يوم في رمضان 1433خارج الحدود المتعارف عليها

[عوض خضر]

التاسعه صباحا

يوليو 2012 الموافق رمضان 1433

الثامنه والنصف صباحا

صوت منبه الهاتف الرتيب يحيل الغرفه الي جحيم

وبدأ يوم جديد في رمضان

الظلمه تكتنف المكان وانا اتعثر واصطدم بكل شئ النوم مازال يسيطر علي قدرتي علي شق طريقي

الماء كأنه مغلي جيدا يلسع حتي الحواس

خارج المنزل الحر يجلد الشوارع بقوه وسيارات قليله تتسكع علي مهل تحت الحر اللافح

المحلات التجاريه مازالت مغلقه واجهزة تكييف الهواء تئن تحت ثقل الرطوبه القاسيه

كل شئ يبدو علي حاله الماره القليلين يبدو علي وجوههم الكثير من التجهم اظنهم استفاقوا تحت وقع صيحات المنبهات مثلي

بعد سهره طويله امتدت حتي شقشق الفجر

رويدا رويدا بدا الصحو يحتل موقعه في حواسي المتبلده

اليوم عندما يتجاوز منتصفه احس بالاستقرار تماما

عند العوده اول شئ يخطر علي البال تفقد قنوات التلفزيون المتيبسه

وهنا علي أعداد قائمه بمشاهداتي حتي استطيع ان استخلص نتائج ان وجدت بعد هذا الجهد المبذول

من ( ربطه ) من الحواس

1- قناة ما تعيد احداث من اولمبياد لندن ( ياسر مهدي قال مؤامره ) يبقي جليها النتيجه مافي فائده تذكر

2- قناة اخباريه مازالت تلوك اخبار الامس يبدو ان المراسلين مازالوا تحت ستار الصيام يغطون في نوم عميق النتيجه مافي ثمره جليها

3- قناة غارقه في اعادة مسلسلات رومانسيه تتحدث عن حياتنا كأنها حياة اخري وكأن من يمارسون طقوس هذه الحياة اخرين غير الذين

اخترقوا سرحاني بنظراتهم الحانقه علي امر غير معلوم لدي علي الاقل علي المدي القصير اما علي المدي الطويل فانا افهم اسباب حنقهم جيدا

وهي كثيره منها علي سبيل المثال ان الحاكم ظالم وقس علي ذلك من غياب حريات وغلاء طاحن وتفاوت اجتماعي وفساد

ثانيا ان بعض الذين ثاروا علي حكامهم دفعوا ثمن غالي جدا ومنهم من ينتظر وعلي كل الاحوال صاحب الوجه الحانق الذي افترضته هنا اما من هؤلاء

او من اولئك ثالثا من يدعون الديمقراطيه والتمدن يحسبون اندفاعهم ناحية المعالجه بدقه اذ يجب ان يتوازن الامر مع مصالحهم

رابعا الاكل طوال الليل بطريقه رعناء كأن الشمس لن تغيب في يوم رمضان التالي مما يؤدي لارتفاع الاحماض (اب نحار حيرقان عند البعض اوحرقه عند البعض الاخر )

خامسا هاجس العيد والكسوه والمصاريف الاخري واصلا الرعب من رمضان جعل ميزان المدفوعات ( يقع بب ) من الضغط عليه

طبعا هنا لا اتكلم عن الذين يرزحون تحت نير الارتفاع الجنوني في الاسعار وانهيار سعر صرف العمله امام العملات العالميه ذات العيار الثقيل

فهؤلاء الحديث عنهم ذو شجون وليس لدي الرغبه في الادعاء باني اعرف بالضبط مقدار معاناتهم ولكن مايحدث لهم يترك اثره علي الذين تربطهم بهم وشائج القربي ( خت سنجه تانيه قصاد ميزان المدفوعات )

سادسا ضغوط العمل في نهار رمضان الغائظ

اظن ان هذه الاسباب تكفي لان يتجهم وجه احدنا حتي ( يقع منو )


لذلك اجد العذر لكل من حملق ( فيني ) بطريقه حانقه ( كأننا بيناتنا جرف ) ( لافائده مرتجاة )

قناة اخري توقفت فيها كثيرا قارئ ذو صوت جميل يرتل القرآن بطريقه شدتني فتركت جهاز التحكم عن بعد

ولكن القارئ سرعان ماتوقف وختم قرأته

واتوا بشيخ وخط الشيب لحيته وبدا يتحدث عن سلوكنا السئ وضعف ايماننا ووعدنا بالويل والثبور وعظائم الامور

وفي خضم هجومه علينا نحن الضحايا نسي او تناسي جور الحكام ولم ينبث ببنت شفه في امور نتوق ان يتحدث عنها احد المشايخ الضالعين

في الفقه وفي امور تانيه حامياني ( فائده كبيره )

علي طول فطّست القناة بالريموت

قناة اخري تعرض بعض النساء الكاسيات العاريات ويبدو انها اعاده لسهره صاخبه من ليلة امس

داهمني خوف علي صيامي ثم ان هناك رادع اخر جعلي اسرع في كتم انفاس القناة اذ ان احدهم يشاركني المنزل

احسست بنظراته من علي البعد كالسياط ثم صكت سمعي بعض الكلمات المتجهمه التي تتحدث عن ان الرجال

فارغين وعديمين شغله بس ( فائده محتمله يظهر اني حركت السكون في ارجاء المنزل )

تركت التلفاز الي حين عل القنوات تغير طريقتها في التعامل معنا بعد الافطار وحاولت تعويض فاقد النوم

بعد الافطار السر قدور كعادته يتحدث عن تاريخ الاغنيه السودانيه بفهم عميق وبعض المحاولات الفطيره للغناء

مجموعته من المغنيين يجعلونني احيانا اتوق للاسراع وارتكاب جريمة تفطيس القناة

لكنهم احيانا يرتفعون فوق ادائهم الغث كاداء المرحوم نادر خضر لاغنية مصطفي سيداحمد الشهيره

ثم فرفور وماادراك مافرفور عندما يمارس الجوطه في بعض الاغنيات فاستعيذ بالله السميع العليم وادعي علي الشفيع عبدالعزيز ومن عام علي عومه

في قناة النيل الذي كان ازرق ( فائده نتفه لاتذكر )

ولكني ارتشف الشاي بتلذذ واستنشق عبير مطر الحبش عندما

اتوقف مع ابو الامين ومقدمة البرنامج الرائعه كما وكيفا واردد بيني وبين نفسي هكذا يكون التحضير للقاء الهرم الغنائي الشامخ ( فائده بالكوم والردوم خصوصا لمن اراد لذلك سبيلا وتنشق المحسنات البديعيه )

الدراما في التلفزيون لاباس بها اتوقف مع جو اوربي واتلذذ بارتشاف الحلقات ( فائده نسبيه اذ ان التلفزيون المحتكر لايتيح مناقشة قضايا ملحه من خلال التلفزيون كمشروع التغيير ( اللهم لاشماته ) )

اما مواضيع السفسفه المبهوله باسراف في القنوات ومداعبة خوفنا من رمضان وتحول بعض برامج السفسفه لبوق دعائي لشركات اغذيه مرقة كنور وشعيرية شنو ماعارف وجمال حسن سعيد وتجتوج (لاحول الله دا تلفزيون ولا بقاله)

ولكن في الغالب يفقد المرء اهتمامه بالتلفزيون مباشرة بعد اختفاء هذه البرامج التي تعقب الافطار

ليقضي ليلته مابين مشاوير طارئه ومحاثات طارئه وافكار طارئه والام طارئه

وهكذا اذهب لانام مسابقا الاشراق

ثم تدور العجله مره اخري دون فوارق كبيره تذكر


تم فلترة هذا الكلام من اي عبادات رمضانيه اذ اني اعتقد ان الامر شخصي لايهم من يمر علي هذه الكلمات

تم كتابة هذه الملحوظه بناء علي ضغوط هواجس شخصيه

لا عليكم