Go Back   منتديات قرية فطيس > المنتديات الأدبية > القصص والحكايات
FAQ Community Calendar Today's Posts Search

Reply
 
Thread Tools Display Modes
Old 03-16-2010, 06:56 AM   #1
 
ابودباره

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 35
السكن: فطيس - فرج الله
المشاركات : 157
بمعدل : 0.03



ابودباره is offline
Default عبد الملك بن مروان(الجزء الاول)

القضاء علي ابن الزبير سنة 73 هجريه

بعد مقتل مصعب انحصرت دولة ابن الزبير في الحجاز، ولم يكن في استطاعته الصمود لافتقاره إلى المال والرجال، كما أن مقتل أخيه مصعب قد فَتَّ في عَضُدِه وأصابه بالإحباط، ولكنه لم يُلْقِ الراية، وظل يقاوم حتى النهاية.

جهز عبد الملك بن مروان جيشًا قوامه عشرين ألفًا من أهل الشام وغيرهم بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، ووجهه لقتال ابن الزبير في مكة، فحاصر الحجاج ابن الزبير، ونصب المنجنيق على الكعبة من جبل أبي قبيس، فلما أهَلَّ ذو الحجة لم يستطع ابن الزبير أن يحج، وحَجَّ بالناس ابن عمر، وطلب من الحجاج أن يكف عن ضرب الكعبة بالمنجنيق، لأنه قد منع الناس من الطواف، فامتثل الحجاج، ولكن بعد فراغ الناس من طواف الفريضة نادى الحجاج في الناس أن يعودوا إلى بلادهم لأنه سيعود إلى ضرب البيت بالحجارة، وبالفعل بدأ يضرب الكعبة، وشدد على ابن الزبير وتحرَّج موقفه وانفضَّ عنه معظم أصحابه، ومنهم ابناه حمزة وخبيب، اللذان ذهبا إلى الحجاج وأخذا منه الأمان لنفسيهما، فلما رأى ذلك دخل على أمه فشكا إليها خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحجاج حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، وأن القوم يعطونه ما شاء من الدنيا، فقالت له: "يا بني أنت أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه فقد قُتِلَ عليه أصحابُك، ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت؟ أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك، وإن كنت على حق فما وهن الدنيا، وإلى كم خلودك في الدني؟ القتال أحسن، فدنا فقبل رأسها، وقال هذا والله رأيي، والذي قمت به داعيًا إلى يومي هذ، وما ركنت إلى الدنيا، ولا أحببت البقاء فيها... ولكنني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمه فإني مقتول في يومي هذا، فلا يشتد حزنك، وسلمي الأمر لله".. فخرج من عندها، وذهب إلى القتال فقُتِلَ من يومه، وهو السابع عشر من جمادى الأولى سنة 73هـ، وبذلك انتهت دولته التي استمرت حوالي تسع سنين..

وهكذا فقد ثابر عبد الملك وصبر وجاهد لتوطيد دعائم الدولة الإسلامية تحت قيادته ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، ومن هنا استحق عبد الملك عن جدارة لقب موحد الدولة الإسلامية أو المؤسس الثاني للدولة الأموية، بعد معاوية مؤسسها الأول، ولم يعكر صفو عبد الملك بعد أن حقق وحدة الدولة حوالي 73هـ إلا ثورة عبد الرحمن بن الأشعث وكانت ثورة عارمة، ولكن عبد الملك استطاع القضاء عليها بفضل مهارة قائده الحجاج بن يوسف الثقفي، ورباطة جأشه، فقد تمكن الحجاج بعد معارك شرسة من القضاء على هذه الثورة سنة 83هـ.

  Reply With Quote
Reply


Posting Rules
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is On
Smilies are On
[IMG] code is On
HTML code is Off

Forum Jump


All times are GMT. The time now is 09:53 AM.


Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com