سلسيون- الجزء الاول

[ابودباره]

تعلن الخطوط الجوية الخليجية عن وصول رحلتها رقم 512 والقادمة من (الخليج )على بوابة الوصول رقم 7.. قالتها مذيعة الرحلات الخارجية بصوتها الدافئ ثم ما لبث أزيز محركات الطائرة (الأير بص) أن عانق الآذان وهي تهبط على مدرج المطار.
بدأت الإجراءات الروتينية التي تحدث عند هبوط الطائرات أتت عربة (المطافئ) وعربة نقل( العفش ) كما أتجه(البص) الذي يقل (الركاب) إلى صالة القدوم .. توقفت محركات الطائرة تماماً وفتح باب الطائرة من أجل نزول الركاب .. ولكن كانت المفاجأة عندما نزل راكب واحد يرتدي (الزي السوداني ) الكامل وينعل مركوب (أصلة) جديد .. يحمل بيد (عصاية أبنوس) وبالأخرى شنطة سامسونايت سوداء صغيرة .. أقترب منه موظف أمن المطار سائلاً :
- الركاب المعاك وين ؟
- ما في ركاب معاي أنا (التيارة) دا جيت بيهو براي !
أندهش موظف أمن المطار من أجابه هذا الراكب ( الوحيد) وقال مخاطباً زميله الذي يقف بجانبه :
- والله دي حكاية عجيبة .. عرفنا الزول يأخذ ( تكسي) طلب .. أمجاد (طلب) ركشه (طلب) لكن (أيربص) طلب دي ما أدونا ليها ..

أمام (كاونتر) الجوازات ( الفاضي) وقف (الراكب) أمام موظف الجوازات الذي بدأ يقوم بعملية الفحص الروتينية في بيانات جواز سفر ( الراكب) التي تقول:
الإسم: حسن أب دومات آدم
إسم الشهرة : سلسيون
تاريخ الميلاد : 1970
المهنة : أعمال حرة
الطول: خمسة قدم وستة بوصة
لون العيون: عسلية
وقد قام موظف الجوازات أيضاً بالتأكد من تأشيرة خروج ( سلسيون) والتى يعود تاريخها إلى ستة أشهر خلت حينما غادر إلى (الخليج).. وبعد أن تأكد موظف الجوازات من أن كل البيانات والإجراءات سليمة قام بختم الجواز ( بتأشيرة الدخول) وسلمه له .
قام (سلسيون ) في هدوء بإدخال جواز سفره بعد ختمه إلى ( الشنطة السامسونايت ) وأتجه صوب ( سير العفش) الذي ما لبث أن أخذ في الدوران معلناً عن وصول الشنط والمتعلقات الخاصة بالسفرية (ذات الراكب الواحد) .
لم يكن على السير غير عشرين شنطة حديدية ضخمة ذات (طبل) كبيرة الحجم وأقفال غريبة الشكل .. أتجه ( سلسيون ) نحو الشنط وقام بإنزالها وذلك بجرها إلى خارج السير … شنطة .. شنطة..
بمعاونة أربعة (عتالة ) تم حمل الشنطة الأولى ووضعها على (تربيزة ) التفتيش أمام موظف الجمارك الذي خاطب ( سلسيون ) في عفوية :
- الشنطة دي فيها شنو..
- فيهو قروش..
- (الموظف فى دهشة) : قروش
- أيوة .. مليان كلو ( دولارات)..
في هذه الأثناء كان موظف الجمارك قد قام بفتح الشنطة وكانت المفاجأة أن الشنطة تماماً كما قال ( الراكب سلسيون) مليئة حتى أخرها بحزم من الدولارات فئة ( المية )
- كدي جيبوا باقي الشنط دي أفتحوها
قالها موظف الجمارك مخاطباًُ زملائه ( موظفي الجمارك) الذين كانو على مقربة منه وهو في حالة من الإرتباك والإندهاش للأمر .. كانت جميع الشنط (العشرين) كما الشنطة الأولى (مستفة) تماماً ( بالرزم) أم مية دولار!
- ده شنو يازول ( قالها موظف الجمارك) في ذهول وإستغراب..
- دي قروش بتاعي
- جبتها من وين ؟
- رسلو ليا اخوي من أمريكا ..
كإجراء رسمي طلب ( موظف الجمارك) من زملائه قفل جميع الشنط وحملها وإدخالها ألى غرفة الأمن أمام بصر ونظر صاحبها .. في مكتب الأمن جرى تحري أولي مع (سلسيون) حضره موظف مكتب ( بنك السودان) بالمطار الذي قام بعملية فحص أكد بعدها بأن هذه الدولارات حقيقية وليست مزورة ..
- القروش دي كم ؟
- قروش دا تلاتة مليار وكمان في تلاتة تاني هناك أجيبو المرة الجاي..
- أنت ما لازم لكن تورينا جبت القروش دي من وين ؟
- يا جماعة أنا قلت ليكم قروش دا رسلو ليا أخوي (شخال) في أمريكا .
أتصل موظف الجمارك بمدير أمن المطار الذي أتصل بدوره بالمسئول في ( الداخلية) الذي اتصل بدوره … الذي اتصل بدوره… ثم حجز (سلسيون ) بمباني الأمن لمعرفة مصدر هذه الأموال الطائلة التي أحضرها معه .. كإجراء أمنى إبتدائى تم تكوين ( تيم ) من رجال الأمن المتمرسين لجمع أكبر قدر من المعلومات عن (سلسيون) وخلال فترة وجيزة جاءت المعلومات تقول بأن ( سلسيون) هو فى الأصل ينتمى إلى أحدى (دول الجوار) لكنه يحوز على (الجنسية السودانية) وهو يمتلك (طبلية) سجائر أمام ( سينما كلزيوم) يبيع فيها بالإضافة إلى السجائر اللبان والحلاوة المناديل الورقية وأنه قد إشتهر بلقب (سلسيون ) نتيجة لبيعه مادة (السلسيون) المخدرة (للشماسة) المنتشرين حول السينما بعد تعبئتها فى عبوات صغيرة .