|
07-13-2010, 05:33 PM | #1 | ||||||||||
|
أسخيلوس
يعتبر أسخيلوس ( أبو المسرح اليوناني ) لأنه بطريقة أو بأخرى ساهم إسهامات جليلة في تغيير مسار التراجيديا اليونانية . و لد أسخيلوس ابن إيوفوريون في إليوسيس(*) سنة 525 قبل الميلاد من أسرة قديمة تسمى " إيوباتريد" و هم سلالة قبائل أيولية (1). ألف أسخيلوس أول مسرحياته وهو في الخامسة و العشرين عام 500 – 499 قبل الميلاد ولكنه لم يفز بالجائزة الأولى إلا عام 484 قبل الميلاد و فاز بها ثلاثة عشرة مرة كان أخرها عن ثلاثية الأوريست ( أجامنون – حاملات القرابين – الصافحات ) ، و من المؤكد أنه فاز بالجائزة عن مسرحية الفرس عام (472 ق.م) و ثلاثية طيبة (467 ق.م) (2) . يروي " باوسانياس " أن إسخيلوس بدأ كتابة التراجديات بناءاً على أمر من الإله ديونيسوس ، الذي ظهر له في رؤيا أثناء نومه في الحقول في مرحلة طفولته و ربما يكون هذا ما دفعه إلى الكتابة في سن مبكرة (3) و قد كتب أسخيلوس حوالي تسعين مسرحية(**), لم يصلنا منها إلا سبعة وهم : ( المستجيرات – الفرس – السبعة ضد طيبة – برميثيوس مقيداً – ثلاثية الأوريست ) . و يقال أن سفوكليس تفوق عليه في إحدى مسرحياته وربما تكون هذه الهزيمة سبباً في رحيل أسخيلوس إلى صقلية(1) . و كانت أبرز أعمال أسخيلوس و التي كان لها إنعكاسات واضحة في مسرحياته هي مشاركته في الحروب الميدية ، بين عامي 480 – 479 قبل الميلاد و التي أظهر فيها شجاعة و إقدام ، حتى أنه عندما توفي في جيلا نقش على قبره " هذا القبر يغطي رفات أسخيلوس ابن يورفيون الذي ولد بأثينا و مات في سهول جيلا الخصبة و إنه لفي إستطاعة غابات الماراثون الشهيرة المقدسة و في مقدور المديين ذوي الشعور المرسلة أن يتحدثا عن علم مكين بجرائته و شجاعته و إقدامه في ساحة الوغى " ، وكان أريستوفانيس يلقبه بالأمير الباكخي (2) أو محارب الماراثون(3) ، ويلاحظ انه لم يذكر اي شئ عن مقدرته الفنية و لا عن كونه أحد عظماء التراجيديا . و قد توفي هذا الشاعر العظيم في رحلته الثانية إلى صقلية و مكث بها عامين ( أي حتى حوالي عام 456 ق.م ) ، و بينما كان يجلس أسخيلوس ذات يوم على سفح جبل بالقرب من مدينة جيلا و كان هناك نسر يحمل سلحفاة و كان يبحث عن صخرة ليحطم عليها فريسته ، فظن أن رأس اسخيلوس صخرة ، فألقى السلحفاة عليه فحطمت رأسه ، وهكذا مات اسخيلوس الشاعر التراجيدي العظيم و دفن في أرض مدينة جيلا (4). تجديدات أسخيلوس : ليس معنى أن أسخيلوس يعتبر أباً للتراجيديا اليونانية أنه مبتدع فن التراجيديا ، لكن المقصود أنه أعطاها شكلها الحقيقي وصورتها الحقيقية و صورتها الأخيرة فكان جديراً بأن يأخذ ذلك اللقب كما كان هيرودوت أبا للتاريخ . وأهم ما أدخله إسخيلوس من تعديلات على التراجيديا(1) : 1. لم تكن التراجيديا قبله إلا نوعاً من الغناء القصصي تقوم به الجوقة أو الممثل الذي أضافه ثيسبس ، لكن اسخيلوس لم يكتف بهذا الغناء بل أضاف إليه شيئاً من الحركة و شيئاً من الحوار. 2. أدخل الممثل الثاني في معظم مسرحياته بعد أن كان واحداً أيام ثيسبس . 3. راعى تدبير المسرح و تنظيمه من الناحية المادية حتى يتمكن الممثلون من محاكاة الحقيقة 4. اعتنى بملابس الممثلين و أحذيتهم مما ساعد في إعطاء التراجيديا ذلك المظهر الوقور . 5. و يرجع إلى أسخيلوس أنه حدد الأوضاع الفنية للمسرحية و قوانينها و شروطها التي أصبحت كالدستور لمن جاء من بعده . ثلاثية الأوريستيا : تتكون من ثلاث مسرحيات ( أجاممنون – حاملات القرابين - الصافحات), وتتناول الأوريستيا موضوع اللعنة المتوارثة في بيت أتريوس و أحداثها الرئيسية كالأتي(1) : أنجب بلوبس ولدين هما أتريوس و ثيستس ، و لقد حاول ثيستس غواية زوجة أتريوس ، قام أتريوس بالتظاهر بأنه قد غفر خطأ أخيه ، لكنه إنتقاماً من أخيه قام بدعوته إلى مأدبة ، كان أتريوس قد ذبح فيها أبناء أخيه إلا واحداً و قدمهم أتريوس لأخيه في المأدبة ، و أكل الأب لحم أبناءه دون أن يعرف الحقيقة و لكنه سرعان ما علمها فلعن أتريوس و ذريته وفر بإبنه الباقي هارباً . ثم تزوج إبنا أتريوس أجاممنون و مينيلاوس من كليتمنسترا و هيلين التي قامت من أجلها الحرب الطروادية الشهيرة و أثناء غياب أجاممنون في الحرب يعود إيجستوس ابن ثيستس ، و يتخذ كليتمنسترا عشيقة له ، و عندما يعود أجاممنون إلى وطنه منتصراً ، فتتأمر كليتمنسترا و عشيقها لقتل أجاممنون ، و بالفعل ينجحا في ذلك ( و هذا ما تناولته مسرحية أجاممنون ) . و عندما يكبر أوريستس ابن أجاممنون ، يعود إلى وطنه و بالاتفاق مع شقيقته إلكترا لقتل كليتمنسترا وعشيقها إنتقاماً لأبيه ( و هذا ما تناولته مسرحية حاملات القرابين ) ، فتطارده الأيرينيات عقاباً له على جريمته إلى أن تتم محاكمته و تعلن براءته فترفع اللعنة من على منزل أتريوس . |
||||||||||
|
|
|