واقع الأحوال في فطيس

[عارف عبد الرحمن]

كنت أتمني أن نحيل القلق علي قريتنا إلي ألق وتوهج وأن نجعل منها منارة كما السابق ، عندما كانت قبلة للجميع في التعليم والصحة والتجارة والمواصلات للقري التي من حولنا والبعيدة وحتي المدن ــ كان هناك طلبة وطالبات من مناطق بعيدة يأتون للدراسة في فطيس ..ولكن نكرر الأخطاء ذاتها في كل ممارسة للعمل العام والنظرة لتطوير البلد من منظور عدم الحيادية ونسبة الأشياء لأشخاص بعينهم .. ولأننا لا نتفق معهم نحارب تلك الأفكار وحتي أن كانت فيها المصلحة ..نوأدها في مهدها ونحاربها بشتي الطرق حتي لا تري النور .. ظاهرة للتهريج والقدح في الأشخاص دون النظر لأهمية الاتفاق لنقل البلد لمرحلة البناء والتعمير وترك صغائر الأمور وتوافهها لتبقي كل الأصوات مشروخة ونشاز ، لن ينجلي ليلنا أبداَ ونظن أن الليل في بدايته يحبو ونتعري للبطان والسياط وظهرنا مكشوف وتبدو أضلعنا جليه واضحة للعيان تكشف مدي افتقارنا وفقرنا المدقع من الرأي والسداد والمشورة تعصرنا أنيميا مزمنة لا علاج لها ولا ملامح أن نبرأ من سقمنا القديم المستوطن .. أننا لن نتفق وصرنا أضداد نتصارع حتي داخل بيت الله .. لم نتفق وعلت الأصوات وبلغت عنان السقف نهدر دون حرمة لبيت الله .. نتهم من يريد أن يخدم بعدم المصداقية والانفراد بالقرار وأنتم في الأساس لم تجتمعوا لتتفقوا ! ليضيع زمننا هدراَ ليس هناك من يسد هذا الفراغ برأي سديد ورشيد يعيد للناس كيف تستعد للعمل .. لا مؤسسية في عملنا ولا أتفاق علي برنامج عمل حتي تتضح الصورة للجميع وتتفق علي ذلك بقناعة للجميع ..فقط اجتهادات لبعض الأخوة والأعمام جزاهم الله خيراَ وتصديهم للأمور من تلقاء أنفسهم لأنهم تأكدوا بما لا يدع مجال للشك بأن لا وجود للمجموعة .. ( تحدثت مع بعض الأخوة كأفراد للاتفاق مع بعض للعمل من أجل البلد .. فكان كل واحد له رأي في الآخر وبالتالي تنعدم الثقة بين المجموعة ولن يكتب نجاح لأي عمل يتم بهذه الصورة ) .
أن تكلم عن الأشياء الصغيرة ونتعامل معها بجدية حتماَ سنصل لحلول للأشياء الكبيرة وبذلك باحترام القرارات أياَ كان حجمها .. ولكن أن نتجادل ويطول الجدال من المؤكد أن الجميع علي خطأ ..
دار نقاش وجدال داخل المسجد بعد صلاة جمعة .. ودار النقاش حول بعض الأمور وتعالت الأصوات والاتهامات .. ولم يصل الناس لحل ..ونودي من داخل المسجد لناس الحي الشرقي للتواجد بعد صلاة العصر في النادي لاختيار لجنة شعبية تمثل الحي ولكن كالعهد بالناس تعاملوا مع الأمر وكأنهم لا يعنيهم .. ثم أعيدت الكرة مرة أخري وجاء كم نفر ومع بعضهم ورقة جاهزة عليها أسماء تمثل الحي الشرقي ولم ينتخبهم أحد كما ورقة المهرجلين .. وأعطيت لمندوب المحلية الذي لم يصدق وحتي لم ينظر فيها لكان الأمر مفروغ منه ومدبر من قبل وطار مسرعاَ لا يلوي علي شئ ولم يلتفت حتي لاحتجاجات البعض وسخرية الآخرين الذين يستمتعون بفشل كل المشاريع التي تقوم في القرية ليؤكدوا للناس أن القرية لن تسير بغيرهم لأنهم هم فقط الذين يعرفون المسئولين وهم فقط الذين يعرفون أبواب المكاتب والدواوين الحكومية ؟ مزج لنا الصواب بالخطأ وشربنا نخب فشلنا المتواصل وجعلنا الفساد كل الممارسة ولم تبدأ العافية للإصلاح ؟؟ وتجي تقول لي ديمقراطية ؟ ديمقراطية أيه أذا كانت الناس راضية أن تساق كالضأن ( أخونا وحيد محمد إبراهيم في وفاة العم فتح الله ـــ وأنا لم التقيه .. قال لأخونا عمارة أن عارف متشاءم من في كتاباته عن البلد وياريت لو كان أخونا وحيد موجود ليتأكد مما أكتب.
كل ذلك اللغط شفاهة وحوار وجدال ورجع صدي وذهاب من غير عودة لأعمال الفكر للوصول للصواب .. ليست هناك قاعدة للبيانات وبرنامج للتصور وإكمال الفكرة ومتابعتها حتي النضوج .. نحتاج لشخصية كاريزمية ذات حضور طاغي وجاذبية كبيرة تتفق عليه الناس بأنه الموثوق فيه .. شخصية تتمتع بقدر كبير من التأثير علي الجميع ايجابيا لزرع ثقافة العمل مع الجميع وخدمة المجموعة دون انتظار شكر ولا محمده من أحد .. شخصية تقود الناس لبر الأمان وتعرف كيف تتصرف في المواقف الصعبة .. هذه الشخصية موجودة في كل زمان ومكان وحضارة .. إلا عندنا لا توجد..!!!!
رحم الله محمد الحسن الفنقلن .. هل يجود الزمان برجل للمهمات الصعبة مثله يسعي بين الناس لعمل الخير وخدمة الجميع ؟