة العبلان هنا وأضربها كل صباح لا لأنها ترفض الأكل. بل لأنها تأكل كثيراً وأنا أريد تأديبها".