Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > منتدي الاخبار العامة والسياسة
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

 
 
Thread Tools Display Modes
Prev Previous Post   Next Post Next
Old 07-22-2010, 07:36 AM   #1
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default الأمازونيات- كمال الجزولي

الأَمَازُونِيَّات!

كمال الجزولي
kamalgizouli@hotmail.com


الاثنين:
كان يُفترض أن يكون موقع هذه الخاطرة آخر الأسبوع، بحسب تاريخ موضوعها، غير أنني فضلت أن أبدأ بها رزنامتي هذه، لألف سبب وسبب. من ذلك أنه ساءني كثيراً ما نقلته الصُّحف المصريَّة حول أن المسئول السودانى الذى كشف عن عرض الخرطوم، رسميَّاً، على القاهرة، الذهاب إلى التحكيم الدَّولي، لحسم ملكيَّة مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بينهما، قد فضَّل "عدم الكشف عن اسمه!"؛ هذا في الوقت الذي نفي فيه مصدر دبلوماسي مصري، بالمقابل، وبأعلى صوت، وأقوى نبرة، صحة هذه المعلومة، بل وأكد، فوق ذلك، أن هذه القضيَّة (محسومة!)، أصلاً، من وجهة النظر (المصريَّة!)، وبشكل (نهائى!)، واصفاً التصريح السوداني بأنه محض "تسريبات إعلاميَّة لن تغيِّر فى حقيقة الأمر بالنسبة للقاهرة، ومسألة تمسُّكها بحلايب، كونها أرضاً مصريَّة!" (المصري اليوم، 17/7/10).
ربَّما رأى هذا الدِّبلوماسي المصري، وإنْ لم يذكر، هو الآخر، اسمه، أن نبرة (الصلف!) التي تحدَّث بها مستحَقة لدولته في هذه القضيَّة، وبالتالي يكون قد قذف بالكرة في ملعب دولتنا؛ فلم يترك لنا سوى أحد ثلاثة احتمالات لا رابع لها: فإما أن تقطع الحكومة السودانيَّة قول كلِّ خطيب ببيان وافٍ شافٍ تعلن من خلاله حقيقة عرضها على مصر، بالفعل، حلَّ النزاع عن طريق التحكيم الدَّولي، وأنها تنتظر الرَّد المصري، وهذا ما أرجوه، وأظنُّ أن كلَّ وطني يرجوه، كونه أكرم الاحتمالات؛ أو أن تصدر تكذيباً رسميَّاً لخبر الصَّحيفة المصريَّة، وهو احتمال سئ جدَّاً، أو أن تتجاهل الأمر برمته، وتلوذ بصمت القبور، وهذا أسوأ الاحتمالات!
التحكيم الدَّولى، على أيَّة حال، أسلوب راق لفضِّ النزاعات، لكنه لا يجوز إلا بموافقة الطرف الآخر؛ فإن رفضته القاهرة، وهي التي كانت قبلته في حالة نزاعها مع إسرائيل حول (طابا)، فإن باب محكمة العدل الدَّوليَّة متاح للسودان، باعتبارها محكمة الأمم المتحدة المختصَّة بالفصل في القضايا التي ترفعها الدُّول إليها، كنزاعات الحدود، وتبعيَّة الأراضي، وما إلى ذلك؛ ولسنا أوَّل ولا آخر دولة تلجأ إلى التحكيم أو القضاء الدَّوليين؛ ولكننا، إن واصلنا التزام الصَّمت، فسنكون أوَّل دولة في التاريخ الحديث (تسكت!) على (احتلال!) دولة (شقيقة!) لجزء عزيز من أراضيها!

الثلاثاء
بالأحد 6/6/2010م، كاتبني، من الإمارات، صديقي الأستاذ الناقد عبد المنعم عجب الفيا، يقول: "أستاذنا الفاضل/ كمال، التحايا النواضر، وأرجو أن تكون بخير وعافية. قرأت مقالكم، أو، بالأحري، الرزنامة المنشورة بسودانايل بتاريخ 31/5/2010م. وتوقفت عند إشارتكم إلى (مذكرات يوسف ميخائيل) التي ذكرتم أنها أعطتكم بعض الضوء في تفسير الصِّراع بين الخليفة عبد الله والأشراف. وكم كنت أتمنى لو شفعتم ذلك ببعض التعليقات والتوضيحات، حتى لا يخطيء البعض فهم ما تفضلتم به، ويتخذ من السايكولوجيا الاجتماعيَّة، والمسكوت عنه، أساسا لتفسير التاريخ، والعامل الحاسم في إدارة الصِّراعات السِّياسيَّة والثقافيَّة، وحتى لا يستغلَّ البعض ذلك لتكريس العقليَّة الإنفصاليَّة والإقصائيَّة، وإنعاش النعرات الجِّهويَّة والعنصريَّة، خاصَّة أن خطابكم، كما هو معروف، من أصدق واخلص الخطابات الثقافيَّة في تكريس مفهوم وحدة السودان في هذا الوقت بالذات.
أخشى ما أخشاه ان يفهم البعض، كما فهمت أنا وأرجو أن أكون مخطئاً، أن الأشراف رفضوا الانصياع للخليفة عبد الله لأنه "غرباوي، لسانه تقيل، وجلده أخرش وتخين"! عموماً يمكن القول إن في ما ذكره يوسف ميخائيل، بحسب الاقتباس المستدلِّ به، تنميط ليس لأهل كردفان والغرب عموماً، فحسب، بل ولأهل السودان عامَّة، ونتيجة لهذا التنميط جعل أهل البحر كلهم "بخلاء لؤماء"، وكلَّ أهل الغرب "كرماء، ولكنهم تقيلي اللسان، ثخناء الجلد"!
غير أننا، إذا جارينا يوسف ميخائيل في نظرته للأمور، نجد أن قبائل البقارة التي ناصرت المهدي تمتاز بسرعة الكلام، وطلاقة اللسان، وخفته، وتغلب عليهم الفصاحة، والبداهة، ومولعون بالفكاهة، والملاحة في الكلام. وكذلك كان الخليفة عبد الله نفسه رجلاً فصيحاً، وصاحب نكتة وطرائف، إلي جانب أنه كان حسن المظهر عموماً، بدوي السَّمت. ومن حيث طلاوة البشرة لم يكن يختلف عن أهل البحر الذين عناهم يوسف ميخائيل. هكذا وصفه أصحاب المذكرات والتواريخ، سلاطين باشا، ونعوم شقير، وغيرهم. في تقديري ما ذكره يوسف ميخائيل يصبُّ في قوالب التنميط الذي درج العرب ان يحشروا فيها أهل السودان.
هذا بعض ما عنَّ لي، وأرجو أن تتقبلوه من قاريء محب ومعجب بكلِّ ما تكتبون؛ وتقبلوا فائق تقديري واحترامي. عبد المنعم عجب الفيا".
وبالأربعاء 30/6/2010م رددت على رسالة صديقي على النحو الآتي: "عزيزي الأستاذ عجب الفيا، تحية واحتراما، أشكرك على ثقتك في أنني، بالقطع، لا أسعى، والعياذ بالله، (لتكريس العقليَّة الانفصاليَّة الإقصائيَّة، وإنعاش النعرات الجِّهويَّة العنصريَّة)! كلُّ ما في الأمر، يا صديقي، أنني أحاول، عن طريق لفت الانتباه إلى هذه الناحية في مذكرات يوسف ميخائيل، أن أهوِّيها شيئاً، وأعرِّضها لشمس المعرفة، دون أن أتبناها، بالطبع، والأهم أن أحفز المناقشة المستنيرة حولها، مثلما فعلت أنت للتو. وأظنك تتفق معي في أنه لا بُدَّ لنا، ونحن نقلب وجوهنا في الآفاق بحثاً عمَّا يقوِّي (الوحدة المتنوِّعة)، من استصحاب كل الآراء والأفكار، بل و(التصوُّرات perceptions) التي قد نحملها عن بعضنا البعض، اتفقنا أم لم نتفق معها.
أستغل هذه المناسبة، أيها الصديق العزيز، لألتمس كريم حلولك ضيفاً على الرُّزنامة، عمَّا قريب، وليكن هذا الموضوع أحد مداخلك .. ما رأيك، دام فضلك؟! ودمت. كمال".
وفي انتظار رزنامة عجب الفيا، هاأنذا أفتح هذه المكاتبة الخاطفة للقرَّاء، علهم يثرونها بالمزيد من المناقشة .. فما رأيكم، دام فضلكم"؟!

  Reply With Quote
 


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 02:55 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com