Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 07-18-2011, 02:13 PM   #1
 
Amhar

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 24
المشاركات : 409
بمعدل : 0.08



Amhar is offline
Default تكملة الخطبة

الخطبة الجزء الثاني

إن من غضّ بصره عما حرم الله عليه عوضه الله -تعالى- من جنسه ما هو خيرٌ منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره في محارم الله، وهذا أمرٌ يحسه الإنسان من نفسه، فإن القلب كالمرآة والذنوب كالصدأ فيها، فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي، وإذا صدأت لم تنطبع فيها صور المعلومات، فيكون علمه وكلامه من باب الخوض والظنون.

ثم بعد هذا كله أيها الآباء، ما ذنب الأولاد أن نربيهم منذ الصغر والنساء المحصنات في البيوت على مسلسلات الخلاعة والمجون ويكبرون على التناقضات، فيتربى الطفل منذ الصغر والمرأة في المنزل وعندهم أن لا مانع من النظر إلى النساء والاختلاط بين الشاب والبنت، ولا ما نع من رؤية الفواحش، ولا مانع من رؤية مناظر الخمور والدعارة، ومع هذا كله نعلمه أن لا مانع من أن يصوم ويسمك عن الطعام والشراب، ولكنه لا يطلق بقية جوارحه والله المستعان. ما ذنب الأبناء والنساء؟! ثم يشتكي الواحد منا بعد ذلك من ولده أنه وقع في هذه البلوى أو تلك أو من أذية امرأته أو خطئها.

أيها المسلمون، هذه القنوات في حياة الناس تدخلت في كل شيء، وغيرت ترتيب وجبات الطعام عند بعض الناس، فصارت الوجبات ملتزمة بمواعيد البرامج، وأحيانًا يأتي موعد الوجبة الغذائية ويمضي والمشاهدون مشدودون للتلفاز دون اهتمام بحاجة الجسم للطعام ودون شعور بالجوع في بعض الأحيان، وذلك عندما يبلغ السكر منتهاه.

لقد غير التلفاز طريقة تجمُّع الناس، لقد كان هناك تزاورٌ بين الجيران في السابق وكانت هناك أحاديث جميلة وتسامر نظيف واهتمام بمشاكل البعض، أما الآن فكلَّ ليلٍ الأسَرُ مشغولةٌ بمتابعة الأفلام، وتعدّى الأمر حتى إلى العجائز وكبار السن والله المستعان.

بل إن الأسرة الواحدة واسألوا أنفسكم يا بعض الآباء يا من غفلوا عن بيوتهم وأولادهم: أفراد البيت على كم مرة تلتقي في الأسبوع بكامل أفراد البيت غير أوقات الطعام والتلفاز لتتحدثوا عن موضوعٍ معين، أو على الأقل تجلس معهم -أيها الأب- لكي يكتسبوا من أخلاقك؟ ومتى سوف يتعلمون منك التعقل والحكمة والاتزان؟! ومتى يقتبسون من أفكارك وآرائك أيها الوالد؟!

إذا كنت الآن وفي هذا السن لا تجلس معهم فمتى يكون إذًن؟! فبعد أن يكبر الأولاد الالتقاء معهم يكون في المناسبات، فالتلفاز لم يترك وقتًا للالتقاء الأسريّ ولا للتجمع العائلي، وليس هناك مجال لتبادل الخبرات والتجارب، والجواب أتركه لكل والد.

أين هذا الحال الرمضاني الذي نتكلم عنه عن حال سلفنا وقدواتنا في رمضان حين كانوا يقيمون ليله بالقرآن ويصومون النهار ويجرّدون فيه السيوف ويبعثون الجيوش لنصرة الإسلام؟! بل أين هدوء ليالي رمضان التي كنا نعرفها قديمًا، حين كان لليل رمضان جوّه الخاص وشفافيته الفياضة وروحانيته الخاصة، بين قارئ لكتاب الله ومستغفر بالأسحار وقائم يصلي لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟! الكلُّ في هدوءٍ وسكينةٍ، فجاءت هذه القنوات في رمضان وحرمتِ الناسَ تلك السكينة وذاك الهدوء بأفلام رعاة البقر ومسلسلات العنف والجريمة الدرامية وجولات المصارعة الحرة والمشاهد الفكاهية المستهزئة والأغاني المائعة، والأدهى من ذلك كله أن يخدع الناس في رمضان ببعض الأفلام التي يسمونها الإسلامية أو المسلسلات الدينية، فالفاسقون من الممثلين الذين كانوا في شعبان يمثلون أفلام الخلاعة والتفاهة إذا جاء رمضان مثّلوا أدوار الصحابة في تمثيلياتهم، فهذا خالد بن الوليد وعمر بن عبد العزيز وآخرها هارون الرشيد، وقد مثلوا قبل ذلك أدوارَ الفِسق والفجور، والممثّلة الساقطة التي كانت في شعبان تُقبّل على شاشات التلفاز ويمارس معها الفساد والفجور تخرج في رمضان بحجابٍ وجلباب طويل لتمثّل دور الصحابيات أو زوجة أحد الشخصيات الإسلامية بلغةٍ ركيكة، وكأنهم يستهزئون بنا، أيّ مغالطةٍ أعظم من هذا؟! بل أيّ منكر أعظم من هذا؟! وكثير منا ينظر ويتقبل الأمر بشكل طبيعي، فهل ماتت الغيرة عندنا حتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! وإذا كان هناك برامج وأخبار صادقة وتحاليل وحوار فإنها مع الأسف ضاعت وسط هذا الركام النتن لتلك البرامج التي يتبعها كثرةٌ من الناس في غفلةٍ عظيمة.

فلنتّق الله أيها المسلمون، ولنعرف لرمضان حقه وحرمته ولنترك المعاصي والذنوب، ونتوب إلى الله توبة صادقة في هذا الشهر، فإنها والله فرصة، والمحروم من حرم ذلك، وإنها مسؤولية عظمى على عاتق الأنظمة والشعوب في نبذ هذه البرامج ومحاسبة أهلها والتضييق عليهم بدلاً من أن تفتح لهم قنواتنا ليبثوا فسادهم ونترك لهم جرائدنا ليعلنوا بها فاحشتهم، بل الأدهى والأمرّ حين يكرَّمون وتصرَف لهم الأوسمة وأثرهم في الأمة أعظم ممن يفسد الأمن ويسرق المال، فكيف يكرَّمون وهم أفسدوا الأمن الأخلاقي والأمن الفكري؟! لماذا يكرمون؟ ألأنهم أفسدوا الأمة؟! لماذا يقدَّمون وتفتح لهم الأبواب المغلقة على غيرهم من الجادين؟! ألأنهم ألهو الشعوب عن قضاياهم الكبرى المصيرية؟! لماذا يبرزون؟! ألأنهم بذلوا الأموال الطائلة لهذا الإفساد في وقت تذبح فيه كرامة الأمة وتراق دماؤها وتدنّس مقدساتها وجثث أبنائها وأعراض نسائها على الطرقات ومسلسلات رمضان هذا العام تكلّف أصحابها أكثر من مائة مليون دولار ينفقونها ثم تكون عليهم حسرة وسببًا لإفساد الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ( خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [لقمان:1- 9].

بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.


التوقيع
http://vb.futeis.com/uploaded/24_01278492023.gif
  Reply With Quote
Old 07-23-2011, 10:36 PM   #2
 
منذر مصطفى
زائر

رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default


  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 03:49 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com