|
11-09-2010, 06:21 AM | #11 | ||||||||
|
عندما عاد عبدالحليم الي الحي عاد منهكا من السهر مزاجه يزداد تعكرا مع مضي اليوم طوال فترة عمله كان يراقب ساعته مستعجلا العوده لينال قسطا من الراحه ولم يخرج في موعده المحدد قبل العصر لانه كان يغط في ثبات عميق ولكن رفاقه توجسوا خيفة ان يكون عبدالحليم قرر مقاطعة جلسات الثرثره اتفقوا علي مباغتته في منزله اذا لم يحضر مساءا واجباره علي العوده ولكنه في المساء اطل عليهم صوته متخم بالنعاس تمطي وسالهم عن احوالهم فامطروه بوابل من الاسئله كنت وين - مالك انشاء الله خير - انت اخدت جوضة امس دي جد والله شنو تمهل حتي اتوا علي اسئلتهم ورد عليهم بهدوء ابدا لم أنم وعندما عدت عوضت نوم الليل اقترح عليهم عابدين ان يكون اليوم العشاء في اخر محطه وعابدين هو احد رفاق الثرثره طويلا كعامود النور كان الي وقت قريب بعيدا عن الحي اذ كان يعمل في ادارة مشروع الجزيره ولكنه عاد مع عائلته اخيرا خاوي الوفاض بعد ان احالوه للاستيداع دون حتي ان يصرف مستحقاته ومنذ ذلك الوقت هو يؤدي مختلف الاعمال ليعيل عائلته المكونه من ثلاثة اطفال وامهم لم يكن لديه هم مسكن فقد كان بيتهم في الحي واسعا في اول ايامه كان يبحث عن عمل كتابي عمل في مكتب محامي لفتره ولكنه لم يستمر نسبة لان مكتب المحامي لم يكن افضل من مشروع الجزيره في الفتره الاخيره الرواتب تتاخر وقد لاتاتي ثم عمل في مطبعه تابعه لجريده مشهوره ولكنهم استغنوا عن خدماته لانه ليس عاملا فنيا حاذقا ولضيق في المورد ثم عمل في متجر ضخم للاسبيرات في المنطقه الصناعيه ولكنه عاد وشكا ان المتجر اغلق لان شركات عملاقه يملكها الجماعه الكبار اجتاحت السوق وقضت علي كل التجار الصغار فصار رفاقه يتندرون ويقولون عنه انه غراب شؤم عندما حضر لجلسات الثرثره بعد توقفه الاخير عن العمل ابتدره عبدالحليم باسما لحقت عمك بتاع الاسبيرات مشروع الجزيره عافي منك وضج الرفاق بالضحك ولكن عابدين كان مهموما لايعرف ماذا يعمل مازحوه ثم وعده عمك الزين بانه سيجد له حلا خلال اسبوع وقد كان فقد دبر حاج الزين موقع مؤقت لبيع الخضر في اخر محطه لعابدين ولم يتردد عابدين كعهده عندما كان يبحث عن العمل الكتابي بدا فوارا في تاسيس راكوبه صغيره سقفها بالجوالات والكراتين الفارغه ثم احضر تربيزه قديمه من بيتهم وسلفه حاج الزين ميزان قديم وعرفه علي احد تجار الخضار بالجمله والذي عندما راي عابدين ذات مساء في منزله الضخم في الحي المجاور ابتسم وبدا كأنه يلعق شفتيه في نهم واحس عابدين ان الرجل ذو اللحيه الصغيره الخشنه سليتهمه ولكنه ربت علي مخاوفه وقال له اعتبر نفسك مسكت اخر محطه كلها بالخضار انا بجبليك الطماطم والخضار الصغار لكين كان داير فواكه وغيرها الا تمشي المركزي عاد عابدين في ذلك اليوم تحدوه امال عريضه ونواصل |
||||||||
11-10-2010, 04:39 AM | #12 | ||||||||
|
سرعان مااقتصرت آمال عابدين التي كانت عراض الي ارضاء نهم الرجل ذو اللحيه الخشنه بدفع السعر الذي يطلبه وفي الوقت الذي يطلبه وقد شكا اليه الكثير من زبائنه ان اسعاره اغلي من السوق ولكن عابدين بلباقته وصبره وزلاقة لسانه ومثابرته استطاع ان ينسج بهدوء شبكه كبيره من العملاء الدائمين فقد مد اواصر علاقاته الي ستات الشاي واصبح المورد الرئيس للنعناع ثم الي ستات الكسره وكذلك اضحي يمولهن بالخضروات والمطاعم الصغيره المنتشره حول اخر محطه او حتي علي طول الشارع ثم صار يوزع الخضار لعملائه في امكانهم بدراجه يحمل عليها ( قفاف ) الخضار ساهم كذلك نشاطه وابكاره في الحضور الي عمله في تمسك زبائنه به ورغم ذلك لم يتقدم عابدين كثيرا كان يحس بان تكشيرة الرجل ذو اللحيه الخشنه تزداد وانه يمارس حصار لافكاك منه عليه وقد فكر كثيرا في التملص منه بعد ان عرف طرق اخري لتوفير خضرواته لكن حاج الزين حذره ان الرجل واصل ويمكن ان يتسبب في انتزاع المكان منه وهكذا استمر عمله يبذل الكثير من الجهد والعائد قدر مصاريف العائله او اقل يحاول ان يدفن همومه احيانا في جرعات آسنه ليلا مع بعض رفاق الثرثره لينام مكدودا ويصحو مرهقا ولكن جلسات الثرثره كانت تسكن المه بشكل ناجع وبين الحين والاخر كان يدعو رفاقه الي العشاء في اخر محطه حيث الفترينات الصغيره لبائعي الاسماك وكشك الفسيخ وشية حاجه شامه وبما ان عابدين كان معروفا للكل في اخر محطه محبوبا منهم فقد كان عشائهم عادة يكون حدث ضخم ورغم ان عبدالحليم يتفادي صخب اخر محطه ويعتذر عادة عن المشاركه الا انه في تلك الليله هب نشيطا لتلبية الدعوه |
||||||||
11-11-2010, 05:52 AM | #13 | ||||||||
|
آخر محطه مكان مزدحم في العاده حتي وقت متأخر من الليل في البدايه كان نهاية خط الدفارات والبصات التي علي وشك ان تحال للكوش ولكن في الآونه الاخيره طغت عليه الحافلات الأنيقه وتناقصت اعداد السيارات الخشنه بصوره ملحوظه ثم تطور تدريجيا وصار سوقا صغيرا علي استحياء اذ كان اهل الاحياء المجاوره يفضلون التسوق من سوق اخر لايبعد كثيرا ولكن مع نمو الاحياء حوله وتزايد السكان وهروب الكثيرين من قلب المدينه الي هذه الاحياء ارتفعت وتيرة تزايد الاكشاك والرواكيب والترابيز فاضحي مع الايام يوفر كل شئ من الخضروات والاسماك واللحوم الي الممنوعات المكان ليل نهار تتصدره ستات الشاي والكسره اصحاب وسائقي الحافلات صاروا لايتناولون وجباتهم الا في آخر محطه حيث تعرفوا علي صانعات الكسره وتوطدت بينهم العلاقات وتساقطت الحواجز والأقنعه والمساحيق والاكاذيب وقد كان الحلم الكبير لمعظم الذين احيلوا للمعاش في المنطقه والنساء بلاعائل كشك صغير في المكان رغم ان الجهات الرسميه وشبه الرسميه تضيق الخناق احيانا فجماعة الصحه كما يسميهم عابدين ياتون علي الاقل مره في الاسبوع ليس لانهم نشطين وانما ليكون في يد احدهم عند خروجه من المكان اكثر من كيس بلاستيكي كيس للحوم بجميع انواعها حيث يحتوي الكيس في العاده علي جميع اعضاء الحيوان المذبوح كبده قلب كلاوي كرشه واعضاء اخري عصيه علي الذكر وكيس يضم كميه من لحم الافخاذ او الاضلاع حسب الطلب وكيس اخر للخضر بجميع انواعها وكيس اضافي للفواكه وغير ذلك من زبدة الفول السوداني واحيانا الاسماك الجاهزه للالتهام وقد كان عابدين يوم حضورهم يعرف ان عائده في هذا اليوم سيتناقص كثيرا ثم ياتي يوم جماعة المعتمديه وليس لهؤلاء وقت معين في مهاجمة اخر محطه وانما يأتون متي ماعنً لهم و كيفما اتفق والتعامل معهم معقد جدا اذ مره ياتون واكياسهم مشرعه لابتلاع كل الهبات ومره اخري يأتون وجوههم تعلوها صرامه شديده واصواتهم مرتفعه وايصالاتهم تقص دون سبب ولكن فتيات الضرائب اللائي يأتين في العاده بسيارات فارهه وثياب بيضاء انيقه ونظارات قاتمه احتار عابدين وزملائه وزميلاته في كيفية التعاطي معهن وايضا وزارة النقل ووزارات اخري تتذكر المكان من الحين والاخر كما ان هناك جماعة كشك بسط الامن الشامل ولهؤلاء صولات وجولات واتاوات واشياء اخري ونواصل |
||||||||
11-13-2010, 07:05 AM | #14 | ||||||||
|
في قلب المكان تتراص حافلات النقل حيث السائقين يدخنون ويمازحون بعضهم البعض كل في انتظار دوره وبالقرب منهم يرتفع ضجيج المساعدين الذين بالعاده يقومون بالتنظيف والترتيب واشياء فنيه اخري وهؤلاء فئتين فئة مساعدين محترفين اصلا يمتهنون هذه المهنه في انتظار الترقيه لسائق ولايعرفون عملا غيرها وفئه اخري ظهرت في الاونه الاخيره بسبب الضغوط الماديه الكبيره علي اصحاب الدخل المحدود وهذه الفئه الاخيره منهم الطلبه وخريجين بلاعمل ومنهم موظفين اجبروا علي ترك العمل وعساكر سابقين وهذه الفئه تعتبر امتهان مهنة المساعد حل لأزمه اذا انقشعت سرعان ماسيتركونها بالقرب من المواقف اكشاك ستات الكسره والشاي وبعض المطاعم الصغيره ثم اكشاك الجزاره والخضار ثم اكشاك اخري تقدم خدمات فنيه للسيارات ثم صيدليه ومبني غامض من طابق واحد لم تكتمل معالمه بعد لكنه مبني رسمي الجميع في اخر محطه يعرفون بعضهم البعض ويعاونون بعضهم البعض ماعدا بعض النزاعات الطارئه التي تحل بتدخل من يعتقد انه عاقلا اذ سرعان ما يعاود المختصمين تعاملهم مع بعض دون ضغائن الي الغرب من اخر محطه فضاء واسع ثم تبدا الاحياء الغربيه في هذا الفضاء بعض الشاحنات التي تتوقف لفترات طويله واحيانا يكون مستقرا لقطيع من الضان في طريقه للاسواق وفي الغالب يكون ميادين كرة قدم للصبيه من الاحياء المجاوره السائر وسط الاكشاك والمواقف تزكم انفه الروائح المختلفه من رائحة القهوه والاسماك المجففه والسجائر والنعناع وزيوت السيارات والشواء وروائح الروث والعطور البلديه ولبان البخور والخمور البلديه التي لايعرف من يشتمها من اين تاتي الي روائح البلاستيك المحروق والاوراق المحروقه وهناك روائح اخري تنتشر بين الازقه الصغيره التي تصنعها الاكشاك المتراصه في نظام مثل رائحة طلح تبدو وكانها صادره من مكان بعيد وبمرور الزمن صار لكل ست شاي او بائعة كسره واكل بلدي زبائن معروفين بالاسم وموعيد الحضور وطريقة الدفع والخلاف في الغالب بين ستات الشاي وبائعات الكسره يكون بسبب زبون فك تسجليه لسبب او لاخر وانتقل لاخري واحيانا يكون هذا الخلاف عنيفا واسعا تستخدم اثناءه ذخيره كبيره من السباب المدخور لمثل هذا اليوم وقد تستمر فترة هذا الخلاف حسب الزبون الذي انتزع طريقة سداده الاكل او المشروبات التي يطلبها وان كان له علاقه ذات خصوصيه مع البائعه يستمر الخلاف طويلا ولايتوقف الا بعد ان تستعيد التي اشعلت الشقاق زبونها او تتم الترضيه ببعض التدخلات الخيره من زبائن وبائعات اخريات حادبين علي ردم الهوه بين البائعات ونواصل |
||||||||
11-14-2010, 07:21 AM | #15 | ||||||||
|
أقدم بائعة كسره وشاي في اخر محطه هي حسنيه وهي امرأه قوية الشكيمه صعبة المراس غامرت بالتواجد في اخر محطه ايام كان عراء لايؤمه الا المخمورين والمشبوهين واصحاب السوابق لكنها استطاعت ان تلجم كل متطفل ومتطاول او صاحب حاجه غير متاحه اصلا وهي أمراه نظيفه علي الدوام بشرتها تبدو لامعه من اثر الجهد الواضح الذي تبذله بالطرق البلديه في هذا المجال ولاتمر حسنيه الا والعطر البلدي الفواح يعم الارجاء ظلت دوما مثال للمرأه التي تهتم بزينتها وعملها دون تنازل عن اي تفصيله في النشاطين في البدايه بدأت وكأنها اضطرت بعد رحيل زوجها عنها وتركه ثلاث بنات وولدين لهذا النوع من العمل ولكن مع تقدم الايام اتضح انها كانت تطمح دائما ان تؤسس عملها الخاص ولانها كانت تتعاطي مع عملها بجديه فائقه وبحسابات فطريه بسيطه ولكنها ناجعه فقد نجحت في اداء عملها نجاح منقطع النظير وبمرور الايام امتلكت اكثر من كشك في اخر محطه مستخدمه علاقاتها في المعتمديه وفي دواوين الحكومه وكانت علي علاقه بالكثير من الجهات التي تصدر القرارات تجاه اخر محطه وكانت تعرف كيف تصنع هذه العلاقات وتنميها وفي هذا المجال لديها دائما خططها وترتيباتها اذ انها خبيره بالرجال وتعرف بعد التعرف المبتدئي بالمسئول ان كان رجلا مالذي يمكن ان يجعله يصيخ اليها وكانت تصرح دائما ان الرجال اصناف صنف يريد النساء خارج الاطر الشرعيه وهذا مقدور عليه ببساطه وصنف اخر يريد النساء والنقود وخدمات اخري تمتد من المشروبات الآسنه الي الوجبات الدسمه وخدمات اخري تندرج في بند النساء وثالث لايريد كل المذكور اعلاه انما يريد خدمات عبرها عند مسئولين اخرين وصنف اخير وهو نادر يخدم لانه يتعاطف مع الظروف المحيطه بها وقد اجادت هي تحديد الصنف من اول لقاء بالرجل في موضع المسئوليه وبعد تحديد الصنف تكون قد وصلت الي مبتغاها اذ سرعان ماسيغرق المسئول في الخدمات التي يريدها حد الادمان دون ان يخسر شئ وبعد ان تتاكد من ادمانه لخدماتها تبدا هي في تقديم طلباتها طلب بعد طلب حتي تكون قد حصلت علي مرادها وغالبا ما تستخدم وسائل حاذقه في الوصول الي الرجال في مواقع صنع القرار اذ تبدا بالتعرف علي احد مرؤوسيه الصغار الذين يجوبون المكان ثم تتسلق عبره الي هدفها ولكنها كانت عندما تتصطدم بمسئول امرأه تنسحب في هدوء ودون ضجيج ولا تحاول ان تدفق مويتها علي الرهاب اذ كانت تعتقد جازمه ان النساء لايمكن حملهن علي اي عمل خارج القنوات الرسميه ونواصل |
||||||||
11-20-2010, 06:00 AM | #16 | ||||||||
|
حسنيه بضم حرف الحاء كانت تصر ان ينطق اسمها بطريقه صحيحه دون خلل كانت لديها وسائلها في ردع من ينطق اسمها بفتح الحاء او كسرها او اي اجراء غير مطلوب بهذا الحرف فقد كانت تهاجم الذين لايهمونها وتعتقد انهم اقل شأنا منها بشراسه - انت اهلك ماقروك - ماتتعلم تتكلم الاول حتي تناديني - انا اسمي دا اهلي تعبوا فيهو وسموني انت جاي تبهدلوا لي ولكن عندما يكون المنادي المخطئ شخص من زبائنها الدائمين الذين يدفعون دون تردد ولا تتراكم عليهم ديون اوصاحب منصب رفيع او يرجي منه شئ تنظر اليه بنظره حارقه ثم تشيح بوجهها عنه دون ان ترد حسنيه مع مضي الايام وتمسكها بحسبتها العفويه الناجعه صارت ترأس مجموعه كبيره من النساء بعضهن فتيات صغار لم يتقدمن كثيرا في تعليمهن فلجأن لحسنيه حتي توفر عملا يقيهن شر العوز وبعضهن نساء اكبر متزوجات يعلن اسر وهناك صنف اخير بعض الرجال الذين كان عابدين يحتار في تصنفيهم ولكنه بعد ان يراجع الالبسه التي يرتدونها والشعر الذي ينبت علي وجوههم واحذيتهم يصنفهم في قائمة الرجال علي مضض نفوذ ونشاط حسنيه في اخر محطه كبير لايدانيه نشاط ونفوذ آخر الا من بائعات اخريات يتشاركن معها هذا النفوذ والنشاط ويعتبرن ان اخر محطه شراكه فيما بينهن دون تداخل في الحدود والمسارات والمسئوليات والزبائن والمرؤوسين وقد كان اصحاب الحاجات يأتون الي حسنيه لقضائها من تم رفض تجديد رخصته عليه ان يسارع الي احدي صاحبات النفوذ في المحطه لعمل التجديد ليتمكن من ممارسة نشاطه دون مضايقات وحسنيه كان تلبي الكثيرين واثقه من علاقاتها ومقدرتها علي الانجاز في هذا المنحي من تم حظر نشاطه التجاري لاسبا ب صحيه اوغيرها يكون جالسا بالقرب من حسنيه صباحا يهمس اليها بهمومه وحسنيه تقطب وجهها اللامع دوما وهي تستمع اليه باهتمام دون ان تتوقف يداها عن صب الشاي او قد تقوم بمقاطعته احيانا واصدار الاوامر الي احدي مساعداتها وفي الغالب مايكون ردها - خير ولا يهمك بس اوعك تكلم زول انو انا الحليت المشكله دي نشاط حسنيه توسع كثيرا فقد اضحت تدير غير اكشاك الاكل البلدي واكشاك صنع الشاي والقهوه مطاعم صغيره تمتد علي طول الطريق واكشاك متخصصه في العصيرات والمشروبات البارده وكذلك لحسنيه نشاط غامض لم يتمكن احد من تحديده ابدا ولم يستطيع كل الفضوليين وفحول القصص الداعره ان يرسموا وجها لهذا النشاط لكنهم كانوا يحسون ان خلف هذه الزينه الدائمه والكم الكبير من النساء و( الرجال ) امر يتعدي بيع الاكل والشاي وحسنيه احيانا تبدو متغطرسه تتعالي علي الكل تنتابها هذه الحاله غالبا اذا كانت تحس بان احدي منافساتها تغلبت عليها في امر ما سوا كان معروفا للجميع او كان امر حاذر الطرفان علي عدم ذكره ونواصل |
||||||||
11-22-2010, 05:35 AM | #17 | ||||||||
|
ولعبدالرحمن ( الدفار ) حكايه طويله مع العنف والترحال وحياة السلب قبل أن يعمل في قيادة اللواري ويجيدها وقد كان دائم التغني بامجاد ماركات معينه من سيارات النقل مثل السيارات من ماركة هوستن الشهيره الا أنه مع الايام وبعد ان امتلك الهوستن الذي يحلم به وطاف ربوع البلاد من اقصاها الي اقصاها وجد ان الطلب علي الهوستن قد تناقص كثيرا فباعه في جوف الصعيد البعيد وعاد واستدان من عدة اشخاص من بينهم طليقته واشتري حافلة ركاب( نص عمر) ورغم اهتمامه الشديد بالحافله وتزينها وتنظيفها الا أنه مازال يحن الي ايام الهوستن والانطلاق بعيدا في الفيافي وهو صاحب معرفه وفيره بكل المدن والطرق والكثير من القري والاقاليم البعيده وقد كان يفاضل بين البلاد التي زارها بطعم ( مريستها ) اذ كان يقول وعيناه تذهبان بعيدا - والله الحله دي فيها جنس ( دقه ) تخليك تكسر كرونه اسبوع كامل ورغم ان كل حياته كانت تموجات عاتيه الا أنه رجل رقيق الجانب عطوف يحدب علي مصالح مرؤوسيه ( المساعدين ) ويتعاون في كل صغيره وكبيره تخص اخر محطه لكنه ايضا رجل سريع الغضب يعتز جدا بماضيه وقوته التي لايستهان بها تزوج ايام الهوستن ولكنه لم يستطيع تلبية متطلبات الحياة الزوجيه فظل علي خلاف دائم مع زوجته حتي اتفقا اخيرا علي الطلاق وكانت ثمرة هذا الزواج القلق طفل ذكر أهتم الدفار به وبتعليمه ولم يفكر مطلقا في انتزاعه من والدته بل حافظ علي علاقه جيده مع طليقته حتي ان بعض معارفهم صاروا يرددون ان الدفار علاقته بزوجته افضل بعد الطلاق ولعبدالرحمن الدفار عادات ثابته يمارسها كطقوس يوميه دون ان يتنازل عن أي تفصيله بها فهو يحضر باكرا الي اخر محطه وفي الغالب يكون مستحقا ضربة بداية تسيير حافلات النقل يشعل محرك سيارته ثم ينزل بعد اصدار تعليمات مقتضبه لمساعده ثم يجلس الي حاجه شامه وقبلها كانت حسنيه يشرب الشاي بالحليب ويغمس حبات الزلابيه في السكر الناصع مستمتعا بهذا الطقس الصباحي الي اقصي حد بعد ذلك ينهض عن البنبر الي سيارته التي ستكون ( شبكت ) اي ان الركاب داخلها اكثر من نصف المقاعد تقريبا ثم يبدأ رحلته الي داخل المدينه مرددا بعض الأدعيه التي تعلمها اخيرا من ولده عندما يعود يكون وقت الافطار قد ازف وافطار الدفار لايكون الا عند حليمه الحلبيه كما يسمونها في اخر محطه رغم انها غير حلبيه الا انها صاحبة لسان طويل ولاتخجل من شئ فاطلقت عليها امها منذ طفولتها لقب الحلبيه وعند حليمه يجلس الدفار علي السباته النظيفه وعيناه تلاحق العصيده والتقليه بنهم واضح وهو يسلم ويجلس دون ان ينبث ببنت شفه لكن حليمه تعرف مراده بعد وضع صحن العصيده الضخم امامه يرفع صوته الجهور مناديا المساعدين - يلا يا ولد خلينا نلحق العصيده دي حاره بعد رشفات طويله لشاي بعد الافطار ينهض ليبدا دوره جديده في نقل الركاب ونواصل |
||||||||
11-23-2010, 04:55 AM | #18 | ||||||||
|
عندما اشتبك الدفار بحسينه كان الأمر كان قطاري شحن التقيا في خط واحد تسابق الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا غضبة الدفار التي ادت الي ركل الكانون الساخن الي اعلي وتناثر بعض الجمرات علي ثوب حسنيه وحسنيه تصيح باعلي صوتها - والله الليله اادبك ياكلب والناس يحيطون بالدفار الهائج وهو لايستيطع الكلام من شدة غضبه انجلي الموقف بتدخل جماعة كشك بسط الامن الشامل واقتياد الدفار الي الكشك ونقله بعد قليل الي مديرية الشرطه ثم لحقت به حسنيه عن طريق تاكسي اجره وهي تحلف بأغلظ الأقسام ان الدفار حفر قبره بيده وذلك بعد ان غيرت ثوبها الذي اكتنفته ثقوب صغيره من اثار تطاير الجمر من الكانون المتقد والخلاف بدأ عندما أتي الدفار كالعاده لشرب الشاي ويبدو انه كان متعكرا لاسباب يجهلها الجميع ولكن حسنيه كانت في مزاج آخر اذ كانت لديها الرغبه القويه في حكاية سيرتها الذاتيه للدفار الذي لم يستمع اليها مباشرة منها فقد كان يأتي صامتا يطلب مايريد بكلمات مقتضبه ثم يذهب دون ان يفتح مجال للثرثره مع حسنيه كما أنه يجلس في وضع موازي لها حتي لا يضطر للنظر اليها لم يكن احد يعرف لماذا كان الدفار يتعامل مع حسنيه بهذه الطريقه التي تعتبر مهينه في نظر امرأه كحسنيه عندما بدأت حسنيه حكايتها عن ابيها القادم من بعيد العسكري الصارم والذي تزين وجهه الشلوخ اضطر الدفار ان ينظر اليها ليتبين الشلوخ التي ترسمها حسنيه بأن تضع يدها وتسحبها بعرض وجهها والذي التقي امها مصادفه في الدايات عندما كان يهنئ زوجة زميل له بمولود ومن اول نظره وقع في هواها ورغم معارضة اهله الموجودين حوله علي الزواج من عرقيه اخري الا ان والدها اصر وتزوج المرأه التي أحب والتي تركت عملها وتنقلت معه لمناطق كثيره من البلد حسبما تقتضيه وظيفته وسط مقاطعه تامه من أهله للاسره الجديده وبالتالي انعزال العسكري عن وسطه ثمرة هذا الزواج طفلين الاكبر طفل ذكر مات في شبابه كما تقول حسنيه اثر مشاده مع رفيق له في الديم اما البنت فهي حسنيه والتي تربت مع امها بعد موت والدها هذه هي حكاية حسنيه والتي يختلف الكثيرين معها في بعض تفاصيلها والتفاصيل المختلف عليها وصلت الي مسامع الدفار فوجدها منطقيه اكثر من حكاية حسنيه والخلاف يكمن في أن البعض يظن ان والد حسنيه لم يمت انما تركها مع والدتها واخيها دون كلمه واختفي مستجيبا لضغوط اهله التي لم تفتر وأنه اي العسكري الصارم لم يتزوج والدتها بشكل شرعي ابدا وقد كانوا يضيفون اي الرواة المعارضين ان اقرباءه في سلك الخدمه العسكريه صدوا والدة حسنيه كلما جاءت تسأل عنه واخفوا بمهاره اي معلومات عنه تطرق اليأس تدريجيا الي الوالده حتي زهدت في السؤال عنه |
||||||||
11-24-2010, 08:42 AM | #19 | ||||||||
|
رغم ان حكاية حسنيه هذه حكايه تخصها الا ان حسنيه بنفسها من جعل من الحكايه امر يهم الجميع فهي تصر مرارا وتكرارا علي حكايتها مع اضافة بعض الزيادات مثل ان ابيها العسكري الصارم كان بطلا وانه خاض الكثير من المعارك وكان من أفضل المقاتلين ورغم ان الحكايه احيانا يكون فيها ذكر صدام خيالي مع جيوش الدول المجاوره مثل الحبشه وفي هذه المعركه بالذات ابلي والد حسنيه بلاء حسنا كما تقول حسنيه وانه مع عدد قليل من الجنود اقتحموا الحدود الحبشيه وصدوا الاحباش علي اعقابهم ويبدو انهم أي الاحباش كانوا غزاة في تلك الفتره التي تحدثت عنها حسنيه( رغم ان عابدين سال الكثيرين ممن يعتقد انهم متخصصين في التاريخ عن تلك الحرب مع الحبشه واجابوا بالنفي وانها لم تحدث ) ولحسنيه نقطه يجب عدم الأقتراب منها مهما كان المتحدث اهميته ومقامه فعند الاقتراب من هذه النقطه مؤكد سيحدث ما لايحمد عقباه أي تشكيك في نسب حسنيه يؤدي لاطلاق الجحيم عليه وهذا ما وقع فيه الدفار فقد ضحك بسخريه وهز رأسه في استهزاء عندما اتت حسنيه علي ذكر تفاصيل زواج والدها ووالدتها توقفت قليلا غير مصدقه ان هناك من يملك جرأه علي التشكيك في روايتها ثم سالته بحده - انت راجل مطرطش ولا شنو بتضحك مالك نظر اليها الدفار بطريقه فيها الكثير من التعنت والاصرار علي متابعة تشكيكه ثم غمغم من بين اسنانه - يامره انت عندك كك ولاشنو - كك في عينك ياراجل يامخرف - أنا مخرف ياوليه ولاأنت القاعده تألفي في قصص ماليه اول من آخر ثم واصل هجومه - الناس الفي السوق ده كلهم عارفين انك كذابه وقاعدين يضحكوا عليك - يضحكوا علىَ أنا ياو د 0000000 وبعد ذلك طار الموقد المشتعل في الهواء نواصل |
||||||||
11-25-2010, 04:23 AM | #20 | ||||||||
|
بعد يوم واحد عادت حسنيه لمزاولة نشاطها العادي يعتريها الكثير من الوجوم والصمت يغلف كل تصرفاتها والناس في اخر محطه انقسموا تيارين تيار مؤيد لحسنيه وهو التيار الغالب وتيار آخر يري أن الحق مع الدفار وان حسنيه أمراه تجاوزت كل الحدود وكان لابد من ايقاظها وتعريفها بحدودها ولايوجد افضل من الدفار للقيام بهذه المهمه هذا التيار الاخير كان صوته خافتا وفي الغالب كان يخفي رأيه هذا اما التيار المؤيد لحسنيه فقد كان صوته أعلي احتل كل المنابر والبنابر في آخر محطه وطفق يدلق دعايه قويه ضد الدفار وصحبه وقد أثار هذا الأمر الكثير من الاحتكاكات الخفيفه وجعل آخر محطه تبدو وكأن شرخا بدا يظهر للعيان فيها بين الذين يتواجدون بشكل دائم بين اروقتها كما خلف هذا الامر سلوكا جديدا لجماعة كشك بسط الأمن الشامل الذين اهتموا بعد هذا الحدث ببسط سلطتهم وهيبتهم الي اقصي الحدود اذ صاروا يظهرون دون داعي في كل ازقة الاكشاك بالزي الرسمي وعلي وجوههم الكثير من الجديه والصرامه كان الأمر يبدو و:كأن قيادتهم أنبتهم علي ثباتهم العميق وكذلك تحرشوا بالكثير من الذين يؤيدون الدفار رغم انهم لم يعلنوا ذلك كأنهم بذلك يعلنون انحيازهم التام الي جانب حسنيه ويردعون من تسول له نفسه بالانحياز للدفار مؤيدي الدفار كانوا من المساعدين المعجبين بجرأة وشهامة الدفار وبعض البائعات المنافسات لحسنيه وهذا التيار كانت تقوده بصلابه حليمه الحلبيه وقد صار كشكها نقطة تجمع للذين يريدون ان ينفثوا عن غضبهم المكتوم علي تطاول حسنيه علي المعلم الدفار لذلك صار كشك حليمه الحلبيه مزارا ثابتا لكشك جماعة بسط الامن الشامل صاروا يأتون ويجلسون طويلا يرتشفون المشروبات الساخنه علي مهل ويذهبون دون ان يلتفتوا ناحيتها رغم ان حليمه ليست المنافسه الاساسيه لحسنيه ألا أنها كما تقدم امرأه سليطة اللسان وليس لديها اي تردد في الاصطدام بحسنيه وهي ايضا صاحبة نفوذ ليس مثل نفوذ حسنيه الطاغي لكنها علي علاقه متينه بالضابط الذي يمر كثيرا علي اخر محطه في العربه الانيقه متفقدا الاحوال ثم ينتهي مطافه في كشك بسط الامن الشامل نواصل |
||||||||
|
|
|