Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 08-03-2010, 08:12 AM   #1
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default سيدنا صالح عليه السلام 1

« قصة سيّدنا صالح عليه السّلام »

في سنة 9 من الهجرة.. كانَ الجيشُ الإسلاميّ بقيادة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله يُواصلُ زَحفَهُ باتّجاهِ منطقةِ تَبُوك، وذلك لمواجهةِ حُشودِ الرُّومانِ العسكرية في شَمالِ شِبهِ الجزيرةِ العربية.
كانت الرِّحلةُ شاقّة جداً.. وكان جنودُ الإسلام يَشعُرونَ بالتَّعبِ والظَّمأ... مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله بالتوقّفِ في « وادي القرى » قريباً من منطقةِ تَبُوك.
عَسْكرَ الجيشُ الإسلاميّ قربَ الجِبال، وكانت هناك منطقةٌ أثريّة وخرائبُ وآبارٌ للمياه.
تساءلَ البعضُ عن هذه الآثار، فقيل إنها تَعود إلى قبيلةِ ثَمود التي كانت تَقطِنُ في هذا المكان.
نهى سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله المسلمينَ عن شربِ مياهِ تلك الآبار، دَلّهم على عَينٍ قُربَ الجبال... وقالَ لهم إنها العَينُ التي كانت ناقةُ صالح تَشرَبُ منها.
حَذّرَ رسولُ الله محمّد صلّى الله عليه وآله جنودَه من دخولِ تلك الآثار إلاّ للاعتبار من مصيرِ تلك القبييلةِ التي حَلَّت بها اللعنةُ فأصبحت أثراً بَعدَ عَيْن.
فمَن هي قبيلةُ ثَمود ؟ وما هي قصةُ سيّدنا صالح عليه السّلام ؟
في تلك الوِديانِ الفسيحةِ التي تُدعى « وادي القرى » في شَمالِ شبهِ جزيرةِ العرب وفي عصورِ ما قبلَ التاريخ عاشت قبيلةُ ثَمود.
وقبيلةُ ثَمود من القبائل العربية البائدة التي لم يَرِد لها ذِكرٌ في التاريخ الانساني... سوى ما وَرَد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في أحاديث سيّدنا محمد صلّى الله عليه وآله.


* * *

ظَهَرت هذه القبيلةُ بعد أن بادَت قبائلُ عادٍ في وادي الأحقاف.
اشتَغل أهلُها بالزراعة، يَحفرون الآبارَ ويَحرِثون الحُقول، ويَنحِتُون بيوتَهم في قلبِ الجبال.. وكانت مَواشيهم ترعى في المُروج بسلام. فازدهرت بساتينُهم ومزارعُهم وأصبحت مُحمّلةً بالثمار.
هكذا كانت تعيش قبيلةُ ثَمود.
وبدلَ أن يَشكُروا الله ويَعبُدوه... طغى الأثرياءُ والمُترَفونَ، واتَّجه أفرادُ تلك القبيلةِ إلى عبادةِ الأوثان مِن دُونِ الله.
وفي تلك الفترة عاشَ سيّدنا صالح عليه السّلام. كان إنساناً طيّباً وحكيماً. وكان الناسُ يُحبّونه كثيراً لِما عُرِف عنه من الخِصال الحَميدة والصفات الحَسَنة... وكانَ بعضُ أفرادِ القبيلة يفكّرونَ بأنّ صالحاً سيكون له شأنٌ ومنزلة، وربّما سَيَرأس قبيلةَ ثَمود القويّة.
اللهُ سبحانه اختارَ سيّدَنا صالح ليكونَ رسولاً إلى قبيلتِه، لينهى الناسَ عن عبادةِ الأوثان ويعبدوا الله وحدَه.
سيّدنا صالح كان يَعرِفُ أنّ عبادةَ الأوثان مُتأصِّلة في قلوبهم؛ لأنها عبادةُ الآباءِ والأجداد.. وكان يَعرِفُ أنّ زُعَماءَ القبيلةِ أُناسٌ مُفسِدون لا يُحبّون الخير... وهم يَبطِشون بكلِّ مَن يدعو الناسَ إلى الانصرافِ عن عبادةِ الأصنام.
ولكن سيّدنا صالح عليه السّلام هو نبيُّ الله ورسولُه وهو لا يخاف أحداً غير الله عزّوجلّ.
لهذا أعلَنَ سيّدُنا صالح دعوتَهُ وبَشّر برسالته، ومِن هُنا بدأ الصراع.
بدأ الخيرُ صراعَهُ ضدَّ الشرّ، وبدأ النبيُّ المؤمنُ صراعَهُ ضدَّ الأشرارِ الكافرين.
وكان في قبيلةِ ثَمود تِسعةُ رجالٍ أقوياء، وكانوا جميعاً يُفسِدون في الأرضِ ولا يُصلِحون.
كانوا يَكرَهونَ الخَير ويَميلون إلى الشرّ.


الصخرةُ المقدّسة
ذاتَ يومٍ.. ذهبَ أفرادُ القبيلةِ إلى صخرةٍ كبيرة في الجبل كانوا يَعبُدونها منذ زمنٍ بعيد.. الأطفالُ كانوا يشاهدونَ آباءهم يعبدونَ تلك الصخرةَ فعَبَدوها مِثلَهُم.. وعندما كَبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً.
الصخرةُ أصبحت مقدّسةً لدى القبيلة.. الناسُ يَذبَحونَ عندها الخِراف.. ويُقدّمون لها القَرابين، ويَطلبون منها الرزقَ والبركة!!
ورأى صالح عليه السّلام ما يفعلُ قومُه، فحزَنَ من أجلهم.. لهذا ذهبَ إليهم عند الصخرةِ المقدّسة!!
قالَ لهم سيّدُنا صالح: يا قوم، اعبُدوا الله، ما لَكُم من إلهٍ غيرِه.
قالَ بعضُهم: كيف نَعبدُه وحدَه ؟!
قال صالح عليه السّلام: لأنّه هو الذي خَلَقَكُم وهو الذي يَرزُقُكم.
قالوا: إن الله بَعيدٌ عنّا ونحن لا نَستطيعُ أن نَسأله.. لهذا فنحن نعبدُ بعضَ مخلوقاتهِ الشريفة.. وهو قد فَوّضَها أمرَنا، فنحن نتقرّبُ إليها حتّى يَرضى عنا.
قالَ صالح عليه السّلام بحزنٍ: يا قوم، إنّ الله هو الذي أنشأكُم وهو الذي أرسَلَني إليكُم لِتَعبُدوه وحدَه ولا تُشرِكوا بعبادتهِ أحَداً..
يا قوم، استغفِروا ربَّكُم ثُمَّ تُوبوا إليه إن ربّي قريبٌ مُجيب.
قالوا: « يا صالحُ قد كُنتَ فينا مَرْجُوّاً ».. كنا نأمَلُ أن نُفيدَ مِن عقلِك وحِكمتِك.. وها أنت تأتينا بالأعاجيب.. كيف تَدْعونا أن نَترُكَ الآلهة.. كيف تَدْعونا إلى أن نَترُكَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤنا وأجدادُنا ؟!
لقد أصبَحنا نَشُكُّ في أمرك.. لقد جُنِنتَ يا صالح!!
قالَ صالح عليه السّلام: لقد أرسَلَني الله إليكم لتعبدوه، وأنا لا أطلبُ على ذلك أجراً من أحدٍ ولا أعبُدُ أحداً إلاّ الله الذي خَلَقني.
قالوا: إذا كنتَ حقّاً رسولاً مِن الله تَستطَيعُ أن تُخرِجَ لنا مِن قلبِ هذه الصخرةِ الصمّاءِ ناقةً عَشْراء.
قال لهم النبيُّ صالح عليه السّلام: إنّ الله قادرٌ على كل شيء وهو الذي خَلَقنا جميعاً من هذا التراب.
قالوا: إنّا لا نؤمنُ برسالتِك حتى تُخرِج لنا ناقةً من قلبِ هذه الصخرة.
وصاحَ بعضُهم: نعم... وأن تكونَ عَشْراء..
أيْ في بَطنِها حَمل.
قالَ سيّدُنا صالح: سأدعو الله، فإذا فَعَل ذلك فهل تُوحّدون الله وتؤمنون بأني رسولٌ منه إليكم ؟
قالوا: نعم يا صالح، فمتى المَوعد ؟
قال لهم صالح عليه السّلام: غداً في هذا المكان.


هذه ناقةُ اللهالطفولة البريئة
لَم يَكْتَفِ المجرمونَ من قبيلةِ ثمود بما فَعَلوه... كانت أيديهم مُلطَّخةً بدماء الناقةِ البَريئة.. وراحَ الوَثَنيّون يَتخَطّفون لَحمَها مثلَ الذّئاب المُتَوحِّشة..
لَم يَكتفوا بذلك، وراحوا يُطاردون الفَصيل الصغير. كان ما يزال طفلاً.. كان خائفاً مذعوراً.. راح يَتَسلّقُ صُخورَ الجبل.
كانَ يبحثُ عن مَلجأ من هذهِ الوحوِش التي تُطارده... وحوشٌ أشرَسُ من الذئاب.
وقَفَ طفلُ الناقةِ الصغير فوق قِمّةِ الجبل ينظرُ إلى أُمّه التي مَزَّقتها السكاكين، وينظر إلى المُجرمين بأيديهم الخناجرُ وهم يَتَسلّقون الجبلَ لقتله.
لم يكن هناكَ من طريقٍ للنجاة... نَظَر إلى السماء وَرَغا.. رَغا ثلاثَ مرّاتٍ قبل أن يَطعنَهُ أحدُ الوثنيّين بسكّينٍ حادّة..
وقَع الفصيلُ الصغيرُ فوق الصخور.. ونَزَفت دِماؤه لِتصبَغَ الصخورَ بلونٍ أحمرَ رائق.
انهالَ عليهِ المجرمونَ بالسَّكاكينِ الحادّةِ ومَزَّقوه بوحشيّة. حتّى الذئابُ كانت أرحمَ من أولئك القتلةِ الكافرين.


الانتقام الإلهي
استَيقَظ سيّدنا صالح والمؤمنون على هَوْلِ الجريمة... ومضى صالح والذين آمنوا ليشاهدوا ما حَلّ بناقةِ الله.
لَم يَجِدوا سِوى الدماءِ تُلوّن الأرضَ وقمّةَ الجبل..
ظَهَرت غيومٌ سَوداء في الأُفق.. وأصبَحَ الجوُّ مَشحوناً بالخَطَر.
فَرَّت كلُّ الأشياءِ الجميلة.. فهؤلاء الأشرارُ لا يُحِبّونَ الخيرَ.. قَتَلوا حيواناً وديعاً يَهَبهُم اللَّبنَ كلَّ يوم..
قَتَلوا الناقةَ؛ لأنها آيةُ الله والدليلُ على صدقِ رسالةِ صالح.
قالَ سيّدنا صالح لهم: تَمَتَّعوا في داركم ثلاثةَ أيّام فقط.. لَسَوف يَحِلُّ بِكمُ العذابُ لأنّكم قومٌ ظالمون... تَكفُرونَ برسالةِ اللهِ وتَقتلونَ ناقةَ اللهِ ولا تُحبّون الخير.
لَم يَعتذر أهلُ ثمود.. لم يَتُوبوا بل فَكّروا أيضاً بقتلِ سيّدنا صالح.. فكّروا بقتلِ أُسرته أيضاً.
مرّةً أخرى اجتَمعوا وقرّروا أن يُهاجِموا منزلَ صالح ليقتلوه هو الآخر، وبعدها يُمكِنهُم قَهرُ المؤمنينَ المُستضعَفين..
ولكنْ ماذا حصل ؟
قبلَ أن يُنفّذوا جريمتَهم الأُخرى حَدَث شيءٌ رَهيب.. كانَت الغيومُ السوداءُ تَتجمّعُ في السماء.. حَجَبَت النجومَ والقمرَ والكواكبَ، وغَرَقت الوِديانُ والجبالُ في ظُلمةٍ كثيفة.
وفي منتصفِ تلك الليلة..
إنقَضَّتْ صاعقةٌ سماويّةٌ جبّارة دَمَّرت قبيلةَ ثَمود.. فقد استَيقَظَ الظالمونَ على صَيحةٍ مُدوّيةٍ انخَلَعت لها القلوبُ، وكانت الصَّواعقُ المُدمِّرةُ تَنقَضُّ على مَضاربِ تلك القبيلةِ المُجرمة فتَهاوَت القصورُ والمنازلُ، وامتلأت الوِديانُ ناراً..
لَم يَنْجُ أحدٌ سوى سيّدنا صالح والذينَ آمنوا معه.
وهكذا كانت نهايةُ قبيلةِ ثمود.. فلَم تُشرِقْ شمسُ اليومِ الرابع من قَتلِ الناقةِ، إلاّ على خرائبِ أُولئك الظالمين، فأصبَحوا في ديارِهم جاثمين.

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 03:21 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com