خروج بلاعوده

[عوض خضر]

نزل من المركبه مغبرا يستخدم صحيفه في ازالة الغبار عن ثيابه

التي كانت تبدو انيقه

في مدخل المنطقه طلبت منه طفله شعثاء ( حلاوه حلي )

فاحس بتقصير مريع لان جيبه لم يسعفه الا بقيمة التذكره والصحيفه

كان يعرف ان بعض الاطفال سيقابلونه فور دخوله للمنطقه وسيتطلعون ليديه

والديه تعودوا ان يعود خاوي الوفاض لذلك لم يكن يحمل هما لمطالبهما

فكيس ( الصعوط ) الضخم الذي اقتلعه من زميله في العمل يمكن ان يسكن تطلعات والده

اما والدته فقد كانت تعتبر ان عودته كل فتره واخري مهرجانا كبير

رد علي الطفله وهو يجثو علي اصابع قدميه ليكون بقامتها

متحسسا شعرها -والله يا هند المره الجايه الا اجيب ليك الحلاوه الدايرها دي

ردت الطفله دون تردد- كل مره تقول لي كدي

احس بالم في صدغه كأن احدهم وجه اليه لكمه قاسيه

مرر يده علي جنبي الطفله المتسخه ثم قال - المره الجايه دي اخري مره حاجيب ليك حلاوه حاجيب ليك حلاوه

ثم افلتها فانطلقت تعدو كالسهم تجاه تجمع الصبيه الذي كان ينتظر الغنيمه بفارغ صبر

حاسب نفسه في الطريق الي بيتهم لو تخلي عن سهرة يوم الخميس لاستطاع احضار الحلوه للفتاة الصغيره

الملحاحه

انصفقت نافذه الي جانب الطريق التفت بحذر راي شقا رفيعا

كان يعرف من يراقبه من خلاله

رفع يده ملوحا بثقه ولم يتوقع ردا

انها ايمان كالعاده تراقب الطريق وتخفي وجهها عن كل العابرين

تدحرجت كره حالت الوانها الي جانبه ركلها الي اللاعبين الصغار بقوه رغم تخوفه من ان

يتمزق حذائه الذي يعتقد انه مازال جديدا

عبر منطقة وسط المنطقه المكتظه دوما وقرب منزلهم من بعيد شاهدها

في البدايه تداخلت عليه الاشكال وكان يمني نفسه برؤية عفاف عندما تبين اخيرا

ان عفاف تنتظر في ظل منزلهم الذي صار لايقي من الهجير اطلق صيحه خافته تعبيرا عن فرحه

شدت علي يده بقوه

وصافحت ابتسامتها عيناه تعمد ان يمدد احتفاله بلقاءها

-ازيك ياعفاف ان شاء الله كويسه

- الحمد لله مالك المره دي طولت كدا

- مشاغل كتيره ( كان يضمر ان يقول عوائق ماديه كثيره )

- اهلك كيف ان شاء الله كويسين

-الحمدلله

تلفت قليلا ثم بادرها قائلا - اسمعي الليله لازم اشوفك

- هو انت متين جيت اقعد مع اهلك ديل شويه

- انا ماعندي زمن الليله نفس المكان والزمان

لم ترد غادرت الظل الذي بدا اقصر من تنورة فتاة التقاها في طريقه الي هنا

مساءا كانت عفاف تعنفه بشده

-ياخي معقول انت لمتين حاتقول لي نفس الكلام

-انا عارفه الله كريم لكن انا حاقعد انتظرك كده لمتين

- ياخي ماتشوف ليك حل اسع لينا كم سنه قاعدين نردد نفس الكلام

كلماتها كانت تلفحه

- ياعفاف انا اعمل شنو دي ظروفي كدا

غادرته غاضبه كالعاده صباح السبت لم يراها خارج منزلهم تودعه بنظراتها

حتي ايمان الفضوليه لم تكن في النافذه لكن الطفله المتسخه كانت تعترض طريقه لتذكره بالحلوي

طاردته لحظات ان ودعته امه وبسريه تامه وضعت ثمن عودته في يده

استقل اول مركبه مرت رغم انها كانت مكتظه وهو يعد نفسه

لعدم العوده الي هنا مجددا ولكنه عاهد نفسه بان يرسل في اقرب وقت

اصابع الحلوي التي طلبتها الفتاة ورساله يستقيل فيها من علاقته مع عفاف