العيد بين امبارح والليلة

العيد فرحة العبد باتمام الصيام حيث يتحقق فيه البعد الروحي للدين الاسلامي وتتجلى فيه الكثير من معاني الاسلام الاجتماعيةوالإنسانية إذ تتقارب القلوب على الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر........
في العيد يأخذنا الحنين الى الماضي كيف كان وكيف كنا! كان للعيد نكهته الخاصة ! كنا ليلةالعيد ننام ونحن نحلم به قبل أن نغادر الليلةالتي تفصلنا عنه ولاننسى ان نجهز ملابسنا الجديدة لنزدان بها صباح العيد ونزداد ابتهاجا"والأمهات يعددن الخبائز ويرتبن البيوت تأهبا" لاستقبال العيد .....
كان سهلا" بسيطا" الا انه جميل وله طعم خاص لانجده اليوم رغم ترف وبذخ العيد الذي نرفل فيه عيد ناس زمان هو عيد السلام والتواصل والتراحم والتعافي هو ان يشاهدوا بعضهم البعض في ذلك اليوم فتزداد قلوبهم الفةورحمة وكلما كبرت مساحةالسلام والمعايدة بينهم كلما كان عيدهم اسعد وفرحتهم أكبر ‏‎.‎‏.....
اما اليوم فقد حجب التقدم الحضاري الكثير من مظاهر عيد زمان وسط زحمة الحياة وسرعةنمطها وباعدت الغربة ومشاغل الحياة بين الناس ...فأصبح البعض يفضل السفر خارج البلاد حيث يحلو له العيد بعيدا" عن الأهل والبعض يخرج للمتنزهات مفضلا"الإقتصار على عائلته الصغيرة رضوخا"للظروف الاقتصاديةالصعبةالتي تركت هي الأخرى بصمتها على العلاقات الاجتماعية وفضل بعضا" آخر الإقتصار على الاتصال بأقاربه هاتفيا"او الإكتفاء بإرسال رسالة (‏sms‏) ليهنئهم بالعيد بدلا"من الزيارات المنزليةمتذرعا" بضيق الوقت ...
عيدنا اليوم نحاول أن نصطنع فيه الفرح عبر مظاهر الزينة وغاب عنا ان فرحةالعيد لاتجلبها المظاهر وانما تكون في دواخلنا مصدرها ومعناها هناك حيث الأهل والأحباب......
‏..................
عيدكم مبارك‎ ‎