إحْذرهَا و اجْتَنِبْهَا

[صادق محمد عوض]

*ومن الألفاظ المنكرة الفاحشة قول بعض الناس " خان الله من يخون في عمله " أو " أسأل الله أن يخونك كما خنتني " ٠ أو "الخائن الله يخونوا"باللهجة المحلية ٠ فصفة الخيانة صفة ذميمة لا تليق بالله جل وعلا لأنه تعالى منزه عن صفات النقص فلا يجوز أن يتفوه المسلم بتلك الألفاظ التي فيها وصف الله بالنقائص. تعالى الله عن ذلك علواََ كبيراََ جاء في سورة الأنفال قوله تعالى : ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال : ٧١ ].
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : "ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى : ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ٠ فقال : فأمكن منهم ولم يقل فخانهم لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان وهي صفة ذم مطلقاََ ؛ ولذا عرف أن قول بعض العوام ــ خان الله من يخون ــ منكر فاحش يجب النهي عنه " [ القواعد المثلى ص ٢٠ ] ٠
*ومن الألفاظ الخاطئة قول بعضهم : "الله معصوم" أو "لا معصوم إلا الله" أو ما كان في معناها ٠
فهذه الألفاظ لا يصح التلفظ بها ٠ وبيان ذلك من وجهين :
الوجه الأول : أنه لا يوصف أحد بأنه معصوم إلا من يتأتى منه الخطأ فيمتنَّ الله عليه فيعصمه من ذلك؛ لأن معنى العصمة : " حفظ الله تعالى لأنبيائه ورسله الكرام عليهم الصلاة والسلام من الخطأ والزلل فيما يبلغونه عن الله تعالى من الشريعة والأحكام ٠
وللعصمة معان أخرى غير ما ذكر ؛ منها ما ذكره الشوكاني في[ إرشاد الفحول] قال رحمه الله في مبحث عصمة الأنبياء : "واختلفوا في معنى العصمة فقيل هو أن لا يمكن المعصوم من الإتيان بالمعصية ٠ وقيل هو أن يختص في نفسه أو بدنه بخاصية تقتضي امتناع إقدامه عليها ... "الخ كلامه رحمه الله تعالى ٠
الوجه الثاني : أن لفظ (( معصوم )) اسم مفعول فيحتاج إلى عاصم وحافظ والذي يعصم هو الله تعالى والذي يُُعصم ويُُحفظ هو المخلوق فالله تعالى عاصم حافظ والمخلوق معصوم محفوظ ولو قال قائل "الله معصوم" ، قيل له : من عصم الله ؟ ما الذي عُُصم منه ؟ وهذا محال ٠ وعليه فيقال : الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم لأن الله تعالى عصمه ٠ ولا يقال "لا معصوم إلا الله" أو ما كان في معنى ذلك "