|
05-09-2010, 06:41 AM | #18 | ||||||||
|
محمد الامين فطيس او الحويج كما يناديه زملاءه قد تكون تسمية الحويج وهي تصغير للحاج من ورعه وبعده عن ما يقبح افعاله وعفة لسانه وتمسكه الشديد باخلاقياته العاليه رجل يضحك همسا ويتحدث همسا ويصيخ استغراقا قليل الحديث متمهل في ردوده التي دائما ما تكون مدروسه ومرتبه لم يعنف احد مرؤوسيه ابدا ولم يبد تذمرا علي رؤسائه وكان يبتعد قدر الامكان عن الصخب والضجيج ولكنه يحب مجالسة زملاءه والاستماع اليهم ونادرا ما يبدي امتعاضا الا ان كان يمازح احدهم ترقي حتي وصل ناظر اول محطه وهو الناظر الوحيد الذي لا يبارح المكتب الا بعد ان يناقش مع زميله في الورديه الاخري تفاصيل تقرير التسليم والتسلم وبعد ذلك يعتمر عمامته التي لاتفارقه حتي مع الخاكي الخاص بالسكه الحديد ويغادر في تؤده غير عجل ويمشي في خطوات صغيره واطراقه لا تفارقه حتي منزله وعند مغادرته يبداصياح زملاءه من الورديه الاخري ممازحين طالبين منه ان يبقي قليلا ولا تكون الاجابه الا ابتسامه صغيره لم يتاخر يوما ولم يغادر قبل موعده عند حضوره وفي حال عدم وجود ناظر الورديه المغادره كان ينهب الاوراق صاعدا نازلا مقتربا منها حتي التلامس كانه يلعقها ويلم بكل اطراف مايتعلق بيوم العمل ثم ينادي المحولجي ويفتح معه نقاشا طويلا حول مرور كندره ومرور القوز او الشافعي ثم يبدا يجري اتصالاته اللاسلكيه مع المحطات الاخري وبعد ان تتضح ملامح خطة يوم العمل يخرج ليجالس العمال في انتظار توافد القاطرات وفي الشتاء كان العم محمد الامين عباره عن كومة ملابس ثقيله متحركه اذ كان هو والشتاء عدوين لدوين وما زلت اذكر ايام عمله ككمساري عندما يدخل للمكتب مرتعدا فاركا يديه باحثا عن ركن دافئ يجلس ثم يغمض عينيه في استمتاع بالدفء الطارئ ولكن عندما تجهز اوراقه يهب واقفا يحملها ويصعد لمؤخرة القاطره التي تنتهكها الرياح البارده ويغطس وسط جوالات القطن لم يتملق احدا ولم يتقدم الصفوف لا ستقبال مدير او مسئول اذ لم يكن يري فيهم خيرا كان ماهرا في الاعمال اليدويه الدقيقه كالتعامل مع الاجهزه الالكترونيه المعطوبه كاجهزة الراديو وغيرها وكما حضر للسكه الحديد في هدوء ودون جلبه غادر كذلك دون جلبه ولكن ضجت جنبات الضباب حزنا علي فراقه ونواصل |
||||||||
|
|
|