|
|
01-16-2012, 06:05 AM
|
#1 | ||||||||
|
حكاية عشق في الغيط
اول مره يهل علينا مفتش الغيط نادر كانت آبان صيف غائظ وكنا نزيل الحر اللافح داخل الترعه الرئيسيه علي اطراف القريه نتقافز من حافتها القرينيه الي وسطها الذي تعكر سطحه جراء حركة اقدامنا الدائبه علي القاع الموحل صاح احدنا عندما صعد علي الحافه المرتفعه ليؤدي دوره جديده في القفز - سيارة التفتيش قرب الكبري كنا في نهاية الصبا وبداية الشباب كل شئ جديد يستفزنا ويجلعنا نحلق حوله كفراشات الضوء وبالفعل اقتربنا من السياره البيضاء الصغيره ترجل رجل صغير الحجم مليح الوجه يزيل العرق بمنديل ابيض صغير ابتسم في وجهنا رغم اثر الحر الواضح علي وجهه ثم ابتدرنا متسائلا - اين منزل ( الصمد ) رد معظمنا في وقت واحد ورغم تداخل التفاصيل والاختلاف الطفيف بين بعضها الا انه فهم ان المنزل قرب الشجره الضخمه الواقعه في منتصف القريه لذلك شكرا بتهذيب لم نتعود عليه واعتلي سيارته الصغيره واتجه نحو القريه وعدنا نحن الي المياه العكره بعد ذلك صرنا نلتقي المفتش الشاب في اطراف القريه علي اطراف الحواشات ثم داخل التفتيش اذا دفعت بنا الحاجه الي هناك وبما انه لم يكن كمثله من مفتشي الغيط فقد اقترب كثيرا منا اذ لم يكن متجهما طوال الوقت ولم نسمع صوته منتهرا مزارعا ما كان يقترب من المزارع بهدوء ويتحدث اليه دون صياح حريصا علي ان يضيف لقبا للمزارع يوضح فيه احترامه الكبير للذين يكبرونه في السن في البدايه المزارعين في المنطقه كان يسخرون منه ومن اسلوبه الذي يشبه طريقة الفتيات ثم صار بعضهم يتحدي توجيهاته ويفعل مايحلو له الي كان ذات يوم حدثت حادثه جعلتنا نختبر معدنه حسين ابن اخ الصمد مزارع متمرد علي كل شئ علي طرائق الزراعه علي انتظار دوره في السقيا علي عمال الري لايمضي وقت طويل الا وحسين يحتك باحدهم في هذا اليوم اقترب المفتش الشاب بخطي وئيده من حسين وتحدث اليه بلباقته المعهوده - الاخ حسين اليس كذلك وعندما هز الاخر راسه ايجابا قال المفتش - ياحسين الشارع يشتكي من تدفق المياه اثناء سقايتك لم يرد حسين وانما كان ينظر ناحية المفتش الشاب في تحدي واضح استطرد المفتش - المره الجايه لوسمحت اعمل حساب الشارع وايضا لم يكن هناك رد وانما نظره يملؤها الشرر غادر المفتش الشاب راجلا الي داخل ( النمره ) وارتفع ضحكه بعد قليل مع بعض الزراع داخل حقولهم في موعد سقاية حسين كانت سيارة المفتش الصغيره تقف تماما في مدخل ( النمره ) اذ ان حسين اغرق الشارع الضيق بين الحواشات بين المياه ايضا بدا المفتش حديثه الي حسين دون هياج قائلا - الم نتفق ياحسين علي هذا الامر من قبل |
||||||||
|
|
01-16-2012, 06:06 AM
|
#2 | ||||||||
|
انتهره حسين بقسوه - لا اعرف عن اي اتفاق تتحدث - كيف ذلك الم اتحدث اليك من قبل عن السيطره علي المياه - هذا ليس عملي انا عملي ان اسقي زرعي - تسقي زرعك وتغرق الشارع لم يرد حسين وانما غادر موضع المحادثه غير آبه بالمفتش المندهش من هذا السلوك العدائي ارتفع صوته قليلا وهو يتحدث الي حسين - انا اتحدث اليك ياحسين لاتذهب - لاتتحدث اليّ انتهي الحديث - في هذه الحاله انا حافرض عليك غرامه تدفعها في المكتب لم يكمل جملته حتي عاد حسين مهتاجا وتلاسنا لفتره ثم رفع حسين يده كأنه سيصفع المفتش ولكن المفتش الصغير الحجم تصدي بقوه لحسين فسقط حسين علي الوحل وصارع كثيرا حتي نهض علي قدميه وقبل ان يقوم بأي فعل اخر التف حولهما الكثير من الزراع والجموا حسين المهتاج والمتوعد خرج المفتش الي سيارته ثم غادر الي التفتيش وعرفنا بعد ذلك ان حسين تم استدعاءه من قبل الباشمفتش ثم اخذ الامر منحي اخر اذ اصر حسين علي الانتقام من المفتش لذلك راينا بعض افراد الشرطه يجوبون شوارع القريه بحثا عن حسين ثم خرجوا به من القريه ولم نره لفتره طويله حتي كتب تعهدا بعدم التعرض للمفتش ان ينفذ تعليماته مهما كانت ومنذ ذاك الحين ابتعد حسين عن طريق المفتش الجديد وصار يتحاشاه ويتحاشي مخالفة تعليماته هذا الامر وامور اخري منها بساطة المفتش الشاب جعلته يتسرب الي احاديثنا ثم الي غرفنا الطينيه ثم الي قلوبنا صار واحدا منا يكمل ساعات عمله ويهرع الي القريه يشاركنا لعب الورق وتمارين كرة القدم وعلي نار احاديثه نضجت بعض رؤانا التي كانت ضبابيه جعلنا نقترب من مشاكلنا الحقيقيه ونغير تبرمنا الي رغبه قويه في التغيير صرنا ننظر لعوائد الزراع الشحيحه بعين اخري صرنا نتابع مجريات الاحداث بعيدا عنا بطريقه تجعلنا ننفذ الي عمقها وجه قراءتنا صرنا نتجمع حول اشكاليات عالقه منذ زمن ونبحث عن حلول مياه شرب القريه التي مازالت تشرب من نفس الترعه التي نسبح بها ثم تعرف المفتش الشاب الي ابتسام الفتاة الوحيده في القريه التي رفضت الزواج لتكمل تعليمها وبدات الاحداث تاخذ منحي اخر اذ كنا نعود في اجازات المدارس للقريه فنسمع الهمس خشينا ان يتطور الامر الي ما لايحمد عقباه ذهبنا الي المفتش في سكنه في التفتيش قبل قدومه للقريه رحب بنا كعادته بشده وبدا الحوار معه في البدايه هادئا حذرا اذ عاجله احدنا بسؤال - يانادر عرفنا انك عالق وسط قصة حب جميله بعد فترة صمت قصيره - لست عالق انا مستمتع بارتباط رائع تدخل اخر - والي اين ستفضي هذه المتعه - حتي الان لا اعرف - هذا غريب تعلمنا منك ان للامور بدايات ونهايات - الا العشق لااحد يستطيع تحديد بداياته ونهاياته - ان توفرت النوايا السليمه يمكن ذلك ظهر بعض التوتر علي وجه المفتش ثم اجاب - ماالذي جعلكم تعتقدون ان النوايا السليمه غير متوفره - نحن مجتمع ضيق لايقبل مثل هذه الامور بطريقه سلسه - لم افعل شيئا يجعلني محور همس - انت تلتقي ابتسام في اماكن مختلفه - نعم ولكن لم نقترف شيئا يسئ الي احد - مجرد انفرادكما يمكن ان يؤدي الي مشاكل داخل القريه - ماذا تقترحون - ان تسعي لربط نفسك بها بشكل شرعي لم يرد المفتش غادرناه ووجهه قد ازداد تجهما كان يبدو تحت ضغط عوامل اخري لا نعرف عنها شيئا الان انا اتذكر كل ذلك وزوجتي ابتسام تعد طعام الغداء وتغني اغنيه رددناها عندما خرجنا من معتقل مؤقت بعد صدام داخل الجامعه وكانت تلك اول مره اتعرف علي ابتسام عن قرب |
||||||||
|
|
 |
|
|
 |
 |
 |
Linear Mode
