Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 07-24-2011, 08:36 AM   #1
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default الهالة

الهالة
.............
1
سار عبد الباسط في مقدمة المشيعين لجنازة أبيه ..
قدماه لا تكاد تحملانه..داخله أحساس مريع بالضياع ..
لم يكن أبيه مجرد أبً لأبن..
كان المعلم والموجه في أمور دنياه ..وشيخه وإمامه في أمور دينه ..
أدخلة المدارس الأزهرية منذ طفولتة المبكرة ..حتي حصولة علي الثانوية الأزهرية بتفوق ومن الأوائل..
ترك لة حرية إختيار نوعية الدراسة التي يرغبها دون فرض منة أو أي محاولة للتوجية ..
وكانت المرة الأولي.. ل عبد الباسط ..التي يتركة فيها أباه ليختار ..
كان كل ما بداخلة يصرخ في إلحاح أن يصارح أبيه برغبتة في دراسة العلوم .
فقوانين الكون وأسرارة تشدة شدا..يشعر بذاته مع قوانين الجاذبية..ونسبية أينشتين..وعلوم الفلك والمجرات والشمس والقمر وحركة النجوم ..وظواهر الطبيعة من رياح وبرق ورعد وقوس قزح ..
تردد في مصارحه أبيه برغبته الملحه تلك..كان يشعر أن أباه يرغب في إكمال دراستة بكلية الشريعة..
لم يكن يدري وهو في دوامة تفكيرة تلك ..أن أباه يحدق في وجهه..مبتسما
ويربت علي كتفية بحنان..ليخرجه من دوامته..وتنبه علي صوت أبيه وهو يقول..
- أذن هي كلية العلوم ..علي بركة الله ..والخيرة فيما أختارة الله..
نظر عبد الباسط إلي أبيه مذهولا ..وهو يحدث نفسه..
- وكيف علم أبي برغبتي تلك..
وأنتابه الذهول ثانية وأباه يجيب علي سؤاله مبتسما ..
- علمت برغبتك تلك عندما وضعت يدي علي كتفك ..وحدث إتصال بيننا
أهدأ يا بني وأسمعني جيدا ..فقد تخطيت الآن الثامنة عشر وحان
الوقت لتعرف كل شئ عن نفسك ..
- أعرف ماذا عن نفسي؟؟ ..
- ما حباك اللة بة ..من قدرة وقوة روحية لتساعد بها البشر وتجابه بها شياطين الجن والأنس وأبليس وأتباعة الذين يعيثون في الأرض فسادا ..
- لم أفهم شيئا يا أبي ..أي قدرة وأي قوة روحية تلك التي حباني بها
اللة عز وجل ..
- أهدأ وأستمع لي جيدا..لقد حافظت عليك طوال تلك السنوات الماضية
من الدنس والرجس ..وأن تُزل قدمك للخطيئة ويجرك أبليس لطريقه
وأنت في عمر المراهقة والتي تضعف فيها النفس ويزين فيها أبليس
طريق الخطيئة والرزيلة للأنسان..وتخسرتلك الهبه التي هباك بها الله أو تضعف ..واحمد الله علي إتمام مهمتي ..والآن جاء دورك يا بني ..
- دوري ؟؟ في آي شئ يا أبي ؟؟ فأنا لم أفهم منك شئ ..
- ستفهم كل شئ في آوانه ..دعني أولا أطمئن عليها ..
- تطمئن علي ماذا ؟؟
- الهاله ..
- الهاله ؟؟ آي هاله ؟؟
- هالتك ..أخلع ملابسك ..وسأخلع أنا الآخر ملابسي ..وأطفئ الأضاءة
وكالمنوم ..خلع عبد الباسط ملابسة ..وتعجب عندما رأي أباه يخلع ملابسة
ويطفئ الأضاءة ..وفي ظلام الغرفة سمع أباه وهو يحمد اللة ويردد في حمد..
- حمدالله ..مازالت هالتك قوية كما هي..فقد حافظت عليها ..حفظك للقرآن
وصلاتك وصيامك ..وبعدك عن طريق الغواية ..وروحك الطاهرة ..
صانتها بل قوتها ..حمدالله ..
حدق عبد الباسط في أبيه وأرتجف قلبة خوفا ورعبا ..عندما وجد جسد أبيه
تحيط بة هالة مضيئة ضعيفة ..تختفي وتعود ..صرخ في رعب ..
- ما هذا الضوء الذي ينبعث من جسدك يا أبي ..ثم يعود ويختفي ..
- تماسك يا بني ..ولا تخف ..فهالتي ضعفت من كثرة مواجهتي مع أبليس
وزبانيتة ..لحمايتك منهم ..وحماية هبه الله لك ..هالتك ..
أضاء أبوه الغرفة وطلب منة أن يرتدي ملابسه ..للتوجة للجامعة فورا لتقديم
أوراقه ..بكلية العلوم ..ووعده عند عودتهم ..أن يفسر لة كل ما غمض عليه ..
وبعد أن أنهوا مهمتهم ..وأصبح عبد الباسط طالب منتسب بكلية العلوم ..
سأل عبد الباسط بفضول وهم في طريق عودتهم ..
- وما فائدة هذة الهبه يا أبي ؟؟ وكيف أستخدمها ؟؟
- سيهديك الله سواء السبيل ..لا تخف ..فأنت من جُند الله علي الأرض..
لمواجهه أبليس وزبانيتة وأتباعة ..
ووضع الأب فجأة يدة علي صدرة متألما ..وظهرت علية علامات الأعياء الشديد ..وأصفر وجهه ..ووقع مغشيا عليه ..
حملة عبد الباسط ووضعه في أقرب عربة أُجرة قابلته..وطلب منة التوجه إلي
أقرب مستشفي ..
تنبه عبد الباسط عندما طلب منة أحد المشيعين ..ألا يدخل القبر ..ولكنة أصر أن يكون مع أبيه حتي يُغلق علية باب القبر ..وساعدوة علي نزول سلالم المقبرة وهو في حالة إنهيار تام والدموع تنهمر من عينية بغزارة شديدة ..
وعند دخوله القبر ..لم يستطع الوقوف ..فأجلسوه في أحد أركان القبر..
ومدد قدمية ..وراح يبكي بكاءا يمزق القلوب ..وكاد أن يغيب عن الوعي ..
وفجأة ..
وقف علي قدميه..مهلل الوجه..مبتسما..يمسح دموعه بكلتا يدية وهو يحدق أمامه..ويحدث نفسه ..
ظن جميع من بالمقبرة أنة جن..وحاولوا أن يقتربوا منه ليهدأوا من روعه ..
ولكنة صرخ فيهم صرخة مدوية ..إستجابوا لها علي الفور ..
في أن يغادروا جميعا المقبرة ..ويتركوة مع أبيه وحدهما ..
ظن الجميع أنة يريد أن يَختلي بجثة أبيه قبل أن يُغلق عليها القبر ..
ولم يَخطر علي بال أحداً منهم ..
أنة يريد أن يَختلي .......

نواصل

  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 06:17 AM   #2
 
مأمون عبد الله النور

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 16
المشاركات : 419
بمعدل : 0.08



مأمون عبد الله النور is offline
Default

ود الخليل سلام زيادة
أجبرتنا على الدخول على الرغم من زحمة الدوام وضغط الصيف
لكن توقفك عن نقل القصة (شحتف) روحنا تمها عليك الله
خربت مزاجنا من أمس منتظرك أنا
تحياتي لك دوم


التوقيع
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه
  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 10:41 AM   #3
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

تسلم أستاذنا مامون لا خرب الله لك مزاجا ولا عكر لك صفوا..
بس سعة الصفحة اولا ...تانيا اليومين دي المنتدي فيه كساد شديد
و شايف الاقتصاد السائد هو اقتصاد "الكسر" ...حتي علي مستوي
المواضيع ما بتلقي زباين...لكن ما دام لقينا زبون "لقطة" وذواق
في مقامكم حنبيع...نسوي شنو؟؟؟


2
وقف عبد الباسط مبهورا.. مذهولا ..سعيدا وهو يري أباه واقفا أمامة ..
في كامل عافيتة ..متورد الوجة ..مبتسما لة في بشاشة ..
جري ناحيتة في لهفة ليحتضنة ..أوقفتة أشارة من يدة أبية ..وهو يقول ..
- أستمع لي جيدا ..ولا تقاطعني ..فوقتي قليل .. بموتي بدأت مهمتك ..
- مهمتي ..وما هي هذة المهمة يا أبي ..
- مواجهة أبن الملعون ..والقضاء علية وعلي شرة ..وأفساد مهمتة ..
اللعينة علي الأرض ..
- ومن هوهذا الملعون إبن الملعون ..وما هي مهمتة علي الأرض ..
- الأبن الأكبر لأبليس الملعون ..وهو أشر وأشرس أبناء أبليس ..
ولقد أرسلة أبية في مهمة نشر الفساد والفسق والفجور ..وسفك الدماء
وتحليل الحرمات ..وقتل الأبن لأبية وأمة ..حتي ينتهوا وتذهب ريحهم..
وهباك الله هذة المنحة الآلهية ..لمواجهتة وأفساد مهمتة علي الأرض ..
- وكيف؟ وأين أجدة ؟
- سيدلك دليلك ..
- ومن دليلي ..وكيف أعرفة ..
- سيجدك هو ..فإستمع لة.. وأطعة ..
وبدأت روح الأب تختفي تدريجيا ..وهي تصرخ ..
- لا تنسي كلماتي الأخيرة تلك ..وأحفظها عن ظهر قلب ..
سيجدك دليلك ..وهذة آخر مرة تراني فيها..
سيجدك دليلك ..وهذة آخر مرة تراني فيها ..

تململ كل المشيعين وحفار القبور..في أنتظار خروج عبد الباسط من المقبرة..
خرج عبد الباسط وسط ذهول الجميع وهم يرونة منبسط الأسارير..مبتسما
يبحث عن أمة ..ويحتضنها في سعادة وحنان ..أبتسمت الأم ..وسألتة ..
- هل قابلتة ..وتكلمت معة ..
- نعم يا أم ..قابلتة ..وتكلمت معة ..
- وهل حدثك عن مهمتك ..
- نعم ..نعم يا أم ..حدثني عن مهمتي الجليلة ..
- أذن هيا بنا إلي المنزل لتتسلم ميراث الهالة ..
أخذ الجميع يضربون كفا بكف ..مستغربين ..مستاءين.. من هذا الأبن المبتسم
وهذة الأم ..المتهللة الأسارير ..وأجمعوا أن الأبن وأمة قد فقدا عقليهما وجنا ..
وهم يرونهم يتركون رجلهم التي لم تبرد جثتة بعد في قبرة ..
ويهرولون مغادرين ..وعلامات السعادة تغمر وجوههم ..
ناولتة أمة مجموعة من المفاتيح الحديديه الكبيرة الحجم ..وقد غطاها الصدأ ..
وأشارت إلي الغرفة التي كان محرما علية دخولها ..أو الأقتراب منها ..
- هذا هو ميراث هالتك..فقل من قلبك الطاهر ..بسم الله الرحمن الرحيم ..
وأبدأ مهمتك..ولقد أودعتك أمانة عند الله العلي القدير..فتوكل علي الله ..
فتح عبد الباسط باب الغرفة وهو يسمي بالرحمن ..وأشار إلي أمة أن تدخل معة ولكنها رفضت الدخول ..
- غير مسموح لي يا بني دخول هذة الغرفة..فأغلقها عليك..وعلي ميراثك
أغلق باب الغرفة علية وأسند ظهرة علي بابها متجولا بنظرة في أرجاءها ..
ولقد تعجب من هذة الرائحة العطرة التي تغمر الغرفة ..فالغرفة ليس بها منفذ واحد لدخول الهواء..
وجد صندوقان خشبيان كبيران.. مغلقان بأقفال حديدية كبيرة ..
ووقع بصرة علي خطاب مغلق موضوع فوق أحدي الصندوقين ..
فتناولة ووجد أسمة مكتوبا علية ..فتحة وأخذ في قراءتة ..

- ولدي عبدالباسط ..أنا أعلم أن المهمة التي ألقيت علي كاهلك ..
مهمة تنوء الجبال بحملها ..ولقد حاولت أن أحملها عنك ..
وواجهت أبن الملعون مرتين وكدت أن أفقد حياتي في مواجهتة ..
حتي ضعفت هالتي ..ووهنت قوتي ..
ولكن الله العلي القديروهبك هالة قوية ..تفوق قدرات كل من سبقوك
لا يستطيع الملعون علي مجابهتك ..وجها لوجه ..
وسيحاول أضعاف هالتك بطرقة الخبيثة الملتوية ..
بإيقاعك في الرذيلة ..والفسق ..والمحرمات ..فأحذر بني ..
أبتعد عن كل ما هو حرام..وثق في الله وأنة معك دائما..وتوكل علي الله

فتح عبد الباسط الصندوق الأول ..فوجد بداخلة مجلدات كبيرة ..ذات أوراق
صفراء ..ثقيلة الوزن .. وأخذ في تصفح أوراقها ..فوجد شجرة عائلتة من الجد
الأكبر ..حتي وصلت آخر فروعها إلي أبية ..وأعمال كل منهم في مواجهة الشر ..وأخراج الأرواح الشريرة ..من أرواح وجان وشياطين ..والسبل التي
كانوا يتبعونها في طرد هذة الأرواح من الأجساد البشرية ..
وعندما فتح الصندوق الثاني ..
وجد بة ما أنقبض لة قلبة ..وزرع الخوف في روحة ونفسة
من هول ما فعلة أبليس وذريتة من شرا مستطير أسود ..وخراب ودمار وحروب علي الأرض ..وسفكا للدماء ..
وبدأ الخوف من هول ما علم ورأي..يدب في أوصالة ..وبدأت عزيمتة تضعف
وهنا شعر بنسمة تلفح وجهه ورائحة طابت لها روحة..وكأنها روائح من الجنة
وأصوات كأنها أصوات الملائكة تغني لة..بصوت رخيم رقيق ينسل إلي القلب
أعادت هذة الرائحة العبقة التي ملأت صدرة ..وهذا الغناء الملائكي ..
نفسة إلية..وأستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ..وأن الله قوي جبار علي كل جبار
وظل علي حالتة تلك أكثر من شهرين ..
إلي أن فَتحت الجامعة أبوابها للبدء في الدراسة ..وجلس سعيدا في قاعة المحاضرات ..ليتلقي أولي محاضراتة الجامعية ..
دخل الدكتور البنهاوي..وهو رجل نحيل ..واهن القوة ..يكاد العظم يبرز من تحت جلدة ..يتحرك في بطئ ..ويتنفس بصعوبة ..
وصمت الجميع ..وأخذ الدكتور يتفرس في وجوة الطلبة..طالبا طالبا..وكأنة
يبحث عن أحد ..
وفجأة ..أنقطعت الأضاءة عن قاعة المحاضرات ..وعادت ثانية ..
وبهت الجميع.. عندما شاهدوا الدكتور يجري ناحية المكان الذى يجلس بة
عبد الباسط ..ووقف يتفرس في الطلبة الذين يجلسون علي يمين ويسار
عبد الباسط ..وأشار لهم أن يقفوا وفيهم عبد الباسط ..وأصطحبهم إلي مكتبة
وأغلقة عليهم..وعبد الباسط والآخرين في ذهول وخوف..يتسائلون عما فعلوا
وأغضب منهم الدكتور في أولي محاضراتهم ..طمئنهم الدكتور مبتسما ..
وأجلسهم ..وطلب من الساعي ..أن يحضر لهم مشروبات ..ليطمئن قلبهم ..
وأنة أحضرهم لمكتبة ليتعرف بهم ..وأخذ يحدثهم في ود حتي أطمئن قلبهم ..
ومد يدة مودعا إياهم ..
وعندما مد عبد الباسط يدة ليسلم علي الدكتور ..وتشابكت أيديهما..
صرخا معا صرخات مدوية مفزعة ..وأرتعدت أجسادهما ..
قفزت إلي عقل عبد الباسط ..صورا أنخلع لها قلبة ..رعبا وفزعا ..
صورا لفتاة ..مكبلة في سريرها بسلاسل حديدية ..من يديها وقدميها ..
وجسدها عاري..ممزق من آثار كرباج ..ينهال عليها..من يد رجل ..والدم
ينزف بغزارة من التشققات التي يحدثها كرباج هذا الرجل ..ووجهها مشوة
بتشققات تملأ وجهها في جميع جنباته..يخرج من فمها ..زبد أخضر اللون ..
وفجأة ظهر وجة الرجل جلي وواضح الملامح في عقل عبد الباسط ..
لقد كان وجه..
نواصل

  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 10:42 AM   #4
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

3
فزع عبد الباسط فزعا شديدا وسيطر الخوف علي قلبه ..عندما رأي وجه
الدكتور البنهاوي في رؤيته وعلامات الشر والغضب الشديد..
والشرر يتطاير من عينيه .. وهو يضرب الفتاة بقسوة ووحشية ..
زرعت هذه الملامح الشيطانية البادية علي وجه البنهاوي..
الرعب والخوف في قلب وروح عبد الباسط ..
حاول بقوة أن يحرر يده من يد البنهاوي التي تقبض عليها بإستماتة ..
فتح الباب ودخل بعض الدكاترة الذين سمعوا الصرخات المدوية للأثنين
وحاولوا تحرير يد عبد الباسط ..وساعدهم الطلبة في شد عبد الباسط بقوة
وسقط البنهاوي علي كرسي مكتبه .. مغشيا عليه ..وسقط عبد الباسط
علي أرضية الغرفة..في حالة أعياء شديد وعلامات الفزع والرعب تظهر
علي ملامح وجهه ..
ومازالت الصور المفزعة للفتاة الممزق جسدها ..من الضرب الوحشي
بالسوط الذي ينهال به البنهاوي علي جسدها ..تسيطر علي عقله بإلحاح
شديد وهو يمسك رأسه بكلتا يديه وهو يصرخ صراخا مدويا متواصلا
وهرول خارج الغرفة والكلية وهو يصرخ بجنون ..
عندما رأت أمه أصفرار وجهه ..والفزع والخوف ورعشة يديه وإرتعاد
جسده ..أشارت بيديها إلي غرفة الهالة ..إستجاب لأشارتها علي الفور
ودخل الغرفة ..مستنجدا بها ..
لفحت وجهه نسمة عطرة أستنشقها بعمق..وسمع ترنيمات ملائكية أنسابت
إلي روحه وكيانه ونفسه الفزعة ..وقام إلي سجادة الصلاة وأخذيصلي حتي
رد ت إليه نفسه ..وإختفت تماما من عقله تلك الصور المفزعة للفتاة ..
خرج إلي أمه متورد الوجه يبتسم لها في بشاشة وود ..
ردت عليه أمه إبتسامته وهي تشير بيديها إلي منضدة الطعام ..وقد وضعت
عليها كل ما تشتهيه نفسه ..وجلس إلي طعامه بشهية ..
وأخذ يقص عليها أول مواجهة له مع الملعون إبن الملعون ..
وهي تستمع له دون تعليق ..حتي سمعت جرس الباب يدق ..
عنما فتحت أم عبد الباسط الباب ..وجدت الدكتور البنهاوي يسأل عنه ..
فأشارت له بالدخول مرحبه به ..
دخل البنهاوي بخطواته البطيئة وهو في حالة إعياء شديد ..
وقف عبد الباسط فزعا وهو يصرخ في أمه عندما وقع بصره عليه ..
- كيف سمحتي له بالدخول ..فهذا هو الملعون إبن الملعون ..
- إجلس واهدأ يا بني ..هذا البيت مرصود ..لا يدخله شيطان ولا جان ..
تمالك نفسك وإستمع إليه ..وتذكر كلمات أبيك لك بالمقبرة ..
إسمعه ..وأطعه ..
وسألت الأم البنهاوي في بشاشة عن قهوته وكيف يشربها ..
وتعجب عبد الباسط من تصرفات أمه ..وإبتسم البنهاوي له في ود..وحاول أن
يطمئنه ويربت علي ظهره ولكنه أبتعد فزعا عن يديه خوفا من أن تعود إلي عقله صورة الفتاة المفزعة ..إبتسم الدكتور في ود قائلا ..
- إستمع إلي أولا ثم أحكم ..
- أحكم علي ماذا ..ما رأيته كافي لأعرف من أنت ..
- لا تتعجل الحكم علي ظواهر الأمور.. فأنت ستواجه سيد من أسياد
الشر الأسود والذي لا تنتهي ألاعيبه الخبيثة ..
ما أنتقل إليك من ذاكرة هالتي ..صحيح ..وما حدث هوعندما أستدعاني
زوج وأب الفتاة وبعد أن ظهرت عليها ظواهر التلبس..وما كانت تفعله من حرق الأثاث ..والستائر ..وتبدل ملامح وجهها ..وأنتشار شرها إلي
خارج البيت ..وأنتشار حرق الزراعات المحيطة بالبيت ..ذهبت وأنا
أظن أنها مجرد روح شريرة تلبستها ..وسأطردها كما طردت من قبلها
أرواح شريرة كثيرة ..
- ولكنك كنت تمزق جسدها بالسوط ..
- لم أكن أدري يا بني إني أواجه أمير من أمراء الظلام الأسود ..وأنا أهدد
الروح لطردها بالسوط لتخرج ..وهناك من يستخدم خيزرانة رفيعة للضرب ..
- لكنك لم تكن تهدد ..بل كنت تمزق جسد المرأة بوحشية ..
- أنا لم أكن أمزق جسد المرأة ..بل جسد الملعون ..
- ولكني رأيتك تمزق جسدها ..
- لقد تلاعب بي الملعون ..ورأيته ..يهتك عرض أمي أمام عيني ..فجن
جنوني وأخذت أضربه وأمزق ظهره ليتوقف عن هتك عرض أمي ..
ولو لم يتدخل زوج المرأة وأبيها ..وأنقذوها من بين يدي ..لقتلتها ضربا
بالسوط ..وأنا أظن أني ..أضرب الملعون إبن الملعون..وتأكدت ساعتها
أنني لست الند لهذا الملعون ..عندما رأيت هالتة السوداء القوية ..
وعندما رأيت هالتك عند أنقطاع الأضاءة في قاعة المحاضرات ..
ووجدتها لا تقل قوة عن هالته ..أيقنت أنك من أختاره الله لهذه المهمة
وعند مصافحتي لك ..أنتقلت ذكريات هالتك إلي عقلي ..ورأيتك مع
أبيك بالمقبرة ..وعلمت ما دار بينكما من حديث ..تأكدت أني دليلك ..
وها أنا ذي يا بني ..فدعنا لا نضيع الوقت فالشر ينتشر ويجب مواجهته
والقضاء عليه ..
- وكيف سنواجهه ..
- ألم يقل لك أبيك كيف ..
- لم تمهله ساعتة وقضاء الله وقدرة ..
- يا الله ..وكيف سيواجه فتي غر مثلك ..أمير من أمراء الظلام الأسود ..
- ثق بالله ..هذا ما قاله لي أبي ..
- ونعم بالله نصيرا ..فقل لي ماذا أنت حافظ من القرآن ..
- كله ..
- فليكن سلاحك هو القرآن ..وستقرأ سورة الأعراف ..
- بل سورة البقرة ..
- ولما سورة البقرة وليست سورة الأعراف والتي ذكر فيها الله قصة إبليس ورفضة أن يسجد لآدم ..عندما أمرة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..ولقد خلقناكم وصورناكم ثم قلنا للملائكة اُسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ..قال ما منعك
ألا تسجُد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قال فإهبط منها فما يكون لك أن تتكبرفيها..فأخرج أنك من الصاغرين
قال أنظرني إلي يوم يبعثون..قال أنك من المنظرين..قال فيما أغويتني
لأقعدن لهم صراطك المستقيم ..ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم..
وعن أيمانهم وعن شمالهم ..ولا تجد أكثرهم شاكرين ..قال أخرج منها
مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم ..لأملأن جهنم منكم أجمعين ..
صدق الله العظيم ..فهذة الآيات يذكر فيها كفره وعصيانه لأمر الله ..
وغضب الله عليه ..وطرده من الجنة ..
- نعم ولكني سمعت من أبي هذا الحديث عن أشرف الخلق ..عن أبي هريرة رضي الله عنه ..لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ..
- فتح الله عليك يا بني ..أذن هيا بنا .فأمامنا سفر طويل ..
- سفر طويل ..إلي أين ..
- إلي بطن الصعيد ..في وادي يسمي وادي الجن ..فقد وجد غايته في جسد
هذة المرأة المسكينة التي تحملت تلبسه لقوة جسدها ..فهو يحتاج لأتصال
مادي حتي يستطيع أن يحرك الأشياء ويحرق ويدمر ..ومهمتك أن تطرده من جسد هذة المرأة ويغادر الأرض ..
دخلت الأم حامله بيدها حقيبة جلدية وضعت بها طعام وشراب ..
وبدأت رحلتهم ومهمتهم المقدسة ..
وعندما وصلوا إلي أطراف القرية ..
شاهدوا الأراضي المحروق بها الأخضر واليابس ..
ولون السماء الأسود ورائحة الهواء التي تحرق الأنوف والصدور..
وفجأة وجدوا أنفسهم محاصرين بعدد كبير من ..

نواصل

  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 10:45 AM   #5
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

4

وجد عبد الباسط والدكتور البنهاوي أنفسهم محاطين برجال ملثمين ..
يحملون البنادق ..وإقتادوهم إلي خيامهم المنصوبة حول بئر مياة ..
قابلهم شيخ كبير في ترحاب .وتهلل وجهه مرحبا بالدكتور ..
بدت علامات الأطمئنان علي وجه البنهاوي حين رآه ..
أحتضن كل منهما الآخر في ود ..وقال الشيخ ..
- ما الذي عاد بك يا شيخنا ..بعد أن كاد الملعون أن يفقدك حياتك ..
وأومأ البنهاوي برأسه في أتجاة عبد الباسط ..مجيبا ..
- لقد حلت رحمة الله عليكم ..وأرسل جند من جنوده المخلصين ليخلصكم
- أهذا الفتي ؟ هو من سيخلصنا من هذا الملعون ..
أنظر إلي القرية والخراب الذي حل بها ..
وأستمع إلي أصوات الفاجرين ..الذين تبعوا الملعون ..
لقد تركنا القرية ..وأبينا أتباع خطوات الشيطان الرجيم ..
هنا علا صوت عبد الباسط في نبرة قوية إيمانية ..
- بسم الله الرحمن الرحيم ..قال ربِ بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض
ولأغوينهم أجمعين ..إلا عبادك منهم المخلصين ..قال هذا صراط مستقيم ..إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ..إلا من آتبعك من الغاوين..
صدق الله العظيم ..أذن أنتم المخلصين ..وليس له سلطان عليكم ..
فثقوا بالله ..وواجهوا الملعون بقلوب ثابتة ..وإيمان راسخ ..
فسيظل الشر إلي قيام الساعة..وسيدحره الخير ويهزمه في كل مرة
وهذا وعد الله لعباده المخلصين..
وسيظل المخلصين يحاربونه ويدحرونه في كل زمان ومكان ..والله معهم ..وناصرهم ..
صرخ الشيخ من قلبه مرددا ..
- الله ..الله ..يا شيخنا ..نحن معك وكلنا ثقة في الله ..هيا يا رجال ..
تقدمنا يا شيخنا وكلنا معك ..
تقدم عبد الباسط وعلي يمينه البنهاوي وعلي يساره الشيخ ..وخلفهم الرجال ..
وعندما وصلوا إلي أطراف القرية ..
سمعوا أصوات كلاب تنبح بأصوات عالية من جميع أرجاء القرية ..وهي تتجه نحوهم وتقترب من مكانهم ..وظهرت الكلاب من كل صوب وأتجاه وهي تنبح
بنباح ليس كنباح الكلاب ..بل نباح يزرع الخوف والرعب في قلوب أعتي الرجال وأشجعهم ..وبأشكال ليست كأشكال الكلاب ..
بل أشكال أقبح الوحوش وأشرسها ..يخرج الزبد الأخضر من بين أنيابها عيونها الحمراء بلون الدم يتطاير منها الشرر ..
تجمعت هذة الوحوش الشيطانية أمامهم ..وهي تكشر عن أنيابها لهم ..
تراجع الرجال مهرولين فارين فزعا وخوفا ..
إلا عبد الباسط والبنهاوي والشيخ ..
الذين أغمضا أعينهما وأخذا في قراءة الشهادتين ..
أخذ عبد الباسط يحدق في عيون الوحوش الحمراء ويقلب بناظريه بينهم ..
وحين رأي الهالة السوداء المحيطة بأجسادهم ..علم أنهم من جند الملعون
وتذكر كلام أبيه ..وأخذ يردده ..
- سيهديك الله سواء السبيل ..فثق بالله ..فأنت من جند الله ..وستحميك
هالتك ..
تقدم بخطوات ثابتة نحوهم ..وعندما أقترب منهم ..أزداد نباحهم شراسة
وبدأوا يقتربون منه في تحفز ..
والبنهاوي والشيخ ينظرون إليه في ذهول ..وقد تسمرت أقدامهم بالأرض
ركع علي ركبتيه ..وملأ كفيه بتراب الأرض ..ووقف وهو يطوح يديه ..
وينثر التراب علي وجوههم ..صارخا من قلبه ..
- وجعلنا من بين أيديهم سدا..ومن خلفهم سدا..فأغشيناهم فهم لا يبصرون..
ومر بينهم وتخطاهم والكلاب ما زالت تنظر أمامها في نباح متواصل ..
حتي تخطاهم ووقف خلفهم ..وأشار إليهم أن يتقدموا ..
تقدم البنهاوي والشيخ وأقدامهم تصطك في بعضها..وعلامات الفزع والخوف بادية علي وجوههم..وهم يمرون وسط هذة الوحوش الشيطانية..دون أن تراهم أو تلتفت ناحيتهم..
وواصلوا المسير خلال طرقات القرية ..متجهون إلي البيت الذي يقبع فيه
الملعون إبن الملعون ..وينشر منه شره وخرابه ..ويعيث فسادا في أرض الله
فوجئ البنهاوي والشيخ ..بفتيات القرية الصغيرات الجميلات ..تقفن عرايا
أمام دورهن ..وكلما مر عبدالباسط بالقرب من أحداهن ..
ترتمي علية وتنادي فيه شبابة وفحولتة ..وتحاول بشدة و إستماتة ..أدخاله لبيتها ..
يدفعها عبد الباسط بقوةوعنف.. غاضاً لبصره..ويسير في طريقه في عزم وأصرار..
وفجأة ..أنتابته قشعريرة..وشعر برعدة في جسده وكأنها ذبذبات تستقبلها هالتة
رفع عينيه ..فوقع بصره علي بيت يحوطه ضباب أسود اللون يكاد أن يخفيه..
تعلوه سحابة سوداء داكنة ..
طلب من الشيخ أن ينتظرهم في الخارج ..تناول الشيخ يد عبد الباسط في رجاء
- أُقَبل يدك يا شيخنا ألا تحرمني.. من أكون من جند الله المخلصين ..
حتي لو كانت حياتي هي الثمن ..
- شريطة ألا تتدخل بشئ..وتثبت قلبك و إيمانك وتثق في الله ..
توكلنا علي الله القادر الجبار علي كل جبار..
دخل الثلاثة من باب البيت يتقدمهم ..عبد الباسط بخطوات ثابتة ..
ووقفوا في صحن الدار ..ينظرون في كل أتجاة ..ويتعجبون من هذا الهدوء
والصمت الذي يغلف المكان ..
وأشار البنهاوي إلي الغرفة المكبلة بها الفتاة ..
توجة عبد الباسط إلي الغرفة ..وعندما أراد البنهاوي أن يدخل معه ..
أشار إليه أن ينتظرة بالخارج ويدعة يدخل وحدة ..
تقدم عبدالباسط بخطوات ثابتة ..
ومد يده وفتح باب الغرفة وأغلق بابها عليه ..
أخذ يقلب بصره في أرجاء الغرفة ..بحثا عن الفتاة المكبلة بالسلاسل علي سريرها..
بهت عندما لم يجد الفتاة المكبلة علي السرير ..
بل وجد علي السرير ......

نواصل ..

  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 10:47 AM   #6
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

5

بهِتَ عبد الباسط حين لم يجد الفتاة المكبله علي سريرها..
تهلل وجهه في فرح غامر..
حين رأي أباه جالسا علي السرير ..
مرتديا عباءته ماسكا سبحته يسبح عليها..كما كان يراه في غرفته ببيتهم.. جري عليه فرحا ولكن أوقفته أشارة من يد أبيه ..قائلا ..
- قف مكانك ..وإسمعني جيدا ..وأطعني دون جدال .. وقتي قليل معك ..
- كلي آذان صاغيه يا أبي ..السمع والطاعة لك ..
- لقد قمت عنك بمهتك ..وطردت الملعون إبن الملعون من هذه الأرض ..
فعد من فورك إلي أمك وأبلغها سلامي ..والآن دون تباطئ ..
- سمعا وطاعة يا أبي ..
وعاد عبد الباسط بظهره ليغادر الغرفة ..والفرحة تغمر وجهه بإتمام المهمة علي يد أبيه وهو علي قناعة.. أن أبيه فعل ذلك حبا له ..وخوفا علي حياته ..
أقتحم البنهاوي الغرفة صارخا ..
- لا يخدعك هذا الملعون ..وتذكر كلام أبيك لك بالمقبرة ..
- سيدلك دليلك ..وهذه آخرمرة تراني فيها ..
هذا ليس بأبيك ..بل الملعون إبن الملعون ..
أُغلق الباب بقوة ..وأختفي الأب وظهرت الفتاة المكبله بالسلاسل وهي تزوم
بأصوات مخيفة ..والزبد الأخضر يخرج من فمها بغزارة ..ونظرت إلي
البنهاوي بعينين يتطاير منهم الشرر الأحمر الناري ..وحركت أصبعها إلي
أعلي فطار البنهاوي في فضاء الغرفة ..ثم حركتها بسرعة في أتجاة الحائط
فأرتطم جسد البنهاوي بشدة في الحائط ..ثم حركتها في أتجاة الحائط المقابل
فطار جسده وأرتطم به ..وتهشم رأسه تماما وأنفجر الدم من رأسه وتناثر في
أرجاء الغرفة ..ثم رفعت يدها إلي أعلي فطار جسده وألتصق بسقف الغرفة
وهنا أستعاد عبد الباسط رباطة جأشة ..التي فقدها للحظات ..وجلس متربعا
علي أرضية الغرفة ..وبدأ في تلاوة القرآن ..وسورة البقرة ..بصوتا عالي
وإيمان راسخ ..صرخت الفتاة صرخة مدوية أهتزت لها جدران البيت ..
وسرت في جميع أرجاء القرية ..وتحطم علي أثرها زجاج نوافذ الغرفة وتطاير في أرجائها ..ولكنه كان يتساقط أمامه دون أن يمسه ..
رفعت الفتاة أصابع اليد الأخري ..فطار أثاث الغرفة في الهواء وأخذ يحوم
من حوله دون أن يمسه ..
وهو ثابت علي تلاوة القرآن دون توقف ..و في عزم وأصرار ..
وما زالت صرخة الفتاة تغطي علي صوتة ..
أرتفع السرير في فراغ الغرفة وأقترب منة ..
وهو لا يتوقف عن القراءة ..
رفعت الفتاة رأسها إلي أعلي ..وبدأت رقبتها تطول وتطول ..ثم تلف في نصف
دائرة ..وتقترب من رأس عبد الباسط ..وهو علي حالة ..وقد بدأ صوته يعلو علي صوتها ..وصوتها يخفت في ضعف ..
عندما أصبحت وجه الفتاة أمام وجهه مباشرة ..
فتح عينيه وأخذ يحدق في عينيها في قوة و ثبات ..
فوجد في كل جفن من جفنيها ..عينان ..
عين عسلية اللون والأخري حمراء بلون النار ..
وبدأ الضعف والوهن يسري في جسد عبد الباسط ودقات قلبه تتسارع ..وبدأت
جدران الغرفة تدور من حوله من التعب والأرهاق والضغط العصبي الذي تعرض له ..
وهنا سمع صوت الملعون في عقلة ..قائلا ..
- ألا تعرف أنك بمواصله تلاوتك للقرآن تحرقني ..و تخالف بذلك عهد الله لأبي إبليس ..بإمهاله ليوم النفخة العظمي ويوم تبعثون ..لة ولذريتة..
- بل أنت وأبيك من خالفتم العهد بوجودك المادي علي الأرض ..
فمهمتك أن توسوس لضعاف النفوس وقليلي الأيمان وتزين لهم سبيل الشر بالوسوسة إليهم وتدعهم هم من يخربون ويعيثون فسادا في الأرض وحسابهم عند الله في يوم البعث العظيم ..والذي سيكون نهاية
شر أبليس وشرك ومن أتبعوك ..وهذا عهد الله لكم ..
ولكن بمخالفتك للعهد حق عليك الحرق ..ومهمتي أخراجك وطردك من علي الأرض وليس حرقك ..
- أذن دعني أخرج من رأسها ..
- لا تخرج من رأسها ..
- سأخرج من عينيها ..
- لا تخرج من عينيها..
- سأخرج من أحشائها ..
- لا تخرج من أحشائها ..
بل أخرج من أصبع قدمها الأصغر لقدمها اليسري..وغادر الأرض ولا تعد مرة أخري ..وألا ستُحرق ..
أنفجر إصبع الفتاة الأصغر لقدمها اليسري ..وعادت رقبتها لمكانها ..ورسي أثاث الغرفة في مكانة ..وسقط جسد البنهاوي مرتطما بأرضية الغرفة ..وسَََََََََمع صوت بكاء الفتاة وقد توقف خروج الزبد الأخضر من فمها
وهنا شعر عبد الباسط بدوار شديد وسقط مغشيا عليه ..
عندما رأي أهل القرية ..أختفاء السحابة السوداء من فوق البيت ..والضباب
الأسود الذي كان يغلف البيت..وأختفي الهواء الذي كان يحرق الصدور..
ألتفوا حول البيت..وكان أول من أقتحم البيت هو زوج الفتاة وأبيها..
حطموا باب الغرفة ..وفكوا سلاسل الفتاة ..وأعادوها لبيتها ..
وجلس الشيخ إلي جانب عبد الباسط الفاقد الوعي ووضع رأسه علي حجره
وظهرت بعض عجائز القرية ..ولفوا جثة البنهاوي بملأة ..
قرر أهالي القرية بناء ضريح علي قبر البنهاوي..ليتباركوا بة ..
وسيظل الصراع بين جند الله وإبليس وذريته ..إلي قيام الساعة ..

( نهاية الصراع )

  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 02:19 PM   #7
 
مأمون عبد الله النور

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 16
المشاركات : 419
بمعدل : 0.08



مأمون عبد الله النور is offline
Default

متعك الله بالصحة والعافية
قمة المتعة أن تشدك مثل هذه الكتابات أو الروايات في القراءة اخي ياسر وأنت لا تعرف كيف ستنتهي القصة
10 علي 10
في اليومن الصعبة تستاهلها


التوقيع
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه
  Reply With Quote
Old 07-25-2011, 05:13 PM   #8
 
ابو مجدل
زائر

رقم العضوية :
السكن: مدينة امدرمان حي الجرافة
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

الاخ ياسر
لك التحية
اخونا مامون عبد الله النور
تعرف انني احجمت عن التعليق وذلك بسبب انتظار بقية القصة
لكن يظهر انك لم تستطع صبرا
مره اخري التحية للاخ ياسر الخليل ولقد اتحفتنا وزادك الله

  Reply With Quote
Old 07-26-2011, 02:20 PM   #9
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

شكرا الإخوة مأمون, الطيب علي المرور الجميل والثر
القصة وان كانت تمثل الأدب الصوفي المصري كما واضح من المسميات (البنهاوي, المدارس الازهرية...الخ)
الا انها يمكن ان تنطبق بنسة كبيرة في الواقع السوداني.... خاصة اذا نظرنا الي واحدة من الثيمات الرئيسية وهي موضوع التلبس:
حضرت احدي جلسات طرد الجان المتلبس لامرأة (كما تم تشخيص الحالة) في العقد الرابع في منطقة ود الشافعي..
المرأة كانت تنطق بلسان لا يشبه لسان قومها....السياط الموجهة للجان تلهب ظهر المرأة....تصرخ مستغيثة...
لا أحد يجيب فالشفقة لا تجوز في مثل هذه الحالات...
تجربة تجعلك تقف في منطقة وسط بين الخيال والواقع والممكن....
الموضوع ينتظر مزيد من الطرح من زوايا اجتماعية, دينية , نفسية وربما قانونية...
أخ الطيب ما هو التكييف القانوني لمثل هذه الممارسات؟؟؟

  Reply With Quote
Old 07-26-2011, 02:20 PM   #10
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

شكرا الإخوة مأمون, الطيب علي المرور الجميل والثر
القصة وان كانت تمثل الأدب الصوفي المصري كما واضح من المسميات (البنهاوي, المدارس الازهرية...الخ)
الا انها يمكن ان تنطبق بنسة كبيرة في الواقع السوداني.... خاصة اذا نظرنا الي واحدة من الثيمات الرئيسية وهي موضوع التلبس:
حضرت احدي جلسات طرد الجان المتلبس لامرأة (كما تم تشخيص الحالة) في العقد الرابع في منطقة ود الشافعي..
المرأة كانت تنطق بلسان لا يشبه لسان قومها....السياط الموجهة للجان تلهب ظهر المرأة....تصرخ مستغيثة...
لا أحد يجيب فالشفقة لا تجوز في مثل هذه الحالات...
تجربة تجعلك تقف في منطقة وسط بين الخيال والواقع والممكن....
الموضوع ينتظر مزيد من الطرح من زوايا اجتماعية, دينية , نفسية وربما قانونية...
أخ الطيب ما هو التكييف القانوني لمثل هذه الممارسات؟؟؟

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 01:12 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com