سلسيون- الجزء الثاني

[ابودباره]

وكخطوة ثانية للتحقق من مصدر الأموال قامت (الجهات الأمنية ) بالإتصال بالجهات الأمنية بالدولة (الخليجية) تستفسر عما إذا كانت هناك أي بلاغات نهب أو إحتيال بمليارات الدولارات قد تم رصدها هنالك ولكن سلطات الأمن بتلك البلاد قد إجابت بالنفي.
قام (حسن سلسيون) ومن داخل غرفة حبسه بمبني الأمن بتوكيل أحد كبار المحامين ذائعي الصيت والذي قام بصياغة مذكرة إستخدم فيها كل مهاراته القانونية معللاً بأن ليس هناك (جريمة) قد اقترفها (موكله) تبيح وضعه (بالحجز) وإن كانت (السلطات) تشك فى مصدر أموال (موكله) فعليها تقديم البينة على ذلك طبقاً للقاعدة القانونية التى تقول أن (البينة على من إدعى).. وتبعاً لذلك فقد ثم الإفراج عن (حسن سلسيون) وأمواله في أقل من أسبوع ..
بعد أشهر قليلة أنتشرت وفي وقت واحد وعلى جميع الوسائط الإعلامية كميات مهولة من الإعلانات … سلسيونكو للطرق والجسور .. سلسيونكو للإنشاء والتعمير .. سلسيونكو للهاتف النقال والإتصال عبر القمار ..سلسيونكو للتنقيب والمعادن .. سلسيونكو للبترول .. إذاعة سلسيونكو fm .. امتلأت الصحف بصور (حسن سلسيون) رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمجموعة شركات سلسيونكو بعد أن قام بعمل (نيو لووك) ..ساونا .. بدل.. كرافتات .. خواتم ذهبية ..
فى فترة وجيزة للغاية قام (حسن سلسيون ) بشراء كل مصانع الصابون والدقيق والزيوت واللحوم والثلج والطحنية ومنتجات الألبان .. كما إشتري كل الأراضي السكنية والزراعية (المميزة) ومعظم العمارات والبيوت ( الناصية) .. أصبح (حسن سلسيون ) رساماً تشكيلياً وناقداً سينمائياً وكاتباً مسرحياً وشاعراً وملحناً … قام بسفلتة الطرق وإنشاء بعض المدارس والمراكز الصحية والآبار بمنطقته مما جعل أبناء منطقته ينتخبونه ممثلاً لهم في ( البرلمان) .. لا تخلو (صحيفة) من نداء موجه من أحد أصحاب الحاجات لرجل البر والإحسان (حسن سلسيون) – أو دوخرى الحوبة كما أطلقوا عليه- .. فهذه طفلة تحتاج إلى عملية صمام بالأردن .. تلك أرملة تحتاج إلى (ركشة) لمواجهة ظروف الحياة وهذا طالب جامعى يناشده دفع القسط الأخير من مصروفاته الدراسية وذلك (أب) يرجوه أن يساعده فى إعادة تشييد منزله الذى (هدمته) له الأمطار … البعض يؤكد بأن مصدر ثروة حسن سلسيون هو عملية ( تنزيل) مارسها على أحد أمراء البترول الذي آثر عدم التبليغ خوفاً على مكانته وسمعته – إلا أن حسن سلسيون كان يردد دائماً أن هذه (المليارات ) قد أرسلها له شقيقه المقيم في (أمريكا) منذ 20 عاماً .. مما حدا بأحد الخبثاء أن يعلق قائلاً : والله أخوهو دا إلا يكون قاعد في أمريكا عشرين سنة (ضوئية) !!
أصبح (حسن سلسيون ) ظاهرة إجتماعية وقد إنتشرت العديد من أغانى (البنات) التى إنبهرت بهذه الظاهرة فها هى المغنية (سعدية دكوة) تمسك بالدلوكة وتغنى فى مناسبة زواج أبن تاجر العملة الشهير .. ( أبكر الخطر ) أحد أصدقاء (سلسيون) الذى كان حضوراً فى المناسبة وبعد أن أمتعت (سعدية دكوة) الحضور بأغنيتها (خطر خطر يا أبكر) والتى جعلت (أبكر) يهز ويعرض (وينقط) بالدولار والدينار واليورو إستعدلت فى (قعدتها) وأمسكت بالمايك و(قصدتو عديل) :

أدينا عربون … (الكورس) يا سلسيون
نسد الديون … (الكورس) يا سلسيون
(المجموعة) نسد الديون يا سلسيون .. ونسيب السجون يا سلسيون
أحب التنزيل … (الكورس) يا سلسيون
أموت فى (الغسيل) … (الكورس) يا سلسيون
(المجموعة) الصف طويل يا سلسيون .. وعاوزين نشيل يا سلسيون

ثم ما لبثت أن كسرتها بالمقطع الذى يقول :

سلس سلس يا سلسيون
ضد الفلس يا سلسيون
راجل كلس يا سلسيون

وكان (سلسيون) يحب هذا المقـطع كثيراً فقام بعد أن (هز) وعرض بتنقيط (سعدية دكوة) بحزمتين من (أبو مية الأخدر) داك .. كما لم ينس أن (يرش) المعازيم الحضور من (أبو مية الأخدر) داك برضو ….
أصبحت أخبار (حسن سلسيون) مادة ثابتة فى جميع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية السياسية منها والإجتماعية ..(الوجيه حسن سلسيون إلى اليابان للتفاوض مع ريئس مجلس إدارة شركة شارب) .. (الوجيه حسن سلسيون يعود من كوريا بعد إطمئنانه على أعماله هنالك) .. مؤخراً تصدرت صورة الوجيه حسن سلسيون (دوخرى الحوبة) الصفحات الأولى للصحف وهو يعانق (يان برونك) المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى بهو فندق (شيدا) الذى شهد توقيع إتفاق السلام مؤخراً وقد جاء فى خبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية أن ( حسن سلسيون) قد صرح بأنه سوف يقوم بإقناع (عبدالواحد) وبقية الفصائل التى لم توقع على الإتفاقية حتى ينتظم الجميع فى مسيرة السلام –على حد قول سيادته-
المقربون منه يقولون بأنه يعد العدة منذ الآن لترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية بعد إنقضاء الفترة الانتقالية معتمداً على (الأغلبية الميكانيكية) المتمثلة فى أصوات قبيلته وأبناء منطقته والعاملين في شركاته التي لا تحصى ولا تعد ..
الله يكون في العون!!!!!!