Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > منتدى الحوار العام
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 01-26-2011, 06:21 AM   #1
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default هل يمكن امتصاص تأثير الراحل مصطفي سيداحمد بهذه الاحتفالات الهزيله ؟

جمع غفير في نادي العين علي ما اعتقد

وفي مقدمتهم الوزير السموؤل خلف الله يحيط به لفيف من اهل الساحه الفنيه المعروفين

وتبينت ايضا في الحضور مجموعه من المطربين الشباب اذكر منهم خالد الصحافه او خالد محجوب او المادح خالد وجمال فرفور وعصام محمد نور ينقصهم ود البنا

لم اتبين وجه اخر ضمن هذه المجموعه التي دأبت القنوات خلال الفتره الماضيه في فرضها بكثافه مقيته علي المشاهد السوداني اينما كان

غنت نهي عجاج للمرحوم مصطفي واجادت

وبدا افراد مجموعة الفنانين الشباب التي ذكرتها اعلاه في التقاطر علي المسرح وابداء اعجابهم بالاغنيات التي تردد

تفتقت في دهني اسئله كثيره اعتقد انها مشروعه

اذ كان هذا النوع من الغناء يعجب هؤلاء فلماذا لا يسلكوا نفس الطريق ؟

وهناك سؤال يجب ان يوجه الي السيد الوزير المحتفي بذكري الراحل مصطفي

هل مشروع مصطفي سيداحمد وتجربته يمكن ان تمتص تاثيرهما الاحتفالات المصطنعه وهل اهتمامه المفاجئ يمكن ان يفت في عضد الذين يعرفون ما الذي يردده الراحل المقيم

وهل مثل هذه الاعمال الفطيره يمكن ان يفرغ الموضوع من محتواه

هل يمكن لهذه المجموعه من المغنيين المنصرفين عن هموم الناس الي تفتيت حنقهم الاستمرار في هذا الامر طويلا

طبعا هذا ليس طعنا في مقدراتهم ولكن الانصراف عن هموم الناس لشخصيه جعلتها الاجهزه الرسميه عامه معيب

والي متي ستظل اجهزة الموالاة تفرض علينا نفس الوجوه دون كلل

وكانت الطامه الكبري عندما تغني المطرب صاحب الصوت الفريد محممود عبدالعزيز للراحل مصطفي

بدأ بشكل جيد محاولا قدر الامكان وضع بصمته الخاصه علي الاغنيه مبتعدا قدر الامكان عن دوامة مصطفي الطاغيه

ولكنه عندما اوغل تواردت الاخطاء في الحفظ وفي النطق وفي استبدال معاني بأخري

حتي تدخل شاب لااعرفه في الاغنيه التي كادت ان تحول المطرب الي اضحوكه وحاول جاهدا رتق ماجري علي الاغنيه الجميله

الجمهور الغفير المترف كانت امامه قوارير ماء الصحه كانوا يدندنون مع المطربين ويظهرون حزنهم علي الفقيد

وكذلك الرسميين والوزير

ولكن هذا يفرز تساءل مدهش ان كان كل المتلقين هؤلاء الذين حاولوا جاهدين اظهار تعاطفهم وتفهمهم لما يقال متفاعلين مع الامر

ما الذي يجعلهم بمنأي عن جوهر التجربه

ماالذي يجعل ذكري الفقيد فرصه للتلاقي وتبادل عبارات المجامله

وللبعض فرصه لاظهار آخر صيحات الموضه

ثم الانصراف بهدوء ونسيان فحوي الاغنيات التي تشكل مهمازا مثاليا لانطلاق رغبة التحرر

اجمل مافي الحفل

كان عازف كمان شاب قاد الاوركسترا باقتدار وعزف اغينه للفقيد كابهي مايكون وبالفعل اشجانا

وبعض الوجوه التي اظهرتها الكاميرا بتكرار وحرص

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 06:57 AM   #2
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

قراءة في المشهد السياسي:

__________________

يا ..... مُشرع الحلم الفسيح

د. الشفيع خضر سعيد

(1)

تونس....في 17 ديسمبر من العام 2010. حتى بعد ذلك التاريخ، لم يكن أحد فى تونس أو في كل بلدان العالم الأخرى، يتوقع أن يكون ذلك التاريخ هو بداية نهاية بن علي الحاكم فى تونس. ولكن شرارة الثورة التونسية إندلعت في ذلك اليوم عندما أضرم الشاب الشهيد محمد البوعزيزى النار فى جسده إحتجاجا على عسف السلطات، وضحى بحياته، ليس فى مواجهة الظلم فقط، وإنما أشعل نار الغضب، التي تحولت لهيبا التهمت نيرانه الطغيان الحاكم فى تونس، ودفعت بالطاغية إلى الهروب تحت جنح الظلام، فارا من غضب الشعب بعد 23 عاما قضاها متحكما فى رقاب أهل تونس. ترى، ما الذي دفع شاب العشريات اليافع لذلك التصرف؟ هل كان مدركا وواعيا أنه بذلك يقدح الزناد في وقود الثورة المتراكم؟ ربما الإجابة هي لا..، ولكن المؤكد أن الشهيد البوعزيزي كتب بمداد شرايينه رسالة رافضة للحياة اللاإنسانية المفروضة عليه وعلى جيله وعلى سائر ابناء الشعب التونسي. ولعل النقطة التي يصمم عندها المرء على رفض الحياة المنافية للإنسانية والمفروضة عليه فرضا، هي نقطة إلتقاطه لمعنى التضحية والفداء، غض النظر عن درجة وعيه وعمق إدراكه لهذا المعنى. ولكن حالة الإدراك هذه عند الشهيد البوعزيزي، ربما تختلف عنها عند الصديق المناضل س.س الذي أرسل لي عبر الهاتف الجوال رسالة تقول: "أنا على إستعداد أن أقدم نفسي قربانا بحرقها في ميدان جاكسون لإشعال نار التغيير". وانا على يقين تام من أن المناضل س.س يعي تماما أن التضحية بتقديم النفس قربانا لا يعني بالضرورة، وأوتوماتيكيا، إندلاع الثورة، وأن الواقع في تونس يختلف عنه في السودان ومصر مثلا. لذلك كتب لي في رسالة لاحقة: "أنا أنظر إلى ثورة تونس كدرس للذين يشيعون اليأس ويشككون في الحركة الجماهيرية، ليعلموا أن التغيير قانون وليس مجرد رغبة ذاتية". لكن من حق الجميع أن يحلموا، ولسان حال حلمهم ينادي يا مشرع الحلم الفسيح،

علمنا دايماً كلما
نبذر على أرضك شهيد
يطلع شمس .. يبهر بأنوارو السما

ولعل القاسم المشترك الأعظم عند كليهما، البوعزيزي التونسي و س.س السوداني، بإدراك واع أو بدونه، هو التضحية لأجل التخلص من الحياة المفروضة، لأجل حياة إنسانية حقة. يقال، أن سبارتاكوس سئل ذات مرة إن كان يخاف الموت، فأجاب: "ليس كما خوفي من وقت ولادتي الذي لا يعطي وعد حياة إنسانية للعبيد، وإنما يعطي حياة العبيد للإنسان".

(2)

سجن "كوبر"... في 17 يناير من العام 1985. كان السجان طيبا، يسمح بحرية الحركة بين الأقسام المختلفة داخل السجن.. وكان الشيخ في قسم "زنازين الغربيات". قضيت معه كل صباح الخميس وبعضا من الظهيرة...إستقبلني بإبتسامة جميلة تنضح بالحياة....كان ممتلئا حيوية وثقة بالنفس، وكان جميلا بهيا وهو في جلبابه الأبيض. جلسنا فوق "البرش"، وقدم لي البلح والشاي. حدثني: عن الهوس الديني وتشويه الإسلام، عن سرقة قوت الفقراء بإسم الله، عن أن "النميري" مطية غبية لتجار الدين، عن صراعه المحتدم والمستمر مع جماعة الهوس، عن رفضه الثابت لقوانين سبتمبر (1983)، وأنه لن يتنازل أبدا حتى ولو كلفه ذلك حياته!.. وحدثني عن الثورة..!! قال لي بالحرف الواحد: "حال البلد هذه الأيام أشبه بحالها في الأيام الأخيرة قبل ثورة أكتوبر 1964....الشعب في حالة غليان وسينفجر ويطيح بالهوس...إني أرى الخضرة في كل شيئ....وأراها قريبا جدا". ثم أخرج من جيبه ورقة أعطاني إياها قائلا: " هذا منشور من جماعتكم، أصدروه صباح اليوم". كانت الورقة بيانا من الحزب الشيوعي السوداني بعنوان "أرفعوا أيديكم عن محمود محمد طه"

وواصلت الإستمتاع بالإستماع إليه والحديث معه. تحدثنا في كل شيئ..، إلا الموت وحكم الإعدام. وفجأة جاءني السجان الطيب مسرعا ومشفقا يطلب مني سرعة الرجوع إلى (عنبري) في قسم "المديرية" (أحد اقسام السجن). ودعت الشيخ ووعدته بالحضور إليه صباح الجمعة .... وأنا لا أدري...

في الطريق إلى العنبر كان السجان الطيب مهموما.. سألته فقال لي: "السجن مليان جيش..ويظهر في حاجة بطالة حتحصل...". دخلت إلى العنبر لأجد زملائي المعتقلين متجمعين حول التلفاز يستمعون إلى فحيح السفاح "نميري" وهو يؤيد حكم الإعدام.. وجم السجن، وإزدادت جدرانه وجوما. كان الصمت مطبقا إلا من نبضات الحزن والغضب المكبوت....

أتجه أبوبكر الأمين، زميلي في المعتقل، إلى الجدار الفاصل بين قسمنا وساحة الإعدام...اسمها " ساحة العدالة الناجزة"!! وبدأ أبوبكر يحفر في الحائط .... قضى الليل كله، ونحن معه، يحفر ونحفر، بكل ما هو متاح: بقية من "علبة صلصة"، قطعة زجاج، مشبك حزام بنطال...ونصل مخبًأ.!! حتى زحزحنا الحجر الضخم / الصخرة الصغيرة...وأصبحنا نرى قبح المشنقة بكل وضوح..

أطل الصباح الشتوي الحزين...الجمعة 18 يناير 1985. رفضنا إستلام الغذاءات وأعلنا إضرابا عن الطعام في كل أقسام السجن. بدأت جموع المرجفين ترد إلى ساحة الإعدام وهم يهتفون ويتصايحون.... كانوا في حالة لا توصف من الهيستريا والهوس المجنون... وكان بعضهم يرقص...!!! ونحن ننظر من خلال تلك الكوة السرية، مجموعة تلو الأخرى في تنظيم وترتيب دقيق، صامت ومتوتر.

ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق....كان يمشي بثبات وبطولة... لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي... كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد...لكنه الشيخ الثابت على المبدأ... الشيخ المنتصر... الشيخ الملهم......

تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون...وتضاعفت...كانوا كثر...أتوا ليروا هزيمتهم...ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد....بعد تلك اللحظة تخلى عن "مهنته" إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد قائلا بتلذذ عجيب: " ليرى الزنديق كيف ينبذه الناس"... وكشف عن وجه الشهيد....يا للروعة ويا للعظمة...كان مبتسما وهادئا وساخرا... ما أجمل ذلك..شجاعة وصمود وبسالة وإيمان...وإزدراء للموت...لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط..! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس...وأطبق صمت رهيب..رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم...والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة...إبتسامة تجهيل ورثاء..! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!

ونحن، كنا ننظر في صمت وخشوع ورهبة....لحظة لا تملك أي قدرة على وصفها....فهي غشتنا لمرة واحدة فقط...لكنها فعلت الكثير في دواخلنا وأنسجة مشاعرنا وعقولنا....فعلت ما لم تستطع فعله سنوات الدراسة والتجربة والعمل....تغذينا بلحظة الموت تلك ما لم تستطع أن تغذينا به لحظات الحياة.....!!

وفي لحظة السكون تلك..قررنا نحن أن يسمعنا الشيخ قبل استشهاده....فهتفت كل أقسام السجن في لحظة واحدة وبنغم واحد، رددته معنا السماء والجدران: شهيد...شهيد يا محمود، فاشي...فاشي يا كباشي، سفاح

سفاح...سفاح يا نميري، مجرم نازي يا....، وسمع الشيخ الهتاف، وإزدان وجهه بإبتسامة أجمل..! وسرى الرعب في كل المهووسين وإزداد بؤسهم صمتا...وسمعنا حشرجة القاضي يأمر الجلاد بالتنفيذ....سريعا غطى الوجه المبتسم....وتدلى جسد الشيخ النحيل....لا صوت إلا هتاف المعتقلين.. يشق عنان السماء مصاحبا لروح الشيخ الشهيد.....

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 06:59 AM   #3
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

يا صنوج الإعلان.......يا طبول الشهادة

دقي...رددي.........دقي

للشيخ الذي كان يدري

أن يضحك.....ولا يبكي

للحياة.....الباطن والظاهر

صمت الجميع....إلا صوت الشارع في المدن الحبلى بالثورة. وتحدث الصمود، تفجر المخزون المكبوت،

وإلتقت روح الشيخ الشهيد بروح حفيدته "مشاعر"، وكانت إنتفاضة الشعب في مارس / أبريل 1985.

(3)

الدوحة....في 17 يناير 1996، رحل صوت المغني حزينا. كان رحيل مصطفى سيد أحمد تراجيديا خاصة، أتقنت إحكامها حشود الشباب التي هبت لإستقباله دون التردد لحظة، رغم يقينها بأن القمع والتنكيل ملاقيها لا محالة. وأغانيه التي إخترقت الحصار لتوزع نشيد الحرية والثورة، تماما كالمنشورات السرية. وحمى النشاط الغريب التي انتابته لحظة أدرك إنه قريبا سيرحل في الليل وحيدا..! صار قوته الكلمات التي تحكي أوضاع البؤساء والمحرومين والمهمشين وأوجاع المثقفين، يصدح بها مساهما في تعبيد طريق الخلاص. سألته صديقة: "ألا يقارقك هذا الحزن لحظة؟". فجاء رده: "ما بشبع روحنا فرح زائف..، لو كان نتناسى وتتاسي". وهكذا، رغم المرض وتحذيرات الأطباء، ظل مصطفى يغني كأنما إختار أن يقدم روحه قربانا للحظة التي ينهار فيها جدار الخوف وتهب الجماهير في الشوارع..، كان معه الثائر كما الأزرق الدفَاق، أزهري محمد علي، يغردان:

يا مشرع الحلم الفسيح
يومنا النـّهِـبْ .. أسلِبنا خوفنا
كبـِّرنا قدرك .. مرتين
وطـِّول قدر كتفك .. كتوفنا
يا غضبة الرعد البيسكن .. فى غناوينا وحروفنا
ضوِّى الدساكر والضفاف
عبِّى الحناجر بالهتاف
سدِّد مسامات الرِّعاف
نوِّر مغاراتنا وكهوفنا

********

مادام هناك دائما أشخاص مستعدون للموت والتضحية بذاتهم في سبيل قضية أوفكرة، وكتعبير عن الغضب والرفض لما يعيشونه من أوضاع مزرية، فلن تستطيع أي قوة عرقلتهم أو سد الطريق أمام انتصار تلك القضية أو نشر ذلك الفكر، مهما إستطال الزمن. وما برزت وترسخت القيم والأفكار الإنسانية العظيمة، إلا بفضل وجود أناس أوصلوا الفكر إلى حالة قضية تدفع المرء إلى الاستشهاد بروح فدائية من أجلها. ولولا تضحية أولئك الذين جادوا بأنفسهم من أجل الحرية والديمقراطية وسائر القيم الجميلة في الحياة، ومن أجل حياة أفضل لمستقبل قادم لم يشترطوا أن يعيشوه، لما وصلت الإنسانية إلى الوضع الحالي، ولما اتصرت ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل في السودان.

ورغم أن أكثر ما نعرفه عن أقدارنا ومصائرنا هو الموت، لكن ذلك لم يجعله أبدا حدثا عاديا. فهو الموجع الدائم، وحياتنا كلها نعمل على تفاديه. أما جريمة القتل فهي من أبشع الجرائم، ولكن أبشع جرائم القتل على الإطلاق هي تلك التي بسبب الفكر أو الرأي أو الخصومة السياسية، ويستوي في ذلك قتل المحتجين بسبب المطالب الحياتية، مثل المتظاهرين ضد الغلاء. فإذا كانت روح الشهيد، لا تعبأ بأن تنجح الثورة بعد عام أو شهر أو ساعة، لأنها تحررت من حساب الثواني، فالباقون على الأرض معنيون تماما بالحد من الطغيان، والحفاظ على سلامة الأرواح، والعيش الكريم، وكل ما يحقق أحلام الشهداء.

نحن في السودان، ظللنا نعيش متلازمة الموت السياسي منذ فجر الإستقلال، سواء في المركز أو الأطراف. ومستقبل الوطن يصرخ: لقد آن اوان هزيمة الموت وبسط السلام والحرية، ولا سبيل لذلك إلا بهزيمة الطغيان، وبوضع مطالب الشعب في موضح الحقائق المجسدة الملموسة.

وهكذا.... دائما بين الناس، هنالك من يختار "النار الضلها بيحرق".



د. الشفيع خضر سعيد
الميدان

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 07:05 AM   #4
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

احتجزت السلطات الان عند مدخل الجيلى 25 حافله ركاب قادمه من الدامر عند مدخل الجيلى
وهم الان يهتفون الاشاره الاشاره يالامام

نقلا عن سودانيز اون لاين

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 07:07 AM   #5
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

اغلقت السلطات شارع الخرطوم مدنى ووضعت نقاط تفتيش بعد الكاملين

نقلا عن سودانيز اون لاين

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 11:42 PM   #6
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

رفض عمر ود الشلهمة الرجوع في إعترافه ومات فداءاً للبطاحين ..فماذا يفعل عمر رئيس حكومة الفلهمة ؟؟ (1)
منقول:

فقد نظام الاسلامويين مقومات البقاء
وإنتفت معينات ديمومة البطش والظلم الصراح
فأصبح مسئولو النظام "غير المسئولين أصلاً" أكثر صلفاً وفلهمة
يطلقون التحديات ويراهنون على ضعف الشعب وقلة حيلته
وتطوف بخيالات هؤلاء الحكام الفظائع التي إرتكبوها في حق هذا الشعب
تلك الحقائق التي لا تبارحهم ولا تغب عنهم في صحوهم ومناهم
حال الناس وقف وزيف الحكام إنكشف
إزدادت حدة النزيف المادائر يقيف
ووقت الرحيل قد أزف فماذا أعد له المرتحلون ؟؟
عشرات السنوات عاشوها بالعرض والطول في دعه ورفاهية
والناس حولهم يتضورون جوعاً
وهم في الجهالات يعمهون
وقت الرحيل قد أزف ولا تفصلنا عنه سوى أيام أو شهور أو سنوات
فمهما هم تأخروا فإنـهم ماضون من غير أدنى شك
هذا هو قانون الحياة فإن دامت لغيرك لما أتتك
فماذا أعدوا لمواجهة المساءلة ؟؟
هل سيركزون في يوم الكريهة أم إنهم سيركبوا التونسية ويافكيك ؟؟
في الجانب الآخر
جانب التضحيات ومواجهة الموت وتقديم الأرواح قرباناً
فقد درج السودانيون على العموم ان يسألوا الله أن يحسن الخواتيم
ويقابل أصحاب القضايا من المفكرين النهايات بفرح وإبتهاج
ولنا في إستشهاد الشهيدين عبد الخالق محجوب ومحمود محمد طه وآخرين أسوة حسنة
وهما على "سبيل المثال" خلدا أعظم التضحيات
إن لم نقل علموا الجبل الثبات
والوجدان مترع بالبطولات والأناشيد التي دبجت على عتبات المشانق
فالكل يحفظ عن ظهر قلب كلام الراحل علي عبد القيوم عندما يقول
أي المشارق لم نغازل شمسها
ونميط عن زيف الغموض خمارها
أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
أي الأناشيد السماويات
لم نشدد لأعراس الجديد
بشاشةً أوتارها ؟
من منا لم تجر على لسانه
الاعلان صدر واتلمت المخلوق
بى عينى بشوف اب رسوة طامح فوق
ان جات بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود اب كريق فى السوق
الاعلان صدر واتلمت الحلال
نصبولو السلاح واتكرنف الخيال
قدر الله الحصل و الزمان ميال
منسول من ابوك ماك ود حرام دجال
دارت الأيام ومرت الأيام وأعضاء حكومة ال 77 تواجه مصير الترحيل غصباً
وربما أدى الأمر بهم إلى مواجهة الموت "قصاصاً" على خلاف من ذكرناهم من ابطالنا
والأمثلة البتدل على جسارة السودانيين حتى عند القصاص كثيرة وحافلة بالبطولات
فهل يتمثل الاسلامويون بما خلده ابناء هذا الشعب فيما عرف ب"بطولات القصاص"
وأشهر تلك البطولات تراجيديا الشاعر "البطحاني" عمر ود الشلهمة
فقد كتب الاستاذ أسعد الطيب العباسي :

ود الشلهمة وزاد ما قبل السفر.. "قصة إعدام شاعر"

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 11:43 PM   #7
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

ود الشلهمة وزاد ما قبل السفر.. "قصة إعدام شاعر"(2)

(( وقعت فصول هذه القصة المأساوية والمؤثرة بأرض البطاحين في سهل البطانة الذي تتعدد فيه القبائل، ولعل أكبرها قبيلة الشكرية التي تتفرع إلى عدة فروع أهمها (السناب) و(النوراب) و(العيشاب) و(المهيداب) و(البعلاب) و(العكيكاب)"1". كما نجد بجانبها قبائل أخري هي (الخوالدة) و(اللحويين) و(الكواهلة) و(الأحامدة) و(الضباينة)، كما تتفرع من هذه القبائل قبائل أخرى وتخرج منها بطونٌ وأفخاذٌ أُخَر، وهنالك قبيلة (البطاحين) ذات الفروع المتعددة وأهمها (الصافاب) و(العركشاب) و(العلاماب) و(الصحباب) و(الديقلاب) و(الهديباب) و(الشرحاب) و(العوضاب) و(الفرجاب) و(النافعاب) و (العبادلة) و(البتقاب)، وتشارك هذه القبائل في نفس المنطقة قبائل أخرى وهي (الدليفاب) و(المهلاب) و(الحسانية) و(الأحامدة) و(العسافاب) والأخيرة فرع من فروع قبيلة (الجعليين) "2" المعروفة والتي تعتبر من أكبر القبائل السودانية. يلعب الرعي الدور الأساسي والهام في حياة القبائل التي تعيش في سهل البطانة الخصيب الذي يقع إلى جنوب منطقة (أدرامة) وشرق (أم حطب) و(الهواد) و(الجيلي) والقلعة (رانج)"3 ". يتصف أهل البطانة بصفات بدوية سلكت في قيم العُربان من شجاعة وكرم وشهامة، وتعتبر أرض البطانة أرضاً للشعر القومي وينابيع روضته ومهبط إلهامه.

ينتمي أبطال هذه القصة ـ التي وقعت أحداثها في حوالي منتصف القرن الماضي ـ إلى قبيلة البطاحين ذائعة الصيت، وتفصح تفاصيلها المأساوية وأحداثها التراجيدية المؤلمة والمحزنة عن أن القتيل (يوسف ودنعمان) الذي ينتمي إلى قبيلة (العسافاب) المتفرعة عن قبيلة البطاحين كان صديقاً حميماً لقاتله الشاعر البطحاني (عمر ود الشلهمة) الذي كان من أفذاذ الهمباتة، سلك سلوكهم، وتأدب بأخلاقهم، حمل قيمهم، وكان شاعراً فحلاً وفارساً مغواراً لا يشق له غبار، شجاعاً يحمي العرض والقبيلة، كريماً يعضد الضعيف نوالاً ويقري الضيف جوداً ، إذا ما سمعت مطاياه صوت مِزهَرٍ أيقن أنهن هوالك. في سمته الرائع كانت تجلس هيبة، وفي هيكله المهاب كان يبدو طولاً، قوي البنية، واضح الرجولة، تنبئ قسمات وجهه القاسية عن عزم وجد وفؤاد صميم.

وبحكم نهوضه"5" كان (عمر ودالشلهمة) يأتي بما غنمه من إبل إلى صديقه (يوسف ود نعمان) الذي كان يعمل تاجراً للإبل والمواشي ويمتلك متجراً في سوق (أبودليق) معقل البطاحين وتخصص في تصدير (الدبابيك)"4" إلى مصر فقد كان يجمع هذه الإبل عن طريق شرائها من الهمباتة ومن ثم تصديرها إلى الريف المصري حيث يقوم ببيعها هناك. ولما كان يوسف رجلاً أصمعي الفؤاد يتسم بالحكمة والذكاء ويتصف بالعطف والكرم أحبه مجتمع البطانة وابتسمت له الدنيا فصار النجاح يلازمه كل يوم في تجارته.

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 11:46 PM   #8
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

قصة اعدام شاعر (4)

ذات مرة لاحظ (عمر) أن من بين الإبل التي قام يوسف بشرائها من الهمباتة إبلاً تحمل وسم قبيلة (اللحويين)، وهم أخواله، فساءه الأمر، ولكنه آثر التريث والتصرف بحكمة وما تقتضيه صداقته بـ (يوسف)، فذهب إليه هادئاً غير ثائر وإن كان قلبه يحمل من الأسى ما يحمل وعندما أدركه قال له:- يا صديقي جئتك اليوم ولدي رجاء فقد لاحظت أنك قمت بشراء إبل منهوبة من أخوالي اللحويين عليه أرجو أن لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى، فأنا الآن بين أمرين أحلاهما مُر فإن تركت لك هذه الإبل أكون قد أخطأت في حق أخوالي اللحويين وتساهلت في الدفاع عن أموالهم وصون حقوقهم وهم عترتي ودمي، وإذا تعرضت لك أكون قد أخطأت في حق صداقتنا ومودتنا، عليه أكرر لك يا صديقي ألا تدعني أرى مرة أخرى مثل هذا المشهد فهو يضعني في حرج بالغ. صمت يوسف ولم يرد على صديقه فكانت المرة الأولى أن يفترق الصديقان دون كلمة وداع.

رغم ماحدث ظل الصديقان ينعمان بصداقتهما ومودتهما ومرت بينهما الأيام والليالي إلى أن تكرر ذات المشهد فجاء عمر إلى يوسف وهو يستشيط غضباً وقال له:- لقد حذرتك من قبل أن لا تشتري إبلاً نهبت من أخوالي، وقد أتيت الآن لأعلمك بأني سوف أأخذ هذه الإبل وأردها إلى مالكيها، فرد عليه يوسف:- لم أقصد شراء هذه الإبل، ولكن شراؤها تم بواسطة السبابة من العملاء ولم يخبرني أحد أنها تعود إلى أخوالك عندما دفعت ثمنها، ولا أستطيع الآن تسليمك إياها فلا أحد سوف سيعوضني ثمنها، عند ذلك أراد عمر أن يلجأ للقوة لأخذ الإبل وحدثت ملاسنة بين الرجلين تطورت إلى مشاجرة كانت ثمرتها المرة أن قام يوسف بصفع عمر على وجهه صفعة قوية استل عمر على أثرها سيفه وقال ليوسف :-

أين سيفك ؟ فالمبارزة هي الفيصل بيننا والإبل يستحقها من يبقى حياً!! واستعد الفارسان أصدقاء الأمس أعداء اليوم للقتال، وأتخذ كل منهما موقعه للمبارزة، بدأت المبارزة قوية كانت النظرات قوية وكل منهما يحمل رأسه على كفه ولا يأبه بالحياة أو الموت وأرجلهما تثير النقع وهي تضرب على الأرض ضرباً قوياً وصيحاتهما تتعالى بكلمات التحدي والفخر والموت يقترب إقتراباً حثيثاً منهما ويجول حول المكان ويدنو وصليل سيفيهما يصمي الآذان ويخترق المسامع فهرع نحوهما نفرٌ من أهل البصائر استطاعوا بصعوبة بالغة أن يحولوا بينهما في الوقت المناسب والأنفاس متهدجة والعيون حمراء كالشرر والجمر، كان الناس يعلمون أن قتل أياً منهما للآخر سينذر بفتنة قبلية تراق فيها دماء كثيرة، لذا بعد أن خمدت المبارزة سعوا بين الصديقين لإصلاح ذات البين، وجاءت مبادرة حسنة من يوسف تنم عن أصالة معدنه وتكشف عن نفس فاضلة حينما قال للوسطاء بأنه قد أخطأ في حق صديقه عندما صفعه على وجهه ودونكم وجهي الآن فإذا أراد عمر أن يرد علىَّ ويصفعني فله ما يريد، وإن قبل مني تعويضاً فإنني علي استعداد لأن أدفع له ما يطلب، وإن عفا عني فإنني جدير بعفوه وليجزه الله عني خير الجزاء. وقع هذا الحديث الذي نقله الوسطاء إلى عمر موقعاً حسناً في نفسه واستحال حنقه إلى ذلك الود القديم، وقال:-

إن يوسف صفع أخاه فكيف يرد الأخ الصفعة لأخيه، وأعلن أنه قد عفا عنه لوجه الله، فاغرورقت أعين الحاضرين بالدموع تأثراً بنبل الموقف وفرحاً بانتهاء الأزمة. وهكذا تم الصلح بين الصديقين والذي نجم عن الحب والمودة التي جمعت بينهما، فاحتفل القوم بهذا الصلح وذبحت الذبائح ونحرت النحائر وضربت الدفوف ورقصت النساء وجاء الصديقان يعرضان بسيفيهما في مودة وإخاء وطرب في وسط الساحة فانطلقت الزغاريد من أواه النساء وعلى الخدود سال دمع هتون وتملك الجميع فرح وطرب لا حدود له ولا نهاية.

لم يرض يوسف ود نعمان أن ينتهي الفرح هكذا فأعد مفاجأة أطربت الجميع عندما رأووه وهو يدفع أمامه مجموعة من الإبل لينيخ بها أمام منزل صديقه عمر وهو يقول له: هذه إبل أخوالك اللحويين إذهب بها إليهم فعانق عمر يوسف عناقاً تأثر به كل من كان حاضراً ولكنهم ما كانوا ليدروا ماذا كان يخبئ القدر وكيف أنه رسم لوحة سوداء لنهاية هذين الفارسين. الذي حدث بعد ذلك كان أمراً مدهشاً وعجيباً فبنهاية الفرح وبهجة الصلح استعد يوسف لمرافقة دبوكته المتجهة إلى الريف المصري فجاءه عمر مودعاً وطلب منه أن يضم إلي دبوكته جملاً له ليقوم ببيعه في مصر ضمن جماله وأن يأتي له بثمنه، تقبل يوسف الأمر بسرور فهذه سانحة يستطيع من خلالها أن يعوض صديقه عما بدر منه تجاهه، وعندما أزف وقت الرحيل اختفى الصديقان عن أعين الجميع كما كانا يفعلان في الماضي في مثل هذا الموقف ليخفيا ضعفهما عند الوداع، ويداريا دموعهما عن الأعين ساعة الفراق، فقد نسجت الصداقة خيوطها بين الرجلين منذ أوائل الصبا من فتائل المودة برفق وإحكام، ثم انطلقت القافلة في طريقها إلى مصر ويوسف يملؤه التفاؤل وهو متيمناً بجمل صديقه كفأل خير، وكان ليوسف ما تمناه وبيعت الإبل بمصر بسعر مجز بعد رحلة شاقة و عندماعاد إلى الديار كان الرضا يتملك قلبه وعزم أن يعطي صديقه الذي كان أول من استقبله مبلغ ثلاثة جنيهات رغم أن جمله قد بيع بجنيهين، فأخطره بما عزم ثم قال له إن المبالغ التي لديه كلها عملات فاروقية من فئة الخمسة جنيهات فخذ هذه العملة ذات الخمس جنيهات وعليك أن تعيد لي جنيهان أو تأتي لي لاحقاً ريثما أتحصل على فئات أصغر ليتسنى لي إعطاءك مالك، ففضل عمر أن يأتي لاحقاً لاستلام ماله.

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 11:47 PM   #9
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

قصة اعدم شاعر (5)
وسف كان متزوجاً بامرأة حسناء حادة اللسان والطبع ، ولم تكن راضية عن الصداقة التي تجمع بين زوجها وعمر والذي كانت تكن له كراهية غير مسببة، وقد سبق لهذه المرأة الزواج مرتين قبل اقترانها بيوسف، وكان عرب البطاحين يتشائمون من مثل هذه المرأة ويسمونها (قرَينة) ، وذات يوم أتى عمر إلى منزل صديقه يوسف بغرض التحية وأخذ ثمن جمله ولكن يوسف لم يكن موجوداً حينذاك بمنزله إنما كان بمتجره بالسوق، ومن ثم بدأت المأساة في نسج خيوطها وبدأ القدر في إحكام قبضته، وذلك عندما استقبلت زوجة يوسف عمراً استقبالا فاتراً سرعان ما تبدل إلى نهج عدائي تخللته عبارات قاسية وكلاماً نابياً مسيئاً ليس له ما يبرره اندهش له الضيف وسرعان ما استحالت الدهشة إلى غضبة مضرية عندما قالت له عليك بالانصراف الآن من هذا المنزل فيوسف الذي تعرفه والذي لم تستطع أن ترد له الصفعة التي صفعها لك العام الماضي سيأتي في أي لحظة وإذا وجدك هنا (بعرِسَك) ولن يحدث خيراً، فعزم عمر على أمر خطير وقال لها والغضب يملأ كل ذرة من كيانه :- تأكدي أن يوسف لن يضاجعك بعد اليوم أبداً. وغادر قبل أن تغلق الزوجة باب منزلها في وجهه بعنف"7".

اتجه عمر تحمله أرجل الغضب إلى دكان الحداد أحمودة بالسوق وعندما وصله قال له وهو يطلب منه أن يصنع له مدية حادة متمثلاً بقول من قال:
الحداد أخوي داير لي منك خُوسه"8"
نصيحه حديدتا وعن غيري مي ملبوسه
تاخد حِـدَّتا إن ركَّـت الناموسـه
تتلقف كما تهتز عصاية موسى !!
ظل عمر منتظراً يكابد غضبته وثورته إلى أن صنع له الحداد ما طلبه وسار نحو دكان يوسف والدماء تندفع إلى رأسه في عنفوان شديد وعندما وصله أدرك يوسف يجلس القرفصاء على دكة دكانه وأمامه يجلس عدد من الحاضرين يتآنسون، فابتدره قائلاً:- لقد جئتك من الأمام لأقتلك يا يوسف ولم آتك من الخلف فنحن معشر المهاجرة"9" أبناء البطاحين لا نعرف الغدر فأستعد بما تستطيع الدفاع به عن نفسك.ظن يوسف أن صديقه عمر يمزح وهو ظن شاركه فيه الآخرون، لذلك ابتسم متهكماً فكرر له عمر التحذير ولكنه لم يأبه وعندها هجم عليه وبقر بطنه - وسط دهشة الجميع - إلى أن برزت أحشاءه وسقط على الأرض ولكنه استطاع بيديه العاريتين أن يضم أحشاءه قبل أن تصير إلى التراب وهو لايكاد يصدق ما حدث له ويرنو بعينيه إلى وجه عمر عله يرى فيه سبباً للذي حدث ، ولكن عمر أشاح بوجهه ثم جلس على الأرض وقذف بالمدية أمامه وأجهش بالبكاء، وعندما أفاق الجميع من الدهشة سارعوا نحو يوسف لإنقاذه فوجدوا آثاراً على يديه كآثار الحريق نجمت عن حرارة الأحشاء فأعادوها برفق إلى البطن وضمدوا الجرح الذي كان كبيراً بعمامة أحد الحاضرين ومن ثم انطلقوا به نحو المستشفى وذهبوا بعمر إلى مركز بوليس أبودليق، مضت ثلاثة أيام قبل أن يسلم يوسف الروح لبارئها علم خلالها بالسبب الذي من أجله إعتدى عليه صديقه عمر فطلق زوجته وهو على فراش المرض وكان يخبر عُواده بأنه عافٍ عن صديقه عمر حتى ولو مات، كما أوصى بأن تؤخذ من دكانه ثلاثة جنيهات وتعطى لعمر وهو يقول إنه مال مستحق لعمر في ذمته ولابد من الوفاء به قبل أن تأتي المنية.

بدأت محاكمة عمر برئاسة مفتش مركز الخرطوم بحري آنذاك المستر سمسون الذي كان يتمتع بسلطات إدارية وقضائية واسعة، كانت الوقائع واضحة وأقر بها المتهم وسجل بها اعترافا قضائياً وأصر على أقواله في كافة مراحل التحقيق والمحاكمة وبدأ رئيس المحكمة في البحث عن دفاع للمتهم حتى تأتي العقوبة مخففة وقال له:- يا عمر يمكن أن ترجع عن اعترافك إذا كان قد صدرت تحت تأثير، ولكن عمر أصر على اعترافه إصراراً شديداً، وعندما عاد رئيس المحكمة إلى تكرار حديثه للمتهم مزيناً له الرجوع عن اعترافه فثار عمر وقال لرئيس المحكمة:- لماذا تدافع عن روحي، إنها ملكي وليست لك يا مستر "سمسون"، أقول لك للمرة الأخيرة إنني مذنب وأصر على جميع ما ورد في أقوإلى من اعترافات ولتعلم أنني فارس وتقف خلفي قبيلة أفرادها أشداء وأقوياء وأن الفارس الذي قتلته تقف خلفه أيضاً قبيلة وأفرادها لا يقلون قوة وشجاعة عن أفراد قبيلتي وأن سلامة القبيلتين تكمن في إعدامي وإن لم تحكم بإعدامي فأنت وحدك دون غيرك من يتحمل مسئولية ما يحدث من إراقة للدماء في وسط هاتين القبيلتين. فلم يجد رئيس المحكمة بعد ذلك مناصاً من أن يصدر حكم الإعدام في مواجهة عمر ود الشلهمة، وبعد تأييد الحكم تم اقتياده إلى زنزانته بسجن كوبر جوار المشنقة.

  Reply With Quote
Old 01-26-2011, 11:49 PM   #10
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

قصة اعدام شاعر (6)
حددت إدارة السجن يوم الشنق وقبل الميعاد المحدد بيوم واحد سمحت السلطات لأهل عمر بزيارته لوداعه فكان ذلك يوماً مشهوداً وتاريخياً إذ تدفق لوداع عمر رهط من أهله كان على رأسهم شقيقه الشاعر محمد ود الشلهمة الشهير بالفنجري وشقيقه الشاعر طه ود الشلهمة وشقيقته الشاعرة زينب بنت الشلهمة التي جاءت بصحبتها بعض بنات القبيلة يحملن في معيتهن كؤوس القهوة وكل ما يحتاجنه في صناعتها وكان هنالك الشاعر أحمد عبد الله ود بلال وغيرهم من البطاحين حتى إكتظ بهم المكان على سعته وعندما أطل عليهم عمراً مخفوراً بحارسيه وهو يرزح تحت وطأة قيوده الحديدية كان مبتسماً مرفوع الرأس يضرب الأرض برجليه المقيدتين ضرباً ومن ثم بدأت ملحمة الوداع الشعرية تلك الملحمة الرائعة التي أضحت من الملاحم الخالدة في تاريخ البطاحين الحديث وشكلت الزاد الأخير لعمر قبل سفره الذي مضى فيه في سبيل الأولين والآخرين وعندما رأت زينب شقيقها يقبل عليهم وعلى سمته تبدو مخائل الصمود والشجاعة والصبر أطلقت زغرودة طويلة جاوبتها زغرودات أُخر من رفيقاتها رد عليها عمر هزاً بكلتا يديه حتى سمع الجميع صوت الحديد الملتف عليهما ، وقبل أن تحتضن الزينة شقيقها قالت له : -

مَـا خَجَلْتَّ سِـتَاتْ القُـنَاعْ السَـابِـلْ"10"
خَـليتْ الوَراكْ وَدْ عَـينُو قَـوِّي يِقَابِلْ
مِمَـا قُـمْـتَ دُودَاً للقـوَاسي مِـدَابِلْ"11"
الموتْ أَصلو مَدروعْ في الوَرِيدْ ومْتابِل"12"
ثم مدحته بقولٍ فيه إلتماس المتمني:
َبدُورَكْ يَاعُمَر فَوقَ أَرْبَداً شَوبَاحْ"13"
تَنُصْرَالصَفْ تَقِلْبَ المِلبِسَاتْ قُمَّاحْ"14"
فَجَ اللَّبْيَضَ اَبْ زَبَداً جُلَلْ وَامْرَاحْ"15"
نِيلْ اللَّزْرَقْ الفَوقْ القِيُوفْ طَمّاَحْ"16"

ثم برز إلى تحيته شقيقه الفنجري وهو يصفه بالأسد الهصور والصابر المتيقن ويخبره أن نبأ إعدامه غداً نبأ أثار في الجميع ما أثاره من الأسى والألم عند البطاحين وغيرهم : -

أَب رِسوَه الغُلاد كُفُوفُو وشُدَادْ ضِرعَاتُو"17"
خَبَرَكْ هَجَّجْ الكَـونْ والمِريكِز جَـاطُو
فِـيك شِـيتاً قَـطِعْ شَكاً منافي غُلاطُو
صَبرَك إِلا مِن صَبَّارِينْ هِـلاَلَه الفَاتُو"18"

أصر عمر أن يشارك في توزيع أقداح القهوة على ضيوفه ومودعيه وعندما حمل بيديه المقيدتين قدحاً من القهوة ليمده لشقيقه الفنجري أمسك الفنجري بيدي عمر وقال له : -

مَوتَكْ دُرتُو فوقْ أَصدأَ ومَخَمَّسْ دَافِرْ "19"
يَابِسْ فَوقْ سِروجِنْ مَاهو حَاكمَك كَـافِرْ "20"
يا مُقنَع كواشْفَ أَمـاتْ وَضِيباً وَافِرْ21"
مـا دَام العُـمُر عَـارِيه خَلُو يسَافِرْ "22"

فرد عليه عمر قائلاً : لن أبخل به أبداً .. ! عندها إلتفت الجميع حيث كان أحدهم ينتحب وهو أمرٌ ما أراد له البطاحين أن يحدث أبداً فقد رغبوا أن يودعوا مسافرهم دون نحيب أو دموع ، ولكن عندما اكتشفوا أن المنتحب هو أحد الحُراس الذي تأثر بما يدور أمامه من وقائع محزنة عاد الإطمئنان إلى قلوبهم وقام الفنجري إلى زجره وقال : -

نِحنَا قُلوبنَا مـا نَزَلْ الخَفِيفْ في دَارِنْ
يَمشَّنْ دُغْـرِي بالدربْ المشوبُو كُبارِنْ
رَاسـياتْ الجِبَالْ كَيفِنْ رَحِـيلْ حَجَّارِنْ
البِلدا المِحَـنْ مَجـبورْ يِلولي صِغَارِنْ

واستطرد قائلاً وهو يفخر بقومه ويفضلهم على الإنجليز الذين أمروا بإعدام شقيقه ويتعهد بأنهم سيسيرون في درب مقاومة المحتل كما فعل جدودهم :

أَصـدَقْ نِحنَا مِن الإِنقِلِيزْ في عُهودْنَا
ومـا بنَبَطِل الدَرْبْ المَشوبُو جِدُودْنَا
يا البُرَيبَه ما بنقبَل خَللْ في عُروضْنَا"23"
نفدَاهِنْ رُخَاصْ بي دَمَّـنَا ومَوجُودْنَا

وتستمر أنشودة الفخر لدى الفنجري فيقول ويصف بأس قومه وشدتهِم موجهاً نظمه إلى بنات القبيلة فيقول:-

كَانْ يا المَلكَه إِتْشَمَسْ نِحَاسنَا وقَـحَّه "24"
واتعمتَّنْ لُبوسْ خَيلاً وِحديدُنْ شَحَّـه "25"
وابْ عُوارْ فَسَخ مِنُو القَميصْ واتلَحَّه "26"
داكْ يُومـاً بَورِيكي البَطَلْ والصَـحَّه "27"
ويقول:
نحنا الزيـنـّا راقـد بالتِريـك ومَشَـوّن
ونحنا إيـدينا يـاأم خـَدّاد حقيقـة بسَوّن
نحنا الفِي مَحَاكرالضِّيق وجُوهنا بضَوّن
وديــدان عَـركَة اليـوم الصُقـورا بخَوّن"28"

ثم إلتفت إلى عمر حاكياً عن أرومته الكريمة وأصله المعروف ويقول له – وقد غشاه ما يشبه الندم والحسرة – لو كان السلاح بيدينا يا عمر لخلصناك من هؤلاء الأنجاس ولرأيت من أمرنا عجباً :-

نَسْـلَك مُــو بَخِـسْ أَصـيلْ مَعْــرُوفْ
وحَكَمَوكْ النِجُوس مـا لقِيتْ خَلاصنَا كُفوفْ "29"
كَـانْ الهَـاري في إِيدَينَا ووَقَفْنَا صُـفوفْ "30"
كان تَشوفْ البِرغي والطَابِقْ الحِملْ مردُوفْ "31"
ولكن ... : -
الشِي الفِـيكْ مَـاهَا ظِـنونْ تمام مَوكُـودَه
واجـبَه السُـتْرَه للبِتلَكْ دَوابِي جِدُودَه "32"
يـا فارسَ الطَواقِيهُنْ حَدِيد الخُـودَه
المـوتْ مُو بِدعه لكـنْ الرِجال مَفقُودَه

ثم بدأ الفنجري يرفد مربعاته بالحكمة والإيمان والتسليم بالأمر الواقع موضحاً لشقيقه أن موت الشرفاء والأعزة من أمثاله أفضل من عيش غيره من الحقيرين والأذلاء . يقول : -

كُـلْ شَي لَيهُو مَبْدَا ووَقْفَه عِنْ تَحديدُو "33"
ويبقَى وينفَذ الدَايـرو الكَـريم وبرِيـدُو
ما دَامْ البِخافْ يَـومْ في العُمُر ما بزِيدُو
أَخير يا أَب رِسْوَّه تَسليمْ الأَمُرْ ليْ سِيدُو
ويقول : -
المُـو بَانِيكْ مـا بِكْسِرلُو فِـيكَ قَصِيرْ "34"
والمكتوبَـه بِتصَادفَكْ مَحَـلْ مَا تْطِيرْ
قَبـراً إِتحَفَرلكْ مـا بِندَفِـنْ فِي الغَيرْ
مـوتَ العِـزه لا عِيشَةَ الذَليلْ وحَقِيرْ

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 04:46 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com