|
12-25-2010, 04:41 PM | #1 | ||||||||
زائر
|
ازمة سودانية حادة
كيف يمكن قراءة توقيع القوات المسلحة والجيش الشعبي لتحرير السودان على اتفاق جديد لتأمين انتاج وتدفق النفط للأسواق خلال الفترة المتبقية على انتهاء الفترة الإنتقالية لاتفاقية السلام الشامل في سياق التطورات الراهنة واستمرار الخلافات السياسية حول القضايا العالقة بين يدي الإستفتاء على تقرير المصير المفضي للإنفصال بعدما أصبح ذلك في باب حكم الأمر الواقع . ومن المهم هنا التذكير بأن الجيشين قد وقعا إتفاقا" آخر قبل فترة وجيزة تعهد فيه وزيرا الدفاع في الشمال والجنوب بعدم العودة للحرب بغض النظر عن الخلافات بين الشريكين ولئن جاء ذلك البيان المشترك بهدف نزع فتيل التوتر المتصاعد مع بدء العد التنازلي لموعد الإستفتاء على انفصال الجنوب على خلفية الإتهامات المتبادلة بحشد القوات والأسلحة على الحدود المشتركة وكذلك حدوث بعض الإشتباكات المسلحة فإن الإتفاق الأخير الذي جرى التوقيع عليه بفلج حيث تقع حقول حوض ملوط النفطية التي باتت تشكل المصدر الأكبرلإنتاج النفط تم بغرض ارسال اشارات لبث الطمأنينة في أوساط الشركات الأجنبية المتعاقدة وكذلك للعاملين في هذه الحقول بتعهد والتزام الطرفين بالحفاظ على الأمن حتى نهاية الفترة الإنتقالية عبر القوات المدمجة المشتركة بين الجيشين والأجهزة الأمنية الأخرى بالطبع لم تأت هذه الخطوة من فراغ فقد شهدت الآونة الأخيرة ازدياد المخاوف في أوساط الشركات المتعاقدة والعاملين في الحقول النفطية الى درجة اقدم فيها البعض على تقديم استقالاتهم من العمل وهو ماشكل تحديا" جديا" لاستمرار انتاج وتدفق النفط ولذلك فإن تحرك الشريكين لإحتواء هذا التطور الخطير عبر هذا الإتفاق العسكري والأمني جاء لتدارك حدوث أسوأ السيناريوهات الممكنة بتعطل انتاج النفط شريان الحياة الحقيقي للطرفين حتى قبل حدوث الانفصال وتداعياته وتبعاته المرعبة لذلك فإن هذا التحرك السريع من قبل الحكومتين لاحتواء اي تداعيات محتملة لاستمرار حالة عدم الطمأنينة في مناطق حقول النفط اثمر عن هذاالاتفاق الحيوي على وجه السرعة |
||||||||
12-25-2010, 05:08 PM | #2 | ||||||||
زائر
|
فالشريكان يدركان بانهما لايملكان خيارا" آخر كما يدركان بأن الجدل البيزنطي الذي يديران به خلافاتهما الراهنة سيوردهما هلاكا محتوما" بأسرع مما يتوقعا وبعيدا عن التهريج السياسي الذي يحاول به كل طرف تأكيد قدرته على استمرار نظام حكمه بمعزل عن التعاون مع الطرف الآخر تبقى الحقيقة الوحيدة التي لاتحتمل الجدل ومحاولات الإيحاء الساذجة بأن هناك بدائل جاهزة لاتعدو أن تكون مجرد لغو لتصريحات غير مسؤولة انه حتى إشعار آخر لايستطيع اي طرف تأمين موارد مالية لتأمين استمرار سلطته بغير العائدات النفطية وفي ظل عدم وجود بدائل حقيقية في الوقت الراهن على الرغم من المحاولات اللاهثة للبحث عنها في الساعة الخامسة والعشرين فالحقيقة الوحيدة انه ستستمر الحاجة للإعتماد على الايرادات النفطية لحين من الدهر حتى تتوفر موارد فعلية تعوض الاعتماد على البترودولار ولعل الاستفاقة على هذه الحقيقة المجردة على شفا حفرة فقدان مورد النفط الوحيد المضمون والمتوفر هي التي أدت الى نوع من الصحوة في بعض اوساط الشريكين ولعل الأقدار الآلهية لاتزال تهيئ لنا فرصة ان نجد شريان حياة واحد يربطنا بحكم حسابات الاقتصاد العاقلة المتجاوزة لجنون الخلافات السياسية ولئن ضاق بنخبتنا البقاء موحدين سياسيا" ففي رحاب الإقتصاد مجال واسع لتحقيق نوع من انواع وحدة المصير المشترك فهل هما قادران حقا" على تجاوز هذا المنعطف التاريخي الحرج في تاريخ السودان وفي تاريخ المنطقة والقارة؟ |
||||||||
12-25-2010, 05:42 PM | #3 | ||||||||
زائر
|
للأسف الشديد ليس هناك مايدل على اي نحو أن روح التعقل وحسابات المصالح الإقتصادية الدقيقة التي قادت للاتفاق على المحافظة على الإستقرار الأمني لضمان استمرار تدفق البترول في الحقول البترولية قد تجد طريقها للحقول السياسية لتأمين تجاوز الخلافات العالقة بعيدا عن التهريج والهرجلة التي تدار بها الملفات وثمة مصدر حقيقي للقلق بشأن صمود الإتفاق العسكري بين الطرفين بعدم العودة للحرب فالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية لاتنقصهما الاتفاقات حتى يحتاجان الى المزيد منها فاتفاقية السلام (سلخت جلد النملة) كما يقال حول كل مامن شأنه ان يجعل عمليةالسلام مستدامة ومفضية للإستقرار ولحل أزمة الحكم التي ادخلت البلاد في تيه سياسي استمر نصف قرن ولكن الإفتقار الى القيادة وللرؤية الاستراتيجية وفقدان الارادة السياسية وانعدام الثقة بين الطرفين قادت لتحويل اتفاقية السلام من قصة نجاح كبيرة ممكنة التحقيق وقادرة على المحافظة على وحدة البلاد واستقرارها ونهوضها الى حكاية مآساوية بددت كل تلك الفرص الكبيرة وأوقعت البلاد في شراك التقسيم والله وحده يعلم الى أين ستصل الأمور بالبلاد والعباد في ظل هذه الحالة من فقدان الوعي والرشد السياسي فمنطق المصالح والحسابات الإقتصادية الذي فرض توقيع اتفاقية عسكرية ليس كافيا" في غياب اي رؤية مستقبلية ومنطق للأسلوب الذي تدار به الملفات السياسية فعلى الرغم من اعلان القيادات السياسية المؤكدة على الإلتزام بتعهدات اتفاقية السلام بمافي ذلك القبول بالانفصال وعدم العودة للحرب .... الا أن اطلاق تلك التعهدات بغير رؤية واضحة وقيادة ذات عزيمة وارادة ناجزة ستجعل من عودة الحرب امرا" حتميا" لان القتال عندما يندلع لايستأذن العقلاء ولذلك فمن المهم تحصين الاتفاقات العسكرية بمواقف سياسية أكثر جرأة واقدام وحالة السيولة التي تدار بها الأمور حاليا" لن تؤدي الى حسم الملفات العالقة وماأكثر من يصطادون في الماء العكر وستتبدد هذه التعهدات بعدم العودة للحرب بغير إطارسياسي محكم فعبرة التجربة الماضية أثبتت أن الاتفاقات لاتجلب سلاما بل تفرضها الارادة السياسية الواعية والقيادة الحازمة ولم يبقى وقت طويل للتلكؤ وتقديم رجل وتأخير أخرى فالزمن يمضي مسرعا وامامنا ايام فقط قبل الاستفتاء ولذلك حان وقت اتخاذ القرارات الصعبة ولم يعد هناك مجال للتردد والتخبط والمناورات الصغيرة وشراء زمن آخذ في النفاذ إن لم يكن نفذ بالفعل ... |
||||||||
12-26-2010, 03:58 AM | #4 | ||||||||
|
هذه قراءه متانيه بالفعل ومن خلالها يمكن الوصول الي نتيجه واحده لابد من حل يأتي من خارج الدوائر التي تسيطر علي القرار الآن |
||||||||
12-26-2010, 03:53 PM | #5 | ||||||
زائر
|
السودان الآن اصبح كلوري الطماطم الباير الذي تركه صاحبه للغاشي والماشي |
||||||
|
|
|