عدنا والعود أحمد

[مأمون عبد الله النور]

لاحت لنا طابت بمآذنها وقبابها التي تتراى للناظر من بعيد .. ساقني الحنين للوالدة والأخوات ... تذكرت والدى رحمة الله عليه الذي يرقد هناك فدمعت عيني للحظات أزعجت بها أطفالي وتمتمت بعبارات أفهمها أنا ..
للمرة الثانية أتوه للحظات في مدخل بيتنا الذي مازلت لا أحفظ مدخله حتى الآن كأنه لايعنيني الأمر أو كأنني متخيل بأنها فترة ونرجع كما كنا مع أهلنا بفطيس ... (بتذكرني الحادثة دي عندما نذهب أنا والعيال مشوار لأول مرة ونسأل حتى نصل مقصدنا ... وعند التفكير في تنفيذ المشوار مرة قادمة أجد بعض التساؤلات من أم العيال إنت نحنا المرة الفاتت جينا بي هنا –مما يهيج أعصابي وأكرر العبارة التي أكررها دائما إنتو يالحريم تركبوا وتنقوا لمن تصلوا بس بي وين جينا ما بتعرفوا هسع كان الواحد موديك لهاوية ما تعرفي إلا لمن تقعي وتصلي الواطة )
كانت لحظات اللقيا جميلة جدا التحمنا مع بعضنا في سلام وعناق حار جدا .. كان الوقت عصرا وكان رايحة البامية المفروكة تزكم الأنوف وكنت أشتاقها ...وبللت شوقي الأول من الكسرة بالبامية المفروكة حتى التوت معدتي ....
ثم أتبعتها بمشروب سوداني جديد أحسبه خطير وخطير جدا ينفع أخونا عوض خضر ويرح باله ويزيل همومه إسمه شامبيون (شعير يا عوض ماتمشي بعيد).
أجمل مافي السودان بعد المغرب والسراير متوزعة في الحوش وشاي المغرب المقنن ريجته فايحة ... والله يلف الرأس –والونسة من هناك وهناك بين السراير ... وصوت صغير يصرخ من قرصات الباعوض ولسعات الناموس ... جيبوا ليهم ناموسية الوليدات ديل –شوفي بي هناك كان تلقي ليك قنايات والكل يتحدث في وقت واحد لتغطية العيال من الباعوض ما أجملهم حين يتكاتفون ويتهافتون علي الضيف ، إنه السودان بأهله الطيبين .
كان لقائنا اليوم الأول مع الباعوض تعس جدا – لم نذق طعم النوم في الساعات الأولى بسبب الصراخ كبار وصغار .. ولكن هدأ الحال بمجرد أن تعبوا من البكاء والشكوى ونامواااااااااا وحمدنا الله على ذلك ..فقد أوجعوا رؤوس الجميع وفشلوا علينا الونسة .....

كان الصبح أحلى ... وهو يبدا قبل شروق الشمس بقليل تقريباً في كل أنحاء السودان وهذه محمده أخرى ... رائحة الزلابية تعطر الجو وريحة الشاي أقوى منها .. دائرة شاي الصباح رجعتني سنين عديدة وما أحلى هذه الدائرة ...
تعالت الضحكات فجرا عندما سأل محمد عن ماهذا الذي به ماء وتشربون منه أهي ثلاجة سودانية أم ماذا .. ولماذا ثلاثة هل يختلف طعم الماء في كل منها .. فكان رد الوالدة أمد الله في عمرها الأول عصير ليمون والثاني تانك والثالث موية ساي ... مما زاد بهجة الصباح بضحكات برئية من الكل ....
فكان نصيب الزير الذي سمي ماء غسالة للصغيرة رزان حيث كنا نجد يوم والثاني إما بيجامة أو فستان يقبع في قاع الزير من أجل الغسيل كما تتخيل هي .. ولم يتم الشراب من هذا الزير حتى عودتنا
نواصل على قول عوضين

[عوض خضر]

استاذ مامون سردك مشوق

كان ماشعير طالما سوداني بنفعني

الاستاذ جرجور غارق في هموم مابعد الزواج ويتاوق عبر البحر الاحمر

حتي البعوضه الجننت عيالك مشتاقين ليها

ما طول الغيبه

الاستاذ الفاضل مامون عبدالله النور شرح جميل ووافى وحمدلله على السلامه