Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > المنتدي الأدبي
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 10-07-2010, 05:44 AM   #21
 
عبدالمنعم
مشرف المنتديات الأدبية

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 26
السكن: الكلاكلة
المشاركات : 1,175
بمعدل : 0.23



عبدالمنعم is offline
Default

عندما تقرع النوبة والطار يظهر الدراويش في الساحة وعندما قرع عوض نوبة الإبداع في أعمال بشرى الفاضل طرب الدراويش ... دراويش الإبداع ... عاطف والصادق فأضافوا سيلاً من الطرب ، ليت كل مايكتب هنا يجد هذا التجاوب و( السك) مؤكد أن الموضوع هو الذي يفرض نفسه أنا شخصياً أحس بفرح طفولي عند مثل هذه المواضيع فأصبح كطفل وجد قطعة حلوى أو لعبة جميلة يطير بها فرحاً


التوقيع
التوقيع عند النجار

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 05:47 AM   #22
 
عبدالمنعم
مشرف المنتديات الأدبية

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 26
السكن: الكلاكلة
المشاركات : 1,175
بمعدل : 0.23



عبدالمنعم is offline
Default

http://www.youtube.com/watch?v=NBi58oyjN9s

حلوه عينيك
من قصائد د.بشرى الفاضل

نفسى فى داخلك أعاين
وأروى روحى وأشوف منابعك
الصحرا فى عينيا تتواثب جناين
ماخدة صوتك من جداول
وما خده صورتك من كهارب
مولداً ميدانو حافل
كلما يصبـِّح ... تجيهو الناس جحافلْ
يا سلام
**********
لمـّا تعبرى فى الشوارع
شوفى كيف الناس تصارع
ناس تطفـِّر .. وناس تد فـِّر
فى البشابى على نجومك
وفى البخبْ .. كايس تخومِك
وكل زول من عِنْ سُلافك ..
لا لا .. قال داير لُو كاسْ
********
مرّة طربان .. شلت صوتك شان أغنى
قلت آه ياليل .. وآه
إنتى أول .. وإنتى تانى .. وإنتى تالت
وإنتى رابع
نافرة زى صيد الخلا
وصافية زى نبع المنابع
وقلتى لى غناى .. خلاص
*********
حلوة عينيك زى صحابى
عنيدة كيف ... تشبه شريحتين من شبابى
حلوة عينيك زى صحابى
وزى عِنب .. طوّل معتـّق فى الخوابى
وسمحة زى ما تقول ضيوفاً .. دقـّوا بابى
.. فرحى بيهم سال .. ملا .. حتى الكبابى


التوقيع
التوقيع عند النجار

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 05:53 AM   #23
 
عبدالمنعم
مشرف المنتديات الأدبية

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 26
السكن: الكلاكلة
المشاركات : 1,175
بمعدل : 0.23



عبدالمنعم is offline
Default

من ديوان قصائد في الظل

مسري الريح للدار
جرت ريح الي داري
كأن خلاصتي فيها
وتحمل في بشائرها
علي رائحة الليمون
احساسي وافكاري
سرت بالليل صافية
لها حر بها برد
مبرأة من النار
,,,,,,,,,,,,
جرت ريح الي بلدي
فليتي مثلها قبس
جري من غير اثقال
وسودانية التكوين والقسمات
يلثم ثوبها المشبوب بالانسام والقطر
ذري الاوتاد يرويها
تمر علي شجيرات باودية فتشجيها
طيور في مواكبها تراقصن
ومزن في مراقيها تارجحن
انظروا نافورة الالوان
صوت الهمس
رائحة الخريف
وجنة الماء
الطخا يستملح التيها
,,,,,,,,,,,,,,
سرت ريح, فليتي مثلها
كيل من الاشواق لا وزن ولا جسد ولا مقدار
أمد جناحي القمري
فأسري مثل لمع الضوء صوب مدائن الاسرار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جرت ريح الي داري
فليتي مثلها نهر من الذكري
جري نبعا فضائيا من الانسام
نايا عن لهات الطين
في سرداب احراش واغوار
إلي داري ,,,,,إلي داري


التوقيع
التوقيع عند النجار

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 06:36 AM   #24
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.42



صادق محمد عوض is offline
Default

Nouvelles Fiction قصة
ذيل هاهينا مخزن أحزان

بشرى الفاضل

خرجت الكلبة هاهينا تبحث عن صديقها الكلب هواهي. فمنذ أكثر من سنة وهما في حالة حب ولكنهما حزينان تماماً، حيث أن الأمور لا تسير كما ينبغي، إيجار الأزقة الضيقة أصبح عشر قضمات من قبل عصابات الكلاب المقيمة فيها، بعد أن كان من قبل قضمة واحدة، وليس هنالك مفر من الأزقة الضيقة، لأن الشوارع الرئيسية تعج بالبشر الفضوليين الذين يقاطعون باستمرار المتع الخاصة بمعشر الكلاب.. ها هينا وهواهي ثنائي متميز وسط الجميع. هي جميلة بشكل لا يوصف عيناها حمراوان، أنفها معقوف وفكها مستدير وشفتاها بليلتان، شديدتا اللمعان، القبلة منها تسكر أي كلب. أما هو فمتين البنيان، رمادي اللون، وفي جبينه غرة.. حسن الصوت حين يغني، كثير الإطلاع، لامع العينين، الحركة من ذيله تسكر أي كلبة.

تعرفت هاهينا على صديقها في حلقة نقاش لأفكار الفيلسوف هوكس. كانت الحلقة غاصة بالكلاب.. كلاب خلاء، وأخرى منزلية، كلاب صيد وأخرى بوليسية، كلاب بدينة وكلاب نحيلة، كلاب عمارات، وكلاب مساكن شعبية، كلاب لا بوليسية ولا كلاب. ومن بين هذه أعجبها هواهي لفصاحته وجرأته ووسامته.

كانت هاهينا خارج الصورة في الحلقة، إذ لم تقرأ شيئاً للفيلسوف المذكور، بيد أنها لم تكن أمية، ولعل موانعها تأتي بالدرجة الأولى من مشاغلها الكثيرة.

دحض هواهي تخرصات الجميع في الحلقة، وحين انفض سامر المجتمعين خرج منتشياً، تبعته هاهينا مصدرة صوتاً خجولاً، ولكنه مع ذلك جاذب للانتباه، نهاية الأمر تعارفا. وبعد شهور تحابا. قال لها هواهي:
ـ تعرفين يا هاهينا، هوكس العظيم يقول:
(تبا للبشر، لا تثقوا فيهم، عطفهم عليكم دافعه حرصهم على ممتلكاتهم فحسب) هوكس هو المكتشف الأول لسر قتل الكلاب. سألت هاهينا بدورها:
ـ قل لي يا هواهي وهل اكتشف هوكس أسرار عذابات أصدقائنا في الحياة؟ لملم هواهي أطراف وجهه دقيق الملامح وبلع ريقه وأجاب: نعم.. نعم له كتاب (سر الاختفاء الفجائي للخراف والبقر والدواجن). وكتاب (عبودية الخيول والحمر والبغال) وكتاب (القطط الوسيطة) وفيما يخصنا نحن، ألَّف هوكس كتاب (العظام عبر التاريخ) و (طريق الخلاص) ومقالة (بشرى للكلاب) ومسرحية (اختطاف) ومسرحية (لقمة السيد). وآخر كتبه المطبوعة كان (قصة الكلب البوليسي) ويعكف هذه الأيام في تحليل سيكولوجية كلاب العمارات.. سكتت هاهينا أعجبها جداً فرط ثقافة هواهي. نظرت إليه فاحتقن وجهها بفرح ملون وشغف كقوس قزح. فيما بعد حكت هاهينا الوقائع التالية:
- خرجنا أنا وهواهي نبحث عن العظام في دوائر الطعام الموجودة في أركان الأحياء. نبشنا ردحاً وعدنا (بخفي بوبي). وفي الطريق صاح هواهي: تعرفين يا هاهينا العظام نادرة هذه الأيام. كلاب العمارات أصابتها عدوى أسيادها فأصبحت تجمعها وتخزنها لتبيعها لنا فيما بعد. كنتُ أصغي باهتمام حين مد هواهي يده وتحسس وجهي فشعرت بلذة خاطفة. دنا مني وقبلني فانتشيت، قال لي: البشر يخجلون وأنت جاسرة؟ قلت له: جاسرة، جاسرة، خذ قبلة مرة أخرى. فمط فمه حتى سال لعابه وقبلني حتى غابت السماء بنجومها عن ناظري. حين عدت لوعيي كان هواهي يقول:
تعرفين يا هاهينا كلاب العمارت أصبحت تستورد طعامنا من الخارج لحم طازج وسمين وسهل النهش ماركة الفك، علبته بخمسين قضمة. هل ترغبين في فتة من هذا النوع؟ نظرت في ذيل هواهي المرح وقالت: (بَري يايمة) ضحك هواهي وجرى جانبا ثم قال: الآن أفخر بك يا هاهينا أنت في الصورة تماما، يا لك من كلبة رائعة!! ثم أكمل جريته لا كرجل أحمق يلحق حافلة تضاهي سرعتنا ولكن كما تجري الريح لتنبئ بلدا أصابه المحل بفأل المطر. جرى هواهي وغنى:
- هو هو هاهينا
فردت عليه:
ـ هو هو هو هواهي
ثم حرك ذيله وفكه ففهمته وتبعته فرحة راضية، حين فرغنا كان الوقت مساء، اقترحت عليه أن نتفرج في التلفاز.. وكان هواهي يكره الفرجة.. كان يقول: برامج تافهة وفكر ضيق الأفق. ولكني أجبرته فرضخ لرغبتي فالأنثى هي الأصل. وفي فترة الأخبار، أطل كلب بارز عظام الفكين كث الحواجب ونبح حتى كاد أن يهشم الشاشة البلورية:
- هو هو هو هاو.. أحييكم بخير التحايا هاو.. ثم أردف: إن جماهير الكلاب خالية من السعر – هذا – وصرح مصدر مسئول من قبل الأسياد بأن الكلاب لن تقتل بعد اليوم. في الحق، فرحت ونظرت لهواهي فألفيته يقطب جبينه ويغمغم. في الصباح كنت نائمة مع هواهي في حفرته حين سمعت الصوت الهائل:
- طاااخ
صحوت مذعورة. كان هواهي غارقاً في دمائه وقبل أن أفتح فمي بالنحيب المر صرخ في وجهي بحزم:
- اهربي يا هياهينا وانجي بجلدك. فجعت لم أكن ساعتها أفكر في نفسي. دنوت من هواهي وقبلته. بدأت عيناه تذبلان. كان تعيساً وحزين بهت البريق في عينيه سيّما حين ألقى علىَّ نظرة أخرى وتلاشى كالغريق وهوى. تجمعت لدي إذ سمعت طرقعة البندقية شجاعة صدمت المناسبة، فقفزت السور العالي وجريت كما لم أعرف قبل، كانت الريح تعوي: آ آوووو... كان لساني ثقيلاً ومع ذلك طفقتُ أنشد:
- آه أيها الكلب الجميل هواهي يا حبيبي أيها اللا إنسان، اللا بوليسي، الخالي من السَّعر، قتلوك؟ هوْ هو يا هواهي يا هواي.
وجرى دمعي لا كما يجري دمع امرأة كاذبة في مأتم مفتعل ولكن كدمع التماسيح المفترى عليها.
هرولت خمسة أيام بلياليها. حتى وصلت غابة هوكس، فاستقبلوني بفرح عظيم وحكيت لهم الحكاية من صوت نفيرها حتى أدق حذافيرها عزوني وطايبوني وتجمعوا حولى.


في المساء ناولني أحدهم كتاب هوكس (العظام عبر التاريخ) مسحت دموعي وفتحت الصفحات الأولى لأقرأ:
"جُبل الإنسان على الفتك، الرجل مخلوق من فتك التماسيح، والمرأة من فتك الثعابين. أنت إنسان إذن أنت قاتل. أنت إنسان إذن أنت مريق دماء. كان الإنسان فيما مضى صديقاً للكلب. كانا يخرجان سوياً لصيد الحيوانات الشريرة، ولكن كان الإنسان يغدر بنا حين يستأثر باللحم ويترك لنا العظم ولو كان يدري أن العظم يقوي حاسة الشم ويهبنا القوة والجمال، لأخرجنا من المولد بلا حمص. ولو كان يدري أن اللحم يورثه المرض خاصة مرض السعر الذي ألصقه فينا زوراً وبهتانا، لأخرجنا من الحمص بلا مولد".
وفي الصفحة العاشرة قرأت:
"أول من اكتشف النار كان كلباً ولكن الإنسان يزيف التاريخ، كان جدنا مكتشف وأسمه بوبي، يحفر بيتاً قرب كهف لإنسان حقير، صادف الجد بوبي أثناء حفره حجراً أملس فأعمل فيه مخالبه فلم تجد فتيلاً. فأعمل فيه مخالبه بسرعة أكبر فتطاير الشرر ثم اندلعت النار. رأى الإنسان الذي بداخل الكهف المشهد. حمل هراوته الحجرية وطرد بها بوبي عاد بوبي لقبيلته بخفيه تحت إبطيه هذا هو أصل المثل عاد بخفي بوبي). عجبت غاية العجب ثم قرأت في صفحة مائة ما يلي:
"أول من ابتدأ الضحك كان كلباً واسمه لاف، رأى إنساناً يضرب أخاه بفأس، الأول يضرب ويضرب، والثاني يجري ويجري فيلحق به الأول ويلطمه فضحك لاف حتى برزت نواجذه ثم ضحك هو هو. فتلقفها الإنسان وحرّفها بحيث أصبحت ها ها ها. ووضع قانوناً أسماه الإعلال والإبدال. قال كلب هو هو، فصاغ الإنسان الضمائر: هو، هي، هما، هن، هم. انفرجت أساريري وأصبحت سعيدة أثر قراءتي.
أفردت صفحة أخرى فقرأت:
"ألا لا يأكلن كلبٌ قوت كلب،
ألا لا يقتلن كلبٌ كلبا،
ألا لا يمنع كلبٌ كلباً من طلب العلم،
ألا لا يحرم كلبٌ كلباً من المتعة والفرح."


توغلت في البهجة وطال سرحاني، فأغلقت الكتاب، وعلى الغلاف الخلفي قرأت:
"ستعود مدينة الكلاب، وكما سبحت الكلبة لايكا في الفضاء سنعمر نحن هذا الجو."
ولا غناء إلا هو
ولا ضحك إلا هو
ولا كلام إلا هو
ولا إله إلا هو.
شعرت بسعادة غامرة عقب هذا الكلام حلو الجرس والديباجة.. وأدركت أني من قبيل سام المتفوق بحق وحقيق.
تصرّمت خمس دقائق، وأنا على حالي هذي، أتأمل وأتأمل الأفكار البديعة للسيد هوكس حتى جاءني جرو شاب بهي الطلعة كث الشعر على طريقة الجيل الجديد.. صفر لحناً جديداً على مسامعي ثم ناداني أن أتبعيني فتبعته، خرج بي حيث الامتدادات السكنية الجديدة المخصصة لحضرتك أيتها الأرملة الجليلة. قال هذا ثم أكمل بقية لحنه وعربد بذيله يمنة ويسرة تعبيراً عن كونه ارتاح لأداء واجب جميل كُلف به، ثم انصرف.

وبينما هو في منتصف الطريق صاح بي: أيتها الأرملة الجليلة إن كنت ترغبين في العمل بائعة في أكشاك بصل الكلاب زوريني غدا في مكتبي: (شارع لايكا عمارة 300، الطابق الأرضي، الحفرة الخامسة).

تمطيت وتحسست الجروات العزيزات بنات هواهي في بطني قلت في نفسي، يالهن من جروات سعيدات إذ يخرجن بعد أيام وربما بعد ساعات، لا أدري، للنور في هذا البيت الجميل، في هذه الغابة الجميلة، سأعلمهن وسينتقمن لأبيهن ويثأرن.
هوكس يقول (رفض البشر المساواة وسنرغمهم على قبولها). دخلت في فراشي ولم أنم. ولمع في لحظة خاطفة خاطر عن هواهي النبيل وتناهت لمسامعي أصداء خافتة لصوت حزين غامض: أووو – أووو.

ولا بد أنني كنت في البرزخ ما بين النوم واليقظة حين قلت: غدا سنخرج جميعا أجداداً وآباء وبنين وحفدة.. نخرج كالجمع الغفير بقضنا وقضيضنا، صعلوكنا ووقورنا، الكلبة الوالد والعاقر والعقور من الغابات والخلاء والجبال والأنهار، من ظلال الأشجار والآبار المهجورة والحقول والأدغال والشُعب والأمكنة والبطاح وسنلوّث أفواهنا الطاهرة بداء السعر من إنسان مصاب، وسنهجم على المدينة ونعمل أنيابنا فيها، ونعملها ونعملها، لا يحد الوباء مصل أو سلاح، سنعض أولاً التجار، فموظفي المكاتب، ثم المطربين الهابطين، وأصحاب المواصلات والأفران، والصحفيين وعمال الكبانيات والباعة المتجولين والكسالى والمرتشين، والأصدقاء والأعداء، المقامرين والمغامرين، أصحاب الكروش الضخمة والنحيلين، الراكبين، الراجلين، النائمين، اليقظين، التافهين، العظماء، الصم، البكم، اليتامى، وأبناء السبيل حتى إذا انقضت أربعة أيام حسوما ظهرت طلائع السعر على الجيوش إياها، وسيقضم التجار رقاب الزبائن، وأصحاب الأفران، والكمائن سيقضمون المرائن، وأصحاب المقاهي سيقضمون آذان الرواد، يقضم الحديد البرَّاد، ونظار المدارس أصابع التلاميذ، والعشاق شفاه عشيقاتهم، والأطفال حلمات أثداء أمهاتهم، والأزواج سيقضمون نهود زوجاتهم بحالها، ولن تروي لهم غليلاًًً.
سيجدع الرجل أنفه
وتجدع المرأة لسانها
والطفل خياله
والكلاب أذيالها
يجدع الأسياد عقولهم، والخائفون قلوبهم، والشجعان حماقاتهم، والحاقدون أسنانهم المصطكة. والعطشى يجدعون حبهم للماء، (يذبح الخروف مسعود ومسعود يذبح الخروف، ويصيح الدود في العود: هو هو هو) تأكل المدينة أحياءها العشوائية، وتأكل الكلاب كرش المدينة وتقف المدينة عامودية على الشح، وتجيء أطراف المجاعة، وفي الصباح يكف الديك عن الصياح ويصرخ: آوووووو، والناس والحمر والبهم والخيل والليل والبيداء جميعها تصيح:
أ آ وووووو
ولا غناء إلا هو.
لا كلام إلا هو. طفح الكيل وبلغ السيل مواطن الوجع.
تنهدتُ ولا أدري كم مكثت على حالي تلك ولكنني صحوت بعد أن ظننت أنني سأموت. كانت بجانبي خمس جروات لا أدري كيف هبطن ومن أين. وكانت علىّ آثار المخاض. غنّت الجروات..
- هيو هيو أيايا أيايا، فنبست لي نفسي
- ويح قلبي جائعات!
كانت السماء شديدة الصفاء، نجمة الكلاب المضيئة نفّضتْ عينيها فتطاير منها شعاع أصفر غمر الكون كله. وشهدت بأم عيني العشب ينمو، والنمل يجمع قوته، والطيور تصدح، وغمرني فرح فجائي حتى انحدرت دمعة في عيني اليسرى وما صددتها، ثم في اليمنى وما صددتها، وصرت شديداً جداً أبكي: أبكي ثم أبكي ملء الفم والحنجرة والذاكرة، في ذلك الصباح المشرق.

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 06:39 AM   #25
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.42



صادق محمد عوض is offline
Default د. بشرى الفاضل

كاتب . ولد عام 1952 بقرية ارقي بشمال السودان لكنه تلقى تعليمه بالجزيرة حيث ظلت تعيش أسرته حتى الآن بقرية ود البر. تخصص في اللغة الروسية، وعمل محاضراً بقسم اللغة الروسية، جامعة الخرطوم.
صدرت له مجموعتان قصصيتان هما حكاية البنت التي طارت عصافيرها وأزرق اليمامة له قصة للأطفال بعنوان الحصان الطائر ضاعت من الناشر (دار جامعة الخرطوم للنشر). وله مخطوطة من الأشعار بعنوان قصائد في الظل.

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 08:54 AM   #26
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

معروف طبعا ليس لدي اي اعتراض لتغيير عنوان البوست

بالعكس الاسم الجديد الذي اخترته يفي بالغرض تماما

ثانيا شكرا علي حكاية البنت التي طارت عصافيرها

رغم اني بدات قراتها في البدايه بشرود ثم اسقطت كل الضغوطات حولي وحاولت الغوص قليلا فيها

ثم ارتفعت مؤشرات تركيزي قليلا بعد الحديث عن الحافله الكرش

ورغم اني لم استطيع منذ الامس وحتي الان اكمالها بشكل يرضيني

الا انني مبهور تماما

اخونا اسخليوس جعلني الهث وراءه لاستوعب

وقد اسهب واطنب (وكرَب ) مداخلته النقديه الرائعه

اعتقد ان بشري دائما ينزع لخلق عالم موازي لكنه عالما اكثر رحابه

وعند افراد مساحة العالم الموازي هذه

يمكن للادوات ان تكون طيعه لينه تسمو فوق القوالب المالوفه

كأنه يجعل ابطال قصصه يخرجون من كوه بذواتهم لعالم اخر موازي كما قدمت

وهنا يمكن تدشين الانفلات الكبير

هنا يمكن جعل الشخوص اكثر مرونه يمكن للاحباط ان ياخذ شكل لا متناهي

هنا تجاوز لانماط المحدوديه وانسداد الانسياب الممنهج

هنا يكمن جبروت بشري الفاضل

نقوشه الكاركتوريه تجعل شخوصه اكبر من الاطار

النزوع للعالم الموازي حرفه تحتاج للكثير من الدقه

ومع ان بشري احيانا يحسسك بان الفوضي تضرب اطنابها في بعض اقاصيصه

الا انه داخل هذا التشتت الذي يراه نمطا لحياتنا

يجعل حبل سري يغذي فكره اساسيه تنامت حولها الاقصوصه

بطريقه بديعه

البنت التي طارت عصافيرها عندما قراتها سابقا

اعادت الي دونيتي التي توارت خلف بعض المفاهيم

ولكن الرابط الرئيسي هنا يكمن في هذا التشتت وفي تطاير مفاهيم صغيره امام ناظريك لتتراكم محولة استيعابك في نهاية القصه الي جسم نابض

الاحباط انتقل حتي لمقارنة الاشكال

هناك اصرار خفي علي جعل الرابط يطفو فوق التشتت

بشري يسرد بشكل سريالي احيانا لكنه لايتقمص الحكيم الذي يهشنا كالاغنام

وانما يستفزنا ويسخر وعينا لمفهوم يبدو لم تكتمل خيوطه بعد

ولكنه يسحرنا ويقتادنا الي ذاتنا الي مكمن تفتتها وانحرافها عن المسار القسري

الذي اوجده الاحباط اوفلنقل كما قدم اخونا اسخليوس الاحساس بالدونيه

الختام ادهشني كأن الشخص الرئيس في الحكايه لم يستوعب ما يدور حوله

او كأن الاخرين لم يستوعبوا جيدا ماجري

اوحي الينا ان لديه معرفه بما يدور لاتخص الاخرين

لذلك كان حكمهم عليه بان اخرجوه من دائرة الوعي

معروف فتحت مجالا واسعا للمقارنه اتمني ان نجتهد جميعا في اقتناص نقاط التماس بينه وبين العملاق الطيب صالح رحمة الله عليه

  Reply With Quote
Old 10-07-2010, 09:02 AM   #27
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

معروف لم استطيع ملاحقة اسخليوس

ولكني ساعود يوم السبت في محاوله جديده لمتابعة هذا الطوفان الذي اطلقه اسخليوس

تخريمه اول مره اعرف ان هذه القصيده التي لحنها المرحوم مصطفي من تاليف بشري الفاضل

  Reply With Quote
Old 10-09-2010, 07:20 AM   #28
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

المسحوق الرئيس في حكاية البنت التي طارت عصافيرها

يشبه كل المسحوقين في زمن ما بالفاقه والحاجه والجوع واجترار احلام اليقظه

وحتي الاماكن التي يرتادها بالضروره تكون اماكن للمسحوقين ماعدا بعض النشاز من الجلابه الذين جاء علي ذكرهم لماما

وصف ماساتنا في هذا المسحوق . كل ماينتابنا من فرح وكل مايسربلنا من شقاء

ولكنه احتفظ لهذا المسحوق بسعاده خاصه اين مصدرها لم يتضح تماما

ولكن يبدو انه صاحب قدره فائقه علي توليد الفرح ذاتيا

وقد تكون تلك السعاده التي يحتفظ بها واثقا ان احدا ما لن يستطيع سلبه اياها

هي قناعاته او فلنقل قدرته علي التفاعل مع التغيير

المهم في الامر انها قدره ذاتيه علي الهبوط من الم الانحطاط

والتحليق في اماكن خاصه بالمهمشين

ومع أن ذلك المسحوق في الحكايه واحد منا يشبهنا ملامحه تتقارب والسواد الاعظم من الشعب السوداني

ملامح حلمه وكده وشقاءه وتطلعه للغد ألا أن

المسحوق كما حدد حيثياته بشري هنا شخص قادر علي التشظي دون ان تتطاير اجزاءه

شخص مغلوب علي امره لكنه يمكن ان يمارس الطفو فوق الاحداث في اي لحظه

هل يريد ان يقول لنا ان حلم ثم نفق حلمه

ورغم ان بشري الفاضل اوجد هذا المسحوق في بعد بين التفاصيل الواقعيه والعالم الموازي

الا أنه جعلنا نحسه نتعاطف مع تمزقه لقد هش فينا التعاطف ومن ثم جعل المقارنه ممكنه

معروف لم ادنو بعد من طوفان اسخليوس مازلت ماخوذا بعد القراءه الثالثه بالجزء الاول من حكاية البنت التي طارت عصافيرها

  Reply With Quote
Old 10-09-2010, 10:13 AM   #29
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

تطلع

د. بشرى الفاضل


كانت هنالك بلحة وجدت نفسها ضمن أخريات في سبيطة بهامة نخلة، كانت البلحاية أجمل صويحباتها. منسقة وهي تعرف، ولونها زاه وهي تعرف، وطعمها حلو.

كانت تلك البلحة بنت السبيطة في علاها ترقب حركة أبناء القرية البطيئة الكسولة وملابسهم الرثة وتعجب وتقول لنفسها:

- أنا أجمل ثمرة في هذه البلاد؛ فكيف يقطفني هؤلاء؟

وتردد في سرها:

- لا.

وتتمني نفسها أن تلتحف السلوفان وأن تنام في محكم العلب وأن تهاجر لبلدان ما وراء البحار.
وانقضى جل الموسم والبلحاية تتأبى على الصبية المتسلقين وتمني نفسها بما تمنت كل يوم.
حتى جاء يوم هبت فيه ريح غبارية هوت بالبلحة وسط روث البهائم.

وهناك أصابتها هاء السكت، فسكتت

  Reply With Quote
Old 10-10-2010, 07:12 AM   #30
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

الخيط الرئيسي الاخر في حكاية البنت التي طارت عصافيرها

هو هذا الحلم او النزوع الي استنباط نموذج اخر نموذج لاينتمي لهذا الزمن المغبر

كانه من الزمن الاتي. احيانا تحس فيه تطلع للبرجوازيه واحيانا يحسسك بانه كان لابد من الخروج قليلا

من الوقائع المؤلمه لمعادلتها

الوصف الدقيق مع اسراف في التشبث بالشكل

الملامح التي لاتنتمي للشخوص الذين يزحمون الحكايه

الرجل البصلي وسائق الحافله والاخرين

الممارسه اليوميه العاديه بعفويتها وانفلاتها احيانا وتجمدها عند بعض المواقف

تشكل دبابيس صغيره تثبت جسم الحكايه في مخيلتنا التي انهكتها

التنقلات والتفلت

اهم مافي وصف الحلم انه يشكل معادل مطلوب يشتت الانتباه قليلا عن

الاحباط

كانها طوف نجاة من امواج الاحباط

ورغم تنقل بشري الفاضل بين التفاصيل التي نعايشها

والعالم الموازي في سرعه وتميز وفي مناطق احيانا تتسم بالحده

الا انه يظل قادرا علي الأمساك بزمام الامور وموازنتها

وجعلها تطفو وتسير في اتجاه محدد سلفا

الحكايه سرد كثيف لليومي الذي يبدو مقرفا احيانا

لكنها تجعله في بعض الاحيان نضرا

كاننا نعيد نظرتنا اليه من خارجنا من مكان ما اخذنا اليه بشري الفاضل

فنعيد التقييم ونحبس الامتعاض

ونناجز الاستسلام في محاوله تبدو خضراء للقفز خارج نطاق التراجع

علي كل حال بشري استطاع ان ينشف ريق التقهقهر في الكتابه

بأن شق لنفسه اسلوبا ذا ترف واتساع

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 10:01 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com