ليالي الظعين .بقلم : حيدر سيدأحمد

[عارف عبد الرحمن]

إرتحلت غيمة موجعة خلال خيوط الشمس الذهبية ، والتي تقبل الأرض بكل ذلك الدفء المحزون . كل ذرة من رمال المسافة يشمها .. يضمها .. علَ نواصي النبتة تنعت عن الارض . علَ أم بشار همتَ بفرحها القديم وبللت حرقة الرمال بندفها .. رطبها وطلها .
الأصهب يحن لدمره ومربده ليطبق الخطو في ساحة الربع فيه . ليت فرح مقام والحسن يتمخطر علي جنبات ( الفريق ) نغمات موشوشة يحملها النسيم علي ضياء القمر .
الليل مكلوم ينسل منه النهار .. الركب ( للنشوغ ) حزيناً سار , ما أجمل الظباء وهي تسير علي مهل.. بكل ذلك الرونق ، ما أسحرها وهي تلتفت .. وتنطلق كسهم بكل ذلك العنفوان ، وهي تسير بحثاً عن ( روينتها ) التي كتب عليها الترحال الي اللامكان . تهزها حركة المكان بالفزع ( تويا ) تجاذبتها الرياح الي عروضها ( خط عروض الخيل ) . زغرد الفرح علي مشارف الدمر . النجيمات يبتسمن .. الحمائم تنقش دربها ذاك علي الخدود أغنية للدروب .
وجهه متماسك القسمات يشد البندقية ، وجدانه يتضمخ شذي ينثال كندي علي زهر وخضر . يحن للدمر وتشده ( الشواقير ) البعيدة للرحيل . كورال متناغم . الحداء .. الثغاء .. الرغاء .. والفرح .
الغضب علي زناد البندقية . كم من ذهب وما عاد . عفًرته ذرات الرمال .. إمتزجت بالأحمر القاني .. أرسلت عليه سفايتها تلك والعيون كصدفتان تبحلقان في اللا منتهي ..
يثكلهن اللواتي تركهن يتضوعن أنوثة في ( الفريق ) بكلمات كالرصاص أو أشد، الغضب في صدور الرجال كالبركان ، الريح تنوح والحزن يزمجر .
تتمطي الأيام باهتة .. يحن للدمر ولافراغ جوف البندقية . الجبال تتراءي دائرية كلما عبرها أمتدت دائرة أخري والرمال تتلاحق .. الشجر يتناثر .. الأودية تطل كأبتسامة بعد وجد ، الماء يتدفق في ( الاضوات ) كمقيل بعد سفر وسهر وشوق .

فليمضي إن كان الفناء غسلاً للجراح ..
فليدمر إن كان المدمر شوق المسافة ..
فليذهب الي الشواقير بالفرح والأمن ..
وليكسر البندقية ....


حيدر سيدأحمد
حمرة الشيخ ... 1985

[
الليل مكلوم ينسل منه النهار .. الركب ( للنشوغ ) حزيناً سار


روعه في التعبير ودقة في التصوير كأنك تري العربان وقد ارتحلوا
لك التحية الاخ حيدر سيد احمد

[عبده مصطفي إبراهيم]

سؤال لله...أين كانت هذه القصاصات الأنيقة؟
حاولت أن أقتبس كما فعل الاستاذ الطيب... ولكنني تهت بين رصانة التعبير... وعزوبة الكلمات
روحتنا في الضعين...والزول بعد دا إلي إباري النجوم عشان يرجع للمنتدي
الله يديك العافية أستاذ حيدر
وعارف...ما قصرت تب..رمضان مبروك عليك بين اللهل

فعلا أين كان كل هذا الابداع؟؟؟؟
حقيقة قمة الروعة والاسلوب البلاغي الملئ باللوحات يجعلك تعيش داخل
الحدث...تعابير الكناية الرائعة: " امتزجت بالأحمر القاني".....
الجناس المدهش : "الحداء .. الثغاء .. الرغاء"
الومانسية الشفيفة الرقيقة: " الوشوشة , ابتسام النجوم "
الصور القوية المرعبة :" جوف البندقية, الرصاص, البراكين"

كل هذا التباين في لوحة واحدة انيقة ...حقا انه الابداع بعينه...
شكرا أستاذنا حيدر علي هذه المتعة وفي انتظار المزيد....
شكرا أخ عارف مرهف الحس الذي يعرف مكامن الابداع..
شكرا للمنتدي الذي لولاه ربما لم نجد مثل هذه الفرصة
للتعرف علي جوانب كانت وستظل مجهولة ربما؟؟؟....