Go Back   منتديات قرية فطيس > الأقــســــام الــعـــامــة > منتدي الاخبار العامة والسياسة
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 02-27-2010, 09:39 AM   #1
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default حوار مع د0 حيدر ابراهيم - فشل المشروع الحضاري

فشل المشروع الحضاري في تحديث الإسلام وأسلمة الحداثة
مجتمعنا(شيزوفرينك) وهذه هي الأسباب
الطبقة الوسطى زادت عددا وانحسرت تأثيرا
الهجرة الوافدة غير مؤثرة وعلينا أن نتحمل مسئولية سلبياتنا
حوار :سليمان سري
اعتبر خبير العلوم الاجتماعية دكتورحيدر ابراهيم علي ان الواقع الاجتماعي المعاش لايمكن تغييره او التخلص منه الا
باعادة البناء وهذه الفكرة التي دعا لها في حوار مع اجراس الحرية قال انها تتطلب انسان جديد ودولة جديدة واشترط بان ذلك يحتاج لعملية هدم كامل لماهو موجود لكنه اكد بان ذلك ممكن مشيرا الي تجارب العالم الخارجي *تحولات كثيرة حدثت لمجتمعنا السوداني واصبح هنالك تنازع مابين الوازع الديني ومواكبة العالم واصبح ذلك واضحا جدا في سلوك الانسان السوداني، ماهي الاسباب التي قادتنا الي ذلك؟ بداية انا اعتقد انه من سوء حظ الذين قاموا بالمشروع الحضاري الاسلامي انهم جاءوا في فترة متزامنة مع ارتفاع موجة العولمة وسقوط المعسكر الاشتراكي وسقوط حائط برلين، فلسوء حظهم انهم جاءوا في فترة تحولات عالمية كاملة ، فالعولمة لغت الحدود الجغرافية بين الدول ولاتستطيع اي جهة ان تقول انها تعيش داخل كهف ولن تصل اليها العولمة ، كما ان التغيرات السياسية التي حدثت، جعلت العالم فيه قطب واحد وهذا القطب وضع هيمنته الاقتصادية والسياسية، وبدا العالم يتكيف مع هذه التغيرات ويبحث لها عن حلول، هنا دخل اصحاب المشروع الحضاري في تناقض كامل مع تلك التحولات، فارادوا ان يحافظوا علي اصالتهم ويكونوا في مجتمعات حديثة، وهذه المعادلة الصعبة التي دائما يعيشها الاسلامويون هي انهم يريدون الجمع بين الاصالة والحداثة في ان واحد ، وهذا يتطابق مع مثل معروف عند الانجليز بانه (عايز ياكل الكيكية ويحتفظ بها في ان واحد) ، لذلك وجدوا انفسهم امام تحدي مزدوج بانه كيف نكون جزءا من هذا العالم الحديث؟ وكيف نكون انفسنا؟ وهذه المعادلة كانت تحتاج منهم لجهد كبيرجدا ،لان يقوموا بعملية مزدوجة بتحديث الاسلام واسلمة الحداثة ،في اتجاهين مختلفين يعيدوا فيها تاويل الاسلام وتاويل الدين، ويعيدوا تفسيره بالمعطيات الجديدة ،وفي نفس الوقت يفعلوا العكس ايضا بكيفية جعل الحداثة ذات طابع اسلامي، وهي تكاد تكون عملية واحدة اوصيرورة واحدة عندها شكلين، لذلك هنا دخل مجتمع مثل المجتمع السوداني في قلب هذا التناقض، فكلما انتجته الحضارة الحديثة بالذات الجوانب المادية فيها موجود بجانب ذلك لغت العولمة الحدود بانواعها المختلفة الجغرافية ،المادية ،الثقافية والفكرية والافكار اصبحت ترحل بسرعة شديدة ،لذلك في وسط هذا التحول العالمي، ظهر من يريدون قيام مجتمع اسلامي يحاول ان يكون قريبا من مجتمع المدينة ، حتي الداعين لهذا المشروع هم في قلب الحداثة ، يستخدموا ادوات حديثة ويركبوا العربات الحديثة واجهزة الاتصال (موبايل ) وهم بذلك يعتقدوا انه من الممكن ان ياخذوا النار بدون الدخان،اي ان ياخذوا المخترعات الجديدة بدون نتائجها وهي لابد ان يكون لها اثار جانبية ،مثلا اذا اشتريت تلفزيون للاسرة في المنزل يبدا سلوكك الاجتماعي يتغير مثلا زياراتك لجيرانك تقل بسبب مشاهدة ومتابعة المسلسلات والافلام لانك ستمكث في المنزل لفترة اطول يعني مهما حاولت انك تاخذ المنتوج المادي وتفصله عن نتائجه غير المادية يستحيل. وهنا ظهرت هذه الجماعة التي تحاول فرض الاسلام بصورة تقليدية والمجتمع يتحرك، فلذلك بقي في شكل من اشكال الرؤية المهتزة مثل الذي يشغل فيلمين في شاشة مشاهدة واحدة (بروجكتر) فيلم حداثة واخر تقليدي وينعكس الاثنان علي الشاشة وتظهر صورة غير واضحة نحن نريد ان نكون ضمن هذا العالم و نحافظ علي القديم. *هل ارادوا ان يعيدوا الناس للدين ؟ ليس كذلك بالضبط هم يعتقدون انه من الممكن ان يرجع الناس للدين بصورته التقليدية في القرن الواحد عشرين وهذا مستحيل فلا بد ان يحدث نوع من التجديد في الدين نفسه فلذلك تلاحظ هنالك تحولات وهم يفتكروا انفسهم هم المهيمنون ولكن يحصل العكس فعندما تغني الناس بالجيتار ويمدحوا بالجيتار. فهم يريدوا ان يبعدوا الغناء ويتركوه لاناس معينين ويحتفظوا بالمديح ولكن عندما يجدوا المداحين يمدحوا بالجيتار ويرتدوا ملابس معينة زي واحد ، واصبح الفنانين يؤدوا المديح (يمدحوا يغنوا في نفس الوقت ) فهذه منتهي الشوشرة. فالاصوليون والسلفيون يعتقدون ان المديح حرام حتي مدح النبي (ص) دعك من الغناء والموسيقي لكن هؤلاء حاولوا الخلط بين الاثنين ويريدوا ان يجعلوا لها معادلة يدخلوها في اذهان الناس. فلذلك انا اعتقد ان هذا التناقض خلق تغيرات اجتماعية سالبة جدا لانك تريد مسايرة العصر وفي مقاومة ،فهذا الانسان يجب الا تمنعه، اقنعه لكن يجب الا تمنعه فاذا فشلت في اقناعه فلاتحرمه، لانه يمكن ان يكتشف ملايين االحيل ليصل للهدف. فالتغيير الاجتماعي لدينا اصبح انفصام شخصية اصبحنا مجتمع (شيزوفرينك) فلم ناخذ التغير الاجتماعي كاملا ولم نستوعب كل التحولات التكنولجية والثقافية والاجتماعية التي حدثت ولم نأخذ الدين كامل فمثلا نريد لفتياتنا التعليم الجامعي ولكن نريد منها في نفس الوقت ان تكون محجبة ومنقبة فنكون نحن مشغولين بان نعمل حاجتين في ان واحد فنريد ان نعمل حداثة في شكل من اشكال الاصالة وهذه عملية صعبة جدا لان الانسان يكون في صراع شديد جدا مع نفسه لان العالم حوله يتحول ومجتمعه بالضرورة مفروض ان يتحول لكن هو لايعرف الدروب التي يمكن للمجتمع ان يتحول فيها دون ان يكون في مشكلات كبيرة فنحن في عملية الصراع والمقاومة لعملية التغيير الاجتماعي تواجها صعوبات شديدة لذلك تنتج عنها الاشياء في اسئلتك التي سالت عنها مشكلتنا ان العالم من حولنا يتغير رغما عنا والحياة تتغير ونحن نكون في حالة مقاومة أوعلى الاقل نحاول ان نعمل مقاومة بين القديم والجديد وفي هذا الصراع مرة ينتصر احدهما علي الاخر، ولكن في الاخر نحن نكون مهزومين في هذه القضية ولاننا ماسكين العصاية من نصها لانه نكون دفعنا ثمن كبير وفي النهاية تخضع لهذه المتغيرات. *هذه التغيرات التي حدثت لمجتمعنا هنالك من يعتقد انها عملت علي الغاء ماكان يعرف بالطبقة والوسطي او انحسارها؟ فيمايتعلق بالطبقة الوسطي وكيف تم القضاء عليها والتاثيرات التي حدثت لها هذه ظاهرة عامة في المنطقة العربية ودول العالم الثالث ،فمع ازدياد البطالة من جانب وغلاء الاسعار وظهور طبقة فاسدة طفيلية، وهي تاخذ فائض الانتاج دون ان تنتج، فلذلك تقلصت الطبقة الوسطي وهي عدديا ممكن ان تكون موجودة، ويمكن ان تكون قد زادت ،لكن مستوي معيشتها انخفض ومستوي مساهمتها الفكرية والثقافية انخفضت،زاد انشغالهم في الحياة عامة واصبحوا (جاريين وراء لقمة العيش) وهكذا فانحسار الطبقة الوسطي ممكن ان يكون السبب الاساسي له وجود طبقات طفيلية جديدة،فالدخل اصبح متاكل لايلبي الاحتياجات الاساسية بصورة جيدة ، عمليات الخصخصة للتعليم والصحة جعلت فئة الطبقة الوسطي دخلهم منخفض فعددها زاد لكن تاثيرها في المجتمع انخفض . لكن نحن في السودان لدينا اسباب خاصة جدا ،بالنسبة لنا واحدة من الاسباب الرئيسية الفصل التعسفي الذي طال اعدادا كبيرة من الموظفين، الذين يمثلوا الطبقة الوسطي ،وعملية الاحلال والابدال التي تمت بصورة غير مرتبطة بالكفاءة، لذلك اصبح الوضع سئ جداً ،والطبقة الوسطي اصبحت فقيرة ولايستطيع الفرد منهم ان ياكل ثلاث وجبات، اوشراء الكتب والمجلات ولايملك وسائل ترفيه كافية، العامل الثاني العطالة وانا افضل ان اسميها التعطيل لانهم هم من يتسببوا في تعطيل الناس، لان هؤلاء ليسوا عطالة بارداتهم فهم أكملوا دراساتهم الجامعية وتخرجوا ولم يجدوا وظائف. الطبقة الوسطي قد لاتكون نقصت عدديا لكن اقتصاديا اصبحت فقيرة ولم يعد لها تاثيرها القديم خاصة وانها كانت طبقة رائدة وطليعية اغلب الاحزاب السياسية سواء كانت قوي حديثة اوتقليدية فمثلا مؤتمر الخريجين كان يمثل الطبقة الوسطي هؤلاء كان لهم تاثيرهم الواضح جدا كانوا قاطرة تسحب بقية المجتمع كله يعني الحركة الوطنية صنعها اناس يحسبوا بالمئات لااكثرلاننا لم ناتي عن طريق كفاح مسلح او عن طريق الافكار والمفاوضات فهذه كانت تمثل الطبقة الوسطي وبالتالي حكمت بعد الاستقلال مباشرة وكانت مسلحة بالمعرفة والتعليم والثقافة وقادرة علي تنظيم نفسها. *هل اثرت الهجرة الوافدة علي النسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني ؟ انا في الحقيقة لاأبالغ في الحديث عن الهجرة الوافدة ،لانها ليست هجرة مؤثرة لهذه الدرجة، في الاول الذين جاءوا فقراء وقادمين من ثقافات نحن ممكن أن تكون ثقافتنا اكثر تعقيدا منهم،

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 12:02 PM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com