Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > القصص والحكايات
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

 
 
Thread Tools Display Modes
Prev Previous Post   Next Post Next
Old 05-23-2010, 01:57 PM   #1
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default انة الاغلال......... قصة

[grade="00008b ff6347 008000 4b0082 ff1493"]بدأت ذاته تقضم بنان الحسره وهو لايجد إسمه فى قائمة المجتازين للمعاينه التى تقدم لها .
قرأ القائمه مره أخرى ،ثم أستدار بلا وعي خارج هذه المؤسسه. بدأت الظنون تهوّم بجناحين فى دواخله وكأنما كانت تنشر ظلام اليأس وتخنق أنفاس ما تبقّى من تفاؤل وتسقط كل ما كان يسميه حلماً .
رفع بصره وبدأ يقرأ إرتفاعات المبانى التى ظلت تشهق بينما جراحات الفقر تزداد عمقاً وصفوف التسوّل تزداد طولاً.
إستل وعيه من غمد اليأس وإتجه نحو العربه التى ستقله نحو المنزل . . .
تجاوز صفاً من المتسولين مُعرضاُ عن قصد ذلك لأنه لايملك سوى قطعه معدنيه ستمكنه فقط من الوصول إلى المنزل . . تحسس جيبه متفقداً القطعه المعدنيه التى أعدها للحدث القادم ،لم يدهشه أنها أصبحت أصغرمن سابقاتها التى ما عادت تجدى أو تقنع متحصل المركبه ، لم يدهشه صغرها لأن كل الأشياء صارت تصغر حتى نبيل القيم.
ويده فى طريقها نحوالقطعه المعدنيه لامست كائن يسكن جيبه ،هذا الكائن أهدته له محبوبته ... إنه منديل غير أنها لم تنسجه كما يذكر فى الأغانى والقصص.. لم يكن يدرك أن هذا المنديل سيكون محطه يؤرخ عليها شواهد أحزانه القادمه...
وهو فى طريقه نحو المركبه إذ بطفله أبدعت يد الحاجه فى رسم ملامح التسول على صوتها ،أصرت هذه الطفله على قضم جزء من كبد إنسانيته ،أراد أن يستجيب ولكن كانت القطعه المعدنيه أصغر من حجم المعاناه التى يحتويها ولاتتناسب وحجم إنسانيته ،تجاوز الفتاه وأصر ألاّ ينظر إليها . . .
وبينما هو مطأطأ الإنتباه كان بعض من فى المركبه يردد :
_ الشحادين أغنى ناس
ويرد البعض:
_ عندهم عمارات
ويتجاوب آخر:
_فيهم المساكين
ولكن الطفله وبمعرفتها بملامح من يعطى أصرّت على قضمه أخرى .
رفع بصره ونظر إليها من خلف زجاج المركبه . . .
إقتربت منه ورفعت يدها مدخله خصله من شعرها المهمل أسفل الخمار ،ثم وضعت يدها اليسرى على زجاج المركبه ومدّت يدها بعد أن إتخذت عنقها زاويه تمنح رأسها بعداً واضحاً يفضح كل ملامح الأسى . . .
_ الله يديك ويعافيك . . .
لم يقوَ إلا أن يقول لها :
_ الله يديك ويدينا .
حينها كانت المركبه تغادر وكانت هى أيضاً تغادر حتى إختفت عن ناظريه غير أنها كانت مقيمه بدواخله كأنما كانت تكتب بمخرز على عصبه .. .. ..
وأجتاحته دوامة إنسانيته المرهفه . . من فى عمرها فى أحضان أمهاتهم وهؤلاء تحت عطف ورحمة الشوارع ، ومن مثلها فى غرف المدارس وهنا لامعلم سوى الأيام .
إستوحش كل شئ يتآلف معه وأصبح يخطو نحو ذاته محض ساقان تتجهان نحوه أو نحو المجهول .
إستوحش حتى ذاته وأضحى غابات ومستنقعات ومخالب وجوارح . .أصبحت ذاته تزأر حد الحاجه إلى الفيضان ،وتدوى حد الرغبه فى الإجتياح والقصف ،ومع كل ذلك كان يسعى لأن يتعادل مع إنفعالاته ليبرر إحتفاظه بالقطعه المعدنيه،زاد من رغبته فى دخول الهدنه تلك الفرقعه الصادره من متحصّل المركبه ..إنه صوت يألفه .. إذاً حان وقت أن يدفعها .. ويده فى طرقها نحو القطعه المعدنيه إعترضه قلمه ،أمسك به ومنح متحصّل المركبه القطعه المعدنيه....
تفاجأ به يرجعها له :
_إنت خالص..
فتح أطلس ذاته وعلى المقعد القابع أمامه بدأ يفيض ويدوى ويدوّن بقلمه على البلاستيك الذى يغلف خلفيّة المقعد الذى يواجهه . . .
لايدرى هل ما يصيغ هو تبرير ؟ أم حقائق ؟ فقط سوّر كل إنسانيته واختزلها إلى أذن وأخذ يهمس لذاته بكل رجاحه ..
من خبأك لم ينسَ أن يدسك موقوتاً على حافة الإنتباه وحين الإنفجار قد يعمد البعض إلى رمادك ليمسحوا به أرصفة مقاهى الحديث ليعلنوا حداد الأزقه ....
عظموك وأنت رماد ووطئت أحذيتهم صفحات حاضرك وأنت تنبض ، ولربما سوقوا رمادك كحلاً يعمى بصيرة القادمين من خلفك ،ولربما ذوبوه مداداً يزاوج الألحان ليخرج غناءً لايعى حجم الفجر الآتى..
إذاً أهانوك ثانية ً إذ أنت رماد .
إذاً طالما الإنفجار على حافة الإنتباه رجاءً :
إمضى ولا تلتفت ، بل لا تأبه فمن عبأك بالإعصار لم ينسَ أن يعلم النخيل مرارة الإنكسار،
عندها لاتفكّر فى الإجتياح ، ستقتلع نفسك وتقذف بها تابوتاً على بحر بلا إسم أو بألف إسم كلٌ يسميه على هواه ، ولن تأخذك جارية إلى سيدة القصر ولن تقتلع يداك لوحدك شعرة من صدر الملك ولن تقر عين أمك وهى تتجول ردهات كوابيسك بائعاً متجولاً يسوّق مستحيل الأحلام فى أزقة بنات الحاره ،وتغزل اللا ممكن زعانف على جسد التمرد لتضخ الأوكسجين لجسد قد يأويه القاع إذا أثقله ما يعبأه.
إذاً قد تنزلق على قشرة الأوهام إن أغرتك بأن تندلق معرضاً لأزهار الربيع فى بلاد الإستواء :
نعم فى الخاطر خريف ولكن زحف رمل الفاقه يملأ الجيوب ثقوباً ،ويحىّ مراسم لوأد نبيل القيم وجميل الشيم . . قد يعز عليك حريق وتصطليك السموم ،ولكن حتماً يحين اشتعال ،بلا إنفعال إمضى مكسور الرحيق ،منتوف الإتجاه ،مقذوف الطريق إلى حيث لا نهايه ولا وجع أو وجيع . . . إن لاحت لافته على منحنى فى دمك أوإرتفع بوق على إيقاع نبضك فأبكى حد النحيب على من عبأك..لاعليك فمن عبأك خبأك موقوتاً على زمن يمكن تجاوزه. . .
فقط هل أنبأك بأنك لن تنفجر إلا على نفسك . . . وستقذف بها تابوتاً.
لك منى زهرة من أزهار الربيع ،وتذكّر أن بالجيب منديل الحبيبه لعرق الإستواء ،وفى الخاطر زعانف أهدتها الأم للماء مخافة الإستيطان لا الغرق . . .
فجأة دوى صوت الفرقعه مره أخرى ، ولكن هذه المره صاح الفتى متحصّل المركبه :
_آخر محطه
خرج من غابته أو قل غيبوبة صحوته وهبط من المركبه ، لقد تجاوز محطة المنزل بثلاث محطات وبرغم أن المسافه ستضنيه إلا أنه لم يتضجر، ولكم تمنى أن لو أعطى الطفله القطعه المعدنيه ويخطو خطوات نحو محطة الإنسانيه ـــ فقد بدت له فراسخ نحو محطة المنزل أيسر وأسهل من خطوه نحو محطة الإنسانيه.[/grade]

  Reply With Quote
 


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 07:15 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com