|
07-25-2011, 03:57 PM | #1 | ||||||||||
|
ليالي الظعين .بقلم : حيدر سيدأحمد
إرتحلت غيمة موجعة خلال خيوط الشمس الذهبية ، والتي تقبل الأرض بكل ذلك الدفء المحزون . كل ذرة من رمال المسافة يشمها .. يضمها .. علَ نواصي النبتة تنعت عن الارض . علَ أم بشار همتَ بفرحها القديم وبللت حرقة الرمال بندفها .. رطبها وطلها . الأصهب يحن لدمره ومربده ليطبق الخطو في ساحة الربع فيه . ليت فرح مقام والحسن يتمخطر علي جنبات ( الفريق ) نغمات موشوشة يحملها النسيم علي ضياء القمر . الليل مكلوم ينسل منه النهار .. الركب ( للنشوغ ) حزيناً سار , ما أجمل الظباء وهي تسير علي مهل.. بكل ذلك الرونق ، ما أسحرها وهي تلتفت .. وتنطلق كسهم بكل ذلك العنفوان ، وهي تسير بحثاً عن ( روينتها ) التي كتب عليها الترحال الي اللامكان . تهزها حركة المكان بالفزع ( تويا ) تجاذبتها الرياح الي عروضها ( خط عروض الخيل ) . زغرد الفرح علي مشارف الدمر . النجيمات يبتسمن .. الحمائم تنقش دربها ذاك علي الخدود أغنية للدروب . وجهه متماسك القسمات يشد البندقية ، وجدانه يتضمخ شذي ينثال كندي علي زهر وخضر . يحن للدمر وتشده ( الشواقير ) البعيدة للرحيل . كورال متناغم . الحداء .. الثغاء .. الرغاء .. والفرح . الغضب علي زناد البندقية . كم من ذهب وما عاد . عفًرته ذرات الرمال .. إمتزجت بالأحمر القاني .. أرسلت عليه سفايتها تلك والعيون كصدفتان تبحلقان في اللا منتهي .. يثكلهن اللواتي تركهن يتضوعن أنوثة في ( الفريق ) بكلمات كالرصاص أو أشد، الغضب في صدور الرجال كالبركان ، الريح تنوح والحزن يزمجر . تتمطي الأيام باهتة .. يحن للدمر ولافراغ جوف البندقية . الجبال تتراءي دائرية كلما عبرها أمتدت دائرة أخري والرمال تتلاحق .. الشجر يتناثر .. الأودية تطل كأبتسامة بعد وجد ، الماء يتدفق في ( الاضوات ) كمقيل بعد سفر وسهر وشوق . فليمضي إن كان الفناء غسلاً للجراح .. فليدمر إن كان المدمر شوق المسافة .. فليذهب الي الشواقير بالفرح والأمن .. وليكسر البندقية .... حيدر سيدأحمد حمرة الشيخ ... 1985
|
||||||||||
|
|
|