يلا وأخواتها .. ( أنطباعات زول جاي من البلد )

[عارف عبد الرحمن]

في رحلتي الأخيرة للسودان وجدت بعض الملاحظات لفتت انتباهي بعض الظواهر الغريبة التي غزت المجتمع السوداني ـــ وأعني هنا فئة الشباب ـــ الذين ينطلقون بسرعة الصوت للنهل من السالب من العادات الدخيلة والتي لا تشبه بلادنا.. هناك استلاب لعقول الشباب من الظواهر التي تلفت الانتباه وتؤكد ما نذهب عليه من الغرابة ..
أول تلك الأشياء اللبس فحدث ولا حرج ـــ وهذا الكلام للجنسين أن وجد لان أوجه الشبه صارت جداً قريبة ما بين الفتاة والفتي .. لبس يكاد أن يتفتق يرسم كل تقاطيع الجسم بوضوح وقميص أو بلوزة قصيرة بالنسبة للبنت وعلي الرأس منديل يسمي مجازاً طرحة والجيد والعنق تبدوان للعيان وألوان قزحية علي الوجه المرهق من كثرة ما وضع عليه من ألوان وكريمات وبدر وأشياء غريبة ..هذا ما يخص الفتاة أما الولد فهو الآخر لا يقل شيء عن الفتاة صاروا يستخدمون الكريمات وفرد الشعر وبردة للوجه وكريمات تضاهي ما تستعمله الفتاة وبناطلين ضيقة ومحزقة ومرخرخة كأنما شدت من الخلف ومعها قميص ضيق حد الكمر ـــ راحت عليك يالجقودي وشنبك الأ تبلوا وتقتلوا لروحك وأنت سارح متذكراً أيام إن كانت تفر الحسان منك كما تشرد الغزلان عند رؤيتك وأنت قادم من بعيد يتطاير من عيونك الشرر ..إلا تذكر تلك الحسناء في زواج أخونا مكي فتح الرحمن أن قالت لك شنبك ولا أرتوشي ؟ يا حليلك وحليل ايامك
ونرجع لموضوعنا هناك جرأة صارت عند البنت أفقدتها عنصر مهم من عناصر الأنوثة وهو الحياء والخفر وهي من جملة التربية التي كانت تتمتع بها البنت ليضفي علي البنت جمالاَ بسيط ورقيق ومنساب دون الحاجة لزحمة الألوان وضيق الفستان وعوج اللسان.. وأكثر ما يستفزني من جملة تلك الأشياء مفردات غريبة وعجيبة وتلاصيق جمل لا تمت للغة بشيء ..بس استوقفتني كلمة تكاد تكون القاسم المشترك بين كل الكلام الذي يدور أن المتحدثين شباب أو شابات.. ويا حليل الكلام لو كان المتحدثين طلبة ..هع نحن ما عاد أسياد الكلام الكلمة هي .. يلا .. والله تورم الفشفاش .. من غير مناسبة تتحشر وسط الكلام .. مشيت للخرطوم وجلست في مواصلات عامة وكانت مجموعة من البنات والأولاد وتبدو الأشكال أنهم طلبة من طريقتهم في الكلام والصوت العالي والنكات والتعليقات والتقليعات في اللبس .. كانت وسط تلك المجموعة واحدة من الضخامة لو شافها جون سينا ما نزل الحلبة تاني .. كانت ترتدي ملابس ما عارف وين لقتها ومع دا كمان محزق وألوان علي الوجه كل ما أجي أعدها تهتز الحافلة تلخبط علي الحساب .. الجبهة لون الخدود ألوان الأنف لون والحنك كمان لون وتطرطش فمها بلون والرموش لون والحاجب وما بينهما لونين عشان ما تمشي مع البلوزة وباقي الخيمة التي ترتديها .. تذكرني تلك الألوان بشكل طائر يعطي ألوان مع الشمس بس حقت الطائر متجانسة بس دي تقول عملتها بأصبعها .. والكوم الأكبر في ـــ الله أكرمكم ــ نعلاتها ما عارف لقت ليها مقاس وين .. طبعاَ في جزم طالعة موضة تشبه المركوب .. زمان عمنا حمزة لما أمشي بالمرسيدس بتاع حسن بابكر لمدني عشان أبضع لما القي ليهو مراكيب مقاس كبييييييييييييييير جداً جداً بجيب منو لأجدادنا المراحيم محمد عبدا لرحمن وهاشم مصطفي والحاج ود الفكي مختار وأحمد عبدا لمطلب .. عشان ديل أصحاب مقاسات لا توجد اليوم ..أها صاحبتنا دي ذكرتني بالأجداد ديل قلت أمكن عمنا حمزة جاب ليها .. البنت دي قاعدة تتكلم تذكرني بإسحاق شارون والكلام يطلع منها كتل كتل وكمان قالت بتتحنكش كما يسمون أنفسهم وتحاول أن تدلع الكلام وكانت هناك لبانة مع دا كلو .. بس لما تقول ليك يلا .. الواحد ما فضل ليهو الأ أنط من الحافلة .. لو قالت جملة من 20 كلمة تكون كلمة يلا 15 مرة .. وكمان واحد أتكلم في التلفون أقوم أقول للتاني المعاه عاين جاي ؟؟؟ كيف أعاين جاي
وبمناسبة التلفون تشوف العجب الشارع كلو نقنقة وكل واحد رافع أيدو وأشر وأوصف