Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي > الخيمة الرمضانية
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 07-26-2012, 04:51 PM   #1
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default قبل ان تخسر رمضان

قبل أن تخسر رمضان

فمنذ أيام قريبة مضت كنا نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يمد في أعمارنا وينسأ في آجالنا حتى ندركه، وعاهدنا الله عهودًا كثيرة إن هو أبقانا إلى رمضان.. عهودًا على الطاعة وبذل الجهد واستفراغ الوسع في العبادة وعمل الصالحات، واستجاب الله دعاءنا بمنه بلغنا رمضان بفضله وكرمه، وجاء رمضان وكما هي عادة الأيام المباركات مر مسرعًا، فإن مثل مواسم الخير وساعات البر كمثل القطار أو الطائرة من كان مستعدا له منتظرا قدومه ركب فيه فبلغ به غايته وحقق به امنيته، ومن كان غاغلا عنه فاته غير أن رمضان إذا فات فلا يعوض.

إن أيام رمضان أشبه ما تكون بعقد انقطع سلكه فانفرطت خرزاته سريعا، فمرت منه (كما يقول البعض) عشر الرحمة، وكل أيامه رحمة، ثم عشر المغفرة وساعاته كلها مغفرة، وهانحن قد بدأنا عشر العتق من النار.

  Reply With Quote
Old 07-26-2012, 04:54 PM   #2
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

وقفة للمحاسبة
لقد مضى من رمضان ثلثاه وزيادة، ولم يبق إلا الثلث أو أقل، فينبغي على المسلم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدم فيما مضى؟ وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج رمضان كما دخل وحتى لا نخرج نحن منه كما دخلنا فيه، فما يدرينا هل ندرك رمضان آخر أم تسبق إلينا الآجال وتنقطع منا الأعمال.

لابد من هذه الوقفة للمحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك؟ وهل تحققت فيك مقصود الله من فرض الصيام؟ وهل تحقق لك مقصودك أنت من شهر رمضان؟
هل رق قلبك بعد قسوته؟ هل نديت عينك بعد جمودها؟
هل تحسنت بالصوم أخلاقك، وتهذبت به ألفاظك؟
هل قويت إرادتك بالصوم فتركت معاص كنت تقترفها من شرب دخان أو نظر إلى المسلسات والأفلام أو غيرها.
هل أحسست بنسائم المغفرة وقد هبت على ذنوبك لتمحوها؟
هل أحسست بسحائب الرضوان وقد تنزلت على نفسك لتزكيها؟
هلا أحسست ببشائر العتق من النار، قد دللت عليها خفة في النفس، وانشراح في الصدر، وانطلاق وانهمال للعين، وإقبال في أريحية إلى العبادة؟
هل اشتم قلبك ريح الجنة ونسيمها، أم أن قلوبنا مازالت مزكومة ببرد المعاصي ومحجوبة بطبقات الران عليها؟

لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صائمين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قائمين ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر. ذاك أنهم لم يعرفوا من الصيام إلا الإمساك عن الطعام والشراب، ولم يدركوا مقاصد شهر رمضان: مازلنا والله نراهم..
أغفل الناس في زمان الجد والاجتهاد.
أولع الناس ـ في نهار رمضان ولياليه ـ بمشاهدة الشاشات والجلوس أمام القنوات.
أكثر الناس تسكعا في الأسواق في مواسم الخيرات.
الناس في المساجد يطلبون من ربهم العفو والمغفرة وهم يجلسون على المقاهي يشربون النرجيلة ويلعبون بالنرد.
الناس يتوددون إلى الله بقراءة القرآن ويتضرعون إليه بالدعاء وهم يلعبون الورق إلى السحر.
الناس يمسكون بتلابيب رمضان حتى لا يذهب وهم يتململون منه ويتمنون انتهاءه وانقضاءه.
ومازال هذا ديدنهم حتى ينقضي رمضان فيالخسارة المفرطين ويالندامة المضيعين.

  Reply With Quote
Old 07-26-2012, 04:55 PM   #3
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

الاجتهاد في العشر الأواخر
إن رمضان قد أخذ في النقص فزد أنت في العمل، فكأنك بالشهر قد انصرف ولن تجد من شهر الصيام خلف.
إن هذه الأيام التي نحن مقبلون عليها هي أعظم ليالي السنة، بل هي كالتاج على رأس أيام وليالي رمضان بل وكل الزمن، وقد كان السلف رضوان الله عليهم يعظمونها. يقول أبوعثمان: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لهذا الثلث استعدادًا خاصًا ويجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره. ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره".
وفي الصحيحين عنها أيضًا: "كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
وفي الحديث دلالة على أمور ثلاثة:
الأول: شد المئز وهو كناية عن اعتزال النساء للتفرغ للعبادة، فإن كان يأتي أهله في العشرين الأولى فإنه لا يفعله في العشر الأواخر إذ لا وقت لذلك وإنما هي العبادة والعبادة فقط.

الثاني: إحياء الليل فقد ذكر أنه في العشرين الأولى كان يخلط عبادة بنوم، أما في العشر فلا نوم مطلقا، أو ربما بما يتقوى فقط به البدن.

والثالث: أنه كان يوقظ أهله للتعبد والتماس البركات والخيرات في هذه الليالي الكريمات العظيمات.
قال ابن رجب: ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه.
وقال سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده للصلاة إن أطاقوا ذلك .

  Reply With Quote
Old 07-26-2012, 04:56 PM   #4
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

تفريغ الوقت للعبادة
ومن يتابع حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه العشر يتيقن أنه كان يفرغ وقته قدر الطاقة ويقتطع من أوقات طعامه ومنامه ليشغلها بالطاعة والعبادة.. فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان في مسجده صلى الله عليه وسلم، فكان يعتزل النساء ويلتزم المسجد ويحيي الليل بالصلاة والطاعة، ولا يشغل نفسه في هذه العشر إلا بالعبادة، العبادة فحسب، بل كان يقتطع من الوقت ما استطاع ويفرغ منه ما أمكن، فلا يضيع منه شيء ولو حتى في تناول الطعام، فقد كان يواصل الصيام إما للسحر وإما لأيام متتالية تفريغًا للوقت تقربا إلى الله تعالى. كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله. قال: "وأيكم مثلي! إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني".

قال ابن رجب الحنبلي: "ومعلوم أنه لا يطعمه الطعام والشراب الحس لأن ذلك منافٍ لحقيقة الصيام، وإنما هو إشارة إلى ما كان يفتحه الله عليه من مواد أنسه ونفحات قدسه، فكان يرد على قلبه من المعارف الإلهية والمنح الربانية ما يغذيه ويغنيه عن الطعام والشراب كما قيل:
لها أحاديث من ذاكراك تشغلها.. ... ..عن الطعام وتلهيها عن الزاد"

والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد ما يكون اجتهادًا في هذه العشر الأواخر، وهكذا ينبغي على المسلم أن يتخفف من المباحات ويقلل من أوقات الأكل والنوم ليفسح للطاعات مكانًا، ويواصل عبادته بالليل والنهار تقربًا إلى الله وتشبثًا بأسباب المغفرة.

  Reply With Quote
Old 07-26-2012, 05:00 PM   #5
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

تحري ليلة القدر
وأعظم مقاصد العبادة في هذه العشر تحصيل ليلة القدر، التي هي ليلة العمر كما قال سبحانه: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)[القدر:3].
وفي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وروى أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شهر رمضان فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم". ثم أخبر أنها في العشر الأواخر فقال: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" [متفق عليه]. وعند البخاري: "في الوتر من العشر الأواخر".

ولك أن تتخيل عبدًا قام لله ليلة واحدة كانت له كعبادة ألف شهر أو ما يعادل ثلاثة وثمانين سنة وزيادة، أي فضل هذا وأي نعمة تلك؟!

وقد سألت أمنا عائشة رسولنا صلى الله عليه وسلم عما يقوله من أدرك ليلة القدر وعما يدعو به المؤمن ربه في هذه الليالي فقالت: "أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني".

فأكثر أخي من الدعاء عامة، ومن الدعاء بالعفو خاصة؛ عسى أن يعفو عنا، إنه هو العفو الكريم.

اللهم إن ذنوبنا عظيمة ولكنها صغيرة في جنب عفوك، فاعف عنَّا.. اللهم أدخل عظيم جرمنا في عظيم عفوك يا كريم.. الله بلغنا ليلة القدر واجعلنا فيها من عتقائك من النار. آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 04:08 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com