Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > المنتدي الإسلامي > الخيمة الرمضانية
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

 
 
Thread Tools Display Modes
Prev Previous Post   Next Post Next
Old 08-12-2012, 06:24 PM   #1
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default الصائم بين جناحَي.. الصبر والشكر .. ؟؟

جناحان لا غنى للطائر الرمضاني عنهما، فهو واقع دائماً بين سراء وضراء، ويحتاج في تحليقه إلى العلا أن يتمتع بشكر على هذا، وصبر على ذلك.. وفي الحديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
هل يمكن أن تشكر فقط عند الخير، ولا تصبر عند الضر؟ وهل يمكن أن تصبر على البأساء، وتنسى الشكر على النعماء؟ يستحيل أن تطير بجناح واحد!
وتذكّر – أخي الرمضاني – أن تكمل صبرك على الصيام بشكرك على الطعام، فهما أجران متلازمان.
وهو يطير في الآفاق يرى السفن في البحر.. (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (الشورى/ 32-33)، أي في إجراء السفن (السراء)، وفي ركودهن (الضراء) على السواء آيات لمن صبر وشكر.. الخُلُق المناسب في الوقت المناسب.
أمّا الصبر، فيقول عنه ابن القيم في "مدارج السالكين": "إنّه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وهو ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ على معصية الله، وصبرٌ على امتحان الله".
وسُمع شيخه "ابن تيمية" يقول: "كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإنّ هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضا ومحاربة للنفس".. وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح وصبر أبيه عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف.
وسمعه يقول: "أمر الله سبحانه في كتابه بالصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل.. الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه".
والشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، فإن يعقوب (ع) وعد بالصبر الجميل، وإنما ينافي الصبر شكوى الله، لا الشكوى إلى الله.
صبرٌ بالله: الاستعانة به ورؤيته أنّه المصبِّر، (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ) (النحل/ 127)، يعني إن لم يصبرك هو لم تصبر.
صبرٌ لله: الباعث للمسلم على الصبر محبة الله والتقرب إليه، لا لإظهار قوة النفس والاستحماد إلى الخلق.
صبرٌ مع الله: دوران العبد مع مراد الله الديني منه، ومع الأحكام الدينية صابراً نفسه معها، يتوجه معها أينما توجهت ركائبها.. فقد جعل نفسه وقفاً على أوامره ومحابه.. وهو صبر الصديقين.
وقيل: "الصبر بالله بقاء، ولله غناء، ومع الله وفاء، وفي الله بلاء، وعن الله جفاء".
ومن الناس من يدّعي محبة الله وحين يمتحنهم بالمكاره ينخلعون عن حقيقة المحبة ولا يثبت معه إلا الصابرون.. وقد تبيّن بذلك أن أعظمهم محبة أشدهم صبراً، ولهذا وصف الله بالصبر خاصة أوليائه وأحبابه، فقال عن حبيبه أيوب (ع): (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص/ 44)، ثمّ أثنى عليه، فقال: "نعم العبد إنّه أواب".






يتبع

  Reply With Quote
 


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 08:55 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com