مابين دعاية طوارئ الكهرباء والارز البستمي يكمن عدم اهتمامنا

[عوض خضر]

الدعايه التلفزيونيه تتسلل الي بيوتنا دون استئذان

ودون فرصه في مشوره وانما هي مقاطع تعد وتنفذ في كثير من الاحيان كما يبدو علي عجل

ثم تبث تاركه بعض الاثار السالبه اقلها الامتعاض الذي يصاب به المشاهد

بعد ان بنتهي من مشاهدة مقطع ساذج يروج لسلعه ما او لخدمات او غيرهما

دون ان يثير اهتمامه

الغريب في الامر ان اغلب السلع التي تم ترويج لها في التلفزيون

ترتبط بارتفاع سعرها اذ اني استنتج ان قيمة الدعايه التلفزيونيه المرتفعه بالتاكيد

تؤثر علي كلفة المنتج

مايثيرنا في مقاطع الدعايه للسلع في التلفزيون في الغالب الحبكه وان كانت محكمه

او الاغنيه ( القصيده ) المصاحبه ان كانت تستدعي ان ينيخ احدنا مخيلته عندها لبضع دقائق

هناك القليل ما يجبرنا علي ذلك

اغلب المقاطع مقاطع لم يبذل فيها الكثير من الجهد وتبدو لاتمت للواقع بصله

وبعضها تبدو حبكته فيها الكثير من الجهد وعلي سبيل المثال

الترويج لرقم طوارئ الكهرباء كان فعلا يبدو مناسبا ويجذب المشاهد ليتوقف عنده

شركة ام تي ان والمس كول للحبوبه من الصين بدا مقطعا موفقا ولا اظننا ننسي خلف الله والاثر الذي تركه

يتقاطع هذا الامر مع دعاية الارز البسمتي والذي يضعه معد دعايته الحد الفاصل بين زوج وزوجته

رغم صوت حرم النور الا انه يجعل المرء يسب بصوت خافت القائمين علي امر التلفزيون

الاطفال بشكل خاص هم اكثر فئه تنجذب للدعايات مما يبرهن علي ان

هذه المقاطع لا تجعلنا نحن من عفا علينا الزمن نهرع للمتاجر فور بثها

فالاطفال لايتحركون نحو جيوب ذويهم الا عند بث مقاطع تخصهم وهنا تبدو الطامه الكبري

ونتبين سببا فرعيا لنفورنا من مقاطع الدعايه التلفزيونيه

في كتاب شهير بعنوان صناعة الجوع تطرق الباحثان الي قصه مؤلمه

بأن الدعايه المكثفه لمشروب الكولا جعل احدي الطبيبات باحدي الدول الافريقيه

تعلق لافته علي مدخل عنبر الاطفال المصابين بنقص التغذيه كتب عليها اطفال الكولا

كنايه عن تأثر امهاتهم بالدعايه المركزه وانصرافهن عن ارضاعهم رضاعه طبيعيه واستبدال حليب

الام الطبيعي بعبوات الكولا البراقه

هذا اثر سالب رئيس اظنه يصيب شريحه معتبره عندنا

اما السواد الاعظم من النسخ البشريه الايله للافلاس فاظن ان معادلة

القدره الشرائيه والضروره الملحه تساوي عنده القدره علي التفريق بين الدعايه والاقدام علي

فعل لاتحمد عقباه