حكايه تخص سوسن مختار

[عوض خضر]

سوسن مختار الفتاة الفائقة الجمال التي تبدو في نظر بعض شباب قريتهم كبعير انفلت زمامه

استدعت كل شجاعتها لمواجهة الحمله المنظمه التي شنها عليها بعض رفاقها في الدراسه

بدءا من مضايقتها اثناء تواجدها في تجمعات المنطقه حتي

مطاردتها بالشائعات في ازقة القريه الصغيره التي لاتحتمل مثل تلك الاقاويل

ورغم ان الشائعات التي اطلقت كانت صغيره وتافهه الا انها اخذت طابعا

اثر علي حياتها بشكل مباشر

وتمثل التاثير الكبير حين فاجاها اخاها الذي يصغرها بعدة اعوام بسؤال لم يخطر لها علي بال

-صحي ياسوسن انت اتزوجت عرفي

فترة صمت طوليه حاولت سوسن اثناءها ان تملم نفسها هل يمكن ان تكون الدناءه والانحطاط قد وصلت

بمن يترصدونها لهذه الدرجه ثم بدات تحاول ان تبحث عن رد مناسب لاخيها الذي بدا متسارع الانفاس

- ياعصام دا كلام شنو العبيط دا

- دا كلام الحله كلها والشباب في المدرسه قاعدين يضايوقوني بيهو

- طيب انت سمعت الكلام دا من منو بالظبط

كانت تريد ان تعرف مصدر الاشاعه علها تستطيع اجتثاثها

- كلمني صاحبي حسين وقال الحله كلها عارفه
- حسين ود ست البنات

-ايوا

-ياعصام انت ماعارف اختك ولاشنو

- ايوا بس كلام الناس كتر

-مفروض تقيف في وشهم وتقد عين البقول كلام فارغ ذي دا

ثم توقفت برهه لتري هل دفعت اخيها الي مواجهات داميه دون داعي

واستطردت
-بس اقول ليك مافي داعي البقول الكلام دا اصلا مابستاهل الزول يقيمو ويرد عليهو

صمتت قليلا ثم قالت له - عصام اوعك تفكر في الكلام الفارغ دا

ثم استدارت وذهبت ناحية امها الغارقه وسط ادخنه كثيفه داخل المطبخ الطيني

- يمه انت سمعت الكلام البقولو الناس في الحله عني

- سوسن يابتي انا فاضيه لي كلام الناس هسع بدل تساعديني داير تشغليني بي كلام الناس

-يمه الموضوع اخطر من السكوت عليهو

-مافي اخطر من دخان حطب القطن العمي عيوني ده

- يمه قاعدين يقولوا انا متزوجه عرفي

توقفت يدا حاجه خديجه عن مداعبة عجين الذره الرقيق والتفتت ناحيتها كانما لدغت

- يابت انت مجنونه ولاشنو

- والله دا الكلام الجابو لي ولدك

تم استدعاء عصام وتركت الوالده كل شئ وبدات في استقصاء طويل

كانت تلك اول محاولات سوسن العفويه للوقوف في وجه الشائعات لكن الامر كان يحتاج الي اكبر

من فزع والده علي سمعة ابنتها

بدات تحصي خياراتها كما كانت دائما تحالفاتها من بنات جنسها والخصوم المحتملين

ثم الشباب وقامت بتصنفيهم وهي مستلقيه سرعان ماكانت لديها خطه متكامله لعمل

جبهه عريضه لصد الشائعات بل بدات تخطط للمبادره بالهجوم فور تحديدها الاطراف المسئوله عن الشائعات

رغم انها كانت لديها تصور واضح عن من قام باطلاق الشائعه

كانت تعرف ان ابراهيم سكرتير الرابطه المحليه وعضو الاتحاد والمرتبط بعلاقات متشابكه مع بعض الاجهزه الرسميه

هو من بذر الشائعات وكانت تذكر تماما الحادثه التي ادت لحنقه عليها هي لم تكن طرفا في صراع

محموم بينه وبين رفاق اخرين ( حلفاء محتملين ) لكنه حاول استمالتها في البدايه بطروحات ضخمه

لم تجد اذانا صاغيه لديها اتبعها بهمسات غراميه غايه في البذاءه ادت في النهايه لان يكون الرد غايه في عدم التهذيب

لم يمر وقت طويل الا وسوسن مختار تبرز كمرشحه قوية الشكيمه للطرف المناوئ لابراهيم واصدقائه

استطاعت ان تكيل الضربات الموجعه لابراهيم من خلال هذا الغطاء الذي لم يبدو سميكا علي اي حال

لكنه نقل الصراع بينها وبينه الي افق جديد يتجاوز النزاعات الشخصيه الي امور اكثر عموميه

كانت جسارة سوسن وقدرتها علي تقفي اثر اخطاء ابراهيم واصدقائه سببا رئيس في جعل

ابراهيم يحاول جاهدا تجنبها في كل المحافل التي يمكن ان توجه له من خلالها نقدا لاذعا ساخرا

في الرابطه المحليه كان ابراهيم يتلفت حوله في قلق كلما

اضطر لمخاطبة جموع الطلاب خوفا من مداخلات سوسن مختار التي تجعل منه محط سخريات الجميع

حتي بعض اصدقائه