|
|
02-14-2011, 07:39 AM
|
#101 | ||||||||
|
وصل ود الشمال منزله وتسلل داخلا كان يريد ان يجلس مع نفسه ليفكر في كيفية التعامل مع الامر ولكنه قبل ان يستلقي دخلت عليه زوجته وبدون مقدمات ذكر لها ماحدث امتعضت ورفعت صوتها قائله - بكره فضيحتنا حاتكون بجلاجل ياراجل انت ماكبرت علي الكلام دا - حاتعقل متين ثم صمتت لبرهه وواصلت - خلاص شوفلينا محل غير الحي دا نحن حانقابل الناس كيف خرجت والكلمات تتطاير منها كالشظايا وبالتاكيد كلها كانت تصيب ود الشمال الساهم بعيدا هاهو انجز الجزء الاول واخبر اهل بيته بالمصيبه التي حدثت كان يفكر اين سيذهب فله في نفوس اهل الحي مكانه ورغم ان الكثيرين من الذين يعرفهم لن يعنيهم الامر كثيرا لكن اخرين يعني لهم الامر تقييما كاملا لم ينم طوال الليل خرج باكرا لعمله وقرر ان يعود والظلام غطي الحي بعد عودة الذين تم جلدهم جهارا نهار انتشر خبر القبض علي ود الشمال انتشار النار في الهشيم كل المجالس والدواوين وجلسات قهوة منتصف النهار كانت لاحديث فيها سوي انكشاف امر ابو الشمال اخيرا كثير من النساء اللائي تعرض ازواجهن للجلد من قبل تلقفن الخبر بسرور واضح كان الخبر ازاح عن كاهلهن عبئا ثقيلا نواصل |
||||||||
|
|
02-15-2011, 05:41 AM
|
#102 | ||||||||
|
تفاجأ ابو الشمال الذي صار لايري الا بالعين المتربصه بعد وصوله بقليل بطرق شديد علي باب المنزل فتح الباب فوجد الحاج منصور وامام المسجد ومدير المدرسه واخرين يقفون امام المنزل في وجوم سلموا عليه بفتور واضح ولكنه طلب منهم الدخول في صالونه الواسع وبعد المجاملات والمشروبات تنحنح الحاج منصور قليلا ثم خاطب ود الشمال قائلا - طبعا ياود الشمال انت عارف معزتك عندنا بدليل انك عضو في كل اللجان الاتكونت في الحي دا لم ينبث ابو الشمال ببنت شفه ولكنه كان ينظر للحاج منصور بتمعن لانه يعرف ان للكلام بقيه استطرد الحاج منصور انت طبعا عضو في مجلس الاباء بالمدرسه وعضو اللجنه الشعبيه ورئيس لجنة الماء وعضو بلجنة الاراضي وغيرها صمت قليلا ويبدو ان مايريد قوله امرا ثقيلا عليه او هكذا بدا للاخرين فعاجله ابو الشمال بسرعه ودون تردد - انا استقيل من كل هذه اللجان عندك كلام معاي تاني ياحاج منصور تدخل امام المسجد قائلا ياشيخ ماتنفعل الكلام اخذ وعطا - انا مازعلان لكن دا الموضوع الجيتو عشانو وانا بختصر ليكم السكه تحرك مدير المدرسه للامام قليلا ثم قال - طبعا ياود الشمال نحن عارفين انو اللجان دي كلها ضحت تضحيه كبيره ابو الشمال -بسيطه بكره بتلقوا ليكم ارجوز مغفل يدخل فيها بدلي حاج منصور -ياابو الشمال طبعا الظرف دقيق ونحن عايزين العمل العام ما يتأثر باي شئ - يامنصور الفكره وصلت لكن العمل العام ما اتأثر قبل كدا بافعال اكبر من كاس عرقي يااخوانا اظن الموضوع دا انتهي النقاش فيهو عندكم كلام غيرو وكانت هذه اشارة لهم بان يذهبوا نهض الحاج منصور وربت علي كتف ابوالشمال قائلا الكلام بيني وبينك ما انتهي وحاتعرف لما نتلاقي برانا انا بقدرك كيف ابتسم ابو الشمال هازئا وهو يشيعهم بنظرات تتطاير شررا نواصل |
||||||||
|
|
|
02-16-2011, 08:31 AM
|
#103 | ||||||||
|
قدم جيمس الي اخر محطه في فتره كان المكان في بدايات تكوينه وهو شاب ابنوسي طويل القامه نظيفا انيقا في غالب الاحيان يعمل في مكتب ينظم حركة النقل وهو يعمل كمساعد للموظف الرئيسي ابراهيم هو وابراهيم متناغمان تماما ابراهيم لايستطيع ان يحضر للعمل باكرا بعد الفجر وفي هذا الوقت تبدا الناقلات عملها ولكن جيمس يحضر في هذا الوقت باكرا ويقوم بكل العمل حتي التاسعه صباحا عندما يدلف ابراهيم الي الكشك المصنوع من الزنك يتقدمه كرش يعوق حركته بشكل طبيعي وابراهيم رجل خمسيني راسه وخطه الشيب وترهل جسده ملابسه دائما تعبر عن تبرمه من الالتزام تجاه زي بعنيه فور وصوله يجلس جانبا ثم يضع سفه ضخمه من كيس متسخ حتي ان شفته السفلي تتدلي بشكل يشير الي استرخاءه التام ثم يخاطب جيمس بتكاسل - جيمس خلي حليمه الحلبيه ترسل لي القهوه وكان داير تمشي الجامعه امشي ينهض جيمس بسرعه ويسرد اليه وقائع الساعات التي لم يكن موجودا فيها ثم يمر علي كشك حليمه الحلبيه ويحضر القهوه بنفسه بدلا من ان يترك الطلب لدي حليمه المزدحمه دوما هكذا كان يوم جيمس في اغلب الاحيان عدا ان لا يكون لديه التزام تجاه الدراسه فهو يجلس الي المكتب ويظل ابراهيم جائسا وسط الاكشاك متذوقا صنوف الاكل البلدي والابتسامات البلديه والكلمات المتخمه باغراض خفيه حتي يحين موعد انتهاء الورديه فيعود ليلخص عمله ويحسب ايراده ثم يخرج للتوريد تاركا امر اغلاق المكتب لجيمس الغارق وسط السندات والدفاتر يراقب كل شئ بدقه مجهريه نواصل |
||||||||
|
|
|
02-17-2011, 06:19 AM
|
#104 | ||||||||
|
وجيمس هو الفتي المدلل في اخر محطه بلامنازع فاصحاب وسائل النقل يعرفون ان ابراهيم رجل يتعامل مع الامور بتكاسل لذلك يدفعون بامورهم الملحه لجيمس النشط الذي دائما ياخذ الامور علي محمل الجد مهما صغرت فهو يعرف كثير من الموظفين في وزارة النقل والمعتمديه والولايه والكثير من رجال شرطه المرور بمختلف الرتب لذلك حتي ابراهيم عندما يستعصي عليه امر يحتاج الي علاقات وطيده يقوم بتكليف جيمس بالمهمه وجيمس يدرس الامور بتؤده ثم يحدد مسارات تحلحلها ولايخدع احدا فهو واضح تماما فالامر الذي يحتاج لخشخشة اوراق البنكنوت اي ان الموظفين في المكاتب الصفراء لن يلتفتوا اليه الا بعد سماع صوت الاوراق النقديه لايتردد جيمس ويقول لطالب الخدمه ان كان من السائقين القدامي - دا دايرليهو حركه ياعمك فيستجيب عمك فورا لانه يعرف جيمس جيدا لايمكن ان يزيف امرا غير مطلوب اصلا ومع ذلك جيمس يحاول بقدر الامكان ان يتفادي اوراق البنكنوت التي غالبا ما تحلحل الامور المستعصيه فهو في كثير من الاحيان يعتمد علي علاقاته المميزه مع الموظفين لانجاز الامر وفي هذه الحاله تعود النقود التي اخذها من طالب الخدمه دون ان تنقص فلسا واحدا نواصل |
||||||||
|
|
|
02-20-2011, 04:15 AM
|
#105 | ||||||||
|
لكن ماجعل جيمس علي كل لسان وعرضه للغمزات واللمزات والتشجيع احيانا والسخريه في بعض الاحيان هو ارتباطه بقصة عشق تناقلتها وسائل النقل في اخر محطه طويلا جيمس فتي مجتهد في دراسته مما جعله متفوقا يتدرج في تعليمه بشكل سريع هذا التفوق اوجد سوق عمل جديده بالنسبه له تمتص جزء من نشاطه الجم وتوفر لها مدخول اضافي يعينه علي مواصلة الدراسه ومساعدة اهله الذين مازالوا يقبعون في قريه نائيه جنوبا فقد بدا في المراجعه والشرح ومساعدة الكثير من الطلاب القادمين للجامعات وكان هذا النشاط يبدأ بعيد نهاية دوام المكتب او بعد اوبته من الجامعه اول مابدا العمل في هذا المجال كان بايحاء من المعلم الدفار الذي طلب منه علي استحياء ان يساعد ابنه في دراسته ولم يتطرق احدهما اي المعلم الدفار وجيمس الي مقابل مادي نظير هذا الجهد وبالفعل استطاع جيمس تقديم مساعده قيمه لابن المعلم الدفار مما ادي لتقدمه للجامعه بثبات كان يقضي جل مساءه في منزل طليقة الدفار مع الابن المتطلع للدراسه الجامعيه وحتي نهاية ارتباط جيمس بابن الدفار لم يكن في الامر مقابل مادي ولكن عندما بدا جيمس في مساعدة بنات حسنيه لوحت له حسنيه باوراق النقد في البدايه تردد ثم قبل علي مضض ثم اعجبه الامر اذ احس بتدفق مدخول اضافي ازاح همومه المزمنه المتمثله دائما في التقصير عن الوفاء بالالتزامات الماليه للدراسه او لبعض المعارف نواصل |
||||||||
|
|
|
02-22-2011, 05:01 AM
|
#106 | ||||||||
|
وكان عمله لدي حسنيه هي البدايه الفعليه لقيامه بهذا العمل بشكل احترافي اذ اثناء قيامه بمساعدة بنات حسنيه انتشر في اوساط اخر محطه خبر قدرته الخارقه علي المساعده في هذا المجال ورغم المبالغه في الامر لكن حسنيه امرأه تعرف كيف تروج لاي امر تتولاه لذلك سرعان مابدا بعض الذين يعملون في اخر محطه والاحياء المجاوره الاتصال بجيمس للقيام بالمهمه التي احيانا تكون مستحيله نسبة لان بعض الابناء تكون مشكلتهم طويلة الامد تحتاج لسنوات لتجاوزها وجيمس تعلم من تجاربه فهو قبل الارتباط يجلس الي الطالب المراد مساعدته فتره كافيه واذا لاحظ ان الامر يحتاج الي وقت طويل وانه لن يستطيع مساعدته فانه يعتذر بطريقه جميله تاركا وراءه تساءلات عده في نفوس اهل الطلاب الذين لم يحظوا بمساعدته كل هذا الرواج ادي لان يكون جيمس مشغولا طول اليوم من ساعات الصباح وحتي وقت متقدم من الليل ولان تنقله زاد بشكل كبير جلب دراجه لتعينه علي تحركاته التي تكون احيانا متقاطعه ومتباعده وصار جيمس من الوجوه المالوفه داخل الاحياء حول اخر محطه بدراجته التي يرتفع صريرها دوما نواصل |
||||||||
|
|
|
02-23-2011, 05:01 AM
|
#107 | ||||||||
|
ورغم ان جيمس اضحي حلم الفتيات والشباب الطامحين الي تحسين مستوياتهم حول اخر مخطه الا انه احتفظ ببساطته في التعامل ولباقته في التصدي لكل محاولات التحرش به التي تتم في الازقه وسط الاحياء اذ ان دخوله المنازل واحتكاكه بالفتيات جعل بعض الشباب يحاولون اعتراضه احيانا والتعرض له ببعض العبارات البذيئه كما ان دخله تضاعف فتغير مظهره قليلا واحلامه ايضا اخذت في النمو بشكل مطرد كان يفكر في جلب اهله الي المنطقه وامتلاك منزل وقد كان يحمل حلمه هذا معه بالدراجه القديمه التي يعتليها ويتأبطه في مقاعد الدراسه وفي وسائل النقل وقرب المكتب المتسخ داخل الكشك المكتب واثناء ترثرته الضاحكه مع بائعات الاكل البلدي والشاي نواصل |
||||||||
|
|
|
02-24-2011, 05:21 AM
|
#108 | ||||||||
|
ولكن هذا الحلم اتسع كثيرا عندما ارتبط بالتزام طويل الاجل تجاه عزه بنت حليمه الحلبيه وعزه فتاة صبيحة الوجه ابتسامتها عنوان رئيسي يجب المرور به قبل التفرس في تقاطيعها الدقيقه ورغم صغر سنها الا انها فتاة فارعه مما يوحي للناظر اليها بانها تكبر السرب الذي تتوسطه قليلا والد عزه رجل كما يقول الذين يعرفونه رجل شديد البأس صارع الاستسلام لحاكم سابق حتي لفظ انفاسه اذ كان قبل تشريده كان يعمل في الحقل الصحي وقد تجاوب مع نداءات نقابته فاشعل زملاءه وتجاوب مع مد وطني لاحقا وبعد تشريده كان يعمل دون توقف في تجارة الفواكه ساعدته حليمه وبعض اقرباءه علي امتلاك ثلاجة موز ضخمه فصار يسافر كثيرا الي مناطق الانتاج وسرعات مادرت عليه تجارته دخلا جعله يؤسس بيتا كبيرا ويتملك بعض المحال ولكن عشقه القديم للمصادمه لم يفتر ففي اول فرصه للصدام كان تاجر الفواكه الكهل في مقدمة الصفوف وفي ذلك اليوم تم الامساك به واودع المعتقلات طويلا تراجعت تجارته كثيرا اضطرت زوجته الشابه انذاك حليمه الي بيع الثلاجه والمحال واخيرا بعد ان عاد فاقد الادراك من المعتقل باعت البيت الكبير في وسط المدينه واشترت منزلها في هذه الانحاء لتتمكن من علاج بعلها ولكن قبل ان تثمر رحلة العلاج الطويله لفظ الرجل انفاسه الاخيره بين يديها شاخصا بصره ناحيتها كانه يستنجد بالمرأه التي حارب اهله كثيرا من اجلها نواصل |
||||||||
|
|
|
02-26-2011, 09:45 AM
|
#109 | ||||||||
|
الامر الذي يعلق في حلق حليمه كالعلقم ومازالت كلما لاكته الالسن يسبب لها الكثيرمن الأذي هو احجام اهل زوجها عن حضور جنازته عدا بعض الافراد الذين حضروا علي عجل ثم تفرقوا بمختلف الاعذار التي لم تقنع حليمه يوما ما وكذلك قام اهل زوجها بتلقي عزاءهم بعيدا عن حليمه وبيتها هذا الامر جعل حليمه تحاول بقدر الامكان الابتعاد عنهم ولكنهم بعد فتره حضروا اليها ليراجعوا تركة المرحوم فاجأتهم حليمه ذات اللسان الذي يقول عنه رواد اخر محطه انه اطول من شارع بورت سودان الخرطوم بسباب واستقبال حافل بالصياح واوراق سليمه توضح ان المرحوم باع كل ممتلكاته وان المنزل الحالي تملكه حليمه عادوا من حيث اتوا دون ان يقتنعوا وتوعدوها بعوده قريبه ولكنهم لم يفعلوا احدهم وفي غمرة الشجار الدائر طلب رؤية بنتهم كما قال احضرت حليمه عزه علي مضض نظر اليها وابتسم ثم قال شبه ابوها بالضبط سأل عن دراستها فكان الرد حادا كالمديه - انت دخلك شنو ومنذ ذلك الوقت لم تعد حليمه تري احدا من اقرباء زوجها ولكنها كانت من حين لاخر تحدث بنتها عنهم بشكل مقتضب به الكثير من السباب والغبن المتراكم عبر سنين زواجها نواصل |
||||||||
|
|
|
02-27-2011, 05:26 AM
|
#110 | ||||||||
|
وعزه الفتاة الفارعه ذات الغمازه التي تضفي عليها جاذبيه لاتقاوم فتاة اشتهرت بين رفيقاتها بطول لسان امها وقدرة ابيها علي المصادمه كانت ذات قدره عاليه في التأثير علي وسطها الطلابي كما عرف عنها التمرد علي القوالب الموروثه لذلك كانت دائما ماتمتلك الجرأه علي متابعة التقليعات ومجاراة الجديد ولكنها مع ذلك كانت كما يقول عنها استاذ لها اشتهر بنظرته الثاقبه الي الامور تحتاج لكثير من الترقيع في وعيها لتتجاوز اثار حنق حليمه الحلبيه المزمن وهي دائما تتمسك بمركز وسط في دراستها اذ لم تكن لديها القدره علي التمسك بادوات التفوق اي التركيز والالتزام لكنها كانت تقاوم القاع بشتي السبل الغش المتاح المذاكره اخر المده حتي وقت متأخر او أي وسيله اخري تجنبها السقوط الي اسفل ولكن هذا المركز كان يجعل حليمه الحلبيه غاضبه عليها معظم الوقت وبالاخص عند وصول نتائج العام الدراسي كان الجيران قبيل اعلان النتائج يستعدون لسماع الصياح المعتاد - انت يابت ناقصك شنو - اسع العندك عند منو ناس ماعندهم نص العندك ودايما سابقنك -يابت انت مالك دايره تجنيني انا شقيانه ليل نهار عشان منو -كان ماقادره علي الدراسه ماتضيعي زمني وزمنك خليني النشوف ليك ودحلال يلمك نواصل |
||||||||
|
|
 |
|
|
 |
 |
 |
Linear Mode
