إغتيال الدكتورة أحلام حسب الرسول

مدخل
هذه واحدة من روايات الكاتب شاهين محمد سليمان شاهين...
رواية وهمية الأبطال واقعية الأحداث لدرجة انك تنسي انها وهمية...
عنوانها اغتيال الدكتورة احلام حسب الرسول...
مقدمة الرواية بواسطة الكاتب نفسه:
هذه الرواية لكم وعنكم يا عيال الله .. الى ابناء جيلى .. جيل الهزائم والهجرة والمقابر .
تكفي هذه المقدمة وهي رواية مثيرة للجدل
تابعوا الأجزاء...

حكايات دكتورة/ احلام حسب الرسول (احلام الصول(
- دكتورة احلام .. لو سمحتى المقرر السنة دى طويل مافى حذف ؟ .- لا .. عاينو انا ما بحب قصة الحذف من المقرر دى .. اى حاجة درسنها خلال العام الدراسى ممكن تجى فى الامتحان .- لكن دكتورة ..- مافى لكن .. انا من الاول قلتا قسم التاريخ فى الكلية هنا عشان الناس البتحب التاريخ مش عشان العايزين شهادة جامعية وخلاص .نظرت لى شذرا , مضت وهى (تبرطم) بكلمات مبهمة.. اسمع انها ابنة سياسى اسلامى كبير .. يظنون ان الجميع عبيد فى مزرعة اهلهم .كلية الاداب جامعة النيلين , قسم تاريخ .. تاريخى الشخصى الخاص هنا بين طرقات هذه الجامعة منذ ان كانت فرع الخرطوم .. اعرفها طوبة, طوبة .. اعشق ذكرياتى فيها .. دكتوراة فى تاريخ السودان الحديث .. رسالة الدكتوراة العبيطة تنام فى رفوف مكتبة الكلية .. لا احد يقراء ولا احد يسمع بها او يهتم , مثل الاف الرسائل .. عندما ادخل مكتبة الكلية انفض عنها الغبار , سنوات من المعاناة المرهقة اقبلها فى حنية هى التى جعلتنى احمل لقبى السخيف هذا - دكتورة-ذات مرة حضرت واحدة من الجيران وهى تحمل (حقنة) ملاريا ظنت اننى طبيبة .. شرحت لها مدة ربع ساعة الفرق بين الطب والتاريخ (رغم ان تاريخ السودان صنعته الملاريا) , قلت لامى فى غيظ- والله الواحد كان مفروض يقراء تمريض عالى مع الناس الوهم ديل .غدا الجمعة , يوم لقاء عصابة (الاحلامات) بعد غيبة طويلة لم نجتمع سويا منذ التخرج .. كم سنة يا ربى .. اكره الحساب .. اخاف من عد السنوات .. عادتى الشهرية اصبحت غير منتظمة- خايفة العادة تنقطع منى يمة .- تنقطع شنو يا بت .. انتى لسه صغيرة .يا امى حركاتك وبركاتك .. القلق من ولد حلال لا يطرق الباب .. القلق من عادتى الشهرية الخجل من عادتى السرية .طلبة نصفهم مسطول بمخدرات رخيصة .. جامعات اصبحت بدون طعم ومغزى حقيقى .رن هاتفى المحمول وانا فى طريقى نحو البوابة الخارجية- احلام الصول يا فقرية .صوت (احلام السمحة) بعد سنوات كثيرة فى (الدوحة) .. نجحت بت الكلب , زوج وخمسة ابناء وفيلا فاخرة فى (اركويت) - بكرة ح نكون معاك .. ايوه مفروض جلكنة تجى من الدلنج الليلة .كتابى الوحيد الذى نشرته من حر مالى لم يوزع سوى مئة نسخة فقط (محمد احمد المحجوب سياسى ومثقف فاشل) .. ابحاثى التى لا ينشرها احد .انحنيت على سيارتى (الاتوس) الصغيرة .. عادت الطالبة المشاغبة للظهور من جديد - عليك الله يا دكتورة احذفى لينا اى حاجة من المقرر .- انتى اسمك منو ؟ .- اسمى لبنى الطاهر .طيب يا لبنى احسن تمشى تقرى بدل ما تتكلمى معاى .عندما صعدت الى السيارة وجدتها تنظر لى بطريقة غريبة واكتشفت كم هى جميلة وذات جسد مثير .41 عاما هل ما زال جسدى مثير جنسيا ؟فى اى لحظة قد تصل (احلام جلكنة) الى بيتنا فى (ابوروف) هى الوحيدة فى عصابة (الاحلامات) التى احبها كثيرا .. وهى الوحيدة التى تحب التاريخ مثلى .

اغتيال الدكتورة أحلام حسب الرسول (2)

ورقة من اوراق دكتورة/ احلام حسب الرسول كتبتها فى مصحة للامراض النفسية والعصبية قبل مقتلها فى ظروف غامضة)
يصرخون فى اعمدة صحفهم اليومية - التى تلعب باقتدار دور التنفيس عن الغضب - نحن صنعانا ثورتين 21 اكتوبر و 6 ابريل .. نحن شعب عظيم يا دكتورة يا مغفلة .هى حجة عليهم وليست لهم .. ماذا فعلنا بهاتان الهبتان الشعبيتان ؟ .. ماذا فعلنا ؟هل الهبة الشعبية موضة ؟ .. ام انها اهداف وتقاس عظمتها بمدى تحقيق وتحقق هذه الاهداف الشعب الفرنسى صنع ثورته الانسانية العظيمة ومازال ينعم بثمراتها حتى الان .. المهم عندى هو الانجاز على الارض وليس الاناشيد الوطنية والملاحم الموسيقية .المافيا تسرق كل انجاز والشعب يضع يديه على خده وهو يشاهد السرقة جهارا نهارا .لماذا لم يتحرك الشعب وهو يشاهد 21 اكتوبر تتحول الى كومة رماد ؟لماذا ما تحرك الشعب و6 ابريل تحتضر ؟حجة الهبات الشعبية عليكم وليست لكم يا انصار احزاب المافيا الوطنية .د/ احلام حسب الرسول عابدين .

(3)- الو .- اهلا وسهلا .- دكتورة احلام ؟ .صوت انثوى مخنوق وباكى - ايوه معاى منو ؟ .- انا لبنى الطاهر .- لبنى الطاهر منو ؟ .- تلميذتك فى الجامعة .- انتى الزولة بتاعت خذف حاجات فى المقرر ؟ .- انا ذاتى .- يا بت انتى مجنونة ولا شنو ؟ .. لقيتى نمرتى دى اساسا وين ؟ . - لا .. انا بس عندى مشكلة , عشان كده اتصلت بسيادتك .- عندك مشكلة تمشى طبيب نفسى .. او تشوفى اخصائية اجتماعية .. اوعكى تتصلى بى تانى مفهوم ؟ .اغلقت هاتفى المحمول وقذفت به الى مقعد قريب .خرجت (احلام جلكنة) وهى تضع (بشكير) اصفر ضخم على شعرها المبلول - فى شنو عاملة شكلة فى التلفون ؟ .- طلبة اخر زمن .. عايزين هم يحددوا المقرر .. دى طالبة قالوا ابوها سياسى كبير فى البلد , ما عارفة الجدعا شنو على جامعتنا دى وهى ممكن تقراء فى احسن جامعة خاصة.. غايتو التعليم ده بقى كلو محن .- بقيتى عصبية يا بت الصول .- اعمل شنو يا جلكنة لى فترة اعصابى تعبانة وكمان مرض امى عامل لى توتر شديد .- ما فى زول ظهر ؟ .- عليك الله يا بت .. خلاص كبرنا .- مالك ؟ زى قمر اربعتاشر عينى باردة عليك .. الجامعة ما فيها رجال ؟ .- يعنى يا احلام الجاك عايزانى اتظارف واخفف دمى عشان القى عريس .. معلون ابوهم واحد وراء التانى .- والله يا بت الصول .. مرات القعدة ساكت بتكون اخير من العرس بتاعى .. متزوجة من انسان وسخ وما محترم .. تخيلى مرة بت فلاتية صغيرة جات تغسل لى الهدوم , بس مرقتى للسوق وجيت راجعة لقيت السجمان طالع فوق البت .. اتفو عليهو وعلى الرجال الزيو .- لسه مرزوع فى ليبيا ؟ .- بركة سيدى الامام ما يرجع تانى منها .. بعد ما انكشح يا داب انا والبنات ارتحنا من الفضايح ووجع الراس .- يخصى عليك يا فقرية ما جبتيهم معاك ليه ؟ .- حليمة ما بتحب الخرطوم .. وسعدية من ما نهداتا قامن وهى عاملة فيها مجكسة ود عمها وما دايرة تفارقو .- ربنا يخليهم ليك .. المرة دى ح تقعدى معاى اسبوع كامل .- اسبوع شنو يا بت ؟ .. عندى مليون الف التزام فى الدلنج ببيت معاك الليلة وبكرة ويوم السبت بتحرك على الحاج يوسف وبسافر من هناك .- دايرة اشبع منك يا فقرية .- الايام جاية كتير .. المرة الجاية يا رب تكون عشان عرسك .. انتى احلام تادروس بتكون بكرة موجودة معنا ؟ .- كيف , دى اكتر واحدة خططت عشان اللمة دى .. وبالمناسبة قالت اتصل بيها اول ما توصلى .- كويس عشان عايز استشيرها عندى مشاكل فى الرحم .. هسع عليك الله لو كنا عملنا زيها وامتحنا تانى وخشينا طب مش كان اخير من التاريخ السجم ده ؟ .- خلى الكلام الكتير وتعالى معاى المطبخ .. عاملة ليك سمك بلطى وسلطة اسود وكستر للتحلية .. مشروع تسمين يا جلكنة احتمال ترجعى شباب تانى .- حليل الحاجة زينب واكل الحاجة زينب .. مشتاقة ليها شديد .- بس ترتاحى وناكل وبعد ده تمشى تسلمى عليها عند ميرفت .- بالمناسبة عندى ليكم مفاجاة ب مليون جنية .. صورة ما اظن فى واحدة بتتذكرها فيكم .
(يتبع)

[عوض خضر]

متحرنك بفارغ صبر

الاخ اقلاب :
السلام عليكم مشكور اولا علي رفع الحس القصصي فينا وقصتك ممتعة شديد لانها تشرح الواقع بتفاصيلة المولمة فنحن نفضل الاشياء المعلبة والساهلة ولا نحب التعب والتلتلة والسهر والقراءه وهمومنا صغيرة ولا نجازف ونرضي بالقليل ، والكاتب الكبير الطيب صالح ( رحمة الله ) تتطرق لبعض الامور التي وردت بالقصة بصورة او باخري في كتابة موسم الهجرة للشمال .
ونحن شعوب العالم الثالث فينا الكثير الذي ينبغي ان يغير ( الرشوة - المحسوبية - الكسل - حب العلم - احترام الزمن - ...... الخ ) ومالم تتغير عقليتنا وسلوكنا في الحياه سوف نظل في حلقة مفرقة ثورة ( اكتوبر- مايو- يونيو - يوليو - اغسطس .....) والتغير يبدا مننا .
والنقارن بين شعوبنا والشعوب الاروبية والاسيوية مالفرق ( يحبون العلوم - يحترمون الزمن - لامحسوبية - لارشوة - لا للكسل - حرية الفكر والدين - التفاني في العمل - احترام المدراء والمسؤلين .... الخ ) اما نحن فالعكس تماما لذلك سوف نظل نعيد انفسنا كل ثورة واخري وكل قرن واخر ولا جديد تحت الشمس ياهو زمان وحسي .

الأخوان عوض , ياسر فيس
هناك قراءة أخري لتاريخنا مضمنة بالأجزاء التالية , جديرة بالنظر:

(3)
ورقة من اوراق دكتورة/ احلام حسب الرسول كتبتها فى مصحة للامراض النفسية والعصبية قبل مقتلها فى ظروف غامضة)
ليل المصحة هنا كئيب .. الاشجار التى تتحول الى مخلوقات شبحية فى الظلام .. السخرية منى ومن افكارى .. العاملة البسيطة التى تسرب اوراقى التى اكتبها الى الخارج .. ميرفت شقيقتى الوحيدة تخلت عنى .. لا زيارة واحدة منذ احتجازى , المسكينة تخاف على وظيفتها فى البنك .. جرحتنى تصريحاتها الاخيرة فى الصحف اليومية , نصل حاد من سكين لم تتخيل فى يوم من الايام ان يطعنك فى الظهر .اشجار المصحة عجوز وكئيبة اوراقها اصبحت بنية بدل ان تكون خضراء بفعل تراكم ذرات الغبار على مدى السنوات الطويلة .. قلت لواحد من الاطباء المعتوهين - الاشجار دى عيانة نفسيا .نظر لى وكانه اكتشف دليل مرضى - بالله ؟ .. ما عندك مشكلة نعالجها ليك طوالى .اشتاق الى اشجار الجوافة فى بيت ابى صول البوليس المتقاعد , كان يحب الجوافة ويعشقها , كان يتكلم مع اشجاره , يشتكى لها ويداعب اوراقها الخضراء الصحية .كم اشتاق ان اقف على عتبة بيتنا فى (ابوروف) انظر الى الناس واقول لهم فى سرى - مساكين .. انتو مسروقين وما جايبين خبر .مساكين .. كل من يحمل جواز سفر جمهورية السودان الديمقراطية هو مسكين بدرجة او باخرى .

(يتبع)

(4)
حكايات احلام حسب الرسول (احلام الصول)ا جلس فى عيادة (احلام تادروس) اتصفح عددا قديما من مجلة (حواء) المصرية .. كالعادة العيادة بسيطة وانيقة مثل صاحبتها .اول ما لفت نظرى فيها هو انها مسيحية .. لم اعرف قبطية قبلها .. اعجبنى الصليب الذهبى الصغير .. والتهذيب العالى , الانسانية التى تشع من العيون .. عرفنا بعد فترة من صداقتنا انها تنتمى الى اسرة غنية لديهم مصنع زجاج كبير .. ذات مرة شاهدتها تركب سيارة مرسيدس فارهة , نادتنى فى تهليل - ده بابا .. دكتور تادروس ميخائيل .. دى صحبتى يا بابا فى الجامعة واحدة من الاحلامات الحكيت ليك عنهم .اخبرتنى بعدها- ما بحب زول يعرف انى غنية .. عايزة اكون زيكم بدون فرق .- ابوك دكتور ؟ .- لا .. ما طبيب .. عندو دكتوراة فى الجولوجيا .. خلى التدريس فى جامعة الخرطوم واتفرغ للعمل الخاص .- عندك اخوان ؟ .- عندى اخت واحدة , طبيبة امراض نساء واخ اتوفى قبل ما ادخل الجامعة كان اسمو (حنا) .- وامك ؟ .- طبيبة اسنان .- ماشاء الله .. انتو اسرة راقية شديد .- لا .. عادى خالص , نحنا اسرة عادية جدا .متواضعة بشكل لا يصدق .. مثقفة - دى رواية فرنسية ؟ .- البؤساء بتاعت فيكتور هيجو .- بتعرفى فرنسى ؟ .- يعنى , شوية , شوية .اتذكر الايام التى ماتت فيها شقيقتها (ماريا) , انقلبت بها السيارة وماتت بنزيف حاد فى المخ .. كان عندى شغف ان اراها , وعدتنى اكثر من مرة ان نذهب لها فى العيادة - اقول ليك سر يا بت الصول ؟ .- سرك فى بير .- ماما ما بتحب مسلم يخش عندنا فى البيت .- ليه كده ؟ .- ما عارفة , هى ما بتحب السودان , وما بتحب نصاحب المسلمين .عندما ماتت (ماريا) تغيرت هى كثيرا - انا يا بنات نويت امتحان شهادة سودانية علمى .. واخش طب وامسك عيادة ماريا .(احلام السمحة) لا تحب الشخص الطموح - بالله عاينى الاقباط ديل جبارين كيف , ما عايزة تفك عيادة اختها . - ده اسمو وفاء وطموح . قبل سنة جاءت تزورنى فى الجامعة - عارفة , انتى الزولة الوحيدة الشجعتينى امتحن واخش طب .. ومتذكرة يوم زغردتى لى عشان نجحتا .- يا بت ده كان زمان .- فى حاجات ما بتتنسى لو مرت مليون سنة .لمحت نظرة الامتنان واطياف دموع قادمة فى العيون المسيحية الطيبة .. عرفت كم هى وحيدة وفى حوجة الى قلب قريب منها .. قررت ان ازورها بشكل منتظم كل اسبوع .. وها انا بعد سنة كاملة اجلس فى عيادتها .خرجت (احلام جلكنة) بجسدها الذى ترهل وخلفها كانت (احلام القبطية) وهما تضجان بالضحك - يا بت الصول شفتا قلة الادب بتاعت جلكنة .- حظك .- يا بنات ما تعملوا لى عقدة نفسية بلاش مسخرة فارغة معاكم .عنما ذهبت الى الحمام , تنهدت (احلام تادروس)- عندها ورم فى الرحم لازم نعمل عملية ازالة للورم وتحليل .- اتكلمتى معاها ؟ .- بعد برنامج بكرة عشان ما تدبرس . ونحن فى طريق العودة الى البيت , قالت (جلكنة) - احتمال يكون عندى المرض الكعب ؟ .- المرض الكعب ده كمان شنو ؟ .- السرطان . - لا حول ولا قوة .. انتى بقيتى دكتورة واحنا ما عارفين ؟ .- لا بالجد شايفة وش بت تادروس اتغير وهى قاعدة تكشف على . - يا بت مافى سرطان بتعرف بالكشف كده ساكت لازم الزول يعمل تحليل وهيصة طويلة .- انا الحاسة السادسة عندى ما بتغلط .- عليك الله بطلى هبالة وجرسة .وضعت شريط (زيدان ابراهيم) على الة تسجيل العربة .. اندلع الصوت السكران يترنح مع نغمات العود .. اغمضت (جلكنة) عيناها واراحت راسها على حافة المقعد - حليلك يا زيدان وحليل ايامنا .كنت اقود سيارتى وانظر لها بطرف عينى .. وجهها الرجولى الاسود كان يلمع مع اضواء السيارات القادمة فى الاتجاه المعاكس .. قلت فى سرى - ربنا معاك يا احلام .. ربنا معاك .

(5)
هل نستحق هذا البلد ؟ .. اعنى نحن , هل نستحق فعلا هذا البلد ؟ .. كثيرا ما راودنى هذا السؤال وانا اقود عربتى الخاصة , وانا استعد للنوم , وانا اقضى حاجتى فى الحمام .. يظل السؤال يلسع فى الحلق والقلب والعقل .لو كانت المليون ميل مربع هذه ومعها الاراضى الخصبة والثروة الحيوانية والمائية الضخمة .. والمعادن وغيرها من خيرات باطن الارض .. هل لو كانت فى يد شعب اخر غيرنا نحن , هل حال السودان سيكون كما هو عليه اليوم ؟ . انظر للبلاهة التى ترقد فى عيون الناس .. البصق على ارضية الحافلات العامة والمطاعم والطرق العامة .. اتحسر من اكياس النايلون التى تدمر البيئة وهى تتطاير مع الهواء الملوث بذرات الغبار الكثيفة .لو كانت امكانية السودان فى يد الشعب اليابانى ؟ .. لو كانت فى يد الشعب الصينى ؟.. لو كانت فى يد واحد من شعوب النمور الاسيوية ؟ .. هل كان السودان سيكون كما هو اليوم .قلت لعاملة النظافة وهى تنحنى لغسل ارضية لا تنظف - نحنا ما بنستحق السودان . قالت وهى منحنية - انا ما بتكلم فى السياسة . دكتور/ احلام حسب الرسول عابدين .


(7)حوش (ابوروف) .. اشجار الجوافة الكبيرة العجوز .. النوم والنظر الى النجوم فى سماء (امدرمان) .. كأن الزمن لم يجرى .. كأن السنوات لم تمضى .. اصبحنا فى حقبة الكهولة الحقيرة , نقاوم بالصبغة اثار شعر ابيض عنيد .. تجاعيد الوجه .. البسمة التى ما عادت مثل ايام زمان , ولا حتى الحزن .. زمان كان الحزن له معنى , الان اصبح ثقيلا جافا يترك فى القلب احساسا بالوجع .- نومتى ؟ .- صاحية .. الخميس ده بحب اسهر وافكر .- تفكرى فى شنو ؟ .- فى الدنيا .- زعلانة انك ما اتزوجتى ؟ .- خلاص نسيت الموضوع ده , فتحتا ليهو .. عارفة انا مش هسع عمرى واحد واربعين سنة , لكن لسه بمارس العادة السرية .- يجازى محنك يا بت الصول .- بالجد والله , يعنى اعمل شنو .. مرات بخجل من نفسى واقول الطالبات عندى ما بيعملوا كده .. دايرة اسأل احلام تادروس لو العادة السرية مضرة بالصحة .- يا زولة ما تشتغلى ب زول , اعملى البريحك , غايتو اخير ليك من مسخرة بنات الخرطوم ,عارفة يا بت الصول انا ايام الجامعة حملتا بالحرام وعملتا عملية اجهاض .. عارفة كده ولا ما عارفة ؟ .- يا بت انتى مسطولة ولا شنو ؟ .- خجلتا اكلمك فى الوقت داك .. انتى زولة جنك قرأية وكتب وما عندك شغلة مع الشربكة والقذارة البتحصل بين الناس .- جلكنة عليك الله عندى صداع وما دايرة اعرف اى حاجة .- تانى يوم من زواجنا زوجى كان سكران , قال لى انتى شينة ومافيك ريحة الانوثة .. قلتا ليهو الشنا دى عارفها لكن ريحة الانوثة دى جديدة لنج .- جلكنة اسكتى ما تطلعى دينى . - معقول يكون عندى سرطان رحم ؟ .. ده يكون عقاب من ربنا .. مش كده . - اسمعى يا جلكنة الساعة واحدة ونص صباحا .. نومى الله يرضى عليك .- تصبحى على خير .. لكن لو عندى سرطان بناتى ديل يمشوا وين .