رجل غامض جدا

[عوض خضر]

كنا جلوسا في السرادق الضخم يحفنا بعض الضجر

والكثير من الاحساس بالحزن تجويف السرادق مزدحم باوعية حمل الطعام الكل جلب طعامه

( لبيت البكاء ) بعض الجلوس كانوا يرتشفون الشاي بتمهل وتلذذ وبعضهم مازال ياكل بنهم

واخرين بداوا جدالا واسعا حول الكثير من الامور التي تصرفهم قليلا عن حزنهم

حواف السرادق تحيط بها العشرات من الاحذيه

كنت اتفرس في الاحذيه واحاول تصنفيها هذا حذاء ضخم ادهشني ادرت راسي وبدات احاول ربطه باحد الموجودين ومن خلال

دورتي حول السرادق استطعت ربطه باثنين لاغير ثم حذاء اخر فخم نظيف يبدو صاحبه مهتما به جدا ادرت راسي ايضا بحثا عن صاحب الحذاء

وايضا ربطته بمجموعه لاتتعدي اصابع اليد الواحده

حذاء اخر يبدو مغبرا عفا عليه الزمن اثار طينيه علي الحواف وهنا تشاكل علي الامر

اذ ان الحذاء يصلح ان يكون لاغلب المتواجدين

قطعت استرسال افكاري حول الاحذيه صيحه مدويه كانها اخرجتني من جب عميق

- الفاتحه

رفعت راسي ويدي رجل طويل القامه جهور الصوت تبدو علي ملامحه اعراض السفر

وقف مشدودا كحبل الغسيل رافعا كفين ضحمتين محركا شفتيه مترحما علي الفقيد

سرعان مادبت الحركه في السرادق الضخم

- ياولد مويه بي هنا

اخر
- جيب الابريق غسل لي عمك دا

- ياولد اسرع خليهم يجهزوا غداء بسرعه

الرجل للحظات كان محط اهتمام الجميع

ظل مطرقا والنظرات تطوقه نظرت الي حذائه الذي خلعه بالقرب مني

كان حذاءا جلديا انيقا يتناسب مع ثياب الرجل

بدا همس بين الجالسين - هو الزول دا منو

- تلقاهو من اصحاب المرحوم

- كان صاحب المرحوم كان عرفناه

- ياخي المفروض يقرب من اولادو ويعرف نفسو

- يمكن عارفنو

الرجل ظل مطرقا تناول غداءه مع مجموعه بتمهل

ارتشف الشاي بنفس التمهل ثم اقترب من احد ابناء المرحوم وظل يهمس اليه لفتره طويله

سمعنا صوت البكاء المختنق الصادر من ابن المتوفي

ولاحظنا ان الرجل يبكي ويمسح دمعاته بعمامته الناصعة البياض

قبيل المغيب نهض

وانتهرنا مره اخري - الفاتحه

الجميع نهضوا صافح بعضهم ثم غادر كما اتي غامضا انيقا تاركا اثر ملامحه الوسيمه في نفوسنا

البعض اقترب من ابن المتوفي وحاول استخلاص اي معلومات عن الضيف الغامص

وسرعان ماسرت الهمسات في السرادق الضخم

الضيف ذات يوم كان سجينا لدي المرحوم ابان عمله في السجون وقد تم القبض عليه وهو يكتب شعارات مناهضه لمن يتحكمون بالامور

وحوكم علي عجل المرحوم عامله بطريقه فيها الكثير من الشفقه بعد خروجه لم ينسي السجّان طيب المعشر لذلك سهّل للمرحوم امتلاك منزله الحالي

وعمل علي توظيف بعض ابناء وبنات المرحوم بعد دوران العجله وتوليه مقاليد بعض الامور ثم اسرع للتعزيه فور سماعه النبأ