Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > المنتدي الأدبي

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 05-15-2010, 07:13 AM   #1
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default الجنقو مسامير الأرض - روايه لعبدالعزيز بركة ساكن

http://www.4shared.com/file/wpwgMqPf/___.html

  Reply With Quote
Old 07-17-2010, 11:53 AM   #2
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

التفكك كثيمة مركزية في رواية عبد العزيز بركة ساكن

الجنقو: مسامير الأرض

محمد عبد الخالق

في هذا المقال أحاول أن استكشف الثيمة المركزية في رواية عبد العزيز بركة ساكن (الجنقو: مسامير الأرض) التي منعت السلطات رسمياً نشرها بالسودان. فعلى الرغم من قرار المنع، يتناقل الناس في الخرطوم أخبار حملة نشر وإعادة نشر واسعة لنسخة توفرت لفترة وجيزة على الانترنيت وقراءتي هذي تعتمد على هذه النسخة بالتحديد. وإن كان من اللائق أن أجمل محاولتي النقدية هذه ضمن حملة الاحتجاج على حظر الرواية، تلك الحملة التي أدعمها، إلا أن الحقيقة تقتضي أن أقول إن دافعي للكتابة هو محض متعتي الفائقة بقراءة الرواية، ويقيني منذ القراءة الأولى للعمل أنني أمام روائي كثيف الموهبة وعمل يستحق القراءة والنقد.

في البداية أقول إن بحثي عن الثيمة المركزية لرواية الجنقو لا يقع في حيز البحث عن المعنى الخفي للعمل. فالبحث عن الثيمة لا يقتضي التأويل وإنما تدل عليه وقائع وعلاقات في العمل الروائي نفسه. فالثيمة باختصار، وحسب تعريف مدرسى بسيط اعتقد في صحته، هي ذلك الجانب من التجربة الإنسانية الذي يرغب المؤلف توصيله أو التعبير عنه. والثيمة هي أيضاً المعنى الذي يطلقه العمل عندما نأخذ في الحسبان أجزاء العمل المختلفة في علاقاتها مع بعضها البعض وننظر إليه ككل واحد.

إني أزعم الثيمة الأساسية لرواية الجنقو هي تفكك العوالم التي تعرضها الرواية. ومما يدعم ظني في انحفار ثيمة التفكك في المجرى العام لهذا العمل أن قيام هذه العوالم نفسها قام على فرضية التفكك في عوالم أو أماكن أخرى. وتقف شخوص الرواية نفسها وتشكلها شاهداً على آلية هذا التفكك. فثيمة التفكك وانفراط الحياة ثيمة قارة في طبقات العمل على نحو مدهش. ولأدلل على هذا الافتراض ابدأ بالإشارة، وسأفصل لاحقاً، إلى التحولات الكبرى التي كشفت عنها وقائع الرواية. فالجنقو أنفسهم، العمال الزراعيون في منطقة المشاريع الشرقية والمتاخمة للحدود، تضرب دور حياتهم بدخول البنك لميدان الاستثمار الزراعي وإدخال الآليات التي تحل محل العمال الزراعيين. وبالتالي يبدأ مسرح أحداث الرواية (الحلة)، ودون إطلاق أحكام أخلاقية، التي تعيش اقتصادياً على خدمات الجنس و(المريسة) التي تقدمها للجنقو في التفكك والاضمحلال. ويواصل البنك فعله بتجريده للقبائل الرعوية من أراضيها بتحويلها إلى أراضٍ للزراعة الآلية، فتواصل أسباب حياة الرعاة في الاضمحلال، فيندلع التمرد.

تتجلى ثيمة التفكك في علامات عديدة تتعلق بشخوص الرواية وعلاقاتها بالمكان الحلة. وقد صرحت قبل قليل بأن قيام الحلة نفسها ورفدها بالبشر والمؤسسات هو الآخر قائم على التفكك فى عوالم أخرى. يؤكد ذلك تتبع بعض الشخصيات الرئيسية في الرواية وقصة استقرارها في الحلة فعلى سبيل المثال نجد أن ود أمونة قضى شطراً من طفولته بسجن النساء مع أمه السجينة بسجن القضارف، واقتنعت أمه بعد تعرضه لمحاولة اغتصاب بالسجن بإعطائه لسجينة أخرى حان ميعاد إطلاق سراحها ليعيش معها، ولكن تعود الأخيرة إلى السجن بعد ارتكابها جريمة قتل دفاعاً عن ود أمونة الصبي، بعدها تم إلحاق ود أمونة بالحلة في بيت الأم أدي. نجد أن ظروف الحياة التي ساقت خطوات ود أمونة إلى الحلة نتجت عن فرضية التفكك نفسها فقد فرض السجن معادلة التفكك على ود أمونة مرتين لتبدأ حياته بالحلة. أما أمه والتي يبدو أن لها علائق ما بمجتمع الحلة، حيث يحيط البعض بقصتها فهي من أقاصي الغرب كما يحلو لها ـن تقول، حيث هربت من أسرتها، وهي قصة تفكك أخرى يدعمها الرواة بلحاق أخواتها الصغيرات بها ومن ثم ترحيلهن إلى السعودية في دورة تفكك أخرى تحيط بها شبهة إعدادهن من الصغر للعمل كعاملات جنسيات. ويعبر الراوي عن فرضية التفكك في وصفه للحلة، المكان والناس، بقوله: "هذا المكان البعيد، الأرض المهمشة النشأت أصلاً من المطاريد." (ص 74). وفي واقع الأمر أن الراوي وصديقه هما الآخران ووجودهما في الحلة ناتج عن تفكك عالمهما. فقد تمت إحالتهما للصالح العام من وزارة الصحة فضربا في الأرض في رحلة التسكع والتلكح، كما أطلق عليها الراوي، إلى أن ألقت بهما الأقدار على أعتاب الحلة، وقيض لهما لقاء المصادفة مع ود أمونة في أحد الأسواق مدخلاً لعالمها .

وتلخص إحدى نساء الحلة تركيبتها السكانية للرواي فتقول "إن تسعة وتسعين في المائة من سُكان الحلة ليست لهم أجناس. ليست لهم قبائل، كلهم مُولدين، أمهاتهم حبشيات بازاريات، بني عامر، حماسينيات، بلالاويات، أو أي جنس، وآباؤهم في الغالب إما غرابة: مساليت، بِلالة، زغاوة، فُور، فلاتة، تاما، أو حُمران وشكرية أو شلك ونوبة ونوير، وفي قِلة من الشَوايقة والجعليين، وكضاب الزول البقول عندو قبيلة هنا، ولا جنس ولا خشم بيت..."، يلقي قول هذه المرأة الضوء على تركيبة سكانية أبسط ما تنم عنه تفكك رابطة القبيلة في الفضاء السكاني لأهل الحلة. وحتى آخر الوافدين إلى الحلة الذين وثق الراوي لقدومهم تشف قصتهم عن ثيمة التفكك.فقد كانت آخر القادمين إلى الحلة فتاة من أسمرا "اسمها زينب إدريسيت، القادمة من القَرْقَفْ. صبية صغيرة معجبة بنفسها عاشت في أسمرا ما لا يَقِل عن سبع سنوات عَرِفَتْ فيها حياة الحُرِية ِوالرفاهية ونظافة الجسد والمكان والروح. هربت من الخدمة الوطنية الإلزامية في بلدها، أقامت بالقرقف أسبوعاً كاملاً، إلى أن أرشدها بعض فاعلي الخير إلى الحِلةِ، ثم أُقتِيدَتْ إلى بيتِ الأم..." ولا شك أن القارئ المتابع يدرك ما فعلته سياسة التجنيد الإجبارية بالمجتمع الإريتري مؤخراً، بل يبلغ التعبير عن ثيمة التفكك في هذه الأقاليم قمة ساطعة باكتشاف الراوي وصديقه لأحد أفراد قبيلة الفلاشا، أبرهيت ولد اسحاق، الذي آثر البقاء في الحلة مع أسرته بل وزوج إحدى بناته لأحد مواطنيها. فأبرهيت وأسرته انفكت علاقتهم بمجتمهم، لحد إنكار أبراهيت ليهوديته واعتناقه للإسلام.

أما عن ثيمة التفكك في عوالم الرواية ومجرياتها فتدل عليها وقائع عديدة اكتفى هنا بالإشارة إلى أكثرها ارتباطاً بمصائر شخصياتها الرئيسية. وقد أوجزت في عرضي الأولي الحديث عن أثر البنك والآلات الزراعية على دورة حياة الجنقو أنفسهم، ولعل المقتطف التالي، على طوله، يعكس تفكك عالم الجنقو أمام أعينهم :

" وراجت دعاية بأن البنك استورد عدداً كبيراً جداً من الحاصدات الآلية الحديثة، لكي تقوم بحصاد العيش والسمسم، والحاصدة التي تحصد مئة فدان في اليوم لا تحتاج لغير ثلاثة من العاملين الفنيين القادمين مع الآلات من المدينة وعاملاً واحداً غير ماهر، يقوم بالعتالة. لقد أحضرت هذه الحاصدات في وقتٍ ينتظره الجنقو طويلاً، وهو الشهر الأخير من موسم الحصاد، حيث يرتفع سعر العمل إلى أعلى مستويات، وها هم الجنقو الآن فرادى وجماعات يتفرسون في الآلات الشيطانية وهي تقوم بالعمل نيابة عنهم، وترميهم في جُبْ العطالة دون رحمة، وتضحك عليهم بتعتعة معدنية حامضة ممقوتة تهتز لها الأرض. كان ملاكها موظفو البنك أيضاً. وقد قللت سعر العمالة للربع تقريباً. ولكي تطلق طلقة الرحمة على هؤلاء الجنقو المحبطين الآن، نُوقشت في ندوة غاب عنها المغني العجوز في منزل أداليا دانيال، موضوع المبيد الكيماوي الذي لا يترك قَشة أو نبتةً طُفَيّلية واحدة تنمو، وينوي البنك استيراد هذا الشيء في الموسم الزراعي القادم، بل سيأتون بماكينة تتولى استئصال الأشجار الكبيرة والصغيرة على السواء، فيما لا يزيد عن ربع الساعة، بدلاً من عملية أم بحتي اليدوية، التي تأخذ فيها الشجرة الصغيرة وحدها ما يُقارب اليوم بكامله، دون أن يأمن المزارع ألا يظل منها باقٍ في جوف الأرض. ماكينات وآليات لم تطف يوماً بكوابيس الجنقو، ولكن ها هم الآن يسمعون بها كما الأحجيات، وقد رأوا منها آلة حصد السمسم العملاقة، ذات الأذرع المرعبة التي تتلوى على الأرض مثل ثعبان جريح، ويُسمع صرير سُيورها وخِوار عادمها على بعد مئات الأمتار. وكان الجنقو يتجمعون بصورة عفوية من التايات القريبة والكنابي والحلال المجاورة ليتفرسوا في هذا المخلوق الذي يبتلع السمسم ابتلاعاً، ثم يلفظه في لحظات معبأ في جوالات الخيش، ويرمي بأقصابه دائخة على الأرض السوداء الجافة. لقد رأوا حاصدات عَيش الذرة من قبل، ولكنها لم تنجح كثيراً في هذه الأنحاء، نسبة للخيران الكثيرة والغابات وتكلفة صيانتها العالية، ولكنهم يقولون إنّ هذا المخلوق صنعه الصينيون خصيصاً لمواكبة طبيعة الأرض في الشرق، ومواجهة ندرة الوقود وغلاء العمالة اليدوية. وكلما سَمع الجنقو بميزات هذه الحاصدات الجديدة، كلما ازدادوا إحباطاً، وقد عَلّقَ أحدهم قائلاً:

- الناس ديل ما لقوا آلة تَحَمِّل النُسوان كمان، عشان نَشُوف لينا شَغَلة تانية في الدنيا دي؟!" (ص165).

أما بيت الأم أدي، قلب الحلة النابض ومركزها، فقد أصابه العطب: "قلَّ زواره من الجنقو وصغار المزارعين، وشردت داعراته وعاملاته، كثير منهن هاجرن للمدن المجاورة خاصة خشم القربة، كسلا، القضارف بل ذهبن حتى إلى الخرطوم، وعمل بعضهن على جانبي الطريق القومي بائعات للقهوة، الشاي، الشيشة والأطعمة لسائقي الشاحنات السفرية، حتى ود أمونة، يُقال إنه يتدبر أموره للانتقال إلى الخرطوم نهائياً، ويثرثر الناس بأنه قد اُستلطف من قِبل شخصية مرموقة وأن الحظ قد يبتسم له ابتسامة كبيرة جداً." (ص 166). ويمتد التفكك إلى حياة القبائل الرعوية التي تغول البنك على أراضيها وعمد إلى رشوة زعامتها وتحييدهم .

تبلغ قمة التفكك في حريق المشاريع الهائل الذي يقتلع الحلة من جذورها ويصاحبه تمرد الجنقو والرعاة المسلح، فتبدأ موجة تفكك هائلة تسوق ما تبقى من سكان الحلة بمن فيهم الراوي إلى الأراضي الأثيوبية. وأخيراً أود أن أشير إلى أن استكشاف الثيمة المركزية لهذا العمل لا يعدو أن يكون مجرد هيكل قبيح مقارنة بروعة هذا العمل الغني بعمقه الإنساني وغناه المأسوي بتفاصيل حيوات أبطاله وشخصياتهم وأفراحهم وأحزانهم واكتشافاتهم المرعبة لمعنى الحياة والموت والحب

  Reply With Quote
Old 07-17-2010, 12:00 PM   #3
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.42



صادق محمد عوض is offline
Default

مشكورين الاخوة....... السؤال لماذا منعت هذه الروايه من النشر .... في السودان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  Reply With Quote
Old 07-18-2010, 08:05 AM   #4
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

ياسر خليل شكرا لجلب الرؤيه النقديه هذه

ولكني ازعم زعما اخر فانا اري ان التفكك الذي تبدو معالمه واضحه في جل الروايه نتيجه وليس مسار نتيجه لصراع موجود في ثنايا الروايه وفي كل سطر فيها الصراع

بين من يريد ان يتملك كل شئ ومن يريد ان يعيش بشكل مقبول

الحله ليس الا بؤره لتجلي هذا الصراع وقمة تجلي هذا الصراع في تواجد البنك والذي استطاع الكاتب وصفه علاقاته مع الكبار وعلاقات الانتاج بينه وبين الاخر بصوره

نقيه لاتترك مجالا للبس فالروايه تحدد كومين او كتلتين كتله مسحوقه لاتخلو ممارستها لحياتها من التعدي علي الاخلاقيات والامر نسبي كانه يريد ان يقول الاخلاقيات نفسها يمكن ان تضمر بحكم

تلاحم الكثير من الثقافات فالحله التي تحدث عنها الراوي حله في منطقة انتاج معروفه قرب الحدود الحبشيه الارتريه والعمال الوافدون للعمل ياتون من امكنه بعيده جدا مثل الغرب او الجنوب

او حتي الشمال مثل الجعلي والشايقي الذين اشير اليهم في طيات الروايه لماما كان الراوي يريد ان يقول ان الصراع هنا ليس صراع مرتبط بعرق اولون او معتقد انه صراع مصالح طبقات او فئات

وذروة هذا الصراع كانت في سلسله من الاحداث 1- ثورة الخراء2- التمرد الذي ضم لاحقا حتي القبائل الرعويه3- المحاولات المستميته لاختراق نطاق الاشخاص القائمين علي امر البنك من قبل المتضررين

عن طريق معرفة النقاط الضعيفه في تماسكهم والوصول اليها ثم الامساك بتلابيب المؤامره

ادارة الصراع من قبل المتضررين والذين رسم الكاتب سلوكهم بكل تفاصيله وحدد بدقه عدم التزامهم بسقف معين للتمدد الاخلاقي كان ساذجا بعض الشئ رغم ان الشخص الثاني في الروايه

لاحقا ركب موجة التمرد وصار ينظر لثوره جامحه

الروايه وضحت شكل المدن بعد البترول وبعد استشراء سلطة المال المستجلب من قبل السلطه والحله التي وصفها تشبه الكثير من المدن السودانيه الان

مدن تحولت الي مدن استهلاكيه تسيطر عليها رساميل معروفة المصدر والماَل وتوجه حركتها وايقاع تقدمها حسب رؤيتها لمصالح مشخصنه

الروايه تلخص الحال بشكل ساخر ومؤلم ولكنها تقرر حقائق سافره لاجدال عليها

لذلك اصطدمت بالسلطه والتي في النهايه هي تمثل الكوم الاخر او الكتله الاخري التي تريد السيطره علي المتضررين اي الجنقو

وتريد لجمهم وقد تنجح احيانا ولكن سرعان ما تفقأ سيطرتهم التي تبدو مطلقه ثوره ما بطريقه اخري ولكنها تبقي تجلي لضرورة الدفاع عن مصالح فئه استمرت اوتوقفت نجحت اوفشلت

  Reply With Quote
Reply

Thread Tools
Display Modes

Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 06:36 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com