Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > القصص والحكايات
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

 
 
Thread Tools Display Modes
Prev Previous Post   Next Post Next
Old 02-28-2012, 03:03 PM   #1
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default هكذا تحدث (الكمساري ) خضر

صفير القاطره القادمه المزدحمه بجوالات القطن يجعل المكان يعج بالحركه

في اعلي الخط الحديدي وقرب مدخل المحطه توقف بعض العمال للقيام بمهمة فتح الخطوط

ناظر المحطه اسرع ناحية مكتبه مراسل صغير السن اسرع ناحية الخط ليجلب اوراق

القاطره اللاسلكي الهامد منذ فتره ارتفع ازيزه

وتعالت بعض الاصوات خارج المكتب الذي يجعله اللون الاصفر الشاحب

يخلف نوعا من الامتعاض

نزل خضر ( كمساري ) القاطره منهكا تبدو علي وجهه اثار السهر الطويل

سلم اوراق القاطره للمراسل الذي ينتظره قرب الخط الحديدي

ثم بدا في نفض معطفه الرسمي الحالك السواد من الغبار وبعض بقايا القطن

انطلق الكثير من المزاح من العمال الجالسين قرب الخط

ولكن ( الكمساري ) المتعب رد برفع يده في اعياء وانزلها بحركه

سريعه للاسفل في اشاره لعدم اهتمامه بالرد

تجاوز الجالسين بعد ان حياهم باقتضاب

الجوع و برد الغيط وتقاعس بعض الذين يعملون في المحطات الخلويه عن اداء

واجبهم تضافرت كلها لتقضي علي عنفوانه

عندما دخل الي منزله وثب الجميع الي استقباله زوجته اصلا سمعت صفير

القاطره وكانت تعرف موعد وصوله لذلك كانت داخل المطبخ الطيني

تعد وجبه لاتخضع للمقايسس العاديه

اذ تجاوز الوقت الغداء ولم يزف العشاء بعد

ثم بدا في الاستماع الي الملتفين حوله وهو يمضغ الطعام في نهم

ورائحه تجمع مابين العرق ورائحة صوف المعطف

ورائحةجوالات القطن تشكل اطارا يجعل الجالسين لايخرجون من

دوامة غياب والدهم لعدة ايام

تساءل وهو يتفرس في بنته الصغيره

- لماذا يبدو عليها الاعياء

وكان الرد من امها التي تلقفت السؤال وهي داخل المطبخ

وصوت عراك الملعقه وكوب الشاي الزجاجي يجعل ردها مزدوجا

- اصيبت بالملاريا مره اخري لكنها الان بدات تتعافي

اقتربت الفتاة الصغيره المغبره من والدها وبدات تتمسح بجنبه

تماما كما تفعل القطط
ولكنه انشغل مع ابنائه الاكبر سنا يسال عن الاحوال والدراسه

ارتشف الشاي بصوت مسموع كعادته كان يبدو مستمتعا بكوب

الشاي الي اقصي الحدود حتي ارتفع الصفير المزعج مره

اخري قاطعا لحظات لايجرؤ احد من اهل بيته علي قطعها

هب واقفا دون ان ينبث ببنت شفه ارتدي معطفه

وحمل وعاء الطعام المعدني

وسرعان مابدأ اهل بيته يستمعون لصوت حذائه الخشن

عند احتكاكه بمدخل المنزل

ثم ماغرق كل منهم في ماكان يفعله قبل قدوم والدهم

هكذا كان خضر يقضي ايام موسم ترحيل الاقطان مابين الغيط

والمحالج تتخلل الرحله استراحه صغيره لتناول الطعام

كان يقوم بهذا العمل الشاق دون ان يبدو عليه انه يحس بوقعه

كانه كائن تمت برمجته علي العمل دون توقف

دائما خارج التفاعلات التي تدور حوله ودائما زوجته

تقوم بدورها كاملا في محاولة ملء غيابه

ومع ذلك لم يسمعه احدا يتبرم في نظر الكثيرين خضر رجل خارج نطاق التواصل

لذلك لايحسبون حسابه في خططهم التي تشمل احيانا عائلة خضر

رغم كل ذلك حرص خضر علي حضور التجمع الكبير للعمال

لاستقبال مدير المصلحه وقد اندهش زملائه لانهم ولاول مره رأوا خضر في جلباب ابيض ناصع

معتمرا عمامه تتصاعد من ثنياتها رائحة صابون رخيص


ثم ظهرت في الافق بعض السيارات البيضاء رباعية الدفع

وترجل المدير البدين بدا بنفس هيئته التي رسخت في اذهان كثير من الواقفين لاستقباله
كأنه تم حشوه حشوا في ثيابه
التف حوله عدد من العمال ثم صعد الي منصه اعدت له علي عجل

و بدا يتفرس في وجوه العمال التي بدت وكانها نتاج قالب واحد

نفس التغضن نفس العظام الناتئه نفس النظره نفس النحول

تنحنح قليلا وبدا في مخاطبتهم بصوت مرتفع تخلل خطابه الكثير من فترات

التوقف اذ انه يصمت قليلا ليستجمع انفاسه وفي كل فتره يتوقف فيها عن الكلام

يسمع العمال صوت تنفسه العالي ويلاحظون ارتفاع صدره وانخفاضه ممايجعلهم يعتقدون ان سيتوقف عن التنفس نهائيا بعد لحظات

  Reply With Quote
 


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 06:49 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com