الرحيل الصامت

[عوض خضر]

أنهم يتساقطون واحدا تلو الآخر

لا تهدأ عاصفة رحيل إلا وتبدأ رحله أخري من الحزن

كأنهم يؤدون أدوارهم ثم ينصرفون دون ان يحدثون جلبه

كأنهم يتوافدون إلي جهه غير ملعومه

ويتركون فجوه علي الأقل بالنسبه لنا نحن الذين عاصرناهم

رغم أنهم لم يفكروا يوما في الشهره او الصيت لكنهم صنعوا وبدرايه غريبه عالما أفضل لنا

لم اراهم يتقاضون شيئا كانوا يفعلون كل شئ بطريقه زاهده

احداهن كنت عندما التقيها تنتابني موجه عاتيه من الفخار فأنا انتمي لواحدة أخري تشبهها تماما أو قد تكون هي

نفس الملامح المتعبه نفس الإبتسامه الراضيه كنت عندما التقيها يتراءي لي كفاحها ولردحا طويلا من الزمن

مع ( صاج العواسه ) كانت تصنع مع ( الكسره ) اكسيرا يجلب الفرح

وفي عينيها الواهنتين كنت ابحث عن صفحات بطوليه لم تكتب ولن تكتب ما اجمل البطوله عندما لاتصدر طنين

عندما تكون اندفاعا دون وعي حبا وإيثارا وعطاءا كالطوفان

كل صفحه في عينيها كانت سنينا من التحايل علي نوائب الدهر

هي تمارس الخبب بحثا عن ( الويقود ) وتمارس الخبب بحثا عن مايسد الرمق وتمارس الخبب بحثا عن طريقه حاذقه

لجعل الصغار يرفلون في حلم تمتلكه هي وهو الشئ الوحيد الذي يستل أنانيتها تدافع عنه بأناة وصبر واحيانا بحنكه

والغريب في الأمر أن الحلم ايضا من اجل آخرين

ثم تنضو عن جمودها الظاهري وتنتحب وتبكي بحرقه عندما يكون احد الصغار بالقرب من خطر محدق علي قلة الاخطار في ذاك الزمان

كلما احاول التعاطي معها تجذبني قدماها المعروقتين المغبرتين والنظره الكسيره في عينيها او هكذا اعتقد

قلما رأيتها تحتفل فهي دائما في حلقه ما من حلقات العطاء

ومع ذلك لم تشتكي وعندما تسأل عن الحال تكاد تنتحب ثم تغير رأيها في قوة شكيمه

وتزغرد في عينيها نظره بديله عن تلك التي تصاحبها دوما وتحمد الله